نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالا تناول كاتبه إيشان ثارور تحليل الدوافع التي حدت بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ليحاول الاستحواذ على غرينلاند التي تعد أكبر جزيرة في العالم وتتمتع بحكم ذاتي ضمن مملكة الدانمارك.

وبدت فكرة ترامب للاستحواذ على الجزيرة الواقعة شمال شرقي كندا بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، التي طرحها أول مرة في عام 2019 إبان ولايته الرئاسية الأولى، وكأنها مزحة قبل أن ترفضها الدانمارك، وفق المقال.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيوزيلندا تشترط لتأشيرة الإسرائيليين الكشف عن تفاصيل خدمتهم العسكريةlist 2 of 2جندي روسي: أبناء النخبة لا يشاركون في المعارك بأوكرانياend of list

ولفت الكاتب إلى أن رئيسة وزراء الدانمارك مته فريدريكسن وصفت تطلعات ترامب إلى شراء الجزيرة بأنها "سخيفة"، قبل أن يرد عليها الرئيس الأميركي بإلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى كوبنهاغن معتبرا تصريحها "ليس لطيفا".

لكن ثارور يقول إن مطامع ترامب في غرينلاند عادت إلى جدول أعماله مع بداية ولايته الثانية، ولا يبدو أنه سيتخلى عنها بسهولة.

موقع إستراتيجي

وعزا السبب في إصرار ترامب على ضم غرينلاند لبلاده إلى موقعها الإستراتيجي في منطقة القطب الشمالي الذائبة حيث للصين وروسيا أيضا مصالح متزايدة، فضلا عن ثروة الموارد الطبيعية التي يُعتقد أنها تكمن تحت قاع البحر والنفايات المتجمدة في الجزيرة.

إعلان

ووصف كاتب المقال زيارة دونالد نجل الرئيس ترامب إلى غرينلاند، يوم الثلاثاء 7 يناير/كانون الثاني الجاري، بأنها حيلة دعائية، حيث وعد والده في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي بـ"جعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى".

وبدوره، اعتبر ترامب ضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة "ضرورة مطلقة" لأمن الغرب، وقال للصحفيين يوم السبت الماضي "أعتقد بأننا سنحصل عليها".

وكان ترامب قد أجرى وفريدريكسن اتصالا هاتفيا مطولا "صدم" الدبلوماسيين في كوبنهاغن، وبدا أن الرئيس الأميركي رفض على ما يبدو عرض رئيسة الوزراء الدانماركية بتعزيز مجالات التعاون الأمني والاقتصادي بين بلديهما.

ليست مزحة

ويرى ثارور أن فريدريكسن لم تعد تتعامل مع تصريحات ترامب على أنها مزحة؛ إذ قالت "لم أجد في حياتي أنفسنا في وقت عصيب مثلما نحن عليه الآن. وهناك طريق واحد فقط لتجاوز ذلك، وهو التعاون الأوروبي الأوثق والأقوى من أي وقت مضى".

وأعلنت الدانمارك هذا الأسبوع عن حزمة إنفاق عسكري بحوالي ملياري يورو لأراضيها الشمالية، بما في ذلك غرينلاند وجزر فارو، والتي تغطي -من بين أمور أخرى- تكاليف 3 سفن جديدة في القطب الشمالي والمزيد من المسيَّرات طويلة المدى.

وفي مسعى منها لحشد الدعم السياسي لبلادها، قامت فريدريكسن بجولة سريعة في العواصم الأوروبية، حيث التقت قادة فرنسا وألمانيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو).

لا غزو

ويعتقد الكاتب أن غزو غرينلاند ليس ضمن تصورات ترامب وحلفائه، منبها إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بالفعل بقاعدة جوية رئيسية في الجزيرة وتأمل في تعزيز موطئ قدم لجيشها هناك، بالتوازي مع الحكومات الأوروبية الحليفة، في وقت تعمل فيه روسيا والصين على توسيع وجودهما في القطب الشمالي.

وعوضا عن ذلك، يأمل ترامب في موافقة كوبنهاغن على صفقة من نوع ما، مصورا استحواذ الولايات المتحدة على الإقليم على أنه "كرم" منها لتخفيف عبء إدارته عن كاهل الدانمارك.

إعلان

وأشار ثارور إلى أن هناك الكثير من السوابق التاريخية في هذا الخصوص، فلطالما ظل السياسيون الأميركيون يتطلعون إلى ضم غرينلاند لأكثر من قرن ونصف القرن.

ومن الأمثلة على ذلك، أن وزير الخارجية الأميركي آنذاك ويليام سيوارد، الذي اشترى منطقة ألاسكا في عام 1867، كان على وشك عقد صفقة مماثلة للحصول على غرينلاند، ولكن أحبطها المنافسون السياسيون في الكونغرس.

وفي عام 1917، اشترت الولايات المتحدة في عهد الرئيس وودرو ويلسون جزر الهند الغربية الدانماركية (التي تُعرف الآن باسم جزر فيرجن الأميركية) من كوبنهاغن.

مخاوف جيوسياسية

وبحسب المقال، فإن المخاوف الجيوسياسية كانت وراء القرار الأميركي بشراء جزر فيرجن، فقد أرادت واشنطن تعزيز سيطرتها على الوصول إلى قناة بنما التي كانت قد افتُتحت حديثا، وذلك رغبة منها في درء أي اجتياح محتمل من قبل القيصر الألماني لمنطقة البحر الكاريبي في حال ضم الدانمارك إليه.

ويبدو أن ترامب، في تعامله مع الخصوم والحلفاء على حد سواء، عازم -برأي كاتب المقال- على إحياء روح تلك الحقبة السابقة من سياسات القوى العظمى الإمبريالية بغض النظر عن الأعراف المعمول بها في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتحالفات عبر الأطلسي التي ظهرت على مدى القرن الماضي.

وعيد أميركي

وذكر أن الرئيس الأميركي توعد بالفعل مزيدا من الدول -من تايوان إلى كولومبيا والعديد من البلدان الأخرى الواقعة بينهما- بفرض رسوم جمركية عقابية في محاولة للحصول على تنازلات منها.

وقال إن قضية غرينلاند كشفت عن مشاعر متناقضة بين أهالي الجزيرة، فبينما أظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن 85% من السكان يعارضون الانضمام إلى الولايات المتحدة، فإن العديد من الطبقة السياسية في الجزيرة غير راضين عن الوضع الراهن ويفضلون الاستقلال الكامل.

وأضاف أن بعض حلفاء ترامب في واشنطن متحمسون لفكرته، فقد طرح عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري أندرو أوغلز، هذا الشهر مشروع قانون تحت عنوان "فلنجعل غرينلاند عظيمة مرة أخرى"، والذي من شأنه أن يوجه الكونغرس لدعم مفاوضات الرئيس للحصول على الجزيرة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة الرئیس الأمیرکی القطب الشمالی

إقرأ أيضاً:

مقابل الدعم الأميركي.. ترامب يكشف ما يريده من أوكرانيا

أشار الرئيس دونالد ترامب يوم الإثنين إلى أنه يريد التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا للوصول إلى المواد الأرضية النادرة لديها كشرط لاستمرار الدعم الأميركي لحربها ضد روسيا.

وتحدث ترامب إلى الصحفيين في المكتب البيضاوي، حيث اشتكى من أن الولايات المتحدة أرسلت مساعدات عسكرية واقتصادية إلى أوكرانيا أكثر من شركائها الأوروبيين.

وأضاف: "نتطلع إلى عقد صفقة مع أوكرانيا حيث سيؤمنون ما نقدمه لهم من خلال العناصر الأرضية النادرة عندهم وأشياء أخرى".

وأكد ترامب أنه تلقى كلمة من الحكومة الأوكرانية بأنهم مستعدون لإبرام صفقة لإعطاء الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى العناصر الحيوية للاقتصاد الحديث، الذي يعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.

وأوضح ترامب: "أريد أن أحصل على تأمين العناصر الأرضية النادرة. نحن نقدم مئات المليارات من الدولارات. لديهم عناصر أرضية نادرة كبيرة. وأريد تأمين حصولنا على العناصر الأرضية النادرة، وهم على استعداد للقيام بذلك".

ووفق ترامب فإن المحادثات مستمرة لإنهاء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مضيفا: "حققنا تقدما كبيرا في قضية روسيا وأوكرانيا. سنرى ما يحدث. سنوقف تلك الحرب السخيفة".

والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 معدنا تستخدم في صناعة المغناطيس الذي يحول الطاقة إلى حركة للسيارات الكهربائية والهواتف المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، علما أنه لا توجد بدائل معروفة لهذه المعادن.

وتعتبر هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أن هناك 50 معدنا لها أهمية حيوية لاقتصاد البلاد ودفاعها الوطني، منها بعض من العناصر الأرضية النادرة والنيكل والليثيوم.

وتحتوي أوكرانيا على مخزونات كبيرة من اليورانيوم والليثيوم والتيتانيوم، على الرغم من أن أيا منها لا يعتبر من بين أكبر خمس مخزونات في العالم من حيث الحجم، كما أن الولايات المتحدة لديها احتياطياتها غير المستغلة من تلك المعادن وغيرها من المعادن المهمة.

والولايات المتحدة لديها منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة وقدرة معالجة ضئيلة جدا، على الرغم من أن شركات كثيرة تعمل على تطوير مشروعات في البلاد.

وتعد الصين أكبر منتج في العالم للعناصر الأرضية النادرة ولمعادن حيوية أخرى كثيرة.

مقالات مشابهة

  • في مواجهة "طموحات ترامب".. غرينلاند تحظر التبرعات السياسية الأجنبية
  • تراجع أميركي عن تصريحات ترامب: يريد خروج سكان غزة "مؤقتا"
  • من غرينلاند إلى غزة.. أبرز تصريحات ترامب المجنونة وغير الواقعية
  • قنبلة .. أول تعليق إسرائيلي على مقترح الرئيس الأميركي
  • عاجل | حماس: ندين بشدة تصريحات الرئيس الأميركي الرامية لاحتلال الولايات المتحدة قطاع غزة وتهجير شعبنا الفلسطيني منه
  • غرينلاند تشدد قوانين شراء العقارات لمواجهة الأطماع الأمريكية
  • مسؤول أميركي يتوقع استئناف ترامب الضغط الأقصى على إيران
  • نجل الرئيس الأميركي في قلب العاصفة.. ودعوات إلى "المحاسبة"
  • مقابل الدعم الأميركي.. ترامب يكشف ما يريده من أوكرانيا
  • الدنمارك ردا على روبيو: غرينلاند ليست للبيع