لجريدة عمان:
2025-04-02@09:19:43 GMT

شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

شاهد على دبلوماسية الحكمة العمانية

لا شك أن السير الذاتية والتجارب أو الذكريات، التي يعيشها الأنسان أو الذين خاضوا الحياة بحلوها ومرها في مراحل مختلفة، من المهم أن يتم توثيقها وتسجيل محطاتها، بهدف العبرة والمعرفة، حتى تعرف الأجيال الجديدة في بلادنا عُمان كيف عاش الناس حياتهم واغترابهم؟ وكيف عانى جيل الخمسينيات والستينيات المصاعب والعقبات من أجل التعليم والعيش الكريم خارج بلادهم.

. ففي ظل تلك الظروف الصعبة التي عانى منها بعضاً من الشعب العماني لعدة عقود طويلة قبل النهضة العمانية الحديثة، ومن هذه السيرة الذاتية، صدور كتاب للسفير المتقاعد عوض بن بدر عوض الشنفري بعنوان:(شاهد على مسيرة دبلوماسية الحكمة)، ففي مقدمة الكتاب (ما قبل السيرة)، قال:" بتوفيق أحمد الله عليه، وبعد إلحاح من الأبناء وكثير من أصدقاء ورفقاء رحلة العمر رأيت من الواجب علي أن أقدم نفسي -وبكل تواضع- كأحد الأفراد الذين شاءت أقدارهم أن يكونوا شهودًا على مرحلتين، أو لنقل حياتين بالغتي الأهمية في سياقات التاريخ العماني، واحدة تنتهي قبل فجر الثالث والعشرين من يوليو من عام 1970م. وأخرى مع فجر ذلك اليوم". وفي الفصل الأول من هذا الكتاب، تحدث السفير عوض بن بدر الشنفري عن حياة الطفولة في مدينة صلالة، وبالأخص في منطقة الحافة التي عاش فيها لسنوات مع والدته وإخوانه من والدته، بعد وفاة والده الشيخ بدر بن عوض رحمه الله، وهو في طفولته كما سردها في الكتاب، وهذه المرحلة يعيشها الطفل سعيداً كما كانت الظروف صعبة وقاهرة لإبائهم وأسرهم في حياتهم، وهي ظروف عاشتها عُمان من أقصاها إلى أقصاها، ولأن الظروف يتحملها الآباء والأمهات، كما أشرنا آنفاً، ولا يدركها الطفل في سنه اليافعة.

وفي الفصل الثاني من الكتاب (الطريق إلى الحلم)، يتحدث السفير في هذا الفصل عن دراسته في سنوات عمره الأولى، وهي مرحلة التعليم عند أحد المعلمين من الكتاتيب أولاً في صلالة، ثم عند أحد الكتاتيب في الحافة، وهي التي تسبق المرحلة الابتدائية في التعليم النظامي الحكومي، وهي المرحلة الوحيدة فبل النهضة في صلالة وفي غيرها من المدن العمانية. كان التسجيل في تعليم المرحلة الابتدائية ليس ميسوراً، فلا بد من الذهاب للمدرسة للتسجيل ، فيقول:" ذهبت مع العم الشيخ علي بن سعيد بن عوض مرعي الشنفري رحمه الله، والذي كان وصياً علي"، ومع التسجيل لا بد من موافقة السلطان سعيد بن تيمور، بعد تقديم الطلب إلى مدير المدرسة السعيدية بصلالة الأستاذ حفيظ بن سالم الغساني، فتم قبول الطالب عوض بن بدر الشنفري، وكانت فرحته غامرة بدخوله المدرسة السعيدية، ولذلك واصل السفير دراسته في هذه المرحلة ـ في المدرسة السعيدية ـ كان التلميذ ،مثابراً وسعيداً بالتعليم الجديد مع أقرانه الآخرين من الطلاب فيقول عن ذلك :" كان اليوم الدراسي جميلًا حينئذ، لكننا نجد فيه لقاء الأصدقاء والزملاء، حيث لا يوجد شيء آخر في حياتنا يمنحنا متعة الحياة كالمدرسة، أشبه بمعسكر لتلقي التعليم، وتعويض ما فاتنا، فأغلبنا لم يدخل المدرسة في السن المفترض، فكان لابد من تكثيف الجهود لتلافي ما فات، واللحاق بالركب قدر المستطاع ". ثم بدأت فكرة السفر بسبب ما تعيشه البلاد من تخلف وتراجع على كل المستويات، ففي شتاء عام 1957، بدأ التفكير في السفر للخارج، وخاصة منطقة الخليج، التي سبقها الكثير من العمانيين هناك، بعضهم للعمل، والبعض والآخر للتعليم، وأبلغ والدته بمسالة السفر للخارج، ومع الأخذ والرد وافقت والدته على السفر بصعوبة، كعادة الأمهات وخوفهن على الأبناء بسب صعوبات الأسفار ومخاطره عبر البحار ومتاعب الاغتراب، فيقول و:"ما أن حصلت على تصريح السفر حتى شعرت أنني ممسك على كنز، وعلىّ واجب الحذر من تلفه، كأنما هو جناح أطير به، وبدونه سأبقى بعيداً عن أحلامي في تلك السماء البعيدة". ومضى من صلالة في الرحلة البحرية عبر القارب (اللنج)، وسط الأمواج إلى مسقط، فتم الحصول على الجوازات، فسافر بسيارة مع آخرين إلى دبي ثم الى البحرين بالباخرة، ثم إلى الدمام، والتقى هناك بأخيه غير الشقيق عمر بن عبدالعزيز بن أسلم الشنفري، الذي يعمل هناك في سكة الحديد بالدمام، والتقى السفير عوض بدر الشنفري بالعديد من العمانيين من محافظة ظفار، ففكر أن يدرس هناك ، لكنه لم يلحق العام الدراسي من بدايته، فاقترح عليه أخوه عمر أن يعمل في الصباح، ويدرس في المساء، فحصل على وظيفة مساعد محاسب في بنك ، فكان في المساء يدرس اللغة الإنجليزية عند أحد المدرسين العرب، ثم حصل على فرصة للدراسة النظامية بمدرسة المتنبي الإعدادية بدولة الكويت، وفرح فرحاً كبيراً بهذه الفرصة، وفي عام1959، درس في ثانوية الشويخ التي كانت بعد ذلك جامعة الكويت، كانت الكويت تعج بالشباب العماني الذي يسعى للتغيير، وإخراج البلاد من وضعها آنذاك، بينهم أعضاء من القوميين العرب، والجمعية الخيرية، وكانت بداية تأسيس جبهة التحرير، وكانت هناك اجتماعات، لكن السفير عوض بن بدر الشنفري، كانت فكرته الجوهرية في الدراسة في أرض الكنانة، وكان هذا هدفه، لكن ظروف الحديث عن التغيير أخذت بعض الوقت من تفكيره في ظل الحراك السياسي في الكويت.

في الفصل الثالث من الكتاب: (العبور إلى قاهرة المعز)، يتحدث السفير المتقاعد عن فكرة السفر إلى القاهرة، فيقول :"اتفقنا، مجموعة من الطلبة العمانيين الدارسين في الكويت على أن الوقت قد حان لأخذ روح المبادرة لما هو أهم، وقد ارتوينا ببعض العلم الذي يؤهلنا لذلك الأهم، أتذكر منهم إسحاق بن يوسف الكندي ومحمد بن عبد الله اليافعي وعلي بن محسن آل حفيظ، وعلي بن أحمد السيل الغساني. تركنا مقاعد الدراسة، والحياة الصافية، بين علم مجاني وخدمات إضافية تقدمها حكومة الكويت مشكورة لنا نحن القادمين من عُمان حيث الظروف الصعبة، وقلنا:"علينا بأم الدنيا وحاضرة العرب.. مصر". فواصل دراسته في القاهرة لما تبقى من المرحلة الثانوية.

وفي الفصل الرابع يتحدث السفير عن فكرة العودة إلى عُمان وبالأخص مدينته صلالة فيقول: "عدت إلى ظفار أواخر عام 1963م، أي بعد خمس سنوات، بقيت منقطعًا عن أهلي، خاصة أمي، فلا يعرفون عني شيئًا، كنت في حدود الثامنة عشر من العمر، أتنقل بجواز سفر صادر من "رأس الخيمة"، الجنسية عماني".

وفي الفصل الخامس من الكتاب (عُماني في بلاد الرافدين)، يتحدث السفير الشنفري عن حصوله عن منحة دراسية في العراق، وفي شهر سبتمبر 1965:" وصلت العاصمة العراقية بغداد، لاستكمال مساري التعليمي على مقاعد الدراسة في كلية القانون بجامعة بغداد (القانون والسياسة بعد ذلك)، واضعا نصب عيني هدفي، وقد كنت وقتها كأني أحاول أن أثبت لنفسي أن ضيق اليد وظروف المعيشة التي حرمتني من إكمال مسيرتي التعليمية على مقاعد الدراسة في القاهرة، لن تتكرر هنا، لن يثنيني شيء عما أريد". ويستطرد السفير المتقاعد أنه أثناء وجوده في بغداد، تم توليته مسؤولية اللجنة الوطنية للقوميين العرب في بغداد للطلبة القادمين من عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة (حالياً). ويضيف: "كنا نتابع الأحداث في ظفار، إلى أن انعقد مؤتمر حمرين الثاني عام 1968، بحضور ستين مندوباً من جيش تحرير ظفار وسائر التنظيمات السرية العاملة في سائر الخليج، وأعلنوا فيه تبني الاشتراكية العلمية، وتوسع عملهم ليشمل تحرير الخليج، وليس عُمان، وتبني العنف الثوري لبلوغ هذا الهدف. وانزعجت كثيراً من هذا الإعلان، وشعرت بأن هذا نهاية العمل في الجبهة... فلا يكفي أن نقول ونحلم، بينما ليس في الأيدي سوى غبار الأحلام، والبديهي بأن العاقل لا يضحي بنفسه بدون هدف واضح، ومستطاع تحقيقه، ولو بنسبة بسيطة!".

وفي فصل السادس (مسؤول الإعلام في الجبهة)، يرى السفير المتقاعد عوض بدر الشنفري أنه عندما كنا في العراق ونتابع عن بعد، كنا نسمع:"من إذاعة الجبهة، حديث واسع عن مشاريع زراعية وصناعية وتنموية، وكانت غير حقيقية، ولا وجود لها على أرض الواقع، وليست إلا من باب التخدير للجماهير!.

غادرت بغداد ووصلت عدن في أواخر يونيو عام 1970.. وكلفوني بمهام الجانب الإعلامي من خلال الإشراف على جريدة (9يونيو)، لمدة ثمانية عشر شهراً". ويضيف أنه أثناء وجوده في اليمن الجنوبي شارك في العديد من الوفود الرسمية كممثل للجبهة، وحضور بعض اجتماعات الجامعة العربية. لكنه يضيف متألماً لما يجري في داخل الثورة فيقول لقد:"فجعت من بشاعة ما كان يدور خلف الكواليس، وبخروج الجبهة عن أهدافها إلى حيث فضاء المصالح الشخصية، وتغليب الهوى على الإصلاح... كان لابد من حزم أمتعتي من جديد، لمغادرة هذا المكان والعودة إلى ظفار". فدخل إلى حدود ظفار من عدن، لكن لم يتح له الدخول إلى مناطق ظفار الوسطى، وكان هدفه هو الوصول المدينة والعودة إلى الأهل، وترك الثورة، لكن حال بينه وبين وصوله إلى تلك المناطق، وربما كانوا يدركون أنه غير راض عما يجري بداخل الثورة من قرارات وسياسات خاطئة.

وفي الفصل السابع (صوت للنهضة نادى)، أشار في هذا الفصل أنه بدأ يتتبع ما يجري في عُمان النهضة، فرأى أنه:" لابد من العودة إلى عُمان، وإلى ظفار المجد، والتي عرفت أن شمس الفجر العماني الجديد أشرقت منها، في ذلك اليوم المجيد". فسافر عوض بدر الشنفري إلى القاهرة، وقابل السفير الشيخ سعود بن هلال الخليلي رحمه الله: "ورحب بي، وقال لي بأنك جئت إلى بيت عُمان في مصر، وهو ليس إلا لخدمة كل عماني هنا، فطلبت منه الإذن بالعودة، ولأشاهد بأم عيني ما يحدث في عُمان، عن قرب".

وفي الفصل الثامن من الكتاب (في حضرة السلطان قابوس)، يتحدث السفير عن اللقاء الذي جمعه بالسلطان قابوس، بحضور الشيخ بريك بن حمود الغافري والي ظفار آنذاك، رحمهم الله جميعاً بقصر الحصن بصلالة، فقال السفير: "من فيوضات الحديث الأبوي مع مؤسس نهضة عُمان الحديثة، تبدى أمام ناظري صدق جلالته مع نفسه ومع من حوله، بعيداً عن التصنع أو التكلف"... وبعد انتهاء اللقاء الذي استمر نحو الساعة، سعد جلالته بأنني أنهيت المرحلة الجامعية:" ثم وجه جلالته أوامره السامية بابتعاثي إلى بريطانيا لدراسة اللغة الانجليزية، بشكل احترافي". وفي الفصل التاسع للكتاب (على ثغر الدبلوماسية). بعد انتهاء الدورة في اللغة الإنجليزية لمدة 8 أشهر عدت للوطن. فيقول:" في أواخرعام1973، وصلتني رسالة بالتكليف السامي لأكون سكرتيراً أول في سفارة السلطنة بلندن، فتلقيتها، ولله الحمد بحس عال من المسؤولية، وكنت أنوب عن سعادة السفير أثناء غيابه، ثم توالت المسؤوليات في ديوان وزارة الخارجية منها رئيس الدائرة القانونية، ثم مستشاراً في سفارتنا بواشنطن، ثم سفيراً في جمهورية باكستان، ثم سفيرا في جمهورية الصين الشعبية، ثم سفيراً في الولايات المتحدة بالإضافة إلى كونه سفيرا غير مقيم للعديد الدول، وبعد عودته لديوان الوزارة، عين أمين عام مساعد للشؤون السياسية بمجلس التعاون، ثم رئيس مكتب شؤون مجلس الأمن الدولي بديوان الوزارة، ثم رئيس دائرة التعاون الاقتصادي والفني.. ثم تكريمه بعضوية مجلس الدولة العماني.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یتحدث السفیر وفی الفصل من الکتاب فی الفصل

إقرأ أيضاً:

هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأسس الشرعية والغربية

مع النقلة الفكرية التي شهدها العالم الإسلامي على مستوى الأفراد والدول، برزت دعوات متزايدة إلى تقليد نظام الحكم في الغرب، متأثرة بانبهار المغلوب بنمط حياة الغالب وثقافته.

ومع هذه التغيرات، ظهرت رغبة لدى البعض في الفصل بين الشريعة الإسلامية والحكم، حيث زعم دعاة هذا الاتجاه أن جميع أزمات المسلمين المعاصرة، من الاستبداد السياسي إلى الضعف الاقتصادي، ستُحل بتحول دولنا إلى دول مدنية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أندرو مارش "حول الديمقراطية المسلمة".. تأملات في فكر راشد الغنوشيlist 2 of 2ما الذي جرى لليابان بعد أن اكتشفت الإسلام؟end of list

ثم تعالت تلك الصيحات مع ثورات الربيع العربي حيث كثر الحديث عن مصطلح الدولة المدنية، وكثر الجدل حولها، وفي خضم تلك الصراعات الفكرية والسياسية كان الجدل بشأن الدولة الإسلامية التي يُطمح إليها وهل هي مدنية أم دينية؟ وعن التأصيل الشرعي لمفهوم المدنية، ثم كان سؤال: هل كون الشريعة الإسلامية مصدرًا للتشريع يجعل منها دولة دينية بالمفهوم الغربي.

وكانت هذه التساؤلات منطلق الباحث محمود محمد جميل الكسَّر في كتابه "الدولة المدنية في ميزان السياسة الشرعية والفكر الغربي" وهو رسالة ماجستير حديثة الصدور عن دار اليمان. وقد أعدها الباحث، وهو سوري مقيم بالسعودية، في اختصاص القضاء والسياسة الشرعية بجامعة المدينة العالمية في ماليزيا.

ويستعرض الكتاب الجدل الواسع حول مصطلح الدولة المدنية وتداوله ما بين مفهومه الإسلامي ومفهومه في الفكر الغربي وتفسيره للقضايا المعاصرة تفسيرًا يتبنى أن لا دولة مدنية من دون علمانية، مع محاولات المروجين له من أبناء جلدتنا تنحية الشريعة الإسلامية بوصفها مرجعية عليا للدولة.

إعلان مفهوم الدولة المدنية في الإسلام

اتّبع الباحث المنهج الاستقرائي والمنهج المقارن بتتبع مظان الحديث عن الدولة المدنية واستقراء كتب العلماء في هذا الموضوع، ثم اتبع المنهج التحليلي بتحليل المادة العلمية التي جمعها، وتبيين الآراء الواردة فيها ومقارنتها ساعيًا إلى مقاربة مفهوم المدنية في الشريعة الإسلامية.

ويحاول الكاتب الإجابة عن أسئلة أساسية حول مفهوم الدولة ونظرياتها، وطرق نشأة المجتمع المدني في الإسلام والغرب وعن العلاقة بين الدولة والإسلام، وموقف الشريعة الإسلامية من مؤسسات المجتمع المدني.

كما يناقش العلاقة بين مفهوم الدولة المدنية وقضايا الفكر الغربي، مع محاولته أن يؤصل شرعيا لتلك القضايا المعاصرة، وعن قضية الشريعة الإسلامية وسيادتها في الدولة المدنية، وموقفها من النظام الدولي المعاصر.

وتتلخص أدبيات البحث في وصف حقيقة مصطلح الدولة المدنية ومضمونه ومدى تأثيره على المجتمع الإسلامي، وفي مناقشة القضايا المتعلقة بالدولة المدنية وموقف المعارضين لها، وإيضاح نقاط التباين والتوافق بين الطرفين.

وفي محاولة تنقية مصطلحاتنا مما علق بها من شوائب بحسن نية أو بسوء نية، فالكاتب يؤكد أن الادعاء بأن الدولة الإسلامية دينية بمفهومها الغربي دعوى مجردة من الأساس العلمي الصحيح، يحدوها إما الجهل بالإسلام ودولته وإما الخبث لغايات ومآرب معروفة.

ويؤكد في ذلك كله أن الخطاب الإسلامي يجب أن يكون معتدلًا نابعا من روح الإسلام ومبادئ الشريعة، لا من فتاوى سياسية تختلف بحسب متطلبات أحداث الواقع ومكاسبه السياسية.

عرض الكتاب

والكتاب يقع في 251 صفحة من غير قوائم الفهارس، تتوزع على مقدمة و4 فصول وخاتمة.

وفي المقدمة بيّن المؤلف أسئلة البحث وأهدافه وأهميته ووصف أدبياته ومنهجيته في العمل وإجراءاته.

الفصل الأول: الدولة ونشأتها

والفصل الأول فصل معرفي تأسيسي وسمه الكاتب بـ"الدولة ونشأتها" وفيه 3 مباحث:

إعلان أولها: مفهوم الدولة في التاريخ، وتحدث فيه عن الدولة في الفكر الإسلامي، وعنها في الفكر الغربي، وعنها في المفهوم السياسي والقانوني. ثانيها: نظريات نشأة الدولة، وفيه استعراض للنظرية الدينية الثيوقراطية والنظرية الاجتماعية والنظرية الطبيعية والنظرية القانونية ونظرية الحق الإلهي. ثالثها: نشأة المجتمع المدني في الإسلام والغرب ومكوناته وخصائصه. الفصل الثاني: الدولة والإسلام والعلاقة بينهما

ووسم الكاتب الفصل الثاني بـ"الدولة والإسلام والعلاقة بينهما" وفيه 6 مباحث: أولها: موقف الإسلام من إقامة الدولة.

ثانيها: وظائف ومميزات الدولة في الإسلام.

ثالثها: الشورى والديمقراطية والفرق بينهما.

رابعها: أهم الأسس والأحكام لنظام الحكم في الإسلام، ومن مرتكزات نظام الحكم في الدولة الإسلامية التي سُلِّط عليها الضوء: الحاكمية لله، العدل والمساواة، الطاعة والحريات وحقوق الإنسان.

خامسها: موقف الشريعة الإسلامية من مؤسسات المجتمع المدني، وفيه حديث عن مؤسسات المجتمع المدني بين المصالح والمفاسد والضوابط، وعن حكم المشاركة في مؤسسات المجتمع الغربي.

سادسها: وثيقة المدينة، وعلاقتها بأسس الدولة المدنية، وابتدأ فيه الكاتب بالتحقيق في صحة الوثيقة، ثم ناقش المفاهيم والأسس المدنية في الوثيقة ومظاهر مدنية الدولة في الإسلام.

الفصل الثالث: الدولة الدينية والمدنية في المفهوم الغربي والإسلامي

ووسم الفصل الثالث بـ"الدولة الدينية والدولة المدنية في المفهوم الغربي والإسلامي" وفيه 5 مباحث:

أولها: مفهوم الدولة الدينية والدولة المدنية والعلاقة بينهما.

ثانيها: العلاقة بين مفهوم الدولة المدنية وقضايا الفكر الغربي، وفيه إيضاحات لمفاهيم أساسية منها مفهوم الدين، ومفهوم المواطنة، ومفهوم العلمانية، وفصل الدين عن السياسة، وفصل الدين عن الدولة.

إعلان

ثالثها: التأصيل الشرعي للدولة المدنية في الفكر الإسلامي، وبيّن فيه أهمية فقه الواقع في الدولة المدنية، وأهمية فقه الأولويات والموازنات في الدولة المدنية، وتحدث عن تغير الأحكام بتغير الزمان، وعن التأصيل الشرعي للدولة المدنية.

رابعها: موقف الشريعة الإسلامية من بعض القضايا المعاصرة في الدولة المدنية. ومن ذلك التعددية السياسية وتأسيس الأحزاب، ومشاركة المرأة في المناصب السياسية، والأقليات الدينية والدستور ومرجعية الشريعة.

خامسها: تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة المدنية، وفيه حديث حول الإشكالات والجدل حول المصطلح، ومصادر التطبيق، ومعوقات التطبيق، وشُبهات تطبيق الشريعة الإسلامية.

الفصل الرابع: أثر الشريعة الإسلامية وسيادتها في الدولة المدنية

ووسم الكاتب الفصل الرابع بـ"أثر الشريعة الإسلامية وسيادتها في الدولة المدنية" وفيه 3 مباحث:

أولها: المبادئ الأساسية للفرد والمجتمع التي قررتها الشريعة.

ثانيها: موقف الشريعة الإسلامية من النظام الدولي المعاصر، وفيه نقاش لقضية الاختلاف حول مفهومي السلم والحرب، والتباين في مفهوم السيادة، وتحديات الدولة الإسلامية في ظل نظام الدولة المدنية.

ثالثها: نماذج لحكم الإسلاميين في ظل الدولة المدنية.

والكتاب يهدف لبلوغ جملة من الأهداف الأساسية، منها بيان أن الدولة في الإسلام ليست دينية بالمفهوم الغربي العلماني، فهي خالية من القداسة والكهانة، مع الرد على أصحاب الفكر الغربي الذين يصفون الدولة الإسلامية بالثيوقراطية.

ومنها إيضاح الغايات والمصالح من خلال المقارنة بين قضايا الدولة المدنية في مفهومها الإسلامي والغربي، وإبراز محاسن الشريعة الإسلامية وقدرتها على مراعاة الحاجات البشرية، والموازنة بين المصالح والمفاسد، ومواجهة المستجدات الطارئة بما يحقق مقاصد الشريعة الإسلامية.

إعلان

ويهدف الكتاب أيضا إلى بيان إمكانية أن تكون الدولة مدنية في ظل شريعة إسلامية ومجتمع إسلامي، وإيضاح حقيقتها وأركانها وخصائصها وموقف فقهاء الشريعة الإسلامية منها، ومحاولة الوصول إلى حكم موضوعي حول مدى اتفاق أو اختلاف مصطلح الدولة المدنية مع الشريعة الإسلامية.

ومن الأهداف البارزة للكتاب إيضاح المسائل المتعلقة بالدولة المدنية في تطبيقها للشريعة الإسلامية، والتحديات التي ستواجهها أمام النظام الدولي في تطبيق تلك الأحكام التي ستتعارض مع القوانين الدولية.

ومما يحسب للكاتب تتبعه الأصولَ التاريخية والجذور الفكرية لمفهوم المدنية، ووضعه له في السياق التاريخي المعرفي لحركة المجتمع الإسلامي، مع ما ينشأ عنه من ارتباطات بقضايا أخرى.

فالكتاب محاولة لتحليل مفهوم الدولة المدنية وفهم أبعاد التبشير بالنموذج الغربي وتكريسه في عصر العولمة، مع محاولة تنقية مصطلحاتنا مما علق بها من شوائب، وتقديم فكر يراعي حاجات العصر مع المحافظة على الأصالة والجذور.

مقالات مشابهة

  • مقابلتي مع “حمار”:-حديث الحكمة، البلاء، والحب!
  • مواجهة حادة بين موسكو وواشنطن.. دبلوماسية جديدة أم "لعب بالنار"؟.. بوتين يشعل غضب ترامب.. الرئيس الأمريكي يهدد بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي
  • هذه أهداف ترامب من سياسة الفصل الفدرالي
  • الادخار الوطني بالمغرب يستقر في أكثر من 28 في المائة على وقع ارتفاع الاستهلاك
  • السفير جمال بيومي: مصر لم ولن ترضخ لأي ضغوط والتاريخ شاهد على ذلك
  • محافظا ظفار ومسندم يؤديان صلاة العيد في صلالة وكماز
  • مياه مطروح تُشارك في إطفاء حريق بمدينة رأس الحكمة
  • هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأسس الشرعية والغربية
  • القبض على متسللين في محافظتي ظفار وشمال الباطنة
  • قحط أعدت عدتها لإنتاج الفصل الأشد سخفا من فصول السفه والعبث