استضافت قاعة "ديوان الشعر"، ندوة بعنوان "ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية"،  ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارتها الدكتورة أسماء فؤاد.
وافتتحت الدكتورة سالي عاشور، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الندوة، قائلة: إنه منذ عدة أعوام تم مطالبة الدول بتبني استراتيجيات للتطوع، وكان هناك اتجاه في مصر لتبني هذه الاستراتيجية، مشددة على ضرورة تطبيق هذه الفكرة على أساس علمي يكشف ملف التطوع.


وأكدت عاشور أن من أهم ملامح التطوع هو الانتشار السريع للمبادرات المجتمعية الساعية للتعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه الأفراد، مشيرة إلى مشكلة غلبة التبرع المادي على التبرع بالوقت.
وأوضحت أن نسبة التطوع في المجتمع المصري بلغت 17% من الشباب فوق 18 عامًا، مؤكدة أن مصر تقترب بهذه النسبة من المؤشرات العالمية في مجال التطوع.
وثمنت الدكتورة سالي عاشور تجربة التطوع في معرض الكتاب، معتبرة إياها تجربة رائدة تثبت مدى حب الشباب للتطوع في هذا الحدث الثقافي المهم، باعتبارهم القوة الضاربة في المجتمع.
وأكدت أن المؤسسات لابد أن تلعب دورًا مهمًا في استيعاب طاقات الشباب وتشجيعهم على التطوع، وخاصة الإناث، حيث توجد محدودية في نسبة تطوع الإناث.
وقالت إن المجالات الأكثر احتياجًا للتطوع هي البيئة والتعليم ومحو الأمية والصحة، مؤكدة على ضرورة نشر ثقافة التطوع من خلال التعريف عبر وسائل الإعلام، وشرح مفهوم التطوع في الدين وتنمية روح التطوع.
وشددت على ضرورة تمكين المتطوعين غير الرسميين من القيام بشراكات منتجة لتحقيق أهداف التنمية المنشودة والمساعدة في نشر ثقافة التطوع لدى النشء والشباب من خلال المؤسسات التعليمية ودور العبادة.
بدوره، قال الدكتور عبدالله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، إن التطوع يعني تماسك المجتمع، فهو مرتبط ببناء الأفراد والمجتمع المستدام.
وأوضح الباطش أن وزارة الشباب والرياضة وضعت استراتيجية في هذا الملف لتحفيز الشباب على الخدمة التطوعية، وهم الآن يعملون على تعزيز فكرة التطوع خارج مصر.
وأضاف أن الوزارة تقوم بدور مهم في هذا الملف، حيث يوجد العديد من فرق التطوع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن الوزارة أنشأت أندية للتطوع داخل مراكز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع. كما نستهدف إنشاء 1500 نادي للتطوع داخل مراكز الشباب بحلول عام 2027.
وتابع أنه على مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الشباب والرياضة مبادرة "أنا متطوع" للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه يتم انتقاء الشباب بعناية لإعطائهم فرصة للتعامل مع الجمهور.
وأكد أن الوزارة تشارك أيضًا في كافة الفعاليات التطوعية خارج مصر، وتستقطب متطوعين من جميع الدول لتعليم الشباب اللغة والفنون والتكنولوجيا وثقافة التطوع. كما أشار إلى أن الوزارة قامت في عام 2016 بتصدير متطوعين مصريين للاتحاد الإفريقي ليصبحوا سفراء للتطوع المصري في الاتحاد الإفريقي.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عبدالوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التطوع هو مرآة لاهتمام المجتمع بالقضايا المختلفة التي تتوافق مع ثقافته. فالتطوع يعد قضية أساسية في البناء على مستوى الأفراد والمجتمع. وشدد عبدالوهاب على أهمية تغذية الجانب الروحي في ملف التطوع، حتى لا يطغى عليه الجانب المادي، مشيرًا إلى أن هناك محددات للتطوع، وأبرزها أن فكرة التطوع تساهم في بناء الإنسان والمجتمع من خلال القيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تدفع إلى التطوع. كما أشار إلى أهمية مراعاة الفروق بين شرائح الشباب من حيث مرجعياتهم وثقافتهم ومستوى معرفتهم ووعيهم، وكذلك تراجع الطبقة الوسطى بسبب الضغوط الاقتصادية، لأن هذه الطبقة هي أساس المتطوعين.
وأوضح أن هناك تحديات تواجه قضية التطوع، ومنها ضعف المؤسسات في إدارة التطوع وتحفيزه، إضافة إلى خلل في خريطة عمل الجمعيات الأهلية في بعض المجالات، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة توزيع التطوع في العمل الأهلي، وعدم تعزيز فكرة أهمية العمل التنموي، وكذلك عدم ربط المحليات بمنظومة التطوع لتحفيز المواطنين على القيام بأدوار فعالة في المجتمع.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم أسس ثقافة التطوع هو الحافز الديني والإيثاري، الذي يمثل أكبر البواعث في مسألة التطوع، مما يؤدي إلى اتساع في الأفق.
وأضاف أن التطوع من المفاهيم التي تنتشر على أساس مفهوم مادي، مما يصعب استثماره. مؤكدًا أن التطوع هو المسؤول الرئيس عن الحضارة، فصناعة الحضارة هي صناعة الأفراد، والدولة تنشر الوعي ولكن الأفراد هم من يمارسون هذا الوعي.
وأشار الدكتور عمرو الورداني إلى أن الثقافة هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون التي تميز مجموعة من الناس وتعكس هوية الأفراد والمجتمعات. موضحًا أن مفهوم التطوع يقوم على الاختيار والاستطاعة والمطاوع والطواعية والطاعة.
وشدد على أهمية أن تكرس الجمعيات التطوعية ثقافة الكرامة وليس ثقافة الفقر، وأن تهتم بما يخص التطوع الصحي بالمجهود وليس فقط بالأموال.
واستعرض مقاصد التطوع، وهي حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ الدين، وحفظ المال.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتطوع الصحي النفسي، معربًا عن أمله في أن يكون التطوع النفسي من أولويات التطوع لتحقيق السلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معرض الكتاب ديوان الشعر معرض القاهرة الدولي للكتاب

إقرأ أيضاً:

"الشباب" المصري يكرّم رئيس اللجنة الوطنية للجان العماليّة بالسعودية لدعمه العمالة وتعزيز التعاون العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الدكتور محمد ممدوح، رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري ورئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، أمس المهندس ناصر بن عبدالعزيز الجريد، رئيس اللجنة الوطنية للجان العمالية بالمملكة العربية السعودية ونائب رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، لمناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات تمكين الشباب، حقوق العمال، وتطوير بيئة العمل في الدولتين.

وشهد اللقاء حوارًا معمقًا حول سبل دعم العمالة المصرية في المملكة العربية السعودية، والتي يصل عددها إلى نحو 2.9 مليون عامل مصري، إضافة إلى بحث آليات تعزيز مشاركة الشباب المصري في سوق العمل السعودي، خاصة في ظل استعداد المملكة لاستقبال ما يقرب من مليون فرصة عمل ضمن استعداداتها لاستضافة كأس العالم 2030.

وخلال اللقاء، أكد الدكتور محمد ممدوح أهمية هذه الشراكة، مشيرًا إلى أن “مجلس الشباب المصري يضع على رأس أولوياته تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للشباب المصري، ليس فقط على الصعيد المحلي، ولكن أيضًا على المستويين الإقليمي والدولي، لضمان فرص عادلة ومستدامة لشبابنا في مختلف أسواق العمل".

وأضاف: “إن التعاون مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وفي مقدمتهم اللجنة الوطنية للجان العمالية بقيادة المهندس ناصر الجريد، يعزز من فرص تمكين الشباب المصري في سوق العمل السعودي، ويوفر لهم بيئة عمل أكثر أمانًا واستقرارًا”.

كما أعرب عن تقديره للدور البارز الذي يلعبه المهندس ناصر الجريد في دعم العمالة المصرية وتعزيز العلاقات العمالية على المستوى العربي، لا سيما في دول مجلس التعاون الخليجي.

من جانبه، أشاد المهندس ناصر الجريد بالدور الفعّال الذي يقوم به مجلس الشباب المصري في دعم الشباب وتمكينهم، قائلًا: “إن العمالة المصرية تمثل ركيزة أساسية في سوق العمل السعودي، ونحن حريصون على تعزيز بيئة العمل وتطويرها بما يضمن حقوق جميع العاملين، وفقًا لأفضل الممارسات الدولية”.

وأضاف: “تربطنا بمصر علاقات تاريخية واستراتيجية، ونتطلع إلى مزيد من التعاون مع مجلس الشباب المصري لتعزيز تكامل سوق العمل العربي، وتقديم فرص أكبر للشباب المصري في المملكة، خصوصًا مع التوسعات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها السعودية في إطار رؤية 2030”.

وفي ختام اللقاء، قام الدكتور محمد ممدوح بتكريم المهندس ناصر الجريد ومنحه درع الشباب المصري، تقديرًا لجهوده الحثيثة في دعم العمالة المصرية بالمملكة العربية السعودية، وتعزيز التعاون العربي في مجال حقوق العمال وتمكين الشباب.

وأكد الجانبان أهمية استمرار التعاون المشترك بين مجلس الشباب المصري واللجنة الوطنية للجان العمالية، من خلال برامج تدريبية مشتركة، تبادل الخبرات، ودعم مشاركة الشباب المصري في التنمية الاقتصادية بالبلدين، بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة تلبي تطلعات الأجيال القادمة. 

مقالات مشابهة

  • وزير صناعة الدبيبة: ملتزمون بالشفافية وتعزيز آليات الرقابة  
  • عون مهنئاً بشهر رمضان: فليتشارك اللبنانيون معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام
  • "الشباب" المصري يكرّم رئيس اللجنة الوطنية للجان العماليّة بالسعودية لدعمه العمالة وتعزيز التعاون العربي
  • الرياضة بالقليوبية تطلق سلسلة من المبادرات الرمضانية لنشر البهجة وتعزيز القيم المجتمعية
  • رياضة القليوبية تطلق سلسلة من المبادرات الرمضانية لنشر البهجة وتعزيز القيم المجتمعية
  • «أبوظبي للغة العربية» يطلق حملة مجتمعية لدعم القراءة المستدامة
  • الوطنية للانتخابات: حريصون على نشر الوعي الانتخابي وتعزيز ثقافة المشاركة السياسية
  • افتتاح معرض "أيادي مصر دمياط" لدعم الحرف اليدوية والتراثية وتعزيز التنمية المستدامة
  • "صحة دبي" تطلق حملة "في عطائكم حياة" لتعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء
  • «الأسلحة والمواد الخطرة» ينظم فعالية «القيم في بيئة العمل والمجتمع»