هل يتبنى حزب الله نهجاً جديداً؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن حزب الله اللبناني يحاول إظهار عضلاته من خلال إعادة السكان إلى قرى جنوب لبنان، ولكن الأمر انتهى بمقتل عدد من الأشخاص، ما تسبب بموجة من الانتقادات اللاذعة ضده.
وأضافت القناة في تحليل تحت عنوان "من ضائقة متزايدة.. حزب الله يتبنى نهجاً جديداً"، أن التنظيم يسعى جاهداً هذا الأسبوع، إلى تنظيم سلسلة طويلة من الفعاليات الشعبية بمناسبة الذكرى الـ24 لـ"يوم التحرير".ولتحقيق هذه الغاية شجع نشطاء الحركة آلاف القرويين من الشريط الحدودي مع إسرائيل على العودة إلى منازلهم، التي تم تدمير معظمها، في تحد لتعليمات الجيش الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه لم يبذل الجيش اللبناني جهداً كبيراً لمنعهم.
وتقول الصحيفة، إن النتيجة كانت مقتل 22 مدنياً وإصابة نحو 50 آخرين، موضحة أن العدد الكبير من الضحايا أثار استياءً شديداً في مختلف أنحاء البلاد، وتحدثت الصحافة عن أن حزب الله يرسل الناس إلى حتفهم عمداً بهدف خلق صورة زائفة واستعراض العضلات، ولذلك، أوقف حزب الله تحرك السكان جنوباً وأصدر تعليماته لهم بعدم استفزاز مواقع جنود الجيش الإسرائيلي في محيط بعض القرى.
ركام الحرب معضلة تربك لبنان https://t.co/Ygddifx6Z8 pic.twitter.com/axP6OAMhrt
— 24.ae (@20fourMedia) January 29, 2025التحرك نحو الشمال
في الوقت نفسه، أصدر حزب الله توضيحات مفادها أنه لن يتدخل في عملية سيطرة الجيش النظامي على أي مخبأ للأسلحة يعثر عليه جنوب الليطاني. وأوضحت القناة أن التركيز في النهج الجديد لحزب الله هو أن "ما كان ممنوعاً أن يُجمع جنوب الليطاني، مسموحاً أن يُجمع شماله"، موضحة أن التنظيم لم يعترض على توسيع وجود قوات الجيش الإسرائيلي في العديد من القرى الجنوبية قبل 18 فبراير (شباط)، مكتفياً بالإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي سوف يضطر إلى إطلاق سراح أعضاء حزب الله الذين تم أسرهم أثناء القتال.
ضائقة متنامية
وبحسب القناة، فإن سلوك حزب الله يأتي في إطار الضائقة المتنامية التي يجد نفسه فيها على الساحة السياسية في لبنان، مضيفة أنه من خلال إرسال السكان إلى القرى، سعى حزب الله إلى إثبات أن شعبيته لا تزال قوية، وأنه لم يفقد تعاطف الجمهور الشيعي، مشيرة إلى أن التنظيم يحتاج إلى تقديم مثل هذا الدليل لأن المزيد والمزيد من الأصوات بين الشيعة يطالبون بأن توفر الحكومة الجديدة تمثيلاً لأعضاء المجتمع غير المنتمين إلى حزب الله أو حركة أمل.
بين التصعيد والمساومة: هل تسعى إيران لعقد صفقة مع ترامب؟https://t.co/1aZKg0XD5E pic.twitter.com/LErZs2I3Va
— 24.ae (@20fourMedia) January 29, 2025خلافات مع الرئيس الجديد
وذكرت القناة، أن حزب الله يعترف بوجود خلافات جدية بينه وبين الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، ورئيس الوزراء المُكلف الدكتور نواف سلام، الذي لم يكن يريد انتخابه واضطر إلى قبوله كأمر واقع. ويرى أن نشاط الجيش اللبناني ضد القواعد العسكرية للمنظمات الفلسطينية في شمال البلاد يشكل علامة على ما هو آت، كما أن حزب الله يخوض حاليا مواجهة مباشرة مع سلام الذي يرفض بشدة الخضوع لضغوط التنظيم.
وأوضحت القناة أن هناك خلافات حول توزيع الحقائب الوزارية في الحكومة وهوية الوزراء، وعلى سبيل المثال، اندلعت مناقشة حادة حول منصب وزير المالية، حيث يصر حزب الله وشركاؤه على إسناد هذه الحقيبة لشخص معين، بينما يوضح رئيس الوزراء أنه ينوي ملء المناصب الوزارية على أساس مؤهلات المرشحين ونزاهتهم.
وضع صعب
وقالت القناة إن حزب الله يدرك بالفعل أنه في الحكومة التي ستتشكل قريباً، لن يحصل هو وشركاؤه من حركة أمل على أغلبية الأصوات، وسوف يضطرون إلى الجلوس حول الطاولة مع منافسيهم، مشيرة إلى أن هذا يأتي في وقت يحاول فيه التنظيم تعزيز صفوفه وتشكيل قيادة فعالة بدلاً من التي تم القضاء عليها في الحرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إسرائيل وحزب الله لبنان جوزيف عون الجیش الإسرائیلی أن حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: نشر تحقيق الجيش الإسرائيلي سابقة أكدت انهيار نظرية الردع
اتفق خبراء ومحللون على أن نشر نتائج التحقيق العسكري الإسرائيلي حول إخفاقات هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يمثل سابقة تاريخية، ويكشف عمق الأزمة التي تواجهها المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية.
وقال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى، إن نشر الجيش الإسرائيلي لنتائج تحقيقه حول إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول خلال الحرب يعد "حدثا غير مسبوق في التاريخ الإسرائيلي".
وأوضح أن "الضغط لنشر التقرير جاء من المستوى السياسي الإسرائيلي" خاصة من وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وأشار مصطفى إلى أنه خلافًا لتحقيقات حرب أكتوبر 1973 التي ظلت سرية لعقود طويلة، تم نشر هذا التحقيق بشكل واسع "في خضم حرب لم يتم الإعلان عن انتهائها بشكل رسمي".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح بأن أي تحقيق وطني يجب أن يتم فقط بعد انتهاء الحرب، بينما يضغط معارضوه للمطالبة بالمساءلة في أقرب وقت، نظرًا لحجم الفشل العسكري والأمني.
دعوة لمحاسبة الحكومة
وفي المقابل، دعا عضو مجلس الحرب السابق بيني غانتس إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية، فيما استغل زعيم المعارضة يائير لبيد النتائج للدعوة إلى محاسبة ما سماه الحكومة الفاشلة.
إعلانوقال لبيد عبر منصة إكس إن الوقت حان لكي تقوم مجموعة الجبناء الفاشلين التي تُسمى حكومة إسرائيل بتحمل المسؤولية بدلا من التهرب منها طوال الوقت.
ومن ناحيته، لفت الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد إلياس حنا، إلى أن "العلاقة بين السياسيين والعسكر داخل إسرائيل اليوم هي علاقة مشحونة إلى درجة كبيرة جدا" مقارنة بما كانت عليه في حرب 1973، مشيرًا إلى أن "النظام السياسي هو الذي يحدد السياسة الأمنية" استنادا إلى التقييم الأمني للمؤسسة العسكرية.
وحول أهمية التقرير السياسية يرى مصطفى أن هذا التحقيق "يخدم نتنياهو بالضبط" لأنه "يحمّل المؤسسة العسكرية المسؤولية الكاملة عن الإخفاق".
وأوضح أن نتنياهو "يحاول أن يتنصل من المسؤولية من خلال تحميل الجيش الإسرائيلي لهذه المسؤولية"، مستشهدا بتساؤلات على لسان نتنياهو: "هل أنا مسؤول عن حماية الحدود؟ هل أنا كنت لازم أقول لكم أن تضعوا فرقا أو ألوية عسكرية على الحدود؟".
ومن ناحية أخرى، أشار الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا، إلى أن هذه النتائج تؤكد "السردية الفلسطينية القائمة منذ صباح السابع من أكتوبر وحتى اليوم" وهي أن "الاحتلال الإسرائيلي كان يعتقد أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد أن تذهب إلى مواجهة كبيرة".
وأضاف أن حماس كانت تعد "بشكل ممنهج على 3 جوانب: الاستخباراتي، وبناء قدرات قتالية احترافية، وتطوير آليات جديدة مثل سلاح الطائرات المسيرة".
وأبرز العميد إلياس حنا أهم استنتاجات التقرير وهي "ضرورة تغيير مفهوم الأمن عند إسرائيل" و"عدم السماح بوجود قوة عسكرية على الحدود الإسرائيلية في منطقة فيها مدنيون".
مفهوم الردع
وأكد أن "مفهوم الردع قد تراجع، ولذلك هناك حاجة للبقاء في هذه المناطق لضمان أمن إسرائيل".
وفي السياق، أشار مصطفى إلى أن هناك "نزعة عند إسرائيل حول الحدود المحيطة بها" تتمثل في أن "الجيش الإسرائيلي يجب أن يتواجد في كل الجبهات المحيطة بها وأن ينزع السلاح منها، سواء في لبنان أو سوريا أو الضفة الغربية أو غزة"، موضحا أن هذا "واحد من خلاصات هذه التحقيقات" التي تخدم الحكومة الإسرائيلية.
إعلانوأكد القرا أن "المقاومة لن تستسلم لإملاءات إعادة تأهيل نفسها بأي شكل من الأشكال"، مشيرًا إلى أن "الواقع الفلسطيني لا يمكن أن يتخلى عن سلاحه سواء حركة حماس أو غيرها في قطاع غزة".
وأضاف أن إسرائيل "عمليا لم تنجح في القضاء على المقاومة في قطاع غزة رغم وجودها على تماس مباشر في الشوارع والمدن" متسائلاً، "فكيف ستتمكن من ذلك وهي خارج القطاع؟".
ويصف القرا الوضع في غزة بأنه "صعب جدا" مع "حالة ترقب لما يمكن أن يحدث خلال هذا الأسبوع" خاصة فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة أو تمديد المرحلة الأولى.
ويشير إلى وجود "تفاؤل باتجاه أن يكون هناك قربة لشهر رمضان بعدم الذهاب إلى إعادة الحرب".
وحذر العميد إلياس حنا من أن "التلويح بإمكانية استئناف الحرب سيكون له أثر كبير على إسرائيل كونها تعتمد على الاحتياط، والاحتياط هو العمود الفقري للاقتصادي الإسرائيلي".
وأكد أن إسرائيل انتقلت إلى "مرحلة جديدة من المقاربة الأمنية" تتمثل في "البقاء الجسدي والفعلي في مرافق متعددة" على حدودها.