الكونغو.. تطورات متسارعة تزيد من أزمات إفريقيا
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تطورات ميدانية خطيرة ومتسارعة في الأيام الأخيرة، بعد تمكنتمكن متمردو حركة "إم 23" من السيطرة على مدينة جوما، العاصمة الإقليمية لمقاطعة شمال كيفو في شرق البلاد.
وأدت التطورات في الكونغو إلى إخلاء المطار الدولي في جوما وتعليق الرحلات الجوية، مع إعلان المتمردين عن إغلاق المجال الجوي للمدينة، والذي تزامن مع دخل المتمردون والقوات الرواندية المتحالفة معهم أطراف مدينة جوما، مما أدى إلى حالة من الذعر بين السكان وفرار الآلاف من منازلهم، ومقتل ما لا يقل عن 13 من قوات حفظ السلام الدولية.
وشهد الأسابيع الماضية زيادة في التوتر بين الكونغو الديقراطية و واندا بعد انهيار جهود الوساطة التي قادتها أنغولا ببين الجارتين منتصف ديسمبر 2024 والذي مثل مؤشرا خطرا على مدى التأزم الذي بلغته علاقات البلدين على خلفية الصراع المستمر في شرق الكونغو، والذي تتهم كينشاسا جارتها في منطقة البحيرات كيغالي بتعقيده من خلال دعم حركة إم 23 المتمردة الناشطة في مقاطعة شمال كيفو الإستراتيجية.
اتهمات لروانداوأعقب انهيار جهود الوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا تصاعد حدة المعارك بين الجيش الكونغولي ومسلحي حركة "أم 23" الذين تمكنوا من توسيع مناطق سيطرتهم في شمال كيفو، ومن ثم إعلانهم السيطرة على مدينة غوما عاصمة المقاطعة.
ونتيجة لهذه التطورات المتسارعة غادرت البعثات الأجنبية والصحفيون والموظفون الأمميون من غوما إلى داخل رواندا في أعقاب سيطرة المتمردين على المدينة -التي يسكنها أكثر من مليوني شخص- بعد أيام عدة من المواجهات مع القوات الحكومية.
من جانبها، نفت رواندا الاتهامات الموجهة إليها بدعم حركة "إم 23"، رغم اعترافها بوجود قواتها في شرق الكونغو لأسباب أمنية.
الولايات المتحدة تتدخلوحثت الولايات المتحدة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة على بحث اتخاذ تدابير لوقف الهجوم الذي تشنه القوات الرواندية وقوات حركة "إم 23" المتمردة، وقالت القائمة بأعمال المبعوث الأميركي لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا "إنه يجب على رواندا سحب قواتها من جمهورية الكونغو الديمقراطية والعودة إلى طاولة المفاوضات والعمل نحو حل سلمي دائم".
ومتابعة لتلك التطورات عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا لمناقشة تصاعد القتال في شرق الكونغو، وخلال الاجتماع أعربت الممثلة الخاصة للأمم المتحدة في الكونغو بنتو كيتا، عن قلقها البالغ إزاء تقدم المتمردين واستخدامهم للمدنيين كدروع بشرية.
تحذيرات أممية ودوليةفي حين حذرت الأمم المتحدة من أن هجوم حركة "إم 23" يثير مخاطر حرب إقليمية أوسع نطاقا، خاصة أن الكونغو تتميز بإمداداتها المعدنية الوفيرة، والتي كانت منذ فترة طويلة محط أنظار الشركات الصينية والغربية وكذلك الجماعات المسلحة.
وأعلن برنامج الغذاء العالمي اليوم "توقف" المساعدات الغذائية في محيط مدينة غوما، معربا عن القلق إزاء نقص الغذاء.
من جانبها دعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الكونغو الثلاثاء، إلى تدخل دولي مع تصاعد العنف في البلاد، حيث أصبح جزء كبير من مدينة جوما شرقي البلاد تحت سيطرة المتمردين، واستقبلت البعثة عددا كبيرا من الأشخاص الذين يبحثون عن الحماية في جوما حيث يوجد مئات الآلاف من النازحين، وفق تصريح لـ فيفيان فان دي بيري، نائبة الممثل الخاص لحماية العمليات في بعثة الأمم المتحدة
المناطق المتأثرة والأضرار:
بالإضافة إلى سيطرة المتمردين على مدينة جوما، أفادت التقارير بأنهم تقدموا في مناطق أخرى في شرق البلاد، مما يهدد باندلاع نزاع إقليمي أوسع، وقد أدى هذا التصعيد إلى نزوح آلاف المدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.
تستمر الأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية في التدهور، مع تصاعد القتال بين المتمردين والقوات الحكومية، وسط دعوات دولية لوقف العنف والبحث عن حلول سلمية للأزمة.
تعد هذه التطورات امتدادا للصراعات المستمرة التي تعيشها منطقة شرق الكونغو الديمقراطية منذ عقود نتيجة تحولها إلى ساحة حرب تنخرط فيها مجموعة كبيرة من الفصائل المسلحة، حيث يوصف هذا الصراع بأنه واحد من أكثر النزاعات دموية منذ الحرب العالمية الثانية، حيث يقدر عدد ضحاياها قرابة 6 ملايين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكونغو مجلس الأمن الدولي إم 23 حركة إم 23 منطقة البحيرات المزيد الکونغو الدیمقراطیة فی شرق الکونغو الأمم المتحدة مدینة جوما
إقرأ أيضاً:
الكونغو الديمقراطية تدعو الدبلوماسيين الأجانب إلى توخي الحذر
طالبت وزارة الخارجية في الكونغو الديمقراطية، الموظفين والدبلوماسيين الأجانب في كينشاسا، بتوخي الحذر وضبط النفس.
وأضرم متظاهرون النار في سفارة بلجيكا في الكونغو الديمقراطية، وذلك في إطار سلسلة من الاعتداءات التي طالت سفارات أجنبية، من بينها فرنسا.
ومن جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البلجيكية إن إضرام النار في مدخل السفارة في الكونغو الديمقراطية مطالبة الشرطة الكونغولية بالتدخل لحماية الدبلوماسيين.
كما أضرم متظاهرون النار في السفارة الفرنسية بالكونغو الديمقراطية.
فرنسا الدولي: استئناف تبادل إطلاق النار في جوما بالكونغو الديمقراطية
استيقظت "جوما" العاصمة الهائلة لمقاطعة شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، صباح اليوم الثلاثاء، وبعد مرور ليلة هادئة نسبيا، على دوي إطلاق نار مكثف في أحياء الجزء الشرقي من المدينة "بيريريه" في "بوجوفو"، وذلك بالقرب من المطار وعلى المحور الذي يؤدي من مطار مدينة "جوما" إلى "جيسيني" وهي بلدة حدودية ملتصقة بجوما على الجانب الرواندي.
وذكر راديو "فرنسا الدولي"، اليوم الثلاثاء، أن القوات المسلحة الكونغولي تتواجد في منطقة المطار ومن ناحية أخرى، يتواجد مسلحو حركة 23 مارس "إم 23" في أجزاء معينة من غرب جوما.. مشيرا إلى أن الإنترنت لا يزال مقطوعا ولا يوجد تردد للإذاعة أيضا وقد تم حرمان أجزاء كبيرة من جوما من الماء والكهرباء منذ الجمعة الماضية.
وأضاف أن حركة "إم 23" تقاتل الجيش الكونغولي في هذه المنطقة لأكثر من ثلاث سنوات، ولكن الحركة كثفت من عملياتها خلال الأيام الأخيرة ودخلت مدينة "جوما" في الليل من الأحد إلى الاثنين.
وأوضح الراديو، أن ما لا يقل عن 17 شخصا قتلوا، كما أصيب أكثر من 370 آخرين بجروح، وفقا للمعلومات المقدمة من العديد من المستشفيات.. مشيرا إلى أن مدينة "جوما" التي يبلع تعداد سكانها نحو مليون نسمة ويعيش بها الكثير من النازحين، تشهد أزمة إنسانية مزمنة منذ سنوات عديدة.
وأصبحت مدينة "جوما" في الوقت الحالي مكانا فظيعا ولا يعرف النازحون إلى أين يذهبون.
بدورها.. ذكرت منظمة "انقذوا الأطفال "غير الحكومية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن نصف هؤلاء النازحين هم أطفال. ومنذ عدة أسابيع، كانت المنظمات غير الحكومية تنبه بالوضع الإنساني في شمال كيفو، والتي هي عاصمة "جوما" وفي "جنوب كيفو".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن، اجتماعا في وقت لاحق اليوم، في نيويورك بهذا الشأن، كما يعقد مجلس السلام والأمن الإفريقي في منتصف نهار اليوم، جلسة طارئة حول هذا الملف.
يذكر أن الأمم المتحدة قد أعلنت، في وقت سابق، أن 400 ألف شخص نزحوا إلى إثر المارك، منذ مطلع شهر يناير الجاري.
وكان رئيس كينيا "وليام روتو" قد دعا لعقد قمة استثنائية لمجموعة دول شرق إفريقيا (إي إيه سي) والمخصصة لبحث الوضع في شرق الكونغو الديمقراطية، وذلك غدا /الأربعاء/، بحضور الرئيسين "فيليكس تشيسكيدي" من جمهورية الكونغو الديمقراطية و"بول كاجامي" من رواندا.