بقاعة ديوان الشعر.. معرض الكتاب يناقش «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
استضافت قاعة ديوان الشعر، ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، أدارتها الدكتورة أسماء فؤاد.
وافتتحت الدكتورة سالي عاشور، أستاذة العلوم السياسية المساعدة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، الندوة، قائلة: إنه منذ عدة أعوام تم مطالبة الدول بتبني استراتيجيات للتطوع، وكان هناك اتجاه في مصر لتبني هذه الاستراتيجية، مشددة على ضرورة تطبيق هذه الفكرة على أساس علمي يكشف ملف التطوع.
وأكدت سالي عاشور، أن من أهم ملامح التطوع هو الانتشار السريع للمبادرات المجتمعية الساعية للتعامل مع القضايا والتحديات التي تواجه الأفراد، مشيرة إلى مشكلة غلبة التبرع المادي على التبرع بالوقت.
وأوضحت أن نسبة التطوع في المجتمع المصري بلغت 17% من الشباب فوق 18 عامًا، مؤكدة أن مصر تقترب بهذه النسبة من المؤشرات العالمية في مجال التطوع.
ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»وثمنت الدكتورة سالي عاشور تجربة التطوع في معرض الكتاب، معتبرة إياها تجربة رائدة تثبت مدى حب الشباب للتطوع في هذا الحدث الثقافي المهم، باعتبارهم القوة الضاربة في المجتمع.
بدوره، قال الدكتور عبد الله الباطش، مساعد وزير الشباب والرياضة لشؤون مراكز الشباب، إن التطوع يعني تماسك المجتمع، فهو مرتبط ببناء الأفراد والمجتمع المستدام.
وأوضح الباطش أن وزارة الشباب والرياضة وضعت استراتيجية في هذا الملف لتحفيز الشباب على الخدمة التطوعية، وهم الآن يعملون على تعزيز فكرة التطوع خارج مصر.
وأضاف أن الوزارة تقوم بدور مهم في هذا الملف، حيث يوجد العديد من فرق التطوع على مستوى الجمهورية، مؤكدًا أن الوزارة أنشأت أندية للتطوع داخل مراكز الشباب للإسهام في تنمية المجتمع. كما نستهدف إنشاء 1500 نادي للتطوع داخل مراكز الشباب بحلول عام 2027.
وتابع أنه على مدار السنوات الماضية، أطلقت وزارة الشباب والرياضة مبادرة «أنا متطوع» للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أنه يتم انتقاء الشباب بعناية لإعطائهم فرصة للتعامل مع الجمهور.
ندوة بعنوان «ثقافة التطوع وتعزيز القيم الإيجابية»وأكد أن الوزارة تشارك أيضًا في كافة الفعاليات التطوعية خارج مصر، وتستقطب متطوعين من جميع الدول لتعليم الشباب اللغة والفنون والتكنولوجيا وثقافة التطوع. كما أشار إلى أن الوزارة قامت في عام 2016 بتصدير متطوعين مصريين للاتحاد الإفريقي ليصبحوا سفراء للتطوع المصري في الاتحاد الإفريقي.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن التطوع هو مرآة لاهتمام المجتمع بالقضايا المختلفة التي تتوافق مع ثقافته. فالتطوع يعد قضية أساسية في البناء على مستوى الأفراد والمجتمع. وشدد عبد الوهاب على أهمية تغذية الجانب الروحي في ملف التطوع، حتى لا يطغى عليه الجانب المادي، مشيرًا إلى أن هناك محددات للتطوع، وأبرزها أن فكرة التطوع تساهم في بناء الإنسان والمجتمع من خلال القيم الثقافية والاجتماعية والدينية التي تدفع إلى التطوع. كما أشار إلى أهمية مراعاة الفروق بين شرائح الشباب من حيث مرجعياتهم وثقافتهم ومستوى معرفتهم ووعيهم، وكذلك تراجع الطبقة الوسطى بسبب الضغوط الاقتصادية، لأن هذه الطبقة هي أساس المتطوعين.
وأوضح أن هناك تحديات تواجه قضية التطوع، ومنها ضعف المؤسسات في إدارة التطوع وتحفيزه، إضافة إلى خلل في خريطة عمل الجمعيات الأهلية في بعض المجالات، مشيرًا إلى الحاجة إلى إعادة توزيع التطوع في العمل الأهلي، وعدم تعزيز فكرة أهمية العمل التنموي، وكذلك عدم ربط المحليات بمنظومة التطوع لتحفيز المواطنين على القيام بأدوار فعالة في المجتمع.
من جانبه، أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من أهم أسس ثقافة التطوع هو الحافز الديني والإيثاري، الذي يمثل أكبر البواعث في مسألة التطوع، مما يؤدي إلى اتساع في الأفق.
وأضاف أن التطوع من المفاهيم التي تنتشر على أساس مفهوم مادي، مما يصعب استثماره. مؤكدًا أن التطوع هو المسؤول الرئيس عن الحضارة، فصناعة الحضارة هي صناعة الأفراد، والدولة تنشر الوعي ولكن الأفراد هم من يمارسون هذا الوعي.
وأشار الدكتور عمرو الورداني إلى أن الثقافة هي مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف والفنون التي تميز مجموعة من الناس وتعكس هوية الأفراد والمجتمعات. موضحًا أن مفهوم التطوع يقوم على الاختيار والاستطاعة والمطاوع والطواعية والطاعة.
وشدد على أهمية أن تكرس الجمعيات التطوعية ثقافة الكرامة وليس ثقافة الفقر، وأن تهتم بما يخص التطوع الصحي بالمجهود وليس فقط بالأموال.
واستعرض مقاصد التطوع، وهي حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ الدين، وحفظ المال.
وأكد على ضرورة الاهتمام بالتطوع الصحي النفسي، معربًا عن أمله في أن يكون التطوع النفسي من أولويات التطوع لتحقيق السلام.
اقرأ أيضاًشخصية معرض الكتاب 2025.. أحمد مستجير العالِم المبدع صاحب الرحلة الفريدة
جدول ندوات دار الكتب والوثائق القومية في معرض الكتاب 2025
«الحب والحرب في عيون الأطفال».. جلسة حوارية بمعرض الكتاب 2025
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض القاهرة للكتاب معرض الكتاب بالقاهرة نصائح معرض الكتاب معرض الكتاب القاهرة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 تفاصيل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 معرض الكتاب 2025 معرض الكتاب 2025 القاهرة معرض الكتاب الدولي 2025 معرض الكتاب القاهرة 2025 معرض الكتاب الدولي القاهرة 2025 معرض الکتاب أن الوزارة إلى أن
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش قوة البرازيل الاقتصادية في أمريكا اللاتينية
استضافت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور الدبلوماسية الثقافية، ندوة بعنوان البرازيل القوة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، وذلك بحضور سفير البرازيل بالقاهرة باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو (Paulino Franco de Carvalho Neto)، والدكتور محمد أحمد مرسي، والسفير وائل أبو المجد، وأدارت الندوة الإعلامية منى الدالي.
وفي بداية الندوة، تحدثت الإعلامية منى الدالي حول أهمية المحور الثقافي والتعاون المثمر بين وزارة الخارجية ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، وأهمية الدور الثقافي لوزارة الخارجية في التعريف بالثقافات المختلفة للشعوب، لافتةً إلى أهمية وجود باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو سفير البرازيل لدى القاهرة، والسفير وائل أبو المجد سفير مصر السابق في البرازيل، والدكتور محمد أحمد مرسي أستاذ العلوم السياسية ومقرر لجنة العلوم السياسية بالمجلس الأعلى للثقافة.
السفير البرازيلي بالقاهرة: العلاقات بين مصر والبرازيل تعود لأكثر من مائة عام
وأكد السفير البرازيلي بالقاهرة، باوليني فرانكو دي كارفالو نيتو، خلال كلمته، على عمق العلاقات بين مصر والبرازيل، مشيرًا إلى أننا نمر بمرحلة مهمة في العلاقات المصرية البرازيلية، حيث احتفلنا في العام الماضي بمرور مائة عام على العلاقات المصرية البرازيلية، والتي تأسست عام 1924. وتميز الاحتفال بالعديد من الفعاليات التي أبرزت العلاقات المشتركة والزيارات المهمة بين الجانبين، ومنها مشاركة وزير خارجية البرازيل في قمة السلام العام الماضي. كما تم اللقاء مؤخرًا بين الرئيس البرازيلي والرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث تم توقيع اتفاقيتين للتعاون بين مصر والبرازيل، بالإضافة إلى الاتفاق على إنشاء خط طيران مباشر بين البلدين.
وأشار إلى توقيع اتفاقية شراكة وتبادل تجاري بين الدولتين، حيث بلغ حجم الاستثمارات أكثر من 4 مليارات دولار. كما أكد أن البرازيل تترأس هذا العام مجموعة البريكس، وهي سعيدة بانضمام مصر إلى البريكس، معربًا عن أمله في زيارة الرئيس السيسي لحضور قمة البريكس هذا العام، ومؤكدًا على تطلع البرازيل إلى المزيد من التعاون مع الجانب المصري. كما أوضح أن البرازيل تعمل على تشجيع مبادرات التنمية المستدامة، خاصة في دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات التكنولوجية الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي. ولفت إلى أن البرازيل تستعد لاستضافة قمة التغير المناخي، كما ألقى الضوء على طموحات وأهداف البرازيل في قمة البريكس القادمة، وأهمية العمل على تحقيق التنمية المستدامة.
كما تناول السفير البرازيلي الدور الثقافي للبرازيل، مشيرًا إلى ترجمة بعض الأعمال الأدبية البرازيلية، ومشاركة البرازيل في العديد من المهرجانات المصرية، مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان كايرو جاز. كما تم عرض الفيلم البرازيلي الحاصل على جائزة الأوسكار في مهرجان القاهرة الدولي. وأكد أن هناك الكثير من مجالات التعاون الثقافي بين مصر والبرازيل، منها البعثات الأثرية البرازيلية وعرض بعض المقتنيات الأثرية المصرية في المتاحف البرازيلية، بالإضافة إلى اتفاق التبادل الطلابي بين البلدين.
وفي ذات السياق، أكد السفير وائل أبو المجد، مساعد وزير الخارجية، على سعادته بالتواجد في هذه الندوة، حيث تحدث عن تجربته كسفير مصري في البرازيل، مؤكدًا على التشابه الكبير بين البلدين، والرؤية المتشابهة بينهما في القضايا الدولية المختلفة.
وأشار إلى أن العلاقات المصرية البرازيلية تمتد إلى المجالات السياسية والثقافية، مشيدًا بالدعم البرازيلي للقضايا العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية، حيث أظهر الموقف البرازيلي دعمًا واضحًا لها. كما لفت إلى أهمية الزيارات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أن العلاقات الثنائية بينهما في أفضل حالاتها.
وعن الجانب التجاري بين البلدين، أوضح السفير أبو المجد أن هناك تبادلًا تجاريًا كبيرًا بين مصر والبرازيل، خاصة في القطاعين الغذائي والزراعي، حيث نجحت البرازيل، بفضل البحث العلمي، في تطوير القطاع الزراعي. كما شدد على ضرورة تطوير التعاون في العلاقات التجارية ليشمل الاستثمارات، بحيث لا تقتصر فقط على عمليات البيع والشراء، وإنما تمتد إلى شراكات اقتصادية حقيقية، مع تعظيم فرص التعاون في مختلف المجالات.
كما أشار إلى أهمية وجود خط طيران منتظم بين البلدين، مما سيساهم في تعزيز حركة السياحة وتسهيل أعمال رجال الأعمال، خاصة أن عدم وجود خط طيران مباشر يجعل الرحلات طويلة ومعقدة، مما يؤثر على التعاون الاقتصادي والتجاري.
من جانبه، لفت الدكتور محمد أحمد مرسي إلى أن العلاقات بين مصر والبرازيل أقدم بكثير من مائة عام، مشيرًا إلى أن أول حاكم للبرازيل زار مصر عام 1871، وأعجب بها، كما جاء ضمن البعثات التي درست الخط الهيروغليفي.
وأكد أن البرازيل هي "دولة الفرص"، وأن شعبها يتميز بروح الفرح والبهجة، حيث يرتبط اسم البرازيل عالميًا بمشاعر السعادة والطاقة الإيجابية. وأضاف أن ما حققته البرازيل اقتصاديًا واجتماعيًا دفع الباحثين والأكاديميين إلى دراسة أمريكا اللاتينية، مما ساهم في زيادة الأبحاث والدراسات التي تهتم بهذه المنطقة الحيوية.
وأشار إلى أنه أجرى العديد من الدراسات حول البرازيل باعتبارها قوة شاملة، حيث نجحت المؤسسات البرازيلية في تعزيز قوتها الاقتصادية والاجتماعية، مما شجع العديد من الدول على التعاون معها. كما سلط الضوء على المبادرات الثرية التي أطلقتها البرازيل، والتي يمكن لمصر الاستفادة منها، مثل مبادرات التنمية البشرية، والبرامج الاجتماعية التي عززت تماسك المجتمع، ورفعت مستوى التعليم، وساعدت في خفض معدلات الفقر.
وأضاف أن التجربة البرازيلية في خفض الفقر وزيادة نسبة التحاق الأطفال بالمدارس تشبه إلى حد كبير مبادرة "تكافل وكرامة" في مصر، وكذلك مبادرة "حياة كريمة" التي تهدف إلى تطوير القرى المصرية، مشيرًا إلى التشابه الكبير بين التجربتين المصرية والبرازيلية في البرامج التنموية.