وهب رومية: الأعمال الإبداعية موازاة رمزية للواقع الاجتماعي
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
فاطمة عطفة (أبوظبي) رحل عن عالمنا، أمس الثلاثاء، الثامن والعشرين من يناير الجاري، الدكتور وهب رومية، عضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء»، في موسمه الحادي عشر، وذلك عن عمر ناهز 81 عاماً، وكانت «الاتحاد» قد أجرت معه هذا الحوار قبل وفاته بأيام، ويمتاز د. وهب أحمد رومية بمخزون تراثي زاخر في الأدب والنقد العربي، إضافة إلى عمله أستاذاً في كلية الآداب بجامعة دمشق وعميداً لها، كما كان أستاذاً زائراً في جامعات الجزائر واليمن والكويت، وباحثاً محكِّماً في: «سلسلة عالم المعرفة، ومؤسسة البابطين للإبداع الشعري بالكويت»، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعة دمشق، وانتخب عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية في دمشق، وله العديد من الدراسات والبحوث النقدية.
وينتقل الدكتور وهب رومية للحديث عن برنامج «أمير الشعراء» وتأثيره في حركة الشعر في الوطن العربي، قائلاً: علاقة الإنسان العربي بالشعر علاقة عريقة ترجع إلى الأيام الأولى التي اشتعلت فيها ناره فوق رمال الجزيرة العربية. وهو «هويته» التي تظهر فيها رؤيته للفرد والمجتمع والكون. وهو فنه المعبر عن أشواقه وأحلامه ومخاوفه. ولذا لم يكن غريباً أن تحتفل القبيلة إذا نبغ فيها شاعر، وأن يغلب الشعر على كثير من الأسواق الجاهلية والإسلام كسوق عكاظ، وسوق دومة الجندل، وسوق ذي المجاز، وسوق المشقر، وسوق الرابية، وسوق المربد، وسوق الكناسة، وغيرها. وتابع موضحاً: إذاً نحن نتحدث عن أهم ركيزة من ركائز الثقافة العربية على امتداد العصور، في وقت تتعرض فيه هذه الثقافة ل «تسونامي» العولمة، وتبدو القلعة الأخيرة التي لم تسقط بأيدي الغزاة بعد، وهي تقاتل قتالاً تراجعياً عن «هويتها» التي تتقاذفها العواصف والأمواج. في هذه المرحلة اليباب من مراحل الثقافة العربية، تطل أبوظبي على الوطن العربي ببرنامج «أمير الشعراء»، فتحيي تقليداً ثقافياً عريقاً هو تقليد الأسواق الشعرية القديمة، وتطبع هذا التقليد بطابع العصر الحاضر، وتبث فيه روح هذا العصر، وتجمع بين الأصالة والحداثة، وبين الحرص على «الهوية» وتنميتها. وحسب القارئ أن يعرف أن هذا البرنامج استقبل هذا العام قرابة ألف قصيدة لقرابة ألف شاعر من أرجاء الوطن العربي قاطبة، ومن عدد من البلاد غير العربية كنيجيريا وتشاد وألمانيا وغيرها. وتشرف على هذا البرنامج وتحدد خطواته المتدرجة صعوداً حتى الوصول إلى نهايته لجنة إدارية ذات كفاية عالية، كما تشرف عليه لجان علمية متخصصة مشهود لها بكفايتها النقدية والثقافية وبموضوعيتها. باختصار، إنه أضخم برنامج للشعر العربي عرفه التاريخ، وإنه حلم الشعراء يلتقون فيه ويتعارفون وينشدون أشعارهم أمام لجنة التحكيم، وأمام جمهور من عشاق الشعر ومحبيه، وينالون جوائز نقدية ممتازة. أخبار ذات صلة وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي "أمير الشعراء" يختتم المرحلة الثانية من موسمه الـ 11
وقد أحسنت هيئة أبوظبي للتراث المنظمة لهذا البرنامج حين جعلت الجمهور طرفاً من أطراف الخطاب الشعري، وأعطته حق تأهيل شاعر واحد من كل أربعة شعراء يتأهلون للمرحلة الأعلى، وبذلك يزداد جمهور البرنامج على مستوى البلاد المشاركة فيه، وتقوى روح المنافسة والتحدي بين الشعراء المتسابقين. ولذا فنحن لا نجاوز الحقيقة إذا قلنا إن برنامج أمير الشعراء هو برنامج الشعر العربي الذي يجعل من الشعراء نجوماً تظهر على شاشات التلفزيون في الحلقات العشر التي تبث على الهواء مباشرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أمير الشعراء
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان العربي بثمن دور ليبيا في دعم القضايا العربية
ثمن محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، دعم دولة ليبيا الدائم لكافة القضايا العربية، وحرصها على تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك على كافة المستويات وبلورة موقف عربي موحد للدفاع عن قضايا الأمة في كافة المحافل الإقليمية والدولية، مؤكدًا في الوقت ذاته دعم البرلمان العربي لكل ما يخدم الأمن والاستقرار في ليبيا ويحافظ على وحدتها الوطنية وأمنها القومي، الذي يمثل جزءً لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس البرلمان العربي مع السفير عبدالمطلب ثابت مندوب دولة ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية، بحضور نواب ليبيا في البرلمان العربي، الدكتورة أحلام اللافي رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب بالبرلمان العربي، والنائب أبو صلاح شلبي عضو البرلمان العربي، والنائب حسن البرغوثي عضو البرلمان العربي.
وشدد "اليماحي" خلال اللقاء على حرص البرلمان العربي على تعزيز العلاقات مع مجلس النواب الليبي خلال المرحلة القادمة على كافة المستويات، مشيدًا بجهود نواب ليبيا الأعضاء بالبرلمان العربي في النهوض بالعمل البرلماني العربي المشترك، من خلال مبادراتهم الفعالة وإسهاماتهم البنّاءة، وحرصهم الشديد على تعزيز التضامن العربي.
من جانبه أكد السفير عبدالمطلب ثابت مندوب دولة ليبيا الدائم لدى جامعة الدول العربية حرص بلاده بكافة أجهزتها ومؤسساتها الحكومية والبرلمانية على دعم العمل العربي المشترك، ودعم الدور الذي يقوم به البرلمان العربي، باعتباره مظلة برلمانية عربية تمثل صوت الشعب العربي وتخدم مصالحه، معربًا عن استعداد مندوبية ليبيا لدى جامعة الدول العربية للتعاون الكامل مع البرلمان العربي خلال المرحلة المقبلة بما يساهم في تعزيز دوره في خدمة مصالح الشعب العربي والدفاع عن قضاياه.
من جانبهم رحب النواب الليبيون أعضاء البرلمان العربي برئيس البرلمان العربي في زيارته لمقر مندوبية ليبيا لدى جامعة الدول العربية، مؤكدين أنهم سيواصلون العمل لدعم البرلمان العربي والنهوض به على كافة المستويات، ومؤكدين أن دولة ليبيا داعمة بشكل كبير للبرلمان العربي منذ مرحلة التأسيس وحريصة على استمرار دعمها للبرلمان العربي بشكل دائم، وتعزيز دوره في منظومة العمل العربي المشترك.
وأعرب السفير عبدالمطلب ثابت ونواب ليبيا في البرلمان العربي عن تطلعهم لزيارة رئيس البرلمان العربي إلى ليبيا في القريب العاجل، لزيادة وتيرة التنسيق المشترك بين البرلمان العربي ودولة ليبيا على كافة المستويات.
حضر اللقاء من الأمانة العامة للبرلمان العربي الدكتور كريم السيد مدير مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية، والدكتور أشرف عبدالعزيز المستشار السياسي لرئيس البرلمان العربي ومدير إدارة العلاقات الخارجية.