يقدِّم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب "الضوابط المنهجية للمعرفة والنظر عند أهل السنة.. دراسة تأصيلية"، إعداد: وحدة التأليف بمركز الإمام الأشعري بالأزهر الشريف.

انطلاق فعاليات اليوم السادس بجناح الأزهر بمعرض الكتاب انطلاق أولى حلقات برنامج "نوابغ الأزهر" في موسمه الأول بمعرض الكتاب

يعتبر هذا الكتاب بمثابة التقعيد لما يليه من إنتاج علمي، فقد ركز على الجانب المنهجي من خلال الضوابط المتعلقة بالمعرفة والنظر؛ لتكون مقدمة لأي بحث كلامي، تم تناول الضوابط من خلال ذكر موجزها وشرحها والنماذج التطبيقية عليها، وذلك من خلال ٨ ضوابط.

الضابط الأول: "المعرفة ممكنة عقلا واقعة فعلا"، فقد قرر أهل السنة أن حقائق الأشياء ثابتة ردا على المشككين من السوفسطائية، ومنكري الحقائق، والقائلين بنسبيَّتها بوجه عام، مع الوضع في الاعتبار أن الاختلاف في الرأي والتعدد في الاتجاهات يدخل تحت مظلة الثوابت، وفارق كبير بين القول بإمكان المعرفة عقلا، وما لا يقع في دائرة النظر العقلي كحقيقة ذات الله تعالى وصفاته عز وجل.

أسباب حصول المعرفة ثلاثة

الضابط الثاني: "أسباب حصول المعرفة ثلاثة: العقل الصحيح، والحواس السليمة، والخبر الصادق"، فالعلم إما أن يكون حاصلا من خلال الإنسان نفسه، أو لا، فإن كان من نفسه فالحواس والعقل، وإن كان من غيرها فالخبر، فالحواس من طرق وآلات المعرفة التي تمد العقل بالمعلومات، وبها يتعرف على مظاهر الإبداع في الكون ووجوه الحكمة فيه، وكان القيد بكونها سليمة للرد على المشككين في أداء الحواس، والعقلُ أحد أسباب حصول المعرفة، وسيلةٌ صادقة إذا تمت على شروطها، والمعرفة العقلية الصحيحة هي أساس صحة الحس والخبر، ولدور العقل المهم جعل أهل السنة والجماعة المعرفة العقلية واجبة، وليس معنى ذلك أن فيه الغنية عن النقل، فلا غنى للعقل عن توجيه الشرع وإرشاده. ومن أسباب حصول المعرفة: الخبرُ الصادق؛ لأن النص هو أصل الدين، وهو الكفيل بتحصين العقائد عن شرود العقول ومراوغات الخصوم، من أجل ذلك كان قطعيُّ النقل مقدَّمًا في الاعتبار عند أهل السنة على ظنِّيِّ العقل.

الضابط الثالث: "شروط إفادة الأدلة لليقين"                                   
إذ الدليل إما أن يكون نقليًّا أو عقليا، فالنقلي يفيد اليقين إذا ثبت قطعا لفظه ومعناه وأنهما مرادان للشارع الحكيم، والعقليُّ يفيد اليقين إذا ترتَّبت أحكامه على قضايا يكون التصديق بها ضروريًّا أو مكتسبات تنتهي إلى تلك الضروريات.

الضابط الرابع: "لا تعارض بين العقل والنقل"، فبعد أن اتضحت شروط إفادة الدلائل لليقين، كان هذا الضابط الذي يبين أنه لا تعارض بين صريح النقل وصحيح العقل؛ لأن النقل والعقل كلاهما يصدران من مشكاة واحدة وهي نور الحق سبحانه، وقد جعلهما الله طرقًا من طرق الهداية لعباده.

الضابط الخامس: "الأدلة النقلية عقلية أيضًا في وقت واحد"، يهتم هذا الضابط ببيان أن النصوص الشرعية تحمل بداخلها دلائل عقلية، بحيث لو صيغت هذه الأدلة بطريقة عقلية مجردة لم تخرج عن المعنى المراد من النص؛ لذا فهي دلائل شرعية عقلية في نفس الوقت.

الضابط السادس: "وجوب معرفة الله تعالى"   فمعرفة الله تعالى من خلال النظر واجبة على كل مكلف بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أجمعت الأمة على ذلك.

الضابط السابع: "العالم آية على وجود خالقه"، وقد تناول الأشاعرة هذا الضابط بعبارات متعددة، مصدرين به مباحثهم في هذا العلم الشريف، مستخدمين مصطلحات الحدوث، والإمكان، ودلالة الأثر على المؤثر، وبناء عليه تنوعت الطرق في الاستدلال على وجود الله سبحانه تعالى، فبعد بيان تحقق العلم بوجود الأشياء انتقل الأشاعرة إلى إثبات حدوثها وحدوث العالم بإطلاق؛ لما يعتريه من تغير، أو ترجيح للوجود على العدم وهو ما يعرف بدليل الإمكان الذي استخدمه بعض أعلام المدرسة، ولا بد للعالم من محدث من خارجه وهو واجب الوجود سبحانه وتعالى.

الضابط الثامن: (صحة إيمان المقلد) فالمقلد الذي يأخذ بقول الغير من غير أن يعرف دليله، فلا يخرج من دائرة الإيمان، وهذا ما دل عليه أعلام المدرسة الأشعرية الذين يبتعدون عن التكفير ما وجدوا إلى ذلك سبيلا، ولا ريب أن الخلاف في إيمان المقلد الجازم، وليس الظان أو الشاك فعدم صحة إيمانهما متفق عليها، والخلاف أيضًا بالنظر لأحكام الآخرة وفيما عند الله تعالى، أما بالنظر إلى أحكام الدنيا فيكفي الإقرار فقط ويجري عليه أحكام الإسلام في الدنيا.

وبهذه الضوابط المنهجية التي ضبطت منهج أهل السنة والجماعة العقدي يتضح لنا ما تميز به هذا المنهج الأغر من سمات توضع في ميزان فضله من وسطية واعتدال واتباع وعموم وشمول.

ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.

ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان؛ مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأزهر جناح الأزهر معرض الكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب أهل السنة الله تعالى أهل السنة من خلال

إقرأ أيضاً:

الشارقة تشارك بمعرض بورصة السياحة العالمية في برلين

 

الشارقة (الاتحاد)
تشارك إمارة الشارقة في معرض بورصة السياحة العالمية في برلين خلال الفترة من 4 إلى 6 مارس الحالي تحت مظلة جناح الشارقة بمشاركة هيئة الإنماء التجاري والسياحي إلى جانب 19جهة من القطاعين الحكومي والخاص.
يسلط الوفد خلال المعرض الضوء على العروض السياحية المتنوعة التي تقدمها الشارقة وتغطي مختلف مجالات السياحة والضيافة بالإضافة إلى تجارب الإقامة مع التركيز على الثقافة والترفيه والبيئة والمغامرات.
وتؤكد هذه المشاركة التزام الشارقة بترسيخ مكانتها وجهة سياحية رفيعة المستوى في المنطقة.
وقال خالد جاسم المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة إن مشاركتنا في معرض بورصة السياحة العالمية في برلين 2025 تؤكد التزامنا الراسخ بتعزيز مكانة الشارقة وجهة سياحية رائدة في المنطقة ومن خلال الشراكات الاستراتيجية والمبادرات المبتكرة نسلط الضوء على دور الشارقة في دعم مستقبل السياحة المستدامة والمسؤولة مع التأكيد على التزامنا بتوفير تجارب سياحية استثنائية ومثمرة.
يضم وفد الشارقة المشارك في المعرض ممثلين عن هيئات حكومية بارزة مثل هيئة البيئة والمحميات الطبيعية وهيئة مطار الشارقة الدولي وهيئة الشارقة للمتاحف وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) ومعهد الشارقة للتراث ومجلس الشارقة الرياضي ونادي الشارقة للسيارات القديمة بالإضافة إلى نادي الشارقة الدولي للرياضات البحرية.
فيما تضم الجهات المشاركة من القطاع الخاص شركة العربية للطيران ووكالة مطار الشارقة للسفريات (ساتا) وشركة أرادَ للتطوير العقاري والشارقة الوطنية للفنادق إلى جانب عدد من الفنادق والمنتجعات الصحية بالإمارة.
وشهدت إمارة الشارقة خلال السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد النزلاء الفندقيين الأوروبيين بعدما ارتفع عدد النزلاء بنسبة 16% من 88 ألف نزيل في 2023 إلى 102 ألف نزيل في 2024.
وتحظى الشارقة بمكانة خاصة في السوق الألمانية حيث استقبلت نحو 13 ألف نزيل ألماني في 2024 مسجلة نمواً قدره 11% مقارنة بنحو 12 ألف نزيل في 2023 وتسعى إلى مواصلة هذا النمو وزيادة هذا العدد في السنوات القادمة.
 

مقالات مشابهة

  • دراسة: مسكّن ألم شائع قد يعرض الأجنة للإصابة باضطراب نقص الانتباه
  • البطريرك الراعي: الصلاة في زمن الصوم بمثابة "رفع العقل والقلب إلى الله"
  • شيخ الأزهر: لا يجب أن يؤدي الخلاف بين السنة والشيعة إلى التكفير .. فيديو
  • شيخ الأزهر: الاختلاف بين السنة والشيعة كان في الفكر والرأي وليس في الدين
  • عالم أزهري: أداء الفرائض والاجتهاد في النوافل خلال رمضان فرصة لنيل محبة الله ورعايته
  • مصطفى حسني يوضح سبب تسمية سورة الفاتحة بـ أم الكتاب
  • «رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير».. أدعية شهر رمضان من الكتاب والسنة
  • احذر العروض الوهمية للعمالة في رمضان.. خبير قانوني يوضح الضوابط .. فيديو
  • الشارقة تشارك بمعرض بورصة السياحة العالمية في برلين
  • مكتبة محمد بن راشد.. أمسية الإنجازات في حفل تكريم الشركاء