راسل كرو.. لماذا انطفأ نجم صاحب الأوسكار وأصبح يعيش في الماضي؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
الفشل ليس بالضرورة أسوأ ما قد يمر به الإنسان، فهو غالبًا جزء لا يتجزأ من مسار النجاح. ومع ذلك، يصبح الفشل أشد مرارة عندما يأتي بعد تحقيق النجاح، حيث يتحول الشخص إلى "ناجح سابق"، يتأرجح بين محاولات لاستعادة المجد والاستسلام لليأس، فيجد نفسه محاصرًا بذكريات ماضٍ مشرق.
هذا ما مر به النجم الأسترالي ذو الأصول النيوزيلندية الذي صعد إلى قمة الشهرة بسرعة مذهلة، وحاز أرفع جوائز السينما العالمية، لكنه سرعان ما انحدر من تلك القمة بالسرعة ذاتها، ليعيش حالة من التيه بين رغبته في استعادة النجاح وأزماته الناتجة عن إدراكه لموقعه الحالي على الساحة الفنية.
لم يتخلَّ راسل كرو عن السعي للعودة إلى القمة، إلا أن خياراته الفنية الأخيرة لم تكن موفقة، كما أظهرت التقييمات المتواضعة وإيرادات أفلامه الأخيرة مثل فيلم "كرافن الصياد" (Kraven the Hunter) و"طارد الأرواح" (The Exorcist) الصادرين في عام 2024، مما يشير إلى صعوبة تحقيق عودة قريبة إلى النجومية السابقة.
رغم ذلك، فإن تجربة راسل كرو ليست استثنائية؛ إذ مر نجوم مثل إيدي ميرفي وهالي بيري بمسارات مشابهة. لكن قصة انهيار مسيرة كرو ترتبط بجذور قديمة تعود إلى طفولته، حيث تحمل خلالها أعباءً لم يكن له يد فيها.
إعلانابتعد النجم الهوليودي عن الأضواء بعد أن أصبح اسمه يتصدر صفحات الحوادث بدلًا من صفحات الفن. أدرك حينها أنه ينزلق إلى قاع مسيرته، كما استوعب أن طباعه الحادة كلفته الكثير وأثرت على صورته. بدأ كرو رحلة طويلة للتصالح مع نفسه ومعالجة مشاكله المزاجية، في محاولة لاستعادة مكانته وتغيير الصورة السلبية التي طغت على حياته المهنية.
ورغم كل التحديات، لا يزال راسل كرو يحتفظ بجزء من إرثه الفني. فهو يشارك في فعاليات بارزة مثل حفل جوائز الأداء الأسترالية، حيث يقدم الجوائز للفائزين ويواصل تقديم موسيقاه للمشاريع الفنية. كما يعمل حاليًا على مسلسل "الوحش الذي بداخلي" (The Beast In Me) لصالح "نتفليكس"، في محاولة لفتح صفحة جديدة وإعادة تقديم نفسه لجمهوره.
فيلما "كرافن الصياد" و"طارد الأرواح" من الأعمال غير الموفقة لكرو (الجزيرة) طفل بين النجوموُلد راسل كرو عام 1964 في ويلينغتون بنيوزيلندا، لكنه قضى معظم طفولته في سيدني بأستراليا. كانت طفولته مختلفة عن أقرانه، فقد نشأ وسط عالم السينما، حيث كان والداه أليكس وجوسلين كرو يعملان في تقديم خدمات الطعام في مواقع التصوير. هذا القرب من صناعة الترفيه منذ صغره جعله مفتونًا بسحر السينما وأشعل شغفه بسرد القصص وفن الأداء.
رغم هذا العالم الساحر الذي أحاط به، فإن أسرة كرو عاشت حياة مليئة بالتحديات، حيث كانت أعمال تقديم الطعام متقطعة، مما وضع الأسرة في مواجهة دائمة مع الأزمات المالية. أثرت هذه الظروف على راسل بعمق، إذ غذّت طموحه لتحقيق النجاح، لكنها زرعت أيضًا داخله شعورًا دائما بعدم الأمان، ظل يرافقه طوال حياته.
تنقّل الأسرة المستمر بين نيوزيلندا وأستراليا بسبب طبيعة عمل والديه خلق لدى كرو إحساسًا بعدم الاستقرار. ولم تترك هذه التنقلات المتكررة مجالًا لتكوين علاقات دائمة، وهو الأمر الذي استمر معه في مرحلة الشباب، حيث وجد صعوبة في بناء علاقات طويلة الأمد.
مع انشغال والديه بعملهما، تحمل كرو منذ صغره مسؤولية رعاية شقيقه الأصغر تيري. جاء هذا النضج المبكر بثمن باهظ، إذ أورثه إحساسًا بالغضب والإحباط. وقد صرّح لاحقًا بأنه شعر بضغط هائل نتيجة المسؤوليات التي أُلقيت على عاتقه في طفولته. وأشار أيضًا إلى وجود مسافة عاطفية بينه وبين والديه، مما جعله يفتقر إلى الدعم العاطفي المستمر الذي كان يحتاجه.
هذه الفجوة العاطفية ربما تكون التفسير الأقرب للتقلبات التي أصبحت سمة مميزة لشخصيته. نوبات الغضب وردود الفعل الحادة التي ظهرت منه، سواء في مواقع التصوير أو في الأماكن العامة، يمكن فهمها كتعبير عن إحباطات متأصلة من طفولته. صراعاته مع السلطة وميله للتحدي كانا دائمًا انعكاسا لرغبته في تأكيد وجوده والشعور بأنه مرئي ومسموع.
الانطلاقة الحقيقية لنجم هوليودي جاءت في عام 1997 عندما جسّد دور المحقق "باد وايت" في فيلم "إل إيه سري" (رويترز) جانب إيجابي للعمل مع النجومرغم التحديات، كان الوالدان على اتصال بالممثلين والمخرجين وغيرهم من المبدعين، مما أتاح له في سن الخامسة أن يظهر في دور صغير في المسلسل التلفزيوني الأسترالي "قوة التجسس" (Spy Force). وقد زرعت هذه التجربة بذرة سعيه إلى اتخاذ التمثيل مهنة.
إعلانأظهر كرو، أيضا، اهتماما مبكرًا بالموسيقى، حيث شكل فرقة روك في سن المراهقة. وقد منحته تلك الحالة الإبداعية شعورا بالهدف، ولم تعد الموسيقى والتمثيل مجرد شغف، بل أصبحا شريان حياة منحه وسيلة لتوجيه مشاعره وتأكيد ذاته.
في سن الرابعة عشرة، حصل على أول دور بارز له في المسلسل التلفزيوني الأسترالي "الأطباء الشباب" (The Young Doctors). ورغم الدور الصغير في العمل، فإنه أعطاه لمحة عن الإمكانيات المتاحة له في عالم التمثيل. كما كبر معه حبه للموسيقى خلال هذا الوقت، وشهدت سنوات مراهقته تكوين علاقات عميقة مع رفاق النغم، ولم يكن ذلك الالتزام تجاه الموسيقى والتمثيل بلا ثمن، إذ عرف بإهماله لدراسته، وصراعاته مع المعلمين والأقران على حد سواء.
وقد واجه كرو اضطرابا كبيرا عندما انتقلت عائلته من أستراليا إلى نيوزيلندا. وعطل هذا الانتقال تعليمه وحياته الاجتماعية، حيث كان عليه أن يترك وراءه محيطه المألوف ويتكيف مع بيئة جديدة، وهناك التحق بمدرسة أوكلاند مع أبناء عمومته وشقيقه تيري، ثم مدرسة ماونت روسكيل، وشكّل ذلك التنقّل تحديات، خاصة مع إصراره على متابعة التمثيل. وفي سن السادسة عشرة، اتخذ قرارا بترك الدراسة والتركيز كليًا على الموسيقى والتمثيل، وهو الخيار الذي مهد الطريق لنجاحه في المستقبل.
أنشأ راسل كرو فرقة روك أطلق عليها في البداية اسم "رومان أنتيكس" (Roman Antix) ثم أعيدت تسميتها لاحقا بـ"أود فوت أوف غرانتز 30″ (30 Odd Foot of Grunts)، وشهدت هذه الفترة أيضًا شحذ مهاراته كراوي قصص وصياغة أغان تعكس عالمه الداخلي، كما وفرت الموسيقى لكرو شعورًا بالهدف ووسيلة للتواصل مع الآخرين.
أبواب المجد الفنيقبل أن يصبح راسل كرو أحد أبرز نجوم هوليود، وضع أسسا قوية لمسيرته التمثيلية في أستراليا. جاءت انطلاقته الكبرى في عام 1992 مع أدائه المميز في فيلم "رومبر ستومبر" (Romper Stomper)، حيث لعب دور أحد النازيين الجدد. جذب هذا الدور أنظار النقاد وسلط الضوء على موهبته الاستثنائية.
إعلانكانت أولى خطوات كرو في هوليود مع فيلم "السريع والميت" (The Quick and the Dead) عام 1995 من إخراج سام ريمي. في هذا العمل، وقف إلى جانب نجوم بارزين مثل شارون ستون، وجين هاكمان، وليوناردو دي كابريو. وعلى الرغم من أن الفيلم لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرا، فإنه عرف الجمهور الأميركي على كرو ومهاراته التمثيلية.
الانطلاقة الحقيقية لنجم هوليودي جاءت في عام 1997 عندما جسّد دور المحقق "باد وايت" في فيلم "إل. إيه. سري" (L.A. Confidential). حقق الفيلم نجاحا تجاريا ونقديا لافتا، وأبرز قدرة كرو على أداء شخصية الشرطي القاسي بشكل لافت ومؤثر.
ثم جاءت نقطة التحول الكبرى في عام 2000 مع فيلم "المصارع" (Gladiator) للمخرج ريدلي سكوت. قدّم كرو شخصية الجنرال الروماني مكسيموس، الذي يسعى للانتقام بعد تعرضه للخيانة، بأداء مدهش جعله يحصد جائزة الأوسكار لأفضل ممثل. تحول الفيلم إلى ظاهرة ثقافية عززت مكانة كرو كأحد أعمدة هوليود.
واصل كرو تقديم أدوار معقدة وصعبة منها تجسيده لجون ناش عالم الرياضيات الحائز على جائزة نوبل في فيلم "عقل جميل" (A Beautiful Mind) عام 2001. نال هذا الأداء إشادة واسعة وترشيحًا آخر لجائزة الأوسكار. كما سبق له أن قدّم أداءً استثنائيا في فيلم "المطلع" (The Insider) عام 1999، والذي حصل بفضله على أول ترشيح لجائزة الأوسكار، حيث لعب دور المُبلّغ عن الفساد في صناعة التبغ.
تُبرز هذه المحطات الرئيسية مسيرة كرو التي تميزت بالتحولات الكبيرة والأدوار المتنوعة التي جعلت منه نجمًا لا يُنسى في تاريخ السينما.
أزمات غير مبررةظهرت بوادر أزمة راسل كرو مع الإعلام في العام 1999، حيث تورط في بعض المناوشات التي ظلت ضمن حدود مقبولة. ومع ذلك، تصاعدت حدة التوتر في عام 2002 بسبب حادثة وقعت خلال حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام. بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "عقل جميل"، ألقى كرو خطاب قبول تضمن تلاوة قصيدة للشاعر والروائي الأيرلندي باتريك كافاناغ تكريمًا للممثل الراحل ريتشارد هاريس.
ونظرًا لضيق وقت البث، قام المنتج مالكولم جيري بحذف جزء من الخطاب أثناء المونتاج. أثار هذا التصرف غضب كرو، الذي افتعل مشاجرة مع المنتج خلف الكواليس. جذبت الواقعة اهتمام وسائل الإعلام وساهمت في تعزيز صورته بوصفه شخصا سريع الغضب.
إعلاناعتذر كرو لاحقًا عن الحادثة، معترفا بأنه بالغ في رد فعله، قائلا "لقد تركت عواطفي تتحكم بي. أعترف بأنني كنت مخطئًا في طريقة تصرفي".
وفي حادثة أخرى أثارت الجدل، واجه كرو في يونيو/حزيران 2005 تداعيات قانونية بسبب لحظة غضب أثناء إقامته في فندق "ميرسر" بمدينة نيويورك. خلال محاولة لإجراء مكالمة هاتفية لم تنجح، فقد أعصابه وألقى الهاتف على أحد موظفي الفندق، مما أدى إلى إصابته في وجهه. ألقت الشرطة القبض عليه لاحقًا، ووجهت إليه تهمة الاعتداء.
مرة أخرى، اعترف كرو بخطئه وتوصل إلى تسوية مالية مع الموظف بلغت 6 أرقام. وصف كرو الواقعة بأنها "واحد من أكثر المواقف المخزية" التي مر بها. وخلال مقابلة مع المذيع ديفيد ليترمان في برنامج "ذا لايت شو" (The Late Show)، قدم كرو اعتذارًا علنيا قائلا "نادم بشدة على هذا الحادث بأكمله. كان تصرفًا غير مقبول، وأدرك أن لدي الكثير لأتعلمه وأعمل عليه".
تظهر هذه الحوادث جوانب من شخصية راسل كرو التي اتسمت بالعاطفية المفرطة والانفعالات السريعة، لكنها كشفت أيضًا عن استعداده لتحمل المسؤولية عن أخطائه والعمل على تحسين ذاته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سينما راسل کرو فی فیلم فی عام
إقرأ أيضاً:
جامع بني أمية في دمشق.. بين هوية الماضي وتحولات الحاضر
لم يزل جامع بني أمية -المعروف بالجامع الأموي- وجهة لزائري دمشق من جميع المذاهب والطوائف، سواء كانت زياراتهم سياحية أم ترفيهية أم دينية. وبعد سقوط نظام الأسد، أصبح الجامع الأموي مهوى لأفئدة القادمين بعد طول غياب عن دمشق، وموئلا للقلوب المشتاقة، فيه يعلنون فرحهم، ومنه ينشرون صورهم.
لقد أصبح الجامع الأموي مكانا للذكرى التاريخية ومجسدا للتناقضات الأيديولوجية بين الماضي والحاضر، مما يحمل عدة دلالات، من أهمها أنه كان عنوانا بارزا على سطوة النظام وسيطرته وهيمنته، ورمزًا سلطويا وعلامة بارزة لأفعال النظام وأعوانه من "القوات الرديفة" كما يسميهم، وهي المليشيات العابرة للحدود التي كانت تمارس طقوسها في هذا الجامع الكبير، متسببة في كثر من الأحيان بتغيير الطابع الروحي لهذا الصرح الإسلامي العريق.
بين شهرين وهويتينوبعد الإطاحة بنظام الأسد، أصبح الجامع رمزا للتحرر والإرادة الشعبية، وعنوانا لسقوط هيمنة ذلك النظام واستعادة الإرادة الحرة. تنتشر منه الصور يمينا ويسارا لتطوف البلاد وتسرّ كل مشتاق للعودة إلى دياره.
وبالعودة إلى الوراء، أي إلى ما قبل شهرين فقط أو قبلها بقليل، كان جامع بني أمية ميدانًا لهوية دينية لا تعبر عن أبناء سوريا، ومكانًا يتسم بالانقسامات الطائفية والسياسية.
إعلانففي السنوات العشر الأخيرة، كان يمكنك أن تلحظ تحولا كبيرا في الجامع، إذ كانت تمارَس فيه طقوس عاشوراء ومواكب اللطم الحسينية وغيرها، وهو ما كان يعكس الهيمنة السياسية الإيرانية الطاغية على مشهد الجامع.
فعلاقة إيران بجامع بني أمية وبالمدينة أضحت علاقة سيطرة، وهو مشهد كان الثائرون ينقلون صوره من وراء الحدود، ويتحدثون عن وقوعه في الأسر، وعن استخدامه بطريقة غير إنسانية وغير أخلاقية للتعبير عن الهيمنة السياسية لاتجاه ديني محدد.
مشاهد من صحن الجامعأما بعد سقوط النظام بشهر واحد فقط، فإنك إن دخلت جامع بني أمية فستجد صحنه الذي يتسع لعشرات الآلاف يكاد يفيض بالزائرين، في رمزية عظيمة طال انتظارها للاحتشاد الشعبي بعد سنوات من القمع.
علم الثورة ترفعه فتاة صغيرة وسط ساحة الجامع وهي تلتقط صورة للتعبير عن الفرح والنصر معًا، معلنة بداية مرحلة جديدة من الأمل، ومقاتل يرتدي زيا عسكريا بلحية كثيفة يتجمع الناس حوله، يلقي موعظة في زاوية أخرى من الصحن عن مجريات المعركة و"ما تم من فتوح ربانية أجراها الله على أيدي المجاهدين".
جنود الثورة يصلون في ساحات المسجد الأموي في دمشق بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد (شترستوك)ومجموعة مقاتلين بزي عسكري وجوههم تشير إلى أنهم من تركستان أو أوزبكستان أو غيرهما من الجمهوريات، يلعبون فيما بينهم ويضحكون فرحين، في صورة للتلاحم بين الشعوب المختلفة في سبيل هدف مشترك.
ومجموعة من العلماء القادمين من دول الخليج يتجولون في مكان آخر، في وقت يلفت فيه نظرك رجل تركي يستوقفك متحدثا بلهجة عربية مكسرة عن فرح تركيا وشعبها بالتحرير.
كل هذه الصور لم يكن لأي واحد من الثائرين أن يتخيل قبل شهر واحد فقط أنها ستكون هي الطابع الغالب على دمشق وجامعها الكبير، جامع بني أمية.
ملتقى التغييرجامع بني أمية اليوم شاهد حي على التغيرات السياسية والاجتماعية التي مرّت بها البلاد. فهو لا يمثل مركزًا لأداء العبادات فقط، بل هو مؤشر على حجم التغيرات التي تشهدها سوريا كلها في صورتها الشعبية وهويتها المعلنة.
إعلانكما بات الأموي مقصدا لبعض السائحين الذين حرصوا أن يعبّروا من قلبه عن مواقفهم تجاه بعض الحكومات والدول، وهو ما أثار حساسية عدد من الناشطين السوريين، فطالبوا بمنع اتخاذ ساحة جامع بني أمية منبرا للتعبير عن المواقف السياسية المناوئة للسلطات في الوطن العربي.
الجامع العريق أضحى بعد الإطاحة بالنظام القديم رمزا للقبول والتسامح بين مختلف الأطياف، فالجميع هنا -وإن كانوا يمارسون سياحة ثورية وإعلانًا عن النصر- يقدمون نموذجا للمواطن الذي يحرص على أن يكون المسجد للجميع: عربا وعجما، صغارا وكبارا، ومن مختلف التوجهات والتيارات، دون أن يقع في قبضة احتكار أحد.
إنه مكان يجسد المستقبل المشرق الذي ينتظر البلاد، فصحن الجامع، إذا دخلته وتجولت فيه نصف ساعة، تستطيع أن تتلمس به سوريا الجديدة التي تصوغها الأيام، وتخبئ في جعبتها الكثير لتقوله للشعب السوري.