تبدو فرنسا الأكثر اهتماماً بحل الأزمة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أنها تواجه تعقيدات كثيرة من الداخل اللبناني ومن الخارج وتحديداً من أعضاء "اللجنة الخماسية" الذين تختلف مقاربتهم للحل في هذا البلد عن مقاربتها.

بعثت باريس الاسبوع الماضي برسالة إلى 38 نائبا تمحورت حول سؤالين وهما: ما هي المشاريع ذات الأولوية بالنسبة إليكم خلال ولاية الرئيس المقبل؟ وما هي الصفات والكفاءات التي يجب أن تتوفر في الرئيس الجديد؟!

أتت الرسالة الفرنسية قبل أسابيع من عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان الشهر المقبل، علما أن الزيارة قد تكون الأخيرة له لا سيما أنه سوف ينتقل إلى السعودية الخريف المقبل لاستلام مهمته الجديدة التي كلفه بها الرئيس ايمانويل ماكرون كرئيس لوكالة التنمية الفرنسية في العلا (أفالولا)، المسؤولة عن التعاون مع السلطات السعودية لتطوير السياحة والثقافة في هذه المنطقة.



يظن البعض أن الرسالة الفرنسية وما أعقبها من مواقف محلية ستكون كفيلة ليس بتنحية لودريان عن الملف اللبناني فحسب إنما تنحي باريس أيضاً، خاصة وأن اللجنة الخماسية لن تمدد لها عملها لانهاء الفراغ في لبنان وقد تسحب منها التفويض جراء فشلها في إحراز أي تقدم يمكن أن يبنى عليه. وثمة من يقول في الأوساط الدبلوماسية أن هناك استياءً أميركياً وسعودياً من الحراك الفرنسي الذي انعدم وزنه، في حين أن مصادر فرنسية ترى أن ليس هناك من مواكبة عربية واقليمية لحراكها يمكن أن تدفع القوى السياسية إلى تليين مواقفها والرجوع خطوة إلى الوراء بدلا من ان تضع العصي في دواليب الحوار.

لم يأت بيان قوى المعارضة مع عدد من النواب التغييريين عن عبث، فبحسب مصدر سياسي، فإن رد الـ31 نائبا على رسالة لودريان والذي تضمن رفضا لأي الحوار قبل انتخاب الرئيس، والمطالبة بتنفيذ القرار 1559، وحصر السلاح بيد الدولة والتأكيد على مواصفات الرئيس كما صدرت عن اجتماع الدوحة الأخير، كفيل بتأكيد أن المبادرة الفرنسية قد أجهضت برعاية أميركية وسعودية، وخاصة وان هؤلاء النواب ما كانوا ليعلنوا العصيان في وجه الدبلوماسي الفرنسي لو لم يتلقوا إشارة عربية أو غربية بذلك.

فهل سينجح النواب الـ31 في خلق معادلة جديدة؟

وفق المصدر نفسه، فإن تركيبة المجلس النيابي لا تسمح لفريق أن يحدث خرقاً في الملف الرئاسي على حساب الآخر، ولذلك فإن من الخطأ الرهان على توسع كتلة الـ31 نائبا، خاصة وأنها لا تتقاطع مع الكتل الأخرى حول الكثير من الملفات والبنود التي طرحت في بيان الرد على رسالة لودريان لا سيما في ما خص السلاح، وبند اللامركزية الموسّعة بوجهَيها الإداري والمالي الذي لا يحظى بتأييد القوى السنّية، ومع الاشارة في هذا السياق إلى اختلاف في وجهات النظر لم يتبدد بعد حول هذا البند بين حزب الله والتيار الوطني الحر. ولذلك من الصعب أن يستميل هؤلاء عدداً آخر من النواب التغييريين أو من المستقلين أو من "الاعتدال". وبحسب المصدر، فإن حراك الـ31 نائبا هو حراك الوقت الضائع خاصة وأن الظروف لم تنضج بعد لانتخاب رئيس، فوضع حد للمبادرة الفرنسية لا يعني مطلقاً أن هناك مبادرة جديدة على الأبواب.

الأكيد، أن المسار الجديد في المنطقة والذي يتقلب بين التهدئة والتوتر، لا بد وأن ينعكس على لبنان بعد حين، فالاتفاق الايراني – السعودي لم يوفّر بعد أجواء إيجابية مؤاتية لانتخاب رئيس في لبنان لا يستفز الرياض ويحظى بتأييدها، علما أن المصدر السياسي نفسه يدعو إلى ترقب مآل الاتفاق الجزئي الأميركي – الإيراني ومدى انسحابه على لبنان. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

عون يلتقي ولي العهد السعودي في أول زيارة خارجية منذ انتخابه

عقد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -في العاصمة الرياض- جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، تمهيدا لزيارة لاحقة قالت بيروت إنها ستتوج بتوقيع عدد من الاتفاقيات في عدة مجالات.

وذكرت الخارجية السعودية -بحسابها على منصة "إكس"- أن ولي العهد "استقبل في الديوان الملكي بقصر اليمامة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وقد أجريت له مراسم استقبال رسمية".

ومن جهتها، قالت الرئاسة اللبنانية في بيان إن الزعيمين عقدا "مباحثات موسعة".

وأضافت أن "هذه المحادثات تصب في إطار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمهيد لتوقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة في خلال زيارة لاحقة سيقوم بها الرئيس عون قريبا إلى المملكة".

وفي وقت سابق، نقلت الرئاسة اللبنانية على منصة "إكس" عن عون قوله "أتطلع بكثير من الأمل إلى المحادثات التي سأجريها مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم، والتي سوف تمهد لزيارة لاحقة يتم خلالها توقيع اتفاقيات تعزز التعاون بين البلدين الشقيقين".

???? | سمو #ولي_العهد يستقبل في الديوان الملكي بقصر اليمامة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية.

pic.twitter.com/kXQCSFtUgP

— وزارة الخارجية ???????? (@KSAMOFA) March 3, 2025

إعلان

واعتبر عون زيارته للسعودية "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية" ومناسبة أيضا للإعراب عن "تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".

وتأتي زيارة عون بعد غياب رسمي لبناني عن السعودية استمر نحو 8 سنوات، وتحمل دلالات مهمة باتجاه استعادة لبنان علاقاته العربية وتعزيز التعاون الثنائي مع الرياض، تمهيدا لفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون في مختلف المجالات، وفق مراقبين.

كما تأتي هذه الزيارة في وقت يشهد فيه لبنان تحديات سياسية واقتصادية، وتوترات على حدوده الجنوبية مع إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • سامي الجميّل: زيارة الرئيس عون للسعودية تعيد تأكيد التزام لبنان بعلاقاته التاريخية
  • مخزومي: زيارة الرئيس عون الى السعودية انطلاقة إيجابية وبناءة للعهد
  • عون يلتقي ولي العهد السعودي في أول زيارة خارجية منذ انتخابه
  • متى: زيارة الرئيس عون للسعودية مهمة وعلى لبنان استعادة ثقة المجتمع الدولي
  • زيارة عون للسعودية محطة أساسية لتعزيز علاقات لبنان العربية.. بري يخشى انشاء شريط حدودي جديد
  • الرئيس اللبناني يصل إلى الرياض في زيارة رسمية
  • الرئيس اللبناني يجري أول زيارة خارجية: نقدّر الدعم المستمر للسعودية
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارجية
  • الرئيس اللبناني يتوجه إلى السعودية في أول زيارة خارج البلاد منذ انتخابه  
  • تحذير.. عند بدء عملية الإعمار هذا ما سيحصل للدولار