الإسماعيلية نموذجًا.. جهود مصر في تعظيم الاستفادة من زراعة الزيتون
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
يُعتبر الزيتون من المحاصيل الاستراتيجية التي تلعب دورًا اقتصاديًا بارزًا في العديد من الدول، خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط. فهو ليس مجرد غذاء صحي، بل يمثل صناعة متكاملة تمتد من الزراعة إلى التصنيع والتصدير، ما يخلق فرص عمل ويساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني والدولي.
الزيتون كمصدر للدخل القومي:
تشكل زراعة الزيتون مصدر دخل رئيسي للعديد من الدول المنتجة، مثل إسبانيا، إيطاليا، اليونان، تونس، المغرب، وسوريا، وتعتبر تجارة زيت الزيتون والزيتون المخلل من الصادرات الزراعية المهمة، حيث تشهد الأسواق العالمية طلبًا متزايدًا على هذه المنتجات نظرًا لفوائدها الصحية وقيمتها الغذائية العالية.
خلق فرص العمل:
توفر زراعة الزيتون فرص عمل لملايين الأشخاص، بدءًا من المزارعين الذين يعتنون بالأشجار، وصولًا إلى العاملين في المعاصر والمصانع التي تقوم باستخراج الزيت وتصنيعه، كما أن صناعة الزيتون تدعم قطاعات أخرى، مثل النقل، والتعبئة والتغليف، والتسويق، ما يعزز الاقتصاد المحلي.
دور الزيتون في التنمية المستدامة:
يُعد الزيتون محصولًا مستدامًا يتحمل الظروف المناخية القاسية، مما يجعله خيارًا مثاليًا للمزارعين في المناطق الجافة وشبه الجافة، كما تساهم زراعته في الحفاظ على التربة ومنع التصحر، وهو ما ينعكس إيجابيًا على البيئة والاقتصاد الزراعي. الاستثمار والتكنولوجيا في قطاع الزيتون: شهدت صناعة الزيتون تطورًا كبيرًا في العقود الأخيرة بفضل التكنولوجيا الحديثة، مثل أنظمة الري المتطورة، والآلات الحديثة لجني الثمار، والتقنيات الجديدة لاستخراج الزيت بجودة أعلى.
هذه التطورات عززت من الإنتاجية وخفضت التكاليف، مما ساعد المنتجين على تحقيق أرباح أكبر وتعزيز التنافسية في الأسواق العالمية. تحديات وآفاق مستقبلية: رغم الفوائد الاقتصادية الكبيرة للزيتون، إلا أن القطاع يواجه تحديات مثل تغير المناخ، وارتفاع تكاليف الإنتاج، والتقلبات في الأسعار العالمية. ومع ذلك، فإن التوجه نحو الزراعة العضوية، والابتكار في الإنتاج، وفتح أسواق جديدة يمكن أن يعزز من دور الزيتون كمصدر اقتصادي مستدام في المستقبل.
تعظيم الاستفادة من زراعة الزيتون: نشر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء سلسلة فيديوهات عبر منصاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، استعرضت جهود الدولة في تعزيز زراعة الزيتون بمحافظة الإسماعيلية، وتسليط الضوء على الأساليب الحديثة لزيادة الإنتاجية، والتعرف على أفضل الأصناف لاستخلاص زيت الزيتون.
تضمنت الفيديوهات لقاءً مع أحد الباحثين بمعهد بحوث البساتين التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الذي أوضح التعاون المشترك بين مركز البحوث الزراعية والمعهد في استنباط أصناف جديدة من الزيتون، من بينها "جيزة 99" و"جيزة 102"، اللذان يتميزان بجودة عالية في التخليل، بالإضافة إلى أصناف زيتية غنية بالزيت، وصنف "جيزة 69" المعروف باستخدامه المزدوج. وأشار الباحثون إلى أن معهد بحوث البساتين يعمل على تشكيل فرق إرشادية لمساعدة المزارعين في تطبيق أفضل الممارسات الزراعية، بالتعاون مع مديريات الزراعة في مختلف المحافظات. كما أكدوا قدرة شجرة الزيتون على تحمل ملوحة التربة دون التأثير على جودة الإنتاج.
من جانبه، كشف وكيل وزارة الزراعة للمحاصيل الزراعية بالإسماعيلية عن خطة الدولة للتوسع في زراعة الزيتون المكثف، الذي يضاعف الإنتاجية إلى أربعة أضعاف، حيث يمكن لستة قراريط أن تعادل إنتاجية فدان كامل، كما أشار إلى أن محافظة الإسماعيلية تضم 5.8 مليون شجرة زيتون من أجود الأنواع، بإنتاجية تصل إلى 2.5 طن للفدان الواحد. وفي سياق متصل، أوضح مدير عام إدارة مكافحة الآفات بالمحافظة أن هناك خطة استراتيجية لزيادة إنتاجية الزيتون، تشمل توفير مبيدات مكافحة الآفات، وتعليق المصايد للحفاظ على الثمار، بالإضافة إلى تطبيق نظام الري بالتنقيط داخل الجمعيات الزراعية. وأكد مزارعو الزيتون في الإسماعيلية أن زراعة الزيتون تعد من أكثر الزراعات ربحية، مشيرين إلى أن زيادة الاهتمام بالأشجار يرفع من إنتاجيتها ويعزز العائد الاقتصادي للمزارعين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زراعة الزيتون الزيتون خلق فرص العمل التنمية المستدامة زراعة الزیتون
إقرأ أيضاً:
مبادرة شارع الحوادث تحوّل التطوع إلى نموذج إنساني فريد بالسودان
واستعرضت حلقة 2025/3/28 من برنامج "عمران" -الذي يقدمه الإعلامي سوار الذهب- كيفية تطور المبادرة من فكرة بسيطة إلى شبكة إنسانية متكاملة.
وحسب مؤسسي المبادرة، فقد انطلق عملهم في العاصمة الخرطوم عندما قرروا توفير الأدوية للمرضى غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج.
وبدؤوا بالتجمع في مستشفى واحد، ليتوسعوا تدريجياً مع انضمام متطوعين جدد، وقال أحدهم "بدأنا بـ5 شباب في مستشفى الخرطوم، ثم عشرة، ثم أكثر، وأنشأنا صفحة على موقع التواصل فيسبوك لتنسيق الجهود، حيث نقوم بنشر صور الوصفات الطبية للمرضى المحتاجين، وينساب الدعم من المجتمع مباشرة".
وبعدها تحولت مبادرة "شارع الحوادث" من مجرد فكرة إلى منظمة مسجلة تعمل في أكثر من 30 محلية في مختلف ولايات السودان.
وأوضحت الحلقة أن هذه المبادرة تعمل على مدار الساعة من خلال ورديات منظمة من المتطوعين، وأصبحت معروفة لدى العامة لدرجة أنه "لو مشيت لأي ولاية وسألت عن شارع الحوادث، سيدلك الناس عليهم" بحسب أحد القائمين عليها.
ومع تزايد الاحتياجات وتوسع نطاق عمل هذه المبادرة، لم تعد "شارع الحوادث" تقتصر على توفير الأدوية فحسب، بل تطور عملها ليشمل:
تأسيس أقسام خاصة داخل المستشفيات مثل وحدات العناية المركزة للأطفال والبالغين. إنشاء مراكز لغسل الكلى مع توفير 6 آلات غسل، وتجهيز حضانات للأطفال حديثي الولادة. توفير خدمات الإسعاف لنقل المرضى من المنازل إلى المستشفيات. إنشاء استراحات لمرضى الكلى الذين يأتون من مناطق بعيدة. تقديم المساعدة للنازحين والوافدين من مناطق الصراع. إعلان
نموذج عملي
وتعتمد مبادرة "شارع الحوادث" بشكل كامل على تبرعات المجتمع وأيادي المتطوعين، وقد أصبحت نموذجاً فريداً للتكافل الاجتماعي الحقيقي. ويعمل آلاف المتطوعين في مختلف الولايات دون مقابل مادي، يدفعهم إلى ذلك الإحساس بالسعادة عند مساعدة المحتاجين.
وكشفت الكاميرا عن أثر هذه المبادرة في حياة البسطاء. ففي مشهد مؤثر، رافق فريق "عمران" أحد فرق الإسعاف التابعة للمبادرة إلى ميناء البربر البري حيث كان هناك نازحون بحاجة للرعاية الطبية.
والتقى الفريق أسرة نازحة من مدينة مدني قطعت رحلة طويلة شاقة، تضم مريضين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة، والآخر فتاة تعاني من حالة مرضية تستدعي التدخل الطبي العاجل.
وأكد البرنامج أن التبرع بالمبالغ البسيطة يساعد على إحداث فرق كبير في حياة المحتاجين، فقد بلغت تكلفة فتح ملف طبي وإجراء الفحوصات اللازمة للفتاة النازحة حوالي 9 دولارات فقط، وهو مبلغ كان يمثل عائقاً أمام الأسرة التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة.
تحديات وآمال
ورغم ضخامة العمل الذي تقوم به مبادرة "شارع الحوادث" فإن الحلقة أوضحت حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها، فالاتصالات لا تتوقف على مدار الساعة من مختلف أنحاء السودان، والاحتياجات تتزايد يوماً بعد يوم مع استمرار الأزمات الإنسانية.
ويظل أمل المتطوعين معقوداً على زيادة الوعي المجتمعي بأهمية التكافل، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، كما يأملون أن تحظى مبادرتهم بدعم مؤسسي أكبر يمكنها من تطوير وتوسيع خدماتها.
"البركة في المجتمع وتبرعاته، المبادرة معتمدة على مواقع التواصل والخيرين، وما زالت أيادي الخير ممتدة من أبناء السودان داخل وخارج الوطن" كما يؤكد أحد المتطوعين.
الصادق البديري29/3/2025