"ديب سيك" و"تشات جي بي تي": بين التزام الأول بالخطاب الصيني الرسمي وتقديم الثاني لتحليلات شاملة
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
يُظهر روبوت الدردشة الذكي "ديب سيك" نهجًا صارمًا في التعامل مع القضايا الحساسة في الصين، مقارنةً بمنافسه الأمريكي"تشات جي بي تي"، وفقًا لتحليل أجرته وكالة "أسوشيتد برس". وتثير هذه الفروقات تساؤلات حول مدى استقلالية الذكاء الاصطناعي وقدرته على تقديم إجابات محايدة.
حقق تطبيق "ديب سيك" نجاحًا كبيرًا فور إطلاقه، متصدرًا قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا على هواتف آيفون في الصين، ومتفوقًا على المنصات العالمية المنافسة.
انعكس هذا النجاح على أسواق الأسهم، حيث تراجعت أسهم الشركات الأمريكية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس تزايد الاعتماد على الحلول التقنية المحلية المتوافقة مع القوانين الصينية.
ويأتي هذا التوجه في سياق الرقابة الرقمية المشددة التي تعتمدها الصين، حيث أصدرت الحكومة عام 2023 لوائح تُلزم الشركات بإجراء مراجعات أمنية والحصول على موافقات رسمية قبل إطلاق منتجات الذكاء الاصطناعي، لضمان توافقها مع السياسات المحلية.
في تجربة أجرتها "أسوشيتد برس"، تم اختبار استجابة كل من "ديب سيك" و"تشات جي بي تي" عبر طرح مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالعلاقات الأمريكية الصينية، وأحداث ميدان تيانانمن، وقضية تايوان.
وجاءت إجابات "ديب سيك" متوافقة مع الروايات الرسمية الصينية، بينما قدم "تشات جي بي تي" إجابات أوسع وأكثر تحليلاً.
مقارنة تظهر تفوق تشات جي بي تي على منافسه الصينيعند سؤاله عن حالة العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، أشار "ديب سيك" إلى أنها "إحدى أهم العلاقات الثنائية عالميًا"، مستخدمًا تعابير مثل "الاحترام المتبادل" و"التعاون المربح للجانبين"، وهي مصطلحات متكررة في الخطاب الدبلوماسي الصيني.
في المقابل، قدم "تشات جي بي تي" إجابة أكثر شمولية، موضحًا أن العلاقة معقدة وتشمل أبعادًا اقتصادية، جيوسياسية، وأمنية.
وانعكس هذا النهج أيضًا في الإجابات حول مجزرة تيانانمن عام 1989، حيث رفض"ديب سيك" الإجابة، مكتفيًا بالقول: "عذرًا، هذا الموضوع خارج نطاق عملي"، في حين قدم "تشات جي بي تي" وصفًا تفصيليًا للحدث، متناولًا خلفية الاحتجاجات، عدد الضحايا المحتمل، وتأثيره على المشهد السياسي في الصين.
Related"لقد أحببته".. منتحل شخصية براد بيت يسرق بسحره الافتراضي والذكاء الاصطناعي 800 ألف يورو من فرنسيةتجربة فريدة في هلسنكي.. الذكاء الاصطناعي يبتكر قهوة "AI-conic" بمزيج جديد ومثير للإعجابمن الجدة ديزي إلى الكراسي المتحركة وروبوتات الدردشة: كيف يُغير الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية؟أما عند الحديث عن تايوان، فقد تبنّى "ديب سيك" الموقف الرسمي الصيني، مؤكدًا أن الجزيرة "جزء لا يتجزأ من الصين منذ العصور القديمة"، وهو ما يتطابق مع تصريحات حكومية صينية صدرت عام 2022.
أما "تشات جي بي تي"، فقد عرض وجهات النظر المختلفة، موضحًا المواقف الرسمية لكل من الصين وتايوان، إضافةً إلى رؤية المجتمع الدولي.
تبرز هذه الاختلافات الدور الذي تلعبه السياسات الوطنية في تشكيل قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يطرح تساؤلًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون محايدًا فعلًا، أم أنه مجرد انعكاس للأنظمة التي تطوّره؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لكل جواد كبوة.. فهل يكبو تفوق تشات جي بي تي الأمريكي أمام ذكاء ديب سيك الصيني؟ بين تعريفات ترامب وذكاء ديب سيك.. هل تتغير موازين أسواق العملات؟ جرائم الإنترنت في تصاعد.. طفل من بين كل 12 طفلاً يتعرض للاستغلال أو الاعتداء الجنسي تشات جي بي تيالذكاء الاصطناعيالولايات المتحدة الأمريكيةأوبن أيه آيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب روسيا غزة قطاع غزة ضحايا إسرائيل دونالد ترامب روسيا غزة قطاع غزة ضحايا إسرائيل تشات جي بي تي الذكاء الاصطناعي الولايات المتحدة الأمريكية أوبن أيه آي دونالد ترامب روسيا قطاع غزة ضحايا غزة إسرائيل فرنسا سوريا بشار الأسد احتجاجات إيطاليا الحرب في أوكرانيا الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی یعرض الآنNext دیب سیک
إقرأ أيضاً:
استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال
يشكك علماء الذكاء الاصطناعي في قدرة النماذج الحديثة على تحقيق الذكاء الاصطناعي العام (AGI) – وهو مستوى ذكاء يماثل القدرات البشرية – رغم الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات التقنية في هذا المجال.
في استطلاع شمل 475 باحثًا في الذكاء الاصطناعي، أفاد 76% منهم بأن من "غير المحتمل" أو "غير المحتمل جدًا" أن تؤدي النماذج الحالية إلى تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة الذكاء. يأتي هذا التقرير ضمن دراسة أجرتها جمعية النهوض بالذكاء الاصطناعي، وهي منظمة علمية دولية مقرها واشنطن.
اقرأ أيضاً.. الأول من نوعه عالمياً.. مسح متخصص يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الرعاية الصحية
على مدار السنوات الأخيرة، اعتمدت شركات التقنية على فكرة أن توسيع نطاق النماذج الحالية سيؤدي إلى تحقيق AGI، مستفيدةً من تطور نماذج المحولات (Transformer Models) التي تحسنت تدريجيًا بفضل زيادة حجم البيانات المستخدمة في تدريبها. لكن هذه النماذج بدأت تظهر علامات على التباطؤ، إذ لم تحقق الإصدارات الأخيرة سوى تحسينات طفيفة في الجودة.
يقول ستيوارت راسل، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد المساهمين في التقرير: "الاستثمارات الهائلة في توسيع نطاق النماذج دون محاولة جادة لفهم آليات عملها كانت دائمًا تبدو لي غير موفقة. ومنذ نحو عام، أصبح واضحًا للجميع تقريبًا أن فوائد هذا النهج التقليدي قد بلغت حدها الأقصى".
اقرأ أيضاً.. دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
ومع ذلك، تستعد شركات التقنية لإنفاق نحو تريليون دولار على مراكز البيانات والرقائق الإلكترونية في السنوات المقبلة لدعم طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار التقرير أيضًا إلى وجود فجوة بين التصورات السائدة حول قدرات الذكاء الاصطناعي وواقعه الفعلي، حيث قال 80% من المشاركين إن التوقعات بشأن AI مبالغ فيها. يوضح توماس ديترتش، من جامعة ولاية أوريغون: "الأنظمة التي يُقال إنها تضاهي الأداء البشري – مثل حل المسائل البرمجية أو الرياضية – لا تزال ترتكب أخطاءً ساذجة. يمكن لهذه الأنظمة أن تكون أدوات مفيدة، لكنها لن تحل محل البشر في الوظائف".
حاليًا، تركز الشركات التقنية على ما يُعرف بـ"توسيع وقت الاستدلال"، حيث يتم استخدام قوة حوسبة أكبر لمنح النماذج مزيدًا من الوقت لمعالجة المدخلات وتحسين الاستجابات. لكن آروند نارايانان، من جامعة برينستون، يرى أن هذا النهج "لن يكون الحل السحري" لتحقيق AGI.
رغم الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي العام، لا يزال تعريفه غير واضح تمامًا. على سبيل المثال، Google DeepMind تعتبره نظامًا قادرًا على التفوق على البشر في اختبارات معرفية متعددة، بينما ترى Huawei أن تحقيقه يتطلب امتلاك الذكاء الاصطناعي لجسد يتيح له التفاعل مع البيئة. أما Microsoft وOpenAI، فقد حددتا في تقرير داخلي أن AGI سيتحقق فقط عندما تتمكن OpenAI من تطوير نموذج يحقق أرباحًا بقيمة 100 مليار دولار.
إسلام العبادي(أبوظبي)