عربي21:
2025-03-03@09:58:20 GMT

غزة وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

كشفت الهدنة في غزة بين حماس والكيان الصهيوني عن شناعة الجرم المرتكب في حق البشر والشجر والدواب والحجر من هذا الكيان الذي أزهق النفوس البريئة وهدم البيوت وحوّل أحياء غزة إلى ركام، حتى بلغ عدد المنازل المدمرة والمتضررة 436 ألف منزل بنسبة 92 في المئة من إجمالي مساكن غزة، فيما نزح 90 في المئة من المواطنين عن بيوتهم، وتضرر أكثر من 103 كم من الأراضي الزراعية، و1190 كم من شبكة الطرق، و496 مدرسة، فضلا عن الكمية الهائلة من الأنقاض التي بلغت نحو 37 مليون طن.



وقد جاءت هذه الهدنة أيضا كاشفة عارية للمنافقين الذين يقفون في خندق العدو الصهيوني، وتبارت سمومهم الخبيثة للنيل من المقاومة بحجة هذا التدمير الذي حدث في غزة.

وقضايا الأمة المصيرية لا يؤخذ رأي فيها من منافق، بل من أهل الحق والعدل، فطوفان الأقصى لم يكن إلا صرخة مدوية لهذا الكيان الغاصب الذي كان قد أوشك على هدم المسجد الأقصى وتحويل صفقة القرن لواقع، فأوقف كل هذا وأثبت هشاشة الجيش الذي خدع العرب والعالم بأنه لا يقهر. الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولتهوهذه الصرخة هي بداية طريق التحرير ليس لفلسطين فحسب بل لأمة الإسلام جميعها، وقد بدت بوادرها في الفتح السوري بعد ظلم وطغيان دام أكثر من نصف قرن.

للأسف الشديد نحن أمة نست تاريخها فأنسانا الله أنفسنا، ولو تحرر كل إنسان من أفكاره السلبية التي بناها بغير علم ورجع للتاريخ لوجد أن هناك نماذج تشبه ما نحن فيه، فصلاح الدين الأيوبي الذي حرر أمة الإسلام بعد ضعف وهوان كان نجاحه في مفاوضاته مع أعدائه يفوق المعارك التي خاضها، كما مُني المسلمون قبل قدومه بمذابح تفوق الكثير والكثير عما حدث بغزة، ولا يوجد تغيير إلا بثمن باهظ. وهذا من السنن الكونية، والحياة مهما طالت مدتها لا قيمة لها إذا لم تكن في رضا الرحمن، وكم من أناس ماتوا بالأمراض، والشهادة لا ينالها إلى أفاضل الناس: الشهداء.

لقد أعلن نتنياهو أهداف هذه الحرب الخبيثة في القضاء على حركة حماس؛ استعادة الرهائن، وعدم تشكيل غزة تهديدا لإسرائيل مجددا، وعدم عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وقد فشلت الحرب في تحقيق ذلك، حتى أن الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولته اللقيطة.

إن ألم أهل غزة وإن كان أشد، ولكن ألم الكيان الصهيوني هو الأشد في تاريخه قتلا وإصابة وشللا في الحياة العامة والاقتصادية، وأهل غزة يرجون من الله ما لا يرجو هذا الكيان، وقد أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن إسرائيل تكبدت ما يصل إلى 125 مليار شيكل (34.09 مليار دولار) منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنها سجلت عجزا في الميزانية قدره 19.2 مليار شيكل (5.2 مليار دولار) في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهذه التكاليف في حقيقتها هي التكاليف المباشرة للحرب. فقد أشارت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024. وهذا المبلغ يشمل التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء. وأضافت الصحيفة أن فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا.

الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة
كما أن الخسائر النوعية تكشف أن الخسائر اليومية في قطاع البناء الإسرائيلي بلغت 644 مليون دولار، وأغلقت 50 في المئة من مواقع البناء بسبب نقص الأيدي العاملة، وأغلقت 60 ألف شركة أنشطتها، وتدهور قطاع السياحة بانخفاض قدره 70 في المئة، ووصل عدد الإسرائيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى نسبة 25 في المئة.

إن الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة.

ومع ذلك يبقى الأمل في الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحية التي كسب فيها أهل غزة جولتهم في الدول الغربية برفع حركة الوعي لدى هذه الشعوب والدعوة بكل قوة وحماسة وحكمة لتعمير غزة، فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن تكلفة إعمار غزة تصل إلى 40 مليار دولار، كما أنه وفقا لتقديرات مؤسسة راند البحثية الأمريكية تصل تكلفة إعمار غزة إلى أكثر من 80 مليار دولار إضافة إلى 700 مليون دولار لرفع الأنقاض، وهذا مبلغ زهيد بالنسبة لمبلغ الـ600 مليار التي سوف تستثمره المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن واجب الوقت أن يتكاتف المسلمون وأحرار العالم لجمع التبرعات بصورة مؤسسية لإعادة أعمار غزة، مع تكاتف حكومات الدول العربية والإسلامية للمساهمة في هذا العمران، بعيدا عن السماسرة الذين لا هم لهم إلا الاستفادة من مصائب الثكلى. وهذا واجب إسلامي قبل أن يكون واجبا إنسانيا وأخلاقيا.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلية الاقتصادية المنافقين اقتصاد إسرائيل غزة منافقين مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی ملیار دولار الحرب على فی المئة

إقرأ أيضاً:

52.6 مليار دولار حجم صادرات كوريا الجنوبية خلال فبراير الماضي

كشفت بيانات، أن صادرات كوريا الجنوبية ارتفعت بمقدار 1% على أساس سنوي في فبراير، متحولة من الانخفاض في يناير 2025 بفضل زيادة المبيعات الخارجية لأجهزة الكمبيوتر والسيارات.

وبلغت قيمة الصادرات 52.6 مليار دولار في الشهر الماضي، مرتفعة من 52.1 مليار دولار مسجلة في فبراير العام الماضي وفقا للبيانات التي جمعتها وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية الجنوبية، بينما ارتفعت الواردات 0.2% على أساس سنوي إلى 48.3 مليار دولار، ما نجم عنه فائض تجاري قدره 4.3 مليارات دولار.

وعادت صادرات كوريا الجنوبية إلى النمو بعد شهر واحد فقط من تراجعها في يناير بسبب قلة أيام العمل على خلفية عطلة رأس السنة القمرية الجديدة الممتدة.

15% نموًا في صادرات الملابس بإجمالي283 مليون دولار يناير 2025شعبة المصدرين: فرص واعدة للصادرات المصرية بالسوق الأوروبي والإفريقي

أسباب زيادة الصادرات

وقالت وزارة التجارة الكورية إن زيادة الصادرات جاءت بفضل الأداء القوي في قطاعي السيارات وأجهزة الكمبيوتر بما في ذلك محركات الأقراص ذات الحالة الصلبة؛ إذ قفزت صادرات السيارات بنسبة 17.8% على أساس سنوي إلى 6.1 مليارات دولار في فبراير، لتنهي انخفاضها لمدة 3 أشهر منذ نوفمبر الماضي، وعلى وجه الخصوص، ارتفعت صادرات السيارات الهجينة بنسبة 74.3% على أساس سنوي إلى 1.3 مليار دولار.

وزادت صادرات أجهزة الكمبيوتر بنسبة 28.5% إلى 800 مليون دولار، مسجلة ارتفاعا للشهر الرابع عشر على التوالي، غير أن صادرات الرقائق تراجعت بنسبة 3% إلى 9.6 مليارات دولار خلال نفس الفترة بسبب الانخفاض الحاد في أسعار رقائق الذاكرة.

وبحسب الوجهة، تراجعت الصادرات إلى الصين في فبراير بنسبة 1.4% على أساس سنوي إلى 9.5 مليارات دولار بسبب تباطؤ مبيعات الرقائق، بينما زادت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 1% إلى 9.9 مليارات دولار، وارتفعت الصادرات إلى الشرق الأوسط بنسبة 19.6% إلى 1.7 مليار دولار.

مقالات مشابهة

  • خدعة الثلاثة أحرف: كيف سقط الآلاف في فخ FBC وماذا نتعلم من فضيحة FTX؟
  • 52.6 مليار دولار حجم صادرات كوريا الجنوبية خلال فبراير الماضي
  • رئيس الرقابة على الصادرات: عجز الميزان التجاري وصل إلى 37 مليار دولار
  • صندوق النقد يضع مصر على جدول اجتماعاته في 10 مارس لصرف 1.2 مليار دولار
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • لدعم أوكرانيا.. بريطانيا تقم قرضا بـ 2.85 مليار دولار
  • تقرير يكشف الضرر الكبير الذي خلفته الحرب على الصحة العقلية للأطفال في لبنان
  • عصر غامض من السكون.. ما الذي حصل للكون قبل 13 مليار سنة؟
  • ابوظبي تخطط لاستثمار 40 مليار دولار في إيط
  • بندر المهنا: 100 مليار دولار هو حجم سوق صفقات الطائرات للشركات السعودية