أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، أهمية استمرار تنفيذ اتفاق غزة بمراحله الثلاث، بما يضمن تبادل الأسرى وعودة الفلسطينيين إلى منازلهم واستمرار تدفق المساعدات الإنسانية.

وشدد عبد العاطي على "ضرورة عدم المساس بحقوق الشعب الفلسطيني الحريص على البقاء في أرضه ورفض أي محاولات لنقله أو تهجيره خارجها"، مؤكدا أهمية احترام صمود الفلسطينيين وحقهم في تقرير مصيرهم.

ويأتي ذلك عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أشار فيها إلى مناقشة فكرة نقل سكان غزة إلى مصر والأردن، مؤكدا أنه تحدث مع الملك الأردني عبد الله الثاني وأنه ينوي مناقشة الأمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، أن الوزيرين ناقشا تطورات اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وضرورة بلورة أفق سياسي يسهم في إنهاء "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" على أساس حل الدولتين والشرعية الدولية.

تحذيرات من تداعيات التهجير

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن مصر والأردن وجهتا تحذيرات إلى مقربين من ترامب، مفادها أن خطته المزعومة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة قد تعرض جهود التطبيع في المنطقة للخطر، وتؤثر سلبا على الاستقرار الداخلي للبلدين.

إعلان

وخلال كلمة أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف، أكد عبد العاطي تمسك مصر بالثوابت التاريخية الرافضة لأي مساع لتهجير الفلسطينيين أو تشجيع نقلهم قسرا، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

وأشار إلى أن مثل هذه الخطط "تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام"، معتبرا أن التأخر في حل القضية الفلسطينية عبر إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق هو الجذر الحقيقي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

ولفت الوزير إلى أن مصر، رغم استضافتها 10.7 ملايين أجنبي من 62 جنسية، بما فيهم لاجئون ومهاجرون، تواجه ضغوطا غير مسبوقة بسبب ضعف الدعم الدولي، مؤكدا أن قدراتها على الاستمرار في تحمل هذه الأعباء "باتت على المحك".

وأضاف أن القاهرة حرصت على دمج الوافدين في المجتمع دون حصرهم في مخيمات، مما يعكس التزامها بحماية حقوق الإنسان وفقا للقانون الدولي.

ووفقا لمصادر الصحيفة الإسرائيلية، فإن كلا من مصر والأردن عبّر عن مخاوفه من أن يؤدي تنفيذ خطة التهجير إلى إثارة اضطرابات داخلية، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الهشة التي يعيشها البلدان.

كما أشارت المصادر إلى أن مثل هذه الخطوة قد تعيد تعقيد مسارات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، التي شهدت تسارعا خلال السنوات الماضية بدعم من إدارة ترامب نفسها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في قرية هادئة جنوب الجيزة، حيث تسكن أشعة الشمس تفاصيل الطين والقلوب، تعيش أم هدى، سيدة خمسينية، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، لكنها تُتقن ما هو أعمق من ذلك بكثير: فن تحويل الخيوط إلى لوحات تحبس الأنفاس، داخل منزل بسيط من الطوب اللبن، تجلس “أم هدى” أمام نولها الخشبي منذ ساعات الصباح الأولى، تمرر خيطًا فوق خيط، وتضرب بعصاها الخفيفة بثقة تشبه عزف الموسيقيين، حتى يُولد من بين يديها سجاد يدوي يشبه أعمال كبار الفنانين التشكيليين. 

ولكن ما لا يعرفه الكثيرون، أن هذه اللوحات التي تخطف الأنظار ليست من معارض باريس أو روما، بل هي نتاج عرق سيدات قرية الحرانية، من مركز رمسيس ويصا في محافظة الجيزة، “أم هدى” ليست وحدها في هذا الطريق، بل واحدة من عشرات السيدات اللاتي ورثن هذا الفن من الجدات، فن يمتزج فيه الإبداع بالتحمل، والجمال بالصبر. “السجادة الواحدة ممكن تفضل نشتغل فيها سنة كاملة”، تقول أم هدى بينما تشير إلى واحدة من أعمالها المعروضة في معرض صغير على أطراف القرية.

ورغم أن هذا الفن متجذر في تاريخ مصر، إلا أن المفارقة المدهشة أن عدد الأجانب الذين يعرفون بوجود هذا المكان ويزورونه من مختلف أنحاء العالم، يفوق بكثير عدد المصريين الذين لم يسمعوا حتى باسمه، والقرية التي كانت يومًا ما محطة فنية هامة، يزورها فنانون عالميون ومهتمون بالفنون اليدوية، أصبحت اليوم تعتمد على عزيمة نسائها فقط، ليبقى الفن حيًا، ومع كل سجادة تُنجز، لا توثق السيدات فقط مهارتهن، بل يسجلن بصمت فصلًا جديدًا في قصة مقاومة، بطلتها امرأة مصرية، لا تسعى إلى الشهرة، بل إلى الحفاظ على تراث يوشك على الاندثار.

أم هدى وسيدات الحرانية لا يحتجن ميكروفونات أو كاميرات ليتحدثن، فكل خيط في نسيجهن يروي حكاية: عن الكبرياء، والإبداع، والانتماء. ومن وسط النول الخشبي، يخرجن بكنوز ناعمة لا تُقدر بثمن، تنتمي لمصر وحدها، ولا توجد في أي مكان آخر على وجه الأرض.

IMG_0273 IMG_0274 IMG_0275 IMG_0276 IMG_0279 IMG_0277 IMG_0278 IMG_0281 IMG_0282

مقالات مشابهة

  • الكويت تحكم بسجن عراقيين بسبب حوالات مصرية
  • الشبلي: مجلس الأمن هو من يعرقل الاستقرار في ليبيا
  • WSJ: تداعيات الحرب بغزة تظهر في مصر والأردن.. حظر الإخوان مثال
  • الرهانات الخاطئة على فشل الإسلام السياسي
  • WSJ: غضب شعبي مصري وأردني نتيجة توسع الحرب الإسرائيلية في غزة
  • العراق والأردن يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • القتل الرحيم في بلجيكا: قصص من حافة الحياة حول قرار المصير الأخير
  • من بين خيوط الصمت.. سيدة مصرية تنسج المجد من قلب «الحرانية»
  • مؤتمر العدالة والتنمية في المغرب يقرر المصير.. زعامة بنكيران على المحك
  • ألونسو يرفض الضغوط لـ«تقرير المصير»!