حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة القادمة، تحت عنوان الحال أبلغ من المقال، والهدف من هذه الخطبة هو التوعية بالأثر الفعال للدعوة بالموعظة الحسنة وأن تأثر الناس بالسلوك الحسن أبلغ من تأثرهم بالقول الحسن.

نص موضوع خطبة الجمعة

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كثيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَتَاجَ رَؤُوسِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَرُبَّ حَالٍ أَفْصَحُ مِنْ لِسَانٍ، وَإِنَّ تَأْثِيرَ الأَحْوَالِ أَقْوَى فِي القُلُوبِ مِنْ مَوَاعِظِ الأَقْوَالِ، وَهَذَا هُوَ سِرُّ الحَالِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ الَّذِي فَتَحَ القُلُوبَ وَالعُقُولَ لِدِينِ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَقَدْ كَانَ نَبِيُّنَا الكَرِيمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ دَائِمَ البِشْرِ، جَمِيلَ الطَّبْعِ، لَيِّنَ الجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلَا غَلِيظٍ، وَلَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا صَخَّابًا، وَلَا عَيَّابًا، وَلَا يَجْزِي السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ، وَيَجُودُ وَيَمْنَحُ، يَبْكِي لِلْبَهِيمَةِ المُثْقَلَةِ، وَيَبْكِي لِلْيَتِيمِ فِي حِجْرِ الأَرْمَلَةِ، مَنْ سَأَلَهُ حَاجَتَهُ لَمْ يَرُدَّهُ إِلَّا بِهَا أَوْ يَجْبُرُهُ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ خُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أبًا، وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الحَقِّ سَوَاءً، وَكَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ صَدْرًا، وَأَصْدَقَهُمْ لَهْجَةً، وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَشِيرَةً، وَهَذَا الحَالُ الشَّرِيفُ تُلَخِّصُهُ السَّيِّدُةُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا «كَانَ خُلُقُهُ القُرْآنَ».

أَيُّهَا النَّبِيلُ، هَذِهِ لَمَحَاتٌ مُضِيئَةٌ، وَمَشَاهِدُ خَالِدَةٌ، وَمَوَاطِنُ بِالجَمَالِ زَاخِرَة ٌتُبْرِزُ الفَيْضَ المُحَمَّدِيَّ الَّذِي غَرَسَ فِي النُّفُوسِ شَرِيفَ القِيَمِ الأَخْلَاقِيَّةِ وَالرُّوحَانِيَّةِ، وَأَرْسَى بِنَاءً قَوِيمًا لِلْإِنْسَانِ وَتَوْجِيهًا لَهُ نَحْوَ الفَضِيلَةِ وَالإِيثَارِ، أَلَمْ تَرَ تَخْفِيفَهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ عِنْدَمَا سَمِعَ بُكَاءَ طِفْلٍ؟! لِيَدُلَّ النَّاسَ عَلَى التَّيْسِيرِ وَالتَّخْفِيفِ وَالرِّفْقِ؟ أَلَمْ تَسْمَعْ عَنْ أَحْوَالِهِ الكَرِيمَةِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ مَعَ أُمِّهاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لِتَسْتَلْهِمَ مَعَانِيَ الحُبِّ وَالمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِكرَامِ؟! أَرأَيْتَ حَالَهُ الشَّرِيفَ مَعَ صُوَيْحِبَاتِ خَدِيجَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا فِي مَشْهَدٍ لَيْسَ لَهُ فِي تَارِيخِ الوَفَاءِ نَظِيرٌ؟! بَلْ إِلَيْكَ أَمْرُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَبِيبِ حِجْرِهِ وَابْنِ عَمِّهِ سَيِّدِنَا عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيَنَامَ فِي فِرَاشِهِ الشَّرِيفِ لَيْلَةَ الهِجْرَةِ المُبَارَكَةِ لِيَرُدَّ الأَمَانَاتِ إلى أهلها الَّذِينَ دَبَّرُوا لَهُ القَتْلَ! لِيَكُونَ حَالُهُ الشَّرِيفُ مُلْهِمًا لِلْعَالَمِ كُلِّهِ، فَلَا تَمْلِكُ إِلَّا أَنْ تَتَعَرَّفَ عَلَى وَظِيفَتِكَ وَتَقُومَ فِي الدُّنْيَا بِمُهِمَّتِكَ، وَتُرَدِّدَ قَوْلَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا}.

يَا مَنْ تُرِيدُ أَنْ تَبُثَّ فِي النَّاسِ خُلُقَ العَفْوِ وَالصَّفْحِ وَالمُسَامَحَةِ وَالتَّجَاوُزِ، اعْفُ عَنِ النَّاسِ، أَكْرِمْهُمْ، سَامِحْهُمْ، أَقِلْ عَثَرَاتِهِمْ، أَلَمْ تَرَ سُلُوكَ التَّوَاضُعِ وَالجَبْرِ وَالعَفْوِ وَالكَرَمِ وَالمَرْحَمَةِ لِلنَّبِيِّ الكَرِيمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، حِينَ يَأْتِيهِ مَلَكُ الجِبَالِ فَيَعْرِضُ عَلَيْهِ أَنْ يُطْبِقَ عَلَى مَنْ بَالَغَ فِي إِيذَائِهِ الجَبَلَيْنِ، فَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَّ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»، وَيَدخُلُ مَكَّةَ فَاتِحًا مُنْتَصِرًا، مُتَحَقِّقًا بِحَالِ التَّوَاضُعِ، وَالعَفْوِ، ينَثُرُ الأَمْنَ وَالأَمَانَ فِي النُّفُوسِ وَالقُلُوبِ، بِهَذَا الشِّعَارِ {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ».

وَيَا أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ حَالَ رَجُلٍ فِي أَلْفِ رَجُلٍ خَيْرٌ مِنْ قَوْلِ أَلْفِ رَجُلٍ لِرَجُلٍ، فَكُونُوا أَصْحَابَ سُلُوكٍ قَوِيمٍ، وَحَالٍ شَرِيفٍ، وَإِنْسَانِيَّةٍ مُلهِمَةٍ، وَأَثَرٍ طَيِّبٍ، فَلَا يَزَالُ المِصْرِيُّونَ تَلْهَجُ أَلْسِنَتُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ بالدُّعَاءِ لِطَبِيبِ الغَلَابَةِ، وَالمُعَلِّمِ الإِنْسَانِ، وَالصَّانِعِ المُبْدِعِ، وَالتَّاجِرِ الأَمِينِ، فَهَؤُلَاءِ هُمْ نَبْضُ الحَيَاةِ وَصُنَّاعُ الأَمَلِ، مَنَابِرُهُمْ عَمَلُهُمْ، وَدَعْوَتُهُمْ سُلُوكُهُمْ، وَمَوْعِظَتُهُمْ أَشَدُّ تَأْثِيرًا فِي قُلُوبِ النَّاسِ مِنْ أَلْفِ خُطْبَةٍ.

أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ أَجْيَالَ التّقْنِيَةِ الحَدِيثَةِ وَالذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ تَحْتَاجُ إِلَى قُدْوَةٍ صَالِحَةٍ، وَأُسْوَةٍ حَسَنَةٍ، وَنَمَاذِجَ مُلْهِمَةٍ، تَسْتَنْهِضُ الهِمَمَ، وَتُحَرِّكُ الإِبْدَاعَ، وَتَتَبَنَّى المَوَاهِبَ، وتَزْرَعُ فِيهِم الأَخْلَاقَ وَالقِيَمَ، فَتَنقِلُهُمْ إِلَى حَالِ صِنَاعَةِ الحَضَارَةِ وَبِنَاءِ الإِنْسَانِ.

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

فَيَا أَيُّهَا النَّبِيلُ، كُنْ سِلْمًا سَلَامًا لِلْعَالَمِ، وَاحْذَرْ أَنْ تَكُونَ عَنِيفًا فِي قَوْلِكَ وَفِعْلِكَ، اكْظِمْ غَيْظَك، اضْبِطْ نَفْسَك، فَإِنَّ اللَه جَلَّ جَلَالُهُ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، حَلِيمٌ يُحِبُّ الحِلْمَ، عَفُوٌّ يُحِبُّ العَفْوَ.

اعْلَمْ أَيُّهَا الكَرِيمُ أَنَّ الشَيْطَانَ يُؤَجِّجُ الصِّرَاعَاتِ، وَيُشْعِلُ نِيرَانَ الخُصُومَاتِ، وَيَفْرَحُ بِالعَدَاوَاتِ، وَيُوَجِّهُ الإِنْسَانَ إِلَى العُنْفِ فِي السُّلُوكِيَّاتِ، وَقَدْ كَشَفَ اللهُ جَلَّ جَلَالُهُ لَكَ تِلْكَ الوَسَاوِسَ الشَّيْطَانِيَّةَ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}، فَأَطْفِئْ نِيرَانَ الشَّيْطَانِ بِكَظْمِ الغَيْظِ وَالعَفْوِ عَنِ النَّاسِ فِي كُلِّ مَعَامَلَاتِكَ، احْبِسْ نَفْسَكَ عَنِ التَّشَفِّي، لَا تَغْضَبْ، تَرَفَّعْ عَنِ الانْتِقَامَ تَزْدَدْ بِذَلِكَ عزًّا، فَقَدْ تَوَّجَكَ الجَنَابُ الأَكْرَمُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ بِتَاجِ العِزِّ حِينَمَا قَالَ: «وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا»، إِنَّهُ كَظْمُ الغَيْظِ يَا سَادَة الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ عَلَامَاتِ المُتَّقِينَ {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ واللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ}.

وإِذَا كُنْتَ بَاحِثًا عن السَّعَادة فِي العَلَاقَاتِ الزَّوجِيَّةِ فَاعْلَمْ أَنَّ طَرِيقَهَا التَّسَامُحُ وَالرِّفْقُ وَالتَّغَافُلُ، فَيَا أَيُّهَا الزَّوْجُ لَا تُلَاحِقْ زَوجَتَكَ بِانْتِقَادِكَ، وَلَا تُزْعِجْهَا بِتَصَيُّدِكَ، إِنَّ النَّبِيَّ الكَرِيمَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ قَدْ رَسَمَ لَكَ ذَلِكَ الطَّرِيقَ الأَنْوَرَ في قَوْلِهِ: «لَا يَفْرَكْ - يُبْغِض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلقًا رضِيَ مِنْهَا آخَرَ».

أَيُّهَا الكَرِيمُ، تَحَقَّقْ بِالسَّمَاحَةِ وَالرِّفْقِ فِي البَيْعِ وَالشِّرَاءِ فَإِنَّهَا مَجْلَبَةٌ لِلْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالإِكرَامِ مِنَ الكَرِيمِ سُبْحَانَهُ، كَمَا قَالَ نَبِيُّنَا صَلَواتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى».

اللَّهُمَّ ابْسُطْ فِي بِلَادِنَا الأَمْنَ وَالأَمَانَ

وَانْثُر السَّكِينَةَ وَالطُّمَأْنِينَةَ فِي قُلُوبِ عِبَادِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين

اقرأ أيضاً«نعمة الأمن».. نص خطبة الجمعة غدا 24 يناير 2025

التحذير من خطورة التكفير.. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 17 يناير

«صناعة الأمل».. نص خطبة الجمعة غدا 3 يناير 2025

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الأوقاف خطبة الجمعة نص موضوع خطبة الجمعة موضوع خطبة الجمعة المقبلة القول الحسن موضوع خطبة الجمعة ی و س ل ام ه ص ل و ات إ ن س ان ا الک ر

إقرأ أيضاً:

تأكيد الاعتدال وذم الغلو والتشدد.. أبرز ما ورد في خطبة عيد الفطر

 

مسقط - العُمانية

احتفلت سلطنةُ عُمان اليوم بأوّل أيّام عيد الفطر السّعيد لعام 1446 هـ، وقد أدّى حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظهُ اللهُ ورعاهُ- صلاة العيد في جامع السُّلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر بمحافظة مسقط.

وقد أمّ المُصلّين معالي الدّكتور محمد بن سعيد المعمري وزيرُ الأوقاف والشؤون الدينيّة، الذي استهلّ خُطبة العيد بالتكبير والحمدِ لله تعالى على نعمائه وأفضاله والصّلاة والسّلام على نبيّه الهادي الأمين.

وأكّدت الخُطبة على أن الله سبحانه وتعالى خلق الوجود على انتظام واعتدال وتوازن في سنن الحياة، ووضع أحكام الدّين بيُسر، وعلينا أن نأخذ استقامته بلا عنف ورحمته بلا تهاون.

وبيّنت أن الغلوّ والتشدّد يجعلانه سياجًا من حديد، والتفريط فيه يصير ستارًا لا يحفظ جوهره.كما تطرقت الخُطبة إلى أن في بناء الأوطان توازنات واجبة قائمة على جذور الثبات وحماية القيم والتمسّك بالهُوية والبناء وذلك بالانتماء والولاء والتخطيط المدروس وأن السعي لذلك يتطلب جهدًا ليثمر.

وفيما يأتي نصُّ الخُطبة:

"اللهُ أَكْبَــــــرُ .. اللهُ أَكْبَــــــرُاللهُ أَكْبَرُ .. بَنَــى الكَــــــونَ بِتَـــــوَازُنٍ وَاكْتِمَــــــالٍ.اللهُ أَكْبَرُ .. أَقَامَ الوُجُودَ عَلَى انْتِظَامٍ وَاعْتِدَالٍ. اللهُ أَكْبَرُ .. أَحْكَمَ الدِّينَ بِيُسْرٍ وَعَدْلٍ وَامْتِثَــالٍ. 

اللهُ أَكْبَــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ اللهُ أَكْبَــــرُ الحَمدُ للهِ، وأشْهدُ أنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عَليهِ وعَلى آلِهِ وصَحبِهِ إلَى يَومِ الدِّينِ: ﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.

أيُّهَا المُؤْمِنُونَ: التوازنُ ناموسُ الوجودِ: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾، تَوَازُنٌ في: السُّنَنِ الكَونِيَّةِ، والوُجُودِ الإِنْسَانِيِّ، والنِّظَامِ البَشَرِيِّ: ففي سنن الكون: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾؛ فَيَجْرِي الكَونُ فِي إِيقَاعٍ مُتَوَازِنٍ؛ فِي حَرَكَةِ الكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ، وَدَوَرَانِ الأَفْلَاكِ، وَانْتِظَامِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

وفِي الوُجُودِ الإِنْسَانِيِّ : ﴿أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ﴾، فَيَتَنَاغَمُ القَلْبُ مَعَ العَقْلِ، وَالرُّوحُ مَعَ الجَسَدِ، وَبَيْنَ المَاضِي وَالحَاضِرِ وَالمُسْتَقْبَلِ. وفِي النِّظَامِ البَشَرِيِّ: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾، حَيْثُ التَّوَازُنُ النَّفْسِيُّ فِي المَشَاعِرِ وَالعَلَاقَاتِ وَالسُّلُوكِ، وَبَيْنَ الحَقِّ وَالوَاجِبِ، وَالعَمَلِ وَالعِبَادَةِ، وَالحُرِّيَّةِ وَالمَسْؤُولِيَّةِ، وَالاقْتِصَادِ وَالاِسْتِهْلَاكِ. ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ﴾؛ فَالحَيَاةُ بِهَذَا الوَعْيِ لَيْسَتْ سَاحَةَ نِزَالٍ بَيْنَ المُتَنَاقِضَاتِ، وَلَا مِيدَانَ صِرَاعٍ بَينَ الأَضْدَادِ، بَلْ مَنْظُومَةٌ مُتَكَامِلَةٌ؛ تَتَوَازَنُ فِيهَا القُوَى المُتَبَايِنَةُ بِتَرْتِيبٍ مُحْكَمٍ، وَتَتَبَادَلُ الأَدْوَارَ فِيمَا بَيْنَهَا بِتَوَازُنٍ عَمِيقٍ، فَوُجُودُهَا ضَرُورَةٌ لاِسْتِمْرَارِ الحَيَاةِ، وَتَعَاقُبِ أَطْوَارِهَا، وَتَجَدُّدِ عَطَائِهَا: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أيُّهَا المُسْلِمُونَ: كَانَ الصِّيَامُ شَهْرًا، وَحَلَّ العِيدُ يَوْمًا، وَفِي كُلٍّ حِكْمَةٌ: حِكْمَةُ التَّوَازُنِ فِي الحَيَاةِ؛ فَالسَّعْيُ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا طَوِيلًا لِيُثْمِرَ، وَفَرَحًا قَصِيرًا يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ للصَبْرٍ جَزَاءً، وَأَنَّ الجَزَاءَ لَيْسَ فِي يَوْمِ الفَرَحِ فَحَسْبُ، بَلْ فِي الرِّحْلَةِ الَّتِي سَبَقَتْ وُصُولُنَا إِلَيْهِ، وأن السَّعْيَ يَأْخُذُ العُمْرَ، وَالإِنْجَازُ لَحْظَةٌ، اللَّحْظَةَ الَّتِي تُعْطِي العُمْرَ قِيمَتَهُ. دَوْرَةٌ مُسْتَمِرَّةٌ بَيْنَ التَّحَدِّي وَالانْتِصَارِ، بَيْنَ الأَخْذِ وَالعَطَاءِ، بَيْنَ الجُهْدِ وَالمُكَافَأَةِ. لِنَعِيشَ فِي تَوَازُنٍ بَيْنَ حَاجَتِنَا لِلْجُهْدِ وَالتَّعَبِ، وَرَغْبَتِنَا فِي الرَّاحَةِ وَالفَرَحِ: ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ

أيُّهَا المُسْلِمُونَ: الدِّينُ مِيزَانٌ مُحْكَمٌ، وَعَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ"؛ فَمَنْ شَدَّدَ حَتَّى جَفَّتْ رُوحُهُ، فَقَدَ الرُّوحَ، وَمَنْ تَرَخَّصَ حَتَّى ذَابَتْ حُدُودُهُ، فَقَدَ الطَّرِيقَ. فَلَا إِفْرَاطَ يُنْهِكُ، وَلَا تَفْرِيطَ يُضْعِفُ: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾. وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَأْخُذَ مِنَ الدِّينِ اسْتِقَامَتَهُ بِلَا عُنْفٍ، وَنَأْخُذَ رَحْمَتَهُ بِلَا تَهَاوُنٍ: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا﴾.

الغُلُوُّ فِي الدِّينِ كَمَنْ يَمْلَأُ سَفِينَةً فَوْقَ طَاقَتِهَا، وَالتَّفْرِيطُ فِيهِ كَمَنْ يَخْرُقُهَا، وَفِي الحَالَتَيْنِ، يَكُونُ المَصِيرُ غَرَقًا: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾ وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَسِيرَ بِهَا فِي مَوْجِ الحَيَاةِ، لَا ثِقْلَ يُنْهِكُ، وَلَا تَهَاوُنَ يُغْرِقُ: ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ﴾. الغُلُوُّ وَالتَّشَدُّدُ يَجْعَلَانِ الدِّينَ سِيَاجًا مِنْ حَدِيدٍ؛ يَضِيقُ حَتَّى يَسْحَقَ مَنْ بِدَاخِلِهِ، وَالتَّفْرِيطُ يَجْعَلُهُ سِتَارًا لَا يَحْفَظُ جَوْهَرَهُ.

وَالتَّوَازُنُ أَنْ يَكُونَ الدِّينُ غِلَافًا مِنْ نُورٍ، يَحْفَظُنَا وَلَا يُقَيِّدُنَا: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾. الدِّينُ لَمْ يُنْزَلْ لِيَكُونَ اخْتِبَارًا فِي تَحَمُّلِ المَشَقَّةِ، بَلْ لِيَكُونَ طَرِيقًا لِلهِدَايَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ؛ فَمَنْ جَعَلَ مِنَ الدِّينِ سَاحَةً لِلْعَذَابِ، فَقَدَ رَحْمَةَ اللَّهِ، وَمَنْ جَعَلَهُ فَضَاءً بِلَا حُدُودٍ، فَقَدَ حِكْمَتَهُ: ﴿طَهَ ، مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾. وَالتَّوَازُنُ أَنْ نَعِيَ أَنَّ الدِّينَ طَرِيقُ نُورٍ، لَا سَوْطٌ وَلَا سَرَابٌ: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

اللهُ أَكْبَــــرُ اللهُ أَكْبَــــرُ،لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ واللهُ أَكْبَــــرُ

أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ: فِي بِنَاءِ الوَطَنِ تَوَازُنَاتٌ وَاجِبَةٌ؛ فِي قُلُوبِنَا جُذُور الثَّبَاتِ، وَفِي عُقُولِنَا أَجْنِحَة التَّغْيِيرِ، نَحْمِي قِيَمَنَا بِلَا تَعَصُّبٍ وَلَا أَذَىً، وَنُمَارِسُ حُرِّيَّاتِنَا بِلَا فَوْضَى، نَتَمَسَّكُ بِهُوِيَّتِنَا وَنَنْطَلِقُ فِي آفَاقِ التَّطْوِيرِ، وَنُوَازِنُ بَيْنَ الحُقُوقِ وَالوَاجِبَاتِ، فَلَا مَطَالِبَ بِلَا التِزَامَاتٍ، وَلَا تَقَدُّمَ دُونَ تَضْحِيَاتٍ، نَسْعَى بِلَا تَهَوُّرٍ، ولَا نُفَرِطُ فِي الرَّجَاءِ، وَلَا نَسْتَسْلِمُ لِلْيَأْسِ. الأَوْطَانُ تُبْنَى بِمَزِيجٍ مُتَوَازِنٍ بَيْنَ الانْتِمَاءِ العَمِيقِ وَالتَّخْطِيطِ المَدْرُوسِ، بَيْنَ الحُبِّ الَّذِي يُلْهِمُ، وَالوَلَاءِ الَّذِي يُرَسِّخُ، وَالعَقْلِ الَّذِي يُدِيرُ، بَيْنَ الطُّمُوحِ الَّذِي يَدْفَعُ، وَالوَاقِعِيَّةِ الَّتِي تُرْشِدُ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.

اللهُ أَكْبَـــــــرُ اللهُ أَكْبَــــــرُ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ﴿إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرًا.اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا فِي كُلِّ أَمْرٍ رَشَدًا، وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبًا، وَبَارِكْ فِي أَعْمَالِنَا وَأَعْمَارِنَا، وَاجْعَلْ سَعْيَنَا زِيَادَةً مِنْ فَضْلِكَ، وَقُرْبًا إِلَى عَطَائِكَ.

اللَّهُمَّ احْفَظْ وَطَنَنَا عُمَانَ بِمَزِيدٍ مِنَ الْخَيْرِ وَالنَّمَاءِ، وأدمْ فيه العَدْلَ وَالأَمْنٍَ وَالرَّخَاءَ، مَحْفُوفًا بِرِعَايَتِكَ، مَحْرُوسًا بِعِنَايَتِكَ، وَأَدِمْ عَلَيْهِ الْعِزَّةَ وَالِاسْتِقْرَارَ.

اللَّهُمَّ أَيِّدْ سُلْطَانَنَا هَيْثَمَ بِنَصْرٍ مِنْ عِنْدِكَ، وَثَبِّتْهُ بِعِزٍّ وَتَمْكِينٍ مِنْ لَدُنْكَ، وَاحْفَظْهُ بِحِفْظِكَ، وَأَسْبِغْ عَلَيْهِ نِعَمَكَ، وَأَطِلْ فِي الْخَيْرِ عُمْرَهُ، وَأَدِمْ عَلَى يَدَيْهِ عِزَّ عُمَانَ وَرَخَاءَهَا.

اللَّهُمَّ وَحِّدْ قُلُوبَ شَعْبِهِ عَلَى الْحَقِّ وَالْوِئَامِ، وَأَلِّفْ بَيْنَهُمْ بِالْمَحَبَّةِ وَالْوِفَاقِ، وَازْرَعْ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِخْلَاصَ وَالْوَفَاءَ، وَأَعِنْهُمْ عَلَى الْعَمَلِ وَالْبِنَاءِ.

اللَّهُمَّ يَا نَاصِرَ الضُّعَفَاءِ فِي كُلِّ مَكَانٍ، كُنْ لَهُمْ فِي فِلَسْطِينِ وَغَيْرِهَا عَوْنًا وَنَصِيرًا، وَارْفَعْ عَنْهُمُ الْخَوْفَ وَالضَّعْفَ، وَأَبْدِلْهُمْ أَمْنًا وَفَرَجًا، وَأَبْرِمْ لَهُمْ أَمْرَ رُشْدٍ وَعَدْلٍ وَانْتِظَامٍ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ مَنْ آمَنَ بِكَ، الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبُ الدُّعَاءِ.

﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)".

وبعد الانتهاء من الصّلاة تقبّل حضرةُ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- أيّدهُ اللهُ- التهاني بهذه المناسبة السّعيدة، وقد بادلهم جلالتُه التهنئة، متمنيًا لهم عيدًا طيبًا مباركًا، سائلًا الله لهم قبول الطاعات ومضاعفة الحسنات.

ولدى خروج جلالةِ عاهل البلاد المفدّى من جامع السُّلطان قابوس الأكبر أطلقت مدفعيّة سُلطان عُمان بالجيش السُّلطاني العُماني إحدى وعشرين طلقةً، تحيّةً لجلالةِ السُّلطان المفدّى - أعزّهُ اللهُ.

بعد ذلك غادر الموكبُ السّامي لجلالةِ السُّلطان المعظم وسط دعوات أبناء شعبه بأن يحفظهُ ويبارك في أيّامه وأعياده، ويُعيد عليه هذه المناسبة وأمثالها أعوامًا مديدة.

أدّى الصّلاة بمعيّة جلالتِه عددٌ من أصحابِ السُّمو أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وجناب السّادة والسّادة البوسعيد، وعددٌ من أصحاب المعالي الوزراء والمستشارين، وقادة قُوات السُّلطان المسلحة والأجهزة العسكريّة والأمنيّة، وعددٌ من أعضاء مجلسي الدولة والشورى، وأصحاب السّعادة الوكلاء والولاة، وعددٌ من الرؤساء التنفيذيين، وجمع من المشايخ والمواطنين.

مقالات مشابهة

  • «فَأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ».. الأوقاف تحدد نص خطبة الجمعة القادمة
  • فَأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ.. الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «فَأمَّا اليَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ».. موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «فأما اليتيم فلا تقهر» موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • «فأما اليتيم فلا تقهر».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • هل يجوز صيام الست من شوال في أيام متفرقة؟.. الإفتاء تحدد الأقرب للسُنة
  • كوريا الجنوبية.. المحكمة الدستورية تحدد يوم الجمعة للنطق بحكم عزل الرئيس يون سيوك-يول
  • فأما اليتيم فلا تقهر موضوع خطبة الجمعة القادمة
  • يوم الجائزة الكبرى.. رسالة الملائكة للمسلمين في عيد الفطر
  • تأكيد الاعتدال وذم الغلو والتشدد.. أبرز ما ورد في خطبة عيد الفطر