ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط يزور إسرائيل اليوم لتفقد تنفيذ وقف إطلاق النار في غزةدعوات لوقف إطلاق النار في الكونجو تكتسب زخما ورواندا تدعم الولايات المتحدة في إجراء مجلس الأمن الدولي جندي احتياط خدم في غزة: القوة العسكرية وحدها لا تستطيع حل هذا الصراعالديمقراطيون في مجلس الشيوخ يعرقلون مشروع قانون عقوبات المحكمة الجنائية الدوليةاليمين الإسرائيلي المتطرف يخطط من أجل طرد الفلسطينيين ومواجهة مليوني إنسان لظروف مرعبة 

تناوت صحف دولية عدة في تغطيتها الشأن الشرق أوسطي بغزارة خاصة ودعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتهجير الفلسطينيين من أرضهم وهو الأمر الذي لقي رفضًا قاطعا من مصر والأردن.

في أول عرقلة من داخل أمريكا ضد مصالح إسرائيل، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، صوت الديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي، على عرقلة مشروع قانون يقوده الجمهوريون يهدف إلى فرض عقوبات على مسؤولين من المحكمة الجنائية الدولية.

معاقبة المحكمة الجنائية الدولية

سعى مشروع القانون إلى معاقبة المحكمة الجنائية الدولية لإصدارها مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء في كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت اللذين اتهمتهما المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب أثناء وبعد 7 أكتوبر 2023.

يستهدف التشريع، الذي وافق عليه مجلس النواب في التاسع من يناير، أي أجنبي متورط في التحقيق أو اعتقال أو احتجاز أو محاكمة مواطنين أمريكيين أو مواطنين من دول حليفة ليست أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك إسرائيل.

كان الديمقراطيون قلقين من أن معارضة مشروع القانون قد تفسر على أنها معادية لإسرائيل، فقاموا بتداول الأمر على نطاق واسع قبل اتخاذ أي إجراء. وفي نهاية المطاف، لم يصوت لصالح هذا الإجراء سوى السيناتور جون فيترمان من ولاية بنسلفانيا وهو من أشد المؤيدين لإسرائيل.

وكانت النتيجة النهائية للتصويت 54 أمام 45، وهو ما يقل عن الأصوات الستين المطلوبة للمضي قدما في مشروع القانون.

ستيف ويتكوف يخطط لزيارة قطاع غزة 

كما أفادت صحف واشنطن بوست بأن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف يخطط لزيارة قطاع غزة بعد إجراء اجتماعات في إسرائيل مع قادة الاحتلال.

تهدف زيارة ويتكوف إلى غزة إلى الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار والاطلاع برؤية أفضل للأوضاع والمتغيرات على الأرض.

ويزور ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط إسرائيل اليوم ويجري محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن المرحلة التالية من الاتفاق مع حماس.

وتأتي زيارة ويتكوف في وقت يستعد فيه المفاوضون الإسرائيليون وحماس لدخول المرحلة الثانية من الاتفاق الثلاثي الذي توصل إليه الجانبان في وقت سابق من هذا الشهر. 

ومن المقرر إطلاق سراح جميع الرهائن خلال المرحلة الثانية من الحرب، كما  ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية رسميًا يوم الاثنين.

سيصل ويتكوف إلى إسرائيل قادما من المملكة العربية السعودية وفق ما ذكرت وكالة أكسيوس من أن ويتكوف التقى حسين الشيخ، المستشار الكبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في المملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء.

ويعد هذا هو الاجتماع هو الأول بين السلطة الفلسطينية،الفعلية التي تحكم جزئيا الضفة الغربية، وإدارة ترامب.

ومن المقرر أن يناقش ويتكوف المرحلة الثانية من الاتفاق مع نتنياهو يوم الأربعاء.

ورغم أن محادثات المرحلة الثانية من المفاوضات من المفترض أن تبدأ رسميا يوم الاثنين، فإن الوسطاء قطر والولايات المتحدة بدأوا بالفعل مناقشات بشأن هذه القضية، بحسب صحيفة جيروزاليم بوست.

ورغم أن ويتكوف قال إنه ملتزم بدفع وقف إطلاق النار إلى المرحلة التالية، إلا أن هناك افتقارا إلى الوضوح فيما إذا كانت إدارة ترامب ملتزمة بإنهاء الحرب بشكل دائم. 

غزة بلا فلسطينيين

من جانبها، قالت  صحيفة الجارديان البريطانية، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية الذي دخل أسبوعه الثاني، يواجه بعض العقبات.

وقالت : "لا ينبغي أن يكون هناك أوهام حول الاتجاه الذي تتجه إليه هذه الصفقة. لا ينوي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن يرى الأمر يصل إلى وقف إطلاق نار دائم، كما لا ينوي نتنياهو الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ولن يمنعه دونالد ترامب - الذي سارع كثيرون إلى نسب الفضل إليه في إجبار نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار في المقام الأول - من نسفه".

ووجهت الصحيفة اتهامات لنتنياهو بأنه عرقل عمداً مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة على مدى العام الماضي وقام بتسريب معلومات سرية من المحادثات إلى الصحافة، وتجاوز مجلس الوزراء الأمني المصغر لتقييد صلاحيات المفاوضين الإسرائيليين.

وقالت أيضاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي تراجع عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال اجتماعات مجلس الوزراء، وقام بغزو آخر معقل مدني في غزة - مدينة رفح، عندما كانت الصفقة على الطاولة، وعمل على تضخيم الفجوات بين مواقف إسرائيل وحماس، وإضافة "خطوط حمراء" جديدة بشكل تعسفي بعد أن قبلت حماس شروط إسرائيل السابقة.

وذكرت: "الآن بعد أن وافق نتنياهو في النهاية على وقف إطلاق النار - سواء بسبب ضغوط من ترامب أو حساباته السياسية الخاصة - تخشى عائلات الرهائن الإسرائيليين أن يتخلى نتنياهو عن أحبائهم من أجل استئناف الحرب".

يبدو أن رئيس الوزراء وافق على مطلب وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، باستئناف القتال بعد انقضاء المرحلة الأولى من مراحل وقف إطلاق النار الثلاث. وعلى الرغم من امتناع نتنياهو عن الاعتراف بذلك علناً، إلا أن المصادر الحاضرة في تلك المناقشات، والصحفيين المقربين من نتنياهو كذلك، أكدوا أن فرص وصول الصفقة إلى مرحلتها الثانية تقترب من الصفر.

نتنياهو سيواجه صعوبة في العودة إلى السلطة

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن نتنياهو سيواجه صعوبة في العودة إلى السلطة إذا أجريت الانتخابات اليوم ، لذا فإن بقاءه السياسي ــ وقدرته على منع استكمال محاكمته بتهم الفساد والمساءلة عن الإخفاقات المحتملة في الفترة التي سبقت هجوم السابع من أكتوبر ــ يقع الآن بين يدي رجل تتلخص رؤيته لغزة في السيطرة الإسرائيلية الدائمة عليها والتطهير العرقي للفلسطينيين"، وذلك في إشارة إلى سموتريتش.

وتتوافق رؤية سموترتيش مع رؤية الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الذي تحدث للصحفيين مؤخراً عن فكرة نقل سكان غزة بشكل دائم إلى مصر أو الأردن.

وبحسب مسؤولين إسرائيليين كبار، فإن ذلك لم تكن زلة لسان، مشيرين إلى أن "البعض في حكومة نتنياهو ينظر إلى الفكرة بشكل إيجابي وقد طرح مسؤول انتقالي لترامب بالفعل بإمكانية نقل الأشخاص مؤقتاً من غزة إلى إندونيسيا".

في الأسبوع الماضي، تراجع نتنياهو عن التزام حكومته بسحب قواتها من لبنان في غضون 60 يوماً (حسب الاتفاق بين البلدين)، على الرغم من أنه ألقى اللوم على لبنان ويبدو أن لا شيء يمنعه من القيام بالأمر نفسه أو ما هو أسوأ في غزة.

 والواقع أن العواقب المترتبة على ذلك سوف تكون مدمرة، بالنسبة لمليوني فلسطيني.

صعوبة الفوز للاحتلال

وحول صعوبة الفوز للاحتلال، أوردت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية ما قاله جندي احتياط صهيوني بنفسه بعدما خدم بغزة وقال بإنه بدلا من استهداف الجيش الإسرائيلي لحماس دمر البنية التحتية والمنازل.

وذكر الجندي المعترف بصعوبة الأوضاع أن الاحتلال يحتاج لاستراتيجية توازن بين الأمن والقيود الأخلاقية والكلفة البشرية.

وأكد الجندي الذي رأي حجم الدم في غزة ، أن القوة العسكرية للاحتلال وحدها لا تستطيع حل هذا الصراع ولن يقدم الأمان الذي يصرح به قادة الاحتلال.

أسوأ تصعيد للصراع المستمر منذ أكثر من عقد من الزمان

قالت صحيفة فيرست بوست الهندية، إن الرئيس الرواندي بول كاجامي قال إنه يتفق مع الحكومة الأمربكية بشأن الحاجة إلى وقف إطلاق النار في شرق الكونجو لكنه لم يبد أي إشارة إلى الاستجابة لدعوات القوات الرواندية ومتمردي حركة إم23 التي تدعمها بالانسحاب من جوما.

وتسلل المتمردون إلى جوما، أكبر مدينة في شرق الكونجو، يوم الاثنين في أسوأ تصعيد للصراع المستمر منذ أكثر من عقد من الزمان، مما أدى إلى ذعر المستشفيات بطلقات نارية وقذائف هاون وشظايا.

حثت الولايات المتحدة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء على النظر في اتخاذ تدابير غير محددة لوقف هجوم المتمردين، الذي أجبر عشرات الآلاف على النزوح من منازلهم. ويملك المجلس سلطة فرض العقوبات.

وفي جوما، عاصمة إقليم شمال كيفو في جمهورية الكونجو الديمقراطية، تعرضت المتاجر والمنازل للنهب، لكن بعد أيام عديدة من القتال العنيف، دخلت المدينة حالة هدوء إلى حد كبير باستثناء إطلاق نار متقطع يوم الأربعاء، حسبما قال سكان.

وقالت الكونجو ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن القوات الرواندية موجودة في جوما لدعم حلفائها من حركة إم 23.

بينما قالت رواندا إنها تدافع عن نفسها ضد التهديد من جانب الميليشيات الكونجولية، دون أن تعلق بشكل مباشر على ما إذا كانت قواتها قد عبرت الحدود.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "حث الوزير على وقف فوري لإطلاق النار في المنطقة، وعلى جميع الأطراف احترام سلامة الأراضي السيادية".

قالت مصادر في الأمم المتحدة إن جيشي الكونجو ورواند تبادلا إطلاق النار عبر الحدود المشتركة بينهما يوم الاثنين، حيث حاول المتمردون تعزيز سيطرتهم على جوما، بوابة تجارة خامات القصدير والتنتالوم الثمينة، للمرة الثانية في 13 عاما.

إطلاق نار متقطع ونهب

وفي ملعب لكرة القدم في جوما يوم الثلاثاء، جلس مئات من جنود الحكومة غير المسلحين ومقاتلي الميليشيات على أرض الملعب بينما اصطف آخرون في ما وصفه مقاتلو حركة إم23 بعملية نزع السلاح، وفقًا لمقطع فيديو غير مؤكد.

وقال أحد السكان في رسالة هاتفية: "لا تزال الانفجارات المتقطعة وإطلاق النار تُسمع في المناطق النائية من جوما. ليلة هادئة بعد أن استولى المتمردون على وسط المدينة ولكن نهبوا الشركات. توقف المطار والإنترنت والكهرباء والمياه".

تعد أفعال حركة إم23 هي الأحدث في سلسلة من التمردات العرقية التي يقودها التوتسي وتدعمها رواندا والتي هزت الكونجو منذ أعقاب الإبادة الجماعية في رواندا قبل 30 عامًا، عندما قتل المتطرفون الهوتو التوتسي والهوتو المعتدلين، ثم أطاحت بهم القوات التي يقودها التوتسي بقيادة كاجامي.

وتقول رواندا إن بعض مرتكبي الجرائم كانوا يختبئون في الكونجو منذ وقوع الإبادة الجماعية، ويشكلون ميليشيات متحالفة مع الحكومة الكونجولية، ويشكلون تهديدا للتوتسي الكونجوليين ورواندا نفسها.

رفضت الكونجو شكاوى رواندا، وقالت إن رواندا استخدمت ميليشياتها للسيطرة على المعادن المربحة ونهبها مثل الكولتان، الذي يستخدم في الهواتف الذكية.

وفي العاصمة الكونجولية كينشاسا على بعد 1600 كيلومتر غربي جوما هاجم محتجون مجمعا للأمم المتحدة وسفارات من بينها سفارتي رواندا وفرنسا والولايات المتحدة يوم الثلاثاء غضبا مما قالوا إنه تدخل أجنبي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب نتنياهو المتطرفين غزة الفلسطينيين صحف عالمية صحافة العالم استكمال الإبادة غزة خالية المزيد المحکمة الجنائیة الدولیة المرحلة الثانیة من وقف إطلاق النار فی یوم الثلاثاء رئیس الوزراء ستیف ویتکوف یوم الاثنین فی غزة

إقرأ أيضاً:

«جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعد المقاومة الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الشعب الفلسطينى فى نضاله من أجل التحرر واستعادة حقوقه الوطنية. 
انطلقت المقاومة بأشكال متعددة عبر العقود الماضية، متأثرة بالظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى مر بها الشعب الفلسطينى ورغم التحديات العديدة التى واجهتها، لا تزال المقاومة تشكل محوراً أساسياً فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وفى هذا السياق، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مقالا للكاتب أطار بورات عن استمرار استراتيجية حماس بسبب منطق مشوّه يحتفى بالمعاناة كقوة ويستغل الديناميكيات العالمية لصالحها.
قال بورات إن المنطق فى استراتيجيات الحرب يعتمد بالكامل على نظرية أنه إذا أردت إجبار عدوك على الهزيمة، عليك أن توقع به ثمناً باهظاً بحيث تدفعه للاستسلام ومع ذلك، لا يعمل هذا المنطق مع إسرائيل فى تعاملها مع الفلسطينيين وحماس من وجهة نظر الكاتب.
وأضاف أن هناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسى هو أن إسرائيل والولايات المتحدة (وجهات دولية أخرى تضغط على إسرائيل) لكى تخلق إطارًا يجعل فكرة المقاومة (المقاومة) بالنسبة للفلسطينيين منطقية بشكل مستمر. 
ولكى تنتصر إسرائيل، يجب أن تعيد صياغة قواعد الصراع بحيث تصبح المقاومة غير مجدية، وغير فعالة على المدى الطويل، وبالتالى لا معنى لها فى نظر الفلسطينيين.
جوهر الروح الفلسطينية هو المقاومة الفكرة يمكن تلخيصها فى جملة واحدة: إسرائيل هى الشر المطلق فى العالم، مصدر كل ما هو خاطئ فى العالم، وإجابة الفلسطينى عن سؤال معنى الحياة هى محاربة إسرائيل، والتضحية بالنفس (وبالعائلة) لإلحاق أكبر قدر ممكن من الدمار بإسرائيل.
وتابع "لا يهم إذا ما حسّنت المقاومة حياة الفلسطينيين، لأن فلسفتها تركز على تدمير إسرائيل وإذا تسبب إلحاق الضرر بإسرائيل أيضًا فى إيذاء المجتمع الفلسطيني، فإنه يُعتبر مسعى مرغوبًا. 
وقد أكد على هذا المعنى أحد قادة حماس فى خطاب ألقاه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، قائلاً: "سنواصل السير على درب القادة الشهداء حتى نحقق النصر أو الشهادة، بإذن الله".
ترتكز الروح الفلسطينية على وجود إسرائيل، وتبنى هويتها بالكامل فى معارضة لها باختصار، يحتاج الفكر الفلسطينى إلى وجود إسرائيل لإضفاء معنى على وجوده – كهدف للكراهية وإسقاط كل الشر عليه. 
ويدعى الكاتب أن القضية الفلسطينية وفلسفتها،، تشبه ما يمثله الجوكر لباتمان، إذا اختفت إسرائيل غداً، لن يعرف مروجو الفكر الفلسطينى ماذا يفعلون بأنفسهم، تماماً كما يعتمد وجود الجوكر على مواجهة باتمان.
من وجهة النظر الفلسطينية، لا يُعتبر هناك أى خسارة، كل خسارة فى الأرواح خلال المقاومة تُعتبر تضحية من أجل القضية الكبرى، مما يجعل هذه التضحية ليست فقط مقدسة بل أيضًا مدعاة للاحتفال. كلما عانى الفلسطينيون أكثر، كلما أثبتوا مزيدًا من "الصمود" أو الثبات، وكلما زادت المعاناة، زادت الإشادة بهم – حيث تصبح التضحية عملاً بطوليًا. 
وبعد وقف إطلاق النار، قدم المروجون الفلسطينيون سكان غزة على أنهم "أمة من الأسود" بعد "نجاتهم من إبادة جماعية".
ويرى الكاتب أن  ضمن هذا الإطار الفكري، يصبح من شبه المستحيل ردع الفلسطينيين لأنهم لا يربطون بين الفعل والنتيجة لا يرون الدمار فى غزة، الذى جلبته حماس عليهم، كنتيجة مباشرة لعدوان حماس فى ٧ أكتوبر. والمعاناة التى يتحملونها تُعتبر جزءًا من الثمن الذى يدفعونه مقابل "صمودهم" البطولى فكرة أن "الليل يكون أشد ظلمة قبل الفجر" واضحة فى معظم مقاطع الفيديو الدعائية من غزة فى هذه الأيام لهذا السبب، يرون أنفسهم حقًا كمنتصرين، وليس فقط كوسيلة لحفظ ماء الوجه فى مقاطع الفيديو الدعائية.
وأحد المبادئ الفكرية التى يستند إليها الفلسطينيون هى فكرة "الصبر"، والتى تعنى أنه يمكنك الانتصار على أى خصم إذا لعبت على عامل الوقت وأظهرت تصميمًا أكبر منهم. 
قد تعانى أكثر من خصمك، ولكن إذا تمكنت من الصمود لفترة أطول، فستنتصر فى النهاية. 
وقد قال بسام نعيم، مسئول آخر فى حماس: "الضربة التى بدأت فى ٧ أكتوبر، والصمود والمقاومة التى تلتها، تثبت أن الشعوب قادرة على امتلاك الوسائل والظروف المناسبة لتحقيق أهدافها العظيمة فى الحرية والاستقلال." يشير هذا إلى إيمانهم بأن المقاومة تحقق مكاسب فعلية.
وقال خليل الحية نائب رئيس حركة حماس  فى خطابه: "سيظل يوم ٧ أكتوبر مصدر فخر لشعبنا ومقاومتنا." وإذا حاولنا رؤية الحرب من المنظور الفلسطيني، فإن سلوكهم المدمر ذاتيًا له منطق خاص بهم. منطق مريض ومشوّه، يجعل إسرائيل دون قصد تضفى عليه طابعًا مقبولاً.بعد أن يتم الحكم على من المقاومة الفلسطينية ، غالبًا ما يلقون خطابًا يُفترض أن يكون متحديًا وبطوليًا قبل دخولهم السجن يصرحون بأنهم يدركون أحيانًا أنهم سيتم الإفراج عنهم فى المستقبل، وأن روح مقاومتهم لم تُكسر رغم سجنهم من قبل إسرائيل وللأسف، هم ليسوا مخطئين فى ذلك.
عندما يتم سجن أحدا منهم ويؤمن دينيًا بأنه سيتم إطلاق سراحه فى صفقة مستقبلية، فهذا يعتمد على قصر نظر إسرائيل وتفكيرها العاطفى المفرط.
والمقاومة الفلسطينية تعلم  أن الرهائن سيتم اختطافهم فى المستقبل، مما سيكون بمثابة بطاقة خروجهم من السجن مجانًا.
تحتفل حماس بـ"نصرها" مع حشود فلسطينية تهتف "خيبر يا يهود" لأنهم نجوا من الحرب، ولا تزال حماس مسيطرة. ولا يمكننا السماح للمنطق المشوّه للمقاومة أن يكون مقبولًا للفلسطينيين إذا رأوا أن هذه الاستراتيجية تحقق نتائج – إطلاق سراح الإرهابيين، واستعداد إسرائيل للتخلى عن هدفها فى القضاء على حماس فقط من أجل إطلاق سراح بعض الرهائن – فإنهم سيستمرون فى طريق المقاومة. 
وحماس حققت مكاسب سياسية فى غزة والضفة الغربية بما فى ذلك تحقيق إطلاق سراح المعتقلين من جميع الفصائل كجزء من الصفقة.
 

مقالات مشابهة

  • ‏مكتب نتنياهو يعلن تسلّم الجيش للمجندة المُفرَج عنها بجباليا وأن إسرائيل ملتزمة بإعادة كل الأسرى والمفقودين
  • كاتب صحفي: العالم عاجز أمام غطرسة إسرائيل ومصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين
  • «جيروزاليم بوست» العبرية: كيف ترى إسرائيل المقاومة الفلسطينية بعد طوفان الأقصى؟.. المروجون الفلسطينيون: سكان غزة أمة من الأسود بعد نجاتهم من الإبادة الكاملة
  • الجيش اللبناني يعلن استكمال انتشاره جنوب الليطاني
  • مبعوث ترامب يصل غدا إلى إسرائيل للقاء نتنياهو
  • الأردن يطلق جسرا جويا “مكثفا” إلى قطاع غزة
  • رسالة أربيل يهود لنتنياهو وترامب.. «حافظوا على وقف إطلاق النار» (فيديو)
  • الرهينة أربيل يهود توجه رسالة إلى نتنياهو وترامب
  • فيديو.. الرهينة أربيل يهود توجه رسالة إلى نتنياهو وترامب