لغة الروح وصوت القلب في بيت الشعر
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
نظم بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية أمس الثلاثاء شارك فيها كل من الشاعر جعفر حمدي أحمد، والدكتور خليفة بوجادي، والشاعر عمر المقدي، وحضرها رئيس دائرة الثقافة، عبدالله العويس ومدير بيت الشعر محمد عبدالله البريكي، وجمهور من الشعراء والنقاد والباحثين والمهتمين بالشعر.
قدم للأمسية الدكتور أحمد سعد الدين، رافعاً أسمى آيات الشكر لعضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على اهتمامه بالثقافة العربية، وجعله الشارقة عاصمة للثقافة والإبداع وجعل بيت الشعر بيتاً للشعراء، ثم أضاف في افتتاحيته: "الشِّعرُ لُغةُ الرُّوحِ وصَوتُ القَلبِ، والنَّافذةُ التي تُطلُّ على عوالمِنا الداخليةِ".
استهل القراءات الشاعر جعفر حمدي أحمد، الذي توشحت قصائده بالدلالات والصور الشعرية العميقة، فطاف بكلماته بين حالات الشاعر الوجدانية وقضاياه الإنسانية، ورسم بلغة شفيفة ما يختلج في صدره من رؤى وأفكار ومشاعر، فيقول:
هذا الوحيدُ مشىٰ بالنهرِ مُؤتنِسًا،
إنْ حطَّ فِي الماءِ لم يحفَلْ بهِ السَّمكُ
وإن أشارَ إلى الغيماتِ؛ ظُنَّ بهِ
بعضُ الجنونِ وغاضَ الغيمُ والفَلَكُ
أما في قصيدة "فتى المواجيد" فتظهر صورة الشاعر المشرقة ومكانته في المجتمع، بما يحمله من صدق ونقاء، وبما يراوده من تأملات، فيؤكد بذلك ما ذهبت إليه العرب منذ القدم، حين جعلوا من الشاعر صوت قومه وقدوتهم، فيقول:
قلبي النقيُّ مشىٰ بئرًا لواردِهِ
كما تهيأَ عصفورٌ لصائدِهِ
مشىٰ يُقلِّبُ كَفَّيْ شِعْرِهِ، فغَدَا
يَلُوحُ للشمسِ إذ تزهُو بعائدِهِ
فَمَا تهيأَ طِفلٌ ما لقِبلتِهِ
إلاَّ وأصبحَ ظِلاًّ مِنْ فرائدِهِ
حتَّىٰ تفاخرَ قومٌ حينَ غايرَهُمْ
فتىٰ المواجيدِ، وانصاعُوا لشاردِهِ
وشارك الدكتور خليفة بوجادي بقراءة نص بعنوان "إيراقة الرمل والأحجار" والذي دار حول استذكار العمر وما مضى منه، والتأمل في محطاته، فيقول:
عامٌ تَقضّي فلا كُرّرتَ يا عامُ
كذلكِ العمرُ.. عامٌ بعدَه عامُ
عشرون عاماً وخمسٌ فوق راحلتي
غادرتُ فيها صِباً تحدوهُ أحلامُ
عشرون عاماً وخمسٌ يا مهنّئَتي
والنّفسُ يعكسُها دهرٌ وأقزَامُ
ثم قرأ قصيدة أخرى بعنوان " هذي الحال" تناولت موضوع رثاء الأم، وما يخلفه فقدها من ألم ومرارة ويتم، فيقول:
أطْللتِ في وجَع التذكُّر بلسَمَا
وزرعتِ في جدْب القصائد موسمَا
من بعد ما لبسَ الفؤادُ شحوبَه
وضياءُ عُمْري بعد غمضكِ أظلمَا
لمّا وقفتِ بمَحْجر العَين التي
مُذ غبتِ عنها، غالبتْ دمعي الدّمَا
وختم القراءات الشاعر عمر حسين المقدي بنصه المعنون "الخزف الشفاف" لوحة فنية متقنة، تتداخل فيها ألوان المعاني الرقيقة بقوة البلاغة واتساع القاموس اللغوي، فيقول :
لَمْ يَعْرِفِ النَّاسُ عَنْهُمْ عِنْدَمَا عُرِفُوا
فَخَبَّأُوا السِّرَّ فِي الأَرْوَاحِ وَانْصَرَفُوا
وَمِثْلَمَا تُكْمِلُ الأَقْمَارُ رِحْلَتَهَا
نَحْوَ البِدَايَةِ مَا بَانُوا وَمَا ازْدَلَفُوا
العَائِدُونَ مِنَ الغَيْبِ البَعِيدِ مَدًى
الذَّاهِبُونِ إِلَى الغَايَاتِ مَا انْحَرَفُوا
مَرُّوا عَلَى اللَّوْنِ شَفَّافِينَ تَحْمِلُهُمْ
دُمُوعُهُمْ إِنَّمَا أَوْجَانُهُمْ ضِفَفُ
أما في نصه "حديث جانبي" فقد استطاع الشاعر أن يدير ببراعة حواراً داخلياً مجازياً مع الروح الشاعرة وتطلعاتها وارتباطها باللغة وبحثها عن الجمال، فيقول:
قَرِيبٌ أَنْتَ مِنْ تَحْقِيقِ ذَاتِكْ
تُسَاوِمُكَ الطَّرِيقُ عَلَى جِهَاتِكْ
تَسِيرُ إِلَى الأَمَامِ بِكِبْرِيَاءٍ
وَيَحْلُمُ كُلُّ شَكٍّ بِالتِفَاتِكْ
تَهُزُّكَ نَسْمَةٌ خَجْلَى وَلَمَّا
يُشَاهَدْ أَيُّ شَيءٍ فِي ثَبَاتِكِ
مَجَازِيًّا تَطِيرُ لِأَلْفِ مَعْنًى
تُدَافِعُ بِالقَصَائِدِ عَنْ لُغَاتِكْ
ثم كرّم عبدالله العويس بحضور الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الشارقة بیت الشعر
إقرأ أيضاً:
«سكن»: 38 مليون ريال ضمن حملة جود المناطق
البلاد ــ الرياض
وقّعت مؤسسة الإسكان التنموي الأهلية “سكن” ست اتفاقيات، ضمن حملة جود المناطق مع عدد من الجمعيات الإسكانية، بهدف توفير وحدات سكنية للأسر المستحقة في مناطق المملكة كافة.
ومثّل “سكن” في توقيع جميع الاتفاقيات أمينها العام، المشرف العام على الحملة عبدالعزيز الكريديس.
وتضمنت الاتفاقيات، التوقيع مع إبراهيم بن محمد بن سعيدان بقيمة 20 مليون ريال لدعم الإسكان التنموي، وقعها أحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعيدان، والتوقيع مع صندوق دعم الجمعيات بهدف تعزيز التعاون والتكامل بين الطرفين لدعم الجمعيات الأهلية التي تخدم قضايا الإسكان التنموي، والتوقيع مع أوقاف عبدالله بن تركي الضحيان بهدف توفير وحدات سكنية بقيمة 6 ملايين ريال ضمن حملة “جود المناطق، ووقعها من جانب الأوقاف، مدير المشاريع عبدالله المهنا، والتوقيع مع جمعية منازل الأهلية لتوفير 50 وحدة سكنية بقيمة 6 ملايين ريال، ومثل الجمعية رئيس مجلس الإدارة المهندس عبدالله بن جبران العواشز، والتوقيع مع “جمعية البر بأبها” بهدف توفير 40 وحدة سكنية بقيمة 4 ملايين ريال، مثلها من جانب الجمعية مديرها التنفيذي صالح بن يحيى السرحاني، والتوقيع مع “جمعية تمكين” بالمنطقة الشرقية لتوفير 20 وحدة سكنية بقيمة مليوني ريال، ومثل الجمعية مديرها العام مشعل فهد الجويرة.
وجرت مراسم التوقيع بحضور عدد من القيادات التنفيذية للجهات الداعمة من القطاع غير الربحي في مقر الحملة بمدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية بمدينة الرياض.
وقدم الأمين العام لمؤسسة سكن، عبدالعزيز بن صالح الكريديس، شكره وتقديره لشركاء العطاء من القطاع غير الربحي، وكبار المانحين الذين أسهموا بجهودهم لتحقيق مستهدفات حملة جود المناطق، مؤكدًا أن هذه الاتفاقيات تعكس أهمية الشراكة بين القطاعات غير الربحية لتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة، والإسهام في توسيع نطاق الاستفادة من الحلول السكنية للأسر المستحقة.