وهب رومية.. رحيل ناقد أثرى الأدب العربي
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
رحل عن عالمنا أمس الدكتور وهب رومية، عضو لجنة تحكيم برنامج «أمير الشعراء» في موسمه الحادي عشر، عن عمر ناهز 81 عاماً، بعد رحلة طويلة من الإبداع والعطاء في خدمة الأدب العربي، حيث كان الراحل قامة أدبية وفكرية بارزة وأحد أعلام النقد الأدبي، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات النقدية والإسهامات الأدبية القيّمة.
أمير الشعراء
في برنامج «أمير الشعراء»، الذي انضم إليه في أكتوبر 2024، ترك الدكتور وهب رومية بصمة خاصة، حيث قدم رؤى نقدية عميقة شكلت مزيجاً من الحكمة والمعرفة، مما ساهم في توجيه الشعراء وإثراء ملكاتهم ونصوصهم الشعرية، فلم يكن مجرد ناقد، بل كان نموذجاً للعالم الملتزم بقضايا الأدب والثقافة، مؤمناً بدور الشعر في التعبير عن القيم الإنسانية السامية.
رحلة مضيئة
وُلد الراحل الكبير في اللاذقية عام 1944، وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1967، ثم نال درجة الماجستير في الدراسات الأدبية من جامعة القاهرة عام 1974، وتبعها بدكتوراه الدولة في الآداب من الجامعة ذاتها عام 1977 بمرتبة الشرف الأولى. كما شغل مناصب أكاديمية عدة، منها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق، وعضوية مجمع اللغة العربية بدمشق. كما عمل أستاذاً في جامعات عدة، منها جامعة قسنطينة في الجزائر، وجامعة صنعاء في اليمن، ومعهد اللغات الأول في بكين.
أخبار ذات صلة "أمير الشعراء" يختتم المرحلة الثانية من موسمه الـ 11 الإماراتي عبدالرحمن الحميري إلى المرحلة الثالثة من «أمير الشعراء»إصدارات مهمة
تميّزت مؤلفاته بالعمق والجدية، ومن أبرزها: «قصيدة المدح حتى نهاية العصر الأموي» (1981)، و«الرحلة في القصيدة الجاهلية» (1982)، و«بنية القصيدة العربية» (1994)، و«شعرنا القديم والنقد الجديد» (1996)، و«الشعر والناقد: من التشكيل إلى الرؤيا» (2006)، كما حاز العديد من الجوائز المهمة خلال رحلته الأكاديمية والنقدية.
برحيل الدكتور وهب رومية، تفقد الساحة الثقافية العربية علماً من أعلام النقد الأدبي، تاركاً إرثاً علمياً سيظل مرجعاً للباحثين والمهتمين باللغة العربية وآدابها.
سلطان العميمي: رحيله خسارة كبيرة للساحة الأدبية، إذ أنه ترك بصمة كبيرة وفارقة في النقد العربي
في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، قال الدكتور سلطان العميمي، المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة في هيئة أبوظبي للتراث: أتقدم بخالص العزاء والمواساة في رحيل الناقد الكبير د. وهب الرومية الذي يعد رحيله خسارة كبيرة للساحة الأدبية، إذ أنه ترك بصمة كبيرة وفارقة في النقد العربي، من خلال مؤلفاته التي أثرت الساحة النقدية، حيث كان الفقيد الراحل صاحب مدرسة نقدية يشار إليها بالبنان.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأدب العربي أمير الشعراء أمیر الشعراء
إقرأ أيضاً:
معرض الكتاب يناقش تاريخ الأدب البولندي وحركة الترجمة إلى العربية
شهدت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56، ضمن محور “الترجمة إلى العربية”، إقامة ندوة لمناقشة كتاب بعنوان "موجز تاريخ الأدب البولندي"، للمؤلف يان تومكوفسي، ترجمة الدكتورة أجنيتكا بيوتر فسكا من سفارة بولندا، والدكتورة هالة صفوت كمال، وبحضور ميهاو هابروص، القائم بأعمال السفير البولندي بالقاهرة، والتي كان مقررًا إقامتها في قاعة العرض.
في البداية، عبّر ميهاو هابروص، القائم بأعمال السفير البولندي بالقاهرة، عن سعادته بصدور هذا الكتاب المهم، الذي يعرف بتاريخ الأدب البولندي، معبرا عن أمله في زيادة التعاون مع المركز القومي للترجمة في ترجمات أخرى.
من جانبها، قالت أجنيتكا بيوتر فسكا، إنها بوصفها مترجمة بولندية، انتقلت إلى مصر لتتفرغ بالكامل للترجمة، وأنجزت ترجمة عدة كتب من بلاد مختلفة، وكانت أول ترجمة لها من البولندية إلى العربية في عام 2016.
وأشارت إلى أنه في عام 2020، تم إطلاق مشروع نشر "مصر تتحدث عن نفسها" من العربية إلى البولندية وبعض الكتب التي تتناول تاريخ مصر والكتابات الوثائقية، وفي هذا الإطار تم تقديم الكتب بمقدمات كتبها باحثون أو كتّاب محليون، ونشرنا مذكرات هدى شعراوي التي لاقت رواجًا كبيرًا في بولندا.
وقالت إن حركة ترجمة الأدب البولندي إلى اللغة العربية، تعود إلى القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الوقت تم ترجمة أكثر من 70 عملًا.
وأضافت أن المترجم هناء عبد الفتاح متولي يعتبر رائد حركة ترجمة الأدب البولندي إلى العربية، وشارك في الترويج للأدب البولندي، من خلال ترجمة عدد من المسرحيات والروايات من الأدب البولندي.
وأشارت إلى أن دار الحصاد في سوريا، تعتبر من أبرز دور النشر العربية التي ساهمت في ترجمة ونشر الأدب البولندي في العالم العربي حديثا.
وأوضحت أن نجاح التبادل الثقافي في مجال الترجمة للأدب يعتمد على العلاقات الطبيعية، من خلال اختيار الكتب بناءً على اهتمامات المترجم واحتياجات السوق وأيضا الدعم المؤسسي.
ولفتت إلى أنه منذ عام 2018 تم نشر 22 ترجمة جديدة من اللغة البولندية إلى اللغة العربية، مشيرة إلى أن معهد الكتاب لديه برامج لدعم الناشرين والمترجمين الأجانب.
وعبرت عن أمنياتها أن يكون هناك حالة من الرواج للأدب البولندي في العالم العربي.
من جانبها، قالت الدكتورة هالة كمال، أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، إنها بدأت الترجمة منذ صغرها حيث كانت تكتب وتقرأ اللغة البولندية منذ صغرها بسبب والدتها، حيث تعتبر اللغة البولندية لغة ثالثة بالنسبة لي.
وأضافت أن “هذا العمل الذي نتناوله يعد عملا موسوعيا، حتى أن قراءته لا تكون سهلة، خاصة أنه كتاب يتحدث عن تاريخ الأدب البولندي، فالترجمة ليست فقط نقل من لغة إلى لغة، ولكنها نقل من ثقافة إلى ثقافة”.
وأشارت إلى أنها حرصت على أن يكون الكتاب بمثابة سردية، وليس فقط مجرد ترجمة، فالكتاب يتضمن أحداثا سياسية بالإضافة إلى خصائص الثقافة البولندية وهذا أمر هام.
وأوضحت أن اللغة البولندية لغة متطورة، وهذا يظهر في التدرج في فصول الكتاب لترصد الحقبة منذ العصور الوسطى وحتى القرن العشرين.