أفغانستان: تعليق المساعدات الأمريكية أغلق 50 منظمة إنسانية
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
أفاد نائب وزير الاقتصاد في حركة طالبان، عبد اللطيف نظري، بأن تعليق المساعدات الأمريكية أدى إلى إغلاق 50 منظمة إنسانية دولية منتشرة في 28 إقليماً بأفغانستان.
وأفادت وكالة أنباء "خاما برس" الأفغانية، اليوم الأربعاء، بأن نظري حث المجتمع الدولي على فصل المساعدات الإنسانية عن الأمور السياسية، مؤكداً أن "شعب أفغانستان لا يجب أن يعاني بسبب القرارات السياسية".
US aid suspension shuts down 50 aid groups in Afghanistan.https://t.co/PBZ8ESgMYu
— Khaama Press (KP) (@khaama) January 29, 2025ويشار إلى أنه بعد أن عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قام بتعليق جميع المساعدات الأجنبية، بما يشمل الدعم المالي لأفغانستان، لمدة 3 أشهر.
وأدى القرار إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الأفغاني الهش بالفعل، الأمر الذي أدى إلى تراجع حاد في قيمة العملة الأفغانية.
ورغم تصريحات مسؤولي طالبان السابقة التي كانت تفيد بأن حكومتهم لا تعتمد على المساعدات الأجنبية، كشف التوقف المفاجئ للمساعدات الأمريكية عن نقاط الضعف المالية.
وكان نظري قد رفض من قبل تهديدات ترامب، حيث أشار حينذاك إلى أن حكم طالبان مستقل تماماً وغير متأثر بالضغوط الخارجية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب أفغانستان طالبان طالبان أفغانستان ترامب
إقرأ أيضاً:
جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان
كابل- تغيرت ملامح العاصمة الأفغانية كابل بشكل تدريجي منذ سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب2021، وبات لافتا للأنظار تغير لون الجدران وخاصة المحيطة بالسفارة الأميركية، إذ تحولت هذه المساحات من لوحات فنية ورسائل شعبية إلى منابر دعوية وتوجيهية، تستخدمها وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بلغة واضحة تخاطب فيها المجتمع وتحديدا النساء.
وبين مؤيد ومعارض لكتابة الشعارات، تبقى الجدران في العاصمة كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت، تعكس حجم التوتر القائم بين الواقع الاجتماعي الحالي والرغبة في كسر القيود والتعبير عن الذات.
تقول زينب (اسم مستعار) وهي طالبة جامعية حرمت من إكمال دراستها للجزيرة نت "عندما أخرج من المنزل، فأرى عبارات تشعرني أن وجودي نفسه أصبح محل تساؤل وجدل، لا أحد يقول لي مباشرة: ارجعي إلى منزلك، لكن الجدار يفعل ذلك بصمت، وأشعر أنه يخاطبني دون أن أرد عليه".
ويرى مراقبون أن استخدام الجدران ليس مجرد وسيلة دعائية فقط، بل هو جزء من إستراتيجية التواصل، تهدف إلى ترسيخ رؤى الحركة في المجتمع، وهو بديل إعلامي للحكومة لتعزيز خطابها، لكنها تبقى مرآة للتغير الذي طرأ على المجتمع الأفغاني في ظل حكم طالبان، إذ تُعبّر عن خطاب أحادي الجانب، موجه لجمهور واسع، دون أن تتيح لهذا الجمهور فرصة الرد أو النقاش.
إعلانلكن الأستاذة السابقة في جامعة كابل آمنة جلالي لها رأي آخر، وتقول للجزيرة نت إن "معظم الشعارات التي ظهرت على الجدران في العاصمة كابل أو الطرق العامة، لا تتعارض مع طبيعة الشعب الأفغاني وخاصة المرأة، ومعظمها حول القيم والمبادئ التي هي جزء لا يتجزأ من ثقافة الشعب، وأنا أراها وسيلة ناجحة لترسيخ هذه المبادئ في وجدان الجيل الشاب لأنه ولد وعاش في حقبة الاحتلال".
في شوارع العاصمة، تنتشر شعارات تدعو إلى "الاحتشام"، وتُشجع المرأة على البقاء في منزلها، وتؤكد "دور المرأة المسلمة وفق الشريعة"، وباتت هذه العبارات -التي تُكتب بخط واضح وبألوان غامقة- جزءا من المشهد اليومي في العاصمة كابل.
وتمثل هذه الجدران نوعا من الدعاية الناعمة التي تستهدف تشكيل وعي عام جديد، وتعكس رغبة الحركة في إعادة تشكيل دور المرأة في الحياة العامة، بعيدا عن النموذج الذي ساد خلال العقدين الماضيين في أفغانستان.
تقول هادية حكيمي (17 عاما) للجزيرة نت إنها لا تغادر منزلها أبدا دون ارتداء الحجاب، وتعلق أن مثل هذه الرسائل تبدو كأنها "مصدر ضغط وإذلال وليس تعليما دينيا، فالحجاب القسري ليس حجابا في الواقع، لا ينبغي فرض نمط خاص على المرأة، ومن حقنا كنساء أن نختار الحجاب الذي نريده، ونحن ملتزمات بعاداتنا وتقاليدنا التي لا تعارض تعاليم الإسلام"، حسب قولها.
أما جميلة (اسم مستعار)، وهي طالبة في كلية الطب بجامعة كابل حرمت من مواصلة دراستها، فتوضح للجزيرة نت أنها كلما خرجت من منزلها تقرأ الشعارات المكتوبة على الجدران "وأشعر كأنها تراقبني"، وتضيف "هي لا تجبرني على تغطية وجهي، لكنها تغلق أمامي أبواب الحلم والتعبير. أنا من عائلة ملتزمة ولا أذكر أنني خرجت من دون الحجاب حتى قبيل وصول طالبان إلى السلطة".
من جهتها تقول سلمى عزيزي (23 عاما)، وهي طالبة سابقة في جامعة خاصة، للجزيرة نت إن "نشر الوعي العام بشأن الحجاب ودور المرأة في المجتمع الأفغاني لا غبار عليه، وهذه الشعارات تعزز حقنا في المجتمع، والخلاف الموجود ليس مع تعاليم الإسلام وإنما حول الآلية التي اختارتها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويمكن الاستفادة من تجارب في دول إسلامية مثل دول خليجية وماليزيا وإندونيسيا في مجال التعليم والعمل".
إعلانوتؤكد الصحفية الأفغانية خديجة قانت للجزيرة نت أن "جدران كابل اليوم تحوّلت إلى دفتر رسائل، تتحدث فيه طالبان مع النساء، ولكن من طرف واحد، إنها رسائل لا تقبل الرد والنقاش، بل تفرض نفسها كحقائق مطلقة"، وأضافت "بينما تظل المرأة الأفغانية مُغيبة عن المشهد السياسي والإعلامي، فإن هذه الجدران بمثابة تذكير يومي بالصراع على الوعي والهوية والدور الاجتماعي للمرأة".
تأثير نفسييقول المتحدث باسم وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سيف الإسلام خيبر للجزيرة نت إن "الوزارة قامت بكتابة شعارات وتوجيهات على جدران العاصمة كابل والمدن الرئيسية، وهي تساعدنا في نشر الوعي الديني، وكل من يمر أمامها يلقي النظرة عليها، وهي تؤثر على أفكار الجيل الناشئ".
وأضاف "نسعى لأن نكتب على الجدران شعارات مفيدة ومهمة تلخص الأحكام الدينية، وفي الوقت نفسه نكافح العادات والتقاليد التي تعارض تعاليم الشريعة، وبعد تقييمنا فقد رأينا أنها أثرت إيجابيا على الناس وخاصة الشباب والنساء".
تؤكد أستاذة علم النفس السابقة في جامعة كابل نرجس علم للجزيرة نت أن "هذه الرسائل المكتوبة على جدران المدينة تؤثر على الوعي الجماعي، وعندما تتكرر عبارات وشعارات تحدد للمرأة مكانها وسلوكها في كل شارع وزاوية فإن ذلك يتحول من رسالة إلى قانون اجتماعي غير مكتوب، ويخلق حالة من الرقابة الذاتية والخوف".
وتحذر علم من أن استمرار هذا الخطاب وبهذا النمط من جهة واحدة "يعزز الشعور بالعجز الجماعي، ويعيد إنتاج الصورة النمطية لدور المرأة".
يذكر أنه بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021، ألغيت وزارة شؤون المرأة وحلت مكانها وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى مدى السنوات الأربع الماضية، قامت الوزارة بتغيير مظهر المدينة، حتى أصبحت جدرانها الآن أدوات دعائية لتنفيذ سياسات طالبان.
إعلانوبعد محو الجداريات التي رسمت أثناء وجود القوات الأميركية، طُليت جدران مراكز التعليم والجمعيات النسائية والمدارس برسائل حركة طالبان، ووجدت جدران كابل التي كانت تضم في السابق شعارات مختلفة عن العدالة والحريات المدنية، لغة جديدة ذات أسلوب توجيهي بالغالب، تحدد في محتواها حدود حياة المرأة.