احتفاء بفوز مكتبة الإسكندرية بجائزة الشيخ زايد عن دعم الصناعات الإبداعية العربية
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
على هامش فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، نظم مركز "أبو ظبي للغة العربية" ندوة ثقافية بعنوان "جائزة الشيخ زايد للكتاب ودعم الصناعات الإبداعية العربية" شارك فيها ممثلون عن مؤسسات فازت بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وهم: الدكتورة الشيماء الدمرداش، المدير التنفيذي لمشروع "إعادة إحياء كتب التراث" بمكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد سعيد؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بيت الحكمة للثقافة، والدكتورة فاطمة البودي؛ مؤسس دار العين للنشر، وأدار الندوة الإعلامي محمود شرف.
استهلت الدكتورة الشيماء الدمرداش حديثها مؤكدةً على أن مكتبة الإسكندرية حازت على جائزة الشيخ زايد عام ٢٠٢٢، تقديرًا لدورها البارز كصرح ثقافي متكامل ومركز لإشعاع الفكر والثقافة والعلوم.
وأضافت أن هذه الجائزة المرموقة تأتي لتؤكد مكانة المكتبة ورسالتها السامية في تعزيز التعددية والحوار والتآلف الإنساني، وكصرح ثقافي عالمي يسهم في إثراء المشهد المعرفي والثقافي على المستويين الإقليمي والعالمي.
ثم انتقلت الدمرداش بحديثها عن الجوائز ودورها المحوري في تحفيز الإبداع وتطوير المشهد الثقافي والفكري على المستويين الإقليمي والعالمي؛ فنوهت إلى أنه منذ القدم، كان التكريم والتقدير حافزًا أساسيًّا لدفع عجلة التقدم والإبداع في المجتمعات الإنسانية. وقد تجلى هذا المفهوم في القرآن الكريم من خلال فكرة "الفوز العظيم" والدرجات التي تمثل مراتب الجوائز، حيث يعد الفردوس الأعلى بمثابة "الجائزة الكبرى".
كما أشارت إلى أن فلسفة الجوائز تستند إلى مبدأ أساسي يتمثل في "إعمار الأرض وعمارها"، وهو المبدأ الذي يمثل جوهر الاستخلاف الإنساني في الأرض. فكل عمل يسهم في عمارة الأرض وتطويرها يستحق التقدير والتكريم، سواء كان هذا العمل في مجال العلوم، أم الفنون، أم الآداب، أو أي مجال آخر يخدم البشرية.
وعن أهمية جائزة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قالت الشيماء الدمرداش: إنها تبرز كنموذج مشرق للجوائز التي تسهم في دعم الإبداع وتطوير المشهد الثقافي؛ فهي تضع معايير عالية للأعمال المرشحة، حيث تشترط تحقيق درجة عالية من الأصالة والابتكار، وأن تمثل إضافة حقيقية للثقافة والمعرفة الإنسانية. هذه المعايير تدفع المبدعين والمفكرين إلى تقديم أفضل ما لديهم وتجاوز المألوف في سعيهم نحو التميز.
وأوضحت المدير التنفيذي لمشروع "إعادة إحياء كتب التراث" بمكتبة الإسكندرية أن تأثير الجوائز يتجاوز المكافآت المادية ليشمل جوانب معنوية وثقافية عديدة؛ فهي تسهم في: تشجيع روح المنافسة الإيجابية بين المبدعين والمفكرين، وتسليط الضوء على الإنجازات المتميزة وإبرازها للعالم، وخلق منصات للحوار الثقافي والفكري، وتعزيز التبادل المعرفي بين الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى تحفيز الأجيال الجديدة على الإبداع والابتكار.
وأكدت الدكتورة الشيماء الدمرداش علي أنه المستوى الإقليمي، تلعب الجوائز دورًا مهمًّا في تعزيز الهُوية الثقافية وتطوير المشهد الإبداعي المحلي؛ فهي تسهم في اكتشاف المواهب وتشجيعها، كما تساعد في بناء جسور التواصل بين المبدعين في المنطقة وأقرانهم في العالم. أما على المستوى العالمي، فتسهم الجوائز في تعزيز التفاهم بين الثقافات وخلق حوار حضاري بناء؛ فالجوائز المرموقة مثل جائزة الشيخ زايد تجذب اهتمامًا عالميًّا، وتسلط الضوء على الإنجازات الثقافية والفكرية في المنطقة العربية؛ مما يسهم في تعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب.
واختتمت الدمرداش كلمتها بالتأكيد على أن استمرار وتطور منظومة الجوائز يعد ضرورة حيوية لدعم الإبداع وتحفيز التميز في مختلف المجالات؛ فمن خلال التقدير والتكريم، تستمر عجلة التقدم الحضاري في الدوران، محققة الغاية السامية المتمثلة في إعمار الأرض وتطويرها لصالح البشرية جمعاء.
فيما أعرب الدكتور أحمد سعيد عن سعادته واعتزازه بفوز بيت الحكمة بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر، وهو إنجاز يعكس الجهود التي بُذلت لتعزيز جسور التواصل الثقافي بين العالم العربي وبقية دول العالم، من خلال مشاريع مبتكرة تهدف إلى تطوير المحتوى الإبداعي ودعم الكتاب والمبدعين.
وتحدث الدكتور أحمد سعيد عن أهمية الجائزة كمنصة رائدة تحتفي بالإبداع العربي وتدعم الصناعات الثقافية والنشر، مما يسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً لهذا القطاع الحيوي. كما أكد على دور الابتكار والتكنولوجيا في تطوير مجال النشر وتوسيع نطاق التأثير الثقافي والاقتصادي.
واختتم سعيد كلمته مؤكدا علي ضرورة الالتزام بمواصلة العمل على تعزيز مكانة الكتاب العربي والنشر كجزء أساسي من الصناعات الإبداعية العالمية، داعياً الجميع إلى دعم المبادرات الثقافية التي تسهم في تعزيز الهوية الثقافية والحوار الحضاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية فعاليات الدورة السادسة الرئيس التنفيذي لمجموعة مشروع إعادة إحياء معرض القاهرة الدولي للكتاب القاهرة الدولي للكتاب جائزة الشیخ زاید فی تعزیز تسهم فی یسهم فی
إقرأ أيضاً:
مكتبة الإسكندرية تشارك في فعاليات مبادرة «قرية كريمة للطفل» بمحافظة البحيرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شاركت مكتبة الإسكندرية من خلال قطاع البحث الأكاديمي في فعاليات الأنشطة الثقافية والتنموية المتنوعة التي نظمتها مؤسسة حياة كريمة ضمن مبادرة «قرية كريمة للطفل» والتي تُنفذ لأول مرة بمحافظة البحيرة بقرية المهدية بمركز أبو المطامير، تحت رعاية محافظ البحيرة الدكتورة جاكلين عازر، في إطار جهود الدولة المصرية للنهوض بالخدمات المقدمة للأطفال وتوفير بيئة آمنة وصحية لهم.
تمثلت مشاركة المكتبة بورشة عمل لتعليم الخط العربي استهدفت طلبة مدرسة المهدية الابتدائية المشتركة ومركز شباب نجع أبو ركبة بأبو المطامير، قدمها الدكتور محمد حسن؛ باحث أول مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، بالإضافة إلى إهداء مجموعة من إصدارات المكتبة للطلبة المشاركين، وذلك بحضور الدكتورة مروة الوكيل؛ رئيس قطاع البحث الأكاديمي بمكتبة الإسكندرية، ويوستينا ثروت؛ عضو مجلس أمناء «مؤسسة حياة كريمة»، والدكتورة سماح أبو بكر عزت؛ سفيرة مبادرة «حياة كريمة» للأطفال، والأستاذة ريهام صلاح؛ باحثة بمركز الدراسات الاستراتيجية بقطاع البحث الأكاديمي، إلى جانب القيادات الثقافية بمحافظة البحيرة.
وتضمنت فعاليات مبادرة «قرية كريمة للطفل»، أنشطة ثقافية متنوعة وورش عمل إبداعية وندوات توعوية حول قضايا الطفل والأسرة، بالإضافة إلى ورش حكي وتثقيف تفاعلية، قام بتنظيمها ديوان عام محافظة البحيرة ومؤسسة حياة كريمة بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ومكتبة مصر العامة بدمنهور، ومركز ثقافة أبو المطامير، وذلك ضمن إطار استراتيجية متكاملة لنشر الثقافة وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأطفال، مع إكسابهم مهارات تفاعلية تسهم في تنمية قدراتهم الفكرية والإبداعية.
تأتي هذه المشاركة في إطار حرص مكتبة الإسكندرية على تقديم خدماتها وأنشطتها المتنوعة لجميع فئات المجتمع بمختلف محافظات الجمهورية، وأيضًا التعاون بما تمتلك من إمكانيات وخبرات مع كافة مؤسسات الدولة من أجل تنمية المجتمع وتعزيز أثرها المجتمعي.