ليس منطقيا أن يأتي أي حدث آخر يلغي الاحتفال الوطني بعيد الشرطة أو يشترك معه، سيما إذا كان هذا الحدث الآخر ليس وطنيا خالصا، أو هو مصنوع صناعة غربية ضمن مخطط إدخال منطقة الشرق الأوسط فى دوامة ما أسموه زورا: «ثورات الربيع العربي» التى ما جنينا من ورائها إلا الدمار والخراب الذى يحيط بنا من كل جانب، وكاد يلحق بنا مثله، لولا لطف الله بنا حين قامت الثورة الشعبية الوطنية فى 30 يونيو 2013 م لتصحيح مسار فوضى 25 يناير 2011 م وما نتج عنها من اختطاف جماعة إرهابية زمام الأمور فى البلاد، ومن لطف الله بنا أيضا أن حمى الجيش مصر من الفوضى، ثم ساند إرادة الشعب فى ثورة تصحيح المسار.
ومع احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة الثالث والسبعين، الذى يعيد للأذهان ملحمة الإسماعيلية سنة 1952م، فلا ننسى دور أبطال «الشرطة» ـ البوليس المصرى آنذاك ـ في التصدي للعدو المحتل، لكن فى الوقت نفسه نتذكر أن العدو يكون أكثر خطرا حين يعيش بيننا، ويخطط لإسقاط الوطن، إلا أن جهود رجال الجيش والشرطة والأمن الوطني نجحت فى التصدي لهم، وتوجيه الضربات الاستباقية التى فككت البؤر الإرهابية، وقضت على العناصر المتطرفة وأسقطت الخلايا العنقودية، حيث بدأت الجماعة الإرهابية فى أعمال التخريب والتفجير والقتل، بعد الإطاحة بها وبقياداتها.
وتحتفل مصر كل عام بعيد الشرطة يوم 25 يناير، تخليدا لذكري معركة الإسماعيلية، التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحا من رجال البوليس المصرى علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير سنة 1952م، بعد أن رفض رجال البوليس تسليم سلاحهم وإخلاء مبني محافظة الإسماعيلية للاحتلال الإنجليزي، وكان القائد البريطاني بمنطقة القناة ويدعى: «إكسهام» قد استدعى ضابط الاتصال المصري في صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952م، وسلمه إنذارا بتسليم قوات البوليس المصرى بالإسماعيلية أسلحتهم للقوات البريطانية، والجلاء عن مبنى المحافظة.
رفضت المحافظة الإنذار البريطاني وأبلغته إلى وزير الداخلية آنذاك: «فؤاد سراح الدين باشا» الذي أقر موقفها، وطلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، وكان عددهم لا يزيد على ثمانمائة في ثكنات قسم البوليس، وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق، فى حين كان يحاصر مبنى قسم البوليس ومبنى المحافظة في الإسماعيلية، سبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، واستخدم البريطانيون كل ما معهم من أسلحة في قصف مبنى القسم ومبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة، حتى سقط منهم 50 شهيدا و80 جريحا في معركة تستحق أن يطلق عليها: «معركة الصمود».
وإن كان الحق ما شهدت به الأعداء، فإن الجنرال الإنجليزي «إكسهام» طالب جنوده بإعطاء التحية العسكرية لجثامين شهداء البوليس المصرى لدى خروجها من المبنى بسبب شجاعتهم ووطنيتهم.
وقد تم إقرار هذا اليوم إجازة رسمية للحكومة والقطاع العام لأول مرة في فبراير 2009م، بقرار من الرئيس الراحل محمد حسني مبارك - يرحمه الله - تقديرا لجهود رجال الشرطة المصرية في حفظ الأمن والأمان واستقرار الوطن واعترافا بتضحياتهم في سبيل ذلك، ومنذ هذا التاريخ تحتفل وزارة الداخلية ومصر كلها، في الخامس والعشرين من يناير كل عام بعيد الشرطة.
وأخيرا: فى عيد الشرطة نقدم التحية، وخالص التهنئة لرجالها الأبطال وعلي رأسهم وزير الداخلية، لما يبذلونه من جهد لحماية المواطن والحفاظ علي أمن الجبهة الداخلية للوطن، فهم يبذلون أرواحهم الذكية فداء له كى يعيش فى أمن وأمان، ونتقدم بخالص التحية والاعتزاز لشهداء الواجب من رجال الجيش والشرطة البواسل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مقالات الاخوان عيد الشرطة مبارك إبراهيم نصر امريكا بعید الشرطة
إقرأ أيضاً:
المتحف اليوناني يحتفل بعيد الشرطة مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالإسكندرية
استقبل فريق عمل المتحف اليوناني الروماني جولة من مجموعة من فناني ومثقفي الإسكندرية للتعرف على تاريخ المتحف ومقتنياته التى تتميز بالثراء والتنوع التاريخي للعصرين اليوناني والروماني فى مصر منذ ما قبل الإسكندر الأكبر وحتى العصر البطلمي والروماني وهو ما يعرضه سيناريو المتحف الحديث من طريقة عرض وتطوير وترميم حديثة.
من جانب اخر على هامش الإحتفال السنوي بعيد الشرطة الثالث والسبعون، وفي إطار تضحيات الشرطة في سبيل الوطن خلال 25 يناير 1952 وما ترتب عليها من إستشهاد 50 شهيدًا من شهداء الشرطة المصرية ممن دفعوا حياتهم ثمنًا للدفاع عن الوطن. وبناءًا عليه أصبح هذا اليوم عيدًا للشرطة المصرية يحتفل به كل عام.
ونظمت شرطة السياحة والآثار بقيادة اللواء إيهاب سليم، ومجموعة من القيادات وضباط شرطة السياحة إحتفالية لإستقبال زوار المتحف اليوناني الروماني بمرافقة كورال غنوة للأطفال لنشد بعض من الأغاني الوطنية في أجواء من الفرح والمشاركة والتعاون بين الشرطة والأفراد مما أضاف يوم من البهجة والسرور للزائرين المصرين والأجانب من مختلف الجنسيات
كما نظمت الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمتحف اليوناني الروماني ندوة تناولت الخدمات التي تقدمها الشرطة لذوي الاحتياجات الخاصة، ألقاها اللواء الدكتور أسامة علي عصمت، الذي سلط الضوء على الخدمات المجانية التي تقدمها الشرطة المصرية لأبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما قامت رباب أبو العزم، مسئولة لجنة ذوي الإعاقة بالمجلس القومي للمرأة، بإدارة الندوة. تحت إشراف الدكتورة هبه عبد العزيز المشرف على الإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بقطاع المتاحف.