الامارات تستثمر في الصناعات الصهيونية
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
قالت شركة Thirdeye Systems للتوريد العسكري إنها باعت حصة بنسبة 30% إلى مجموعة الدفاع الإماراتية المملوكة للدولة EDGE مقابل 10 ملايين دولار في استثمار علني نادر من شركة إماراتية في كيان الاحتلال منذ بدء الحرب في غزة قبل 15 شهرا.
وأعلنت الشركة الصهيونية أن شركة EDGE ستستثمر مبلغا إضافيا قدره 12 مليون دولار في مشروع مشترك جديد تكون فيه EDGE هي المالكة للأغلبية.
وسيحتفظ طرف ثالث لم يتم الكشف عن هويته بحصة تبلغ 6% بينما تمتلك Thirdeye Systems النسبة المتبقية البالغة 43% في المشروع المشترك.
وتجنبت العديد من الشركات الإماراتية التعامل علنا مع الشركات الصهيونية خلال الأشهر الـ15 الماضية بسبب الحرب وكون كيان العدو غير محبوب في العالم العربي.
ورغم أن الإمارات انتقدت العمليات العسكرية الصهيونية في غزة إلا أنها حافظت على علاقاتها مع تل أبيب.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
غزة وماذا بعد؟
كشفت الهدنة في غزة بين حماس والكيان الصهيوني عن شناعة الجرم المرتكب في حق البشر والشجر والدواب والحجر من هذا الكيان الذي أزهق النفوس البريئة وهدم البيوت وحوّل أحياء غزة إلى ركام، حتى بلغ عدد المنازل المدمرة والمتضررة 436 ألف منزل بنسبة 92 في المئة من إجمالي مساكن غزة، فيما نزح 90 في المئة من المواطنين عن بيوتهم، وتضرر أكثر من 103 كم من الأراضي الزراعية، و1190 كم من شبكة الطرق، و496 مدرسة، فضلا عن الكمية الهائلة من الأنقاض التي بلغت نحو 37 مليون طن.
وقد جاءت هذه الهدنة أيضا كاشفة عارية للمنافقين الذين يقفون في خندق العدو الصهيوني، وتبارت سمومهم الخبيثة للنيل من المقاومة بحجة هذا التدمير الذي حدث في غزة.
وقضايا الأمة المصيرية لا يؤخذ رأي فيها من منافق، بل من أهل الحق والعدل، فطوفان الأقصى لم يكن إلا صرخة مدوية لهذا الكيان الغاصب الذي كان قد أوشك على هدم المسجد الأقصى وتحويل صفقة القرن لواقع، فأوقف كل هذا وأثبت هشاشة الجيش الذي خدع العرب والعالم بأنه لا يقهر. الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولتهوهذه الصرخة هي بداية طريق التحرير ليس لفلسطين فحسب بل لأمة الإسلام جميعها، وقد بدت بوادرها في الفتح السوري بعد ظلم وطغيان دام أكثر من نصف قرن.
للأسف الشديد نحن أمة نست تاريخها فأنسانا الله أنفسنا، ولو تحرر كل إنسان من أفكاره السلبية التي بناها بغير علم ورجع للتاريخ لوجد أن هناك نماذج تشبه ما نحن فيه، فصلاح الدين الأيوبي الذي حرر أمة الإسلام بعد ضعف وهوان كان نجاحه في مفاوضاته مع أعدائه يفوق المعارك التي خاضها، كما مُني المسلمون قبل قدومه بمذابح تفوق الكثير والكثير عما حدث بغزة، ولا يوجد تغيير إلا بثمن باهظ. وهذا من السنن الكونية، والحياة مهما طالت مدتها لا قيمة لها إذا لم تكن في رضا الرحمن، وكم من أناس ماتوا بالأمراض، والشهادة لا ينالها إلى أفاضل الناس: الشهداء.
لقد أعلن نتنياهو أهداف هذه الحرب الخبيثة في القضاء على حركة حماس؛ استعادة الرهائن، وعدم تشكيل غزة تهديدا لإسرائيل مجددا، وعدم عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وقد فشلت الحرب في تحقيق ذلك، حتى أن الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولته اللقيطة.
إن ألم أهل غزة وإن كان أشد، ولكن ألم الكيان الصهيوني هو الأشد في تاريخه قتلا وإصابة وشللا في الحياة العامة والاقتصادية، وأهل غزة يرجون من الله ما لا يرجو هذا الكيان، وقد أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن إسرائيل تكبدت ما يصل إلى 125 مليار شيكل (34.09 مليار دولار) منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنها سجلت عجزا في الميزانية قدره 19.2 مليار شيكل (5.2 مليار دولار) في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهذه التكاليف في حقيقتها هي التكاليف المباشرة للحرب. فقد أشارت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024. وهذا المبلغ يشمل التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء. وأضافت الصحيفة أن فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا.
الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة
كما أن الخسائر النوعية تكشف أن الخسائر اليومية في قطاع البناء الإسرائيلي بلغت 644 مليون دولار، وأغلقت 50 في المئة من مواقع البناء بسبب نقص الأيدي العاملة، وأغلقت 60 ألف شركة أنشطتها، وتدهور قطاع السياحة بانخفاض قدره 70 في المئة، ووصل عدد الإسرائيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى نسبة 25 في المئة.
إن الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة.
ومع ذلك يبقى الأمل في الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحية التي كسب فيها أهل غزة جولتهم في الدول الغربية برفع حركة الوعي لدى هذه الشعوب والدعوة بكل قوة وحماسة وحكمة لتعمير غزة، فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن تكلفة إعمار غزة تصل إلى 40 مليار دولار، كما أنه وفقا لتقديرات مؤسسة راند البحثية الأمريكية تصل تكلفة إعمار غزة إلى أكثر من 80 مليار دولار إضافة إلى 700 مليون دولار لرفع الأنقاض، وهذا مبلغ زهيد بالنسبة لمبلغ الـ600 مليار التي سوف تستثمره المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية.
إن واجب الوقت أن يتكاتف المسلمون وأحرار العالم لجمع التبرعات بصورة مؤسسية لإعادة أعمار غزة، مع تكاتف حكومات الدول العربية والإسلامية للمساهمة في هذا العمران، بعيدا عن السماسرة الذين لا هم لهم إلا الاستفادة من مصائب الثكلى. وهذا واجب إسلامي قبل أن يكون واجبا إنسانيا وأخلاقيا.
x.com/drdawaba