القدس المحتلة – بعد يومين ستوقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كافة خدماتها وأنشطتها في مدينة القدس المحتلة وإخلاء كافة المباني التابعة لها، وذلك امتثالا لقانونين صادق عليهما الكنيست الإسرائيلي أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويحظر القانون الأول نشاط الوكالة داخل "المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيلية" بما يشمل تشغيل المكاتب التمثيلية وتقديم الخدمات، في حين يحظر القانون الثاني أي اتصال مع هذه الوكالة الدولية.

وسيتأثر بشكل مباشر من الإغلاق أكثر من 100 ألف لاجئ مقدسي مُدرجون في سجلات الوكالة الأممية، ويتلقى هؤلاء خدمات أساسية إغاثية إما تعليمية وإما صحية وإما اجتماعية وإما تلك المتعلقة بالصحة النفسية إما القروض الشخصية.

وللتعرف على هذه الخدمات والوجود التاريخي لوكالة الأونروا في القدس، والخطر الذي يشكله إنهاء عملها في المدينة المحتلة، حاورت الجزيرة نت سامي مشعشع الخبير في شؤون المنظمات الدولية والإعلام، والناطق الرسمي السابق باسم الوكالة، وتاليا نص الحوار:

مشعشع: السطر الأخير في تاريخ الأونروا لم يكتب بعد وما زال هناك متسع للتحرك (الجزيرة)  ما أهمية وجود وبقاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)؟ إعلان

هناك ارتباط عضوي وتاريخي بين الأونروا واللاجئ الفلسطيني، فبالإضافة لدورها المحوري الإغاثي والخدماتي، نجحت الوكالة في لملمة شتات الشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948، وأعادت اللحمة للمشتتين في الأرض.

تشبث اللاجئون في المخيمات وخارجها بالوكالة رغم بعد ملاحظاتهم ومآخذهم عليها لأنهم ينظرون إليها في البعد الرمزي وارتباطها بحق العودة المنصوص عليه في قرار الجمعية العامة رقم 302.

ما العمليات التي تديرها الأونروا من مقرها في حي الشيخ جرّاح بالقدس؟

دور مقر الوكالة في القدس محوري وأساسي وسياسي، فبعد أيام من احتلال شرقي القدس عام 1967 تم توقيع اتفاقية لازمة بين دولة الاحتلال والأونروا سميت باتفاقية "كوماي-مكليمور"، وحُدد من خلالها دور ومهام الأونروا ورُسِخت امتيازاتها وحصانتها الدبلوماسية.

هذا مكّنها من العمل في القدس، ويعتبر المقر أيضا نقطة ارتكاز لعمل الأونروا في الضفة الغربية وإدارة الخدمات التي تقدم للاجئين في 19 مخيما، وبعد سنوات أصبح يضم مكتب المفوض العام للأونروا وبعض المكاتب الرئيسية التي تنسق عمل الوكالة في الشرق الأوسط، وهذه الرمزية مهمة.

ولأن الوكالة تنطلق بعملياتها من منطقة تعتبر محتلة وفق القانون الدولي، فإن ذلك أثار حفيظة الإسرائيليين، فمن جهة هم أرادوا استمرار عملها لأنها تحمل عنهم "همّ" تقديم الخدمات، رغم أن الدولة المحتلة هي من يجب أن تقدمها لكنها من هذا المنطلق سمحت للوكالة بالتحرك.

ومن جهة أخرى، وجود الأونروا كان يذكر إسرائيل دائما بأنها دولة محتلة، وهي التي تقول دائما إن القدس عاصمة موحدة بشطريها لإسرائيل رغم وجود مخيم للاجئين الفلسطينيين داخل حدود بلدية القدس وهو مخيم شعفاط، وبالتالي لا يمكن فصل محاولات إنهاء وجود الوكالة عن هذه الأسباب.

من يستفيد من خدمات الوكالة في القدس؟ إعلان

مقر الشيخ جراح يشرف على تقديم خدمات أساسية لأكثر من 850 ألف لاجئ في الضفة الغربية وأكثر من 100 ألف لاجئ في القدس، وهذه الخدمات تعليمية واجتماعية وصحية وقروض صغيرة وغيرها.

خدمات الأونروا متنوعة في القدس وتتركز بالأساس في مخيم شعفاط وهو الوحيد الواقع ضمن حدود المدينة التي رسمتها إسرائيل، ولهذا السبب هناك محاولات جادة لتجريد هذا المخيم من صفته كمخيم وسكانه من صفة لاجئين.

يتلقى التعليم في مدارس وكالة الأونروا بالقدس 1100 طالب وطالبة، وأكبر هذه المدارس مدرستان، إحداهما للذكور والأخرى للإناث في مخيم شعفاط.

ومن أهم المقرات التابعة للأونروا في القدس ما تعرف بعيادة "الزاوية" التي تقدم الخدمات الصحية للاجئين، بالإضافة للمقدسيين الذين لا يملكون الحق في التأمين الصحي بالقدس لأسباب مختلفة، وستغلق هذه العيادة أبوابها مع نهاية يناير/كانون الثاني الجاري.

وهناك أيضا محاولات قديمة ومستمرة لطرد الوكالة من معهد التدريب المهني في قلنديا، وهو مركز ملاصق لمخيم قلنديا، وتكمن أهميته في مساحته الكبيرة وإطلالته على مطار القدس الدولي.

وتخطط إسرائيل لبناء حي استيطاني على أرض المطار التاريخي ثم التوسع على أرض المعهد المهني بعد طرد الوكالة من المكان.

الأونروا تقدم خدمات صحية وتعليمية واجتماعية لنحو 100 ألف لاجئ في القدس (الجزيرة) لماذا تلاحَق الأونروا؟ وما انعكاسات إغلاق مكتبها في القدس على خدماتها بالضفة وغزة؟

هي سلسلة متكاملة ومحاولات الكيان الإسرائيلي إضعاف الوكالة وتشتيت مواردها المالية وشيطنتها واتهامها بأنها تحرض على العنف والإرهاب وأن موظفيها ضالعون في أعمال إرهابية، كل ذلك سلسلة متواصلة من أجل إنهاء وجود الأونروا.

الهدف الأول في حرب الإبادة على غزة كان القضاء على المقاومة، والثاني غير المعلن والأساسي بالنسبة لهم هو شيطنة الوكالة ومنعها من العمل في قطاع غزة وضمان أن لا يكون لها دور في إعادة إعمار القطاع كمدخل للقضاء على حق العودة.

إعلان

كان لهم نجاحات في بداية الحرب حيث منعوا الوكالة من العمل في شمال غزة، ولاحقا انسحبت الكثير من الدول من دعم الوكالة بسبب الهجمة الكبيرة وخاصة أميركا والسويد، بينما تراجع دعم دول أخرى مثل هولندا وسويسرا، وبالتالي فإن الضائقة المالية الكبيرة التي تعيشها الأونروا اليوم تحد من قدرتها على العمل الآن في مرحلة إعادة إعمار غزة.

وما يزيد الطين بلّة إقصاء الوكالة وطردها من القدس، وهذه الخطوة لن تكون نهاية الحكاية لأن الحكومة الإسرائيلية تريد أن تُدحرج عملية إنهاء الوكالة في الضفة الغربية عبر خطة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للضم، وسيكون هناك عمل مضطرب، وكلما ازدادت عملية الضم، تأثر عمل الوكالة لأن معظم عملياتها تتركز في مناطق "ب" و"ج".

الهدف الآخر لشيطنة الوكالة وإضعافها هو ما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخرا بضرورة ترحيل الفلسطينيين إلى كل من مصر والأردن، وهناك دور كبير ونية للكيان وأعوانه وداعميه وشركائه للتأكيد ليس فقط على إضعاف الوكالة وإنهائها، بل التحفيز على التهجير والترحيل القسري والطوعي وصولا لمرحلة توطين من بقي من اللاجئين في سوريا ولبنان والأردن، ولدفع الكفاءات الشابة للرحيل إلى دول أوروبية وغيرها.

إغلاق مكاتب الأونروا في القدس يؤثر على خدماتها في الضفة الغربية وقطاع غزة (الأوروبية) كيف ستؤدي الأونروا مهامها بعد الإغلاق؟ وهل من خطط بديلة لاستمرارها في أداء دورها؟

للأسف الشديد أداء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في ملف فلسطين وملف الأونروا كان هزيلا مترددا شاحبا وضعيفا ومهلهلا إن جاز التعبير، وأداء المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني لم يخرج من دائرة الشجب والإدانة.

ناشدناهم منذ أكثر من 15 شهرا ضرورة البدء بخطة عملية فعالة على الأرض لردع الجانب الإسرائيلي عن إنهاء دور الوكالة وحق العودة، لكن هناك غياب لخطة واضحة من قبل الأمم المتحدة، وهناك انقسام فلسطيني حاد يمنع أن يتكاتف الفلسطيني رغم انقسامه السياسي لكي تتبلور سياسة للرد على هذا الموضوع شعبيا وفصائليا، ويؤسفني أننا نحن الفلسطينيين لم نقدم ولو خطة واحدة لوقف نزيف الأونروا ومواجهة مخطط إنهاء وجودها.

إعلان

كان بإمكان الأمين العام أن يُفعّل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة والتي تعطيه صلاحية دعوة مجلس الأمن بكامل هيئته لاجتماع طارئ، والطلب منهم فرض عقوبات رادعة على دولة عضو في الأمم المتحدة كإسرائيل لتُجبرَ على إيقاف إجراءات إنهاء عمل الوكالة، وهذا لم يتم بسبب اعتبارات سياسية ومالية منعته من القيام بدوره، وهذا هو لب الغضب عليه ولب المأساة التي نعيشها.

وطالبنا رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة والأمين العام بدعوة الدول الأعضاء في الجمعية لتجميد عضوية إسرائيل أو إعلانها دولة مارقة إذا سارت في مسار إنهاء الوكالة، وهذا أيضا لم يتم للأسف الشديد.

لا الدول العربية ولا الإسلامية ولا جامعة الدول العربية ولا فلسطين بكافة أطيافها استطاعوا أن يقدموا خطة عملية واضحة لإنقاذ الوكالة، وبعد أيام سنرى ترجمات هذا الشلل على الأرض بنجاح الجانب الإسرائيلي في طرد الأونروا.

الأونروا تستعد لوقف عملياتها بالقدس بعد الحظر الإسرائيلي: تستعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إغلاق مقرها في القدس مع دخول الحظر الإسرائيلي على الوكالة حيز التنفيذ يوم الخميس. https://t.co/LoQZeWq5GT

— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) January 28, 2025

لماذا يبدي سكان مخيمات القدس خاصة قلقهم من إغلاق الوكالة، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن مخيم قلنديا يقع داخل حدود محافظة القدس وفق التصنيف الفلسطيني، بالإضافة لمخيم شعفاط؟

لأن أفقر الفقراء في فلسطين وأفقر الفقراء في القدس هم اللاجئون، وأعداد كبيرة منهم يعيشون دون خط الفقر، وأعداد أخرى نصنفها ضمن حالات العسر الشديد، وهم يعيشون دون خط الفقر المدقع حسب التصنيفات الدولية.

وبالتالي هناك اعتماد كبير على خدمات الوكالة التعليمية والصحية والاجتماعية والإغاثية، وحتى برنامج القروض مهم للشباب من اللاجئين ليتمكنوا من البدء بمشاريع تخصهم.

إعلان

غياب هذا الدور ومرور الوكالة بأزمة مالية خانقة خطيرة جدا لن تمكنها حتى من الإيفاء بالحد الأدنى من خدماتها لكل اللاجئين في كل مناطق عملياتها، وطردها الآن من القدس يشل عملها ويحد من قدرتها على الوصول إليهم مباشرة.

قلق اللاجئين مشروع، بالإضافة للقلق الناتج عن إمكانية مساومتهم ما بين هوية القدس الإسرائيلية الزرقاء والبقاء في سجلات الأونروا، وهذا واقع مر في ظل غياب أي دور فلسطيني ودولي يحافظ على حقهم كلاجئين ويحصنهم من أجل مطالبتهم بحق العودة.

مستوطنون إسرائيليون يحاصرون مكتب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في #القدس للمطالبة بإغلاقه#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/cWqkybK0sQ

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) March 21, 2024

بوصفك مقدسيا عمل في الأونروا لمدة ثلاثة عقود، كيف تشعر اليوم والوكالة توشك على إغلاق أبوابها في القدس قسرا؟

أشعر بمرارة وأنا لا أقصد أن أعيب على زملائي الذين ما زالوا على رأس عملهم، ولكن أتحدث عن المفوض العام والإدارة العليا التي كنت جزءا منها على مدى أكثر من 30 عاما.

في الماضي مهما اشتدت المخاطر على الوكالة والتحديات، كان هناك دائما حراك مضاد.. أنا أدرك الضغوط التي يرزخ تحتها المفوض الحالي وأنه يعمل مع جهاز ومنظومة أمم متحدة محكومة وضعيفة، ولكن أداء الأونروا خلال حرب الإبادة كان دون المستوى وكانت هناك أخطاء جسيمة، أولاها الانسحاب المتسرع من شمال غزة مما كشف النازحين في مراكز الإيواء وعرضهم للمخاطر واستشهد كثير منهم.

بالإضافة لضعف الوكالة في الرد على تهميشها وشيطنتها والهجوم عليها، ودائما كان هناك لجوء للدبلوماسية في الوقت الذي كانت فيه حاجة لوقوف صارم ومتفاعل مع التحديات والرد عليها بالقسطاس نفسه.

أشعر بالمرارة أيضا وأنا أرى عيادة الزاوية تغلق أبوابها خاصة أنني كنت أحد المرضى الذين يترددون عليها لسنوات طويلة، ومن الصعب عليّ المرور أمام مقر الرئاسة التاريخي في الشيخ جراح برمزيته وجغرافيته ومكانته وأدرك أنه سيغلق بعد ساعات، وأن أرى الوكالة بدورها ومكانتها تطرد طردا من القدس في الوقت الذي تعيش فيه أزمة وجودية في غزة ومناطق عملياتها الأخرى.

إعلان

السطر الأخير في تاريخ الأونروا لم يكتب بعد، وما زال هناك متسع للتحرك ولتسجيل موقف، ولكن هناك غياب لخطط فلسطينية واضحة جامعة وخطة أممية يشتركان من خلالها في تثبيت الأونروا وحق العودة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین فی الضفة الغربیة الأمم المتحدة الوکالة فی مخیم شعفاط أونروا فی فی القدس ألف لاجئ عمل فی

إقرأ أيضاً:

شين فين للجزيرة نت: ندرك عواقب تحدينا للبيت الأبيض

دبلن- في خطوة احتجاجية على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، أعلنت ماري لو ماكدونالد زعيمة حزب المعارضة الأيرلندي (شين فين) ورئيسة وزراء أيرلندا الشمالية ميشيل أونيل رفض حضور فعاليات يوم القديس باتريك في البيت الأبيض المقررة في 17 مارس/آذار المقبل.

ويأتي ذلك في وقت دأب المسؤولون السياسيون من أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا على الذهاب إلى الولايات المتحدة للاحتفاء بهذا اليوم الذي يمثل احتفالا سنويا بالثقافة الأيرلندية.

وأكدت ماكدونالد للجزيرة نت أن القرار جاء رفضا لانتهاك القانون الدولي ودعما لحقوق الفلسطينيين، واحتجاجا على تصريحات ترامب المتعلقة بتهجيرهم، وأن الحزب اعتبره خطوة ضرورية، إلا أن هناك توقعات بردة فعل أميركية اقتصادية قوية ومخاوف أثارتها حكومة جمهورية أيرلندا من ردة الفعل هذه.

موقف أخلاقي

من جانبه، أوضح دونكاه أولاغير المتحدث الرسمي باسم العلاقات الخارجية لحزب "شين فين" ووزير خارجية الظل بالبرلمان في جمهورية أيرلندا أن القرار جاء بعد دراسة معمقة لتداعياته السياسية والدبلوماسية.

وأوضح أنه رغم أن الحكومة -ممثلة برئيس الوزراء سايمون هاريس ونائبه مايكل مارتن- أبدت تحفظها على الخطوة "إلا أن الحزب واعٍ تماما بعواقب تحديه للبيت الأبيض، وإن اختلف على تسميتها مقاطعة للاحتفال أم لا، فقد يكون لها عواقب وخيمة، ولكنها لن تمنع الحزب من المضي قدما في هذا الموقف الأخلاقي".

إعلان

وفي المقابل، أعلنت حكومة جمهورية أيرلندا المضي قدما في الزيارة رغم تحفظها على مقاطعة حزب "شين فين" للبيت الأبيض.

في حين أكد أولاغير أن "الحزب ثابت في موقفه الرافض لسياسات التهجير القسري، وأنه أبلغ الحكومة مؤخرا بتفهم موقفهم من الزيارة وأنه لا يطالبهم باتخاذ موقف مماثل، ولكن يبدو أن ترامب يبتعد كثيرا عن حل الدولتين وكان لابد من وقفة حاسمة".

ووفقا له، فإن مواقف الجالية الأيرلندية الأميركية بشأن هذه القضية متفاوتة، مما يجعل من الصعب توقع ردود الفعل. في الوقت ذاته، سيواصل العمل مع الإدارة الأميركية وأعضاء الكونغرس وأصدقاء أيرلندا بالولايات المتحدة لإيصال الصوت في المحافل الدولية دعما للقانون الدولي وحقوق الفلسطينيين.

وأكد أولاغير أن العلاقات بين دبلن وواشنطن ذات جذور تاريخية و"لكن لا بد من مواجهة الأخطاء بوضوح" وأن حكومة "وستمنستر" لم تصدر أي تعليق رسمي على قرار رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية بمقاطعة فعاليات البيت الأبيض.

قرار حاسم

وعن التداعيات الاقتصادية للقرار، قالت لين بويلن عضو البرلمان الأوروبي عن جمهورية أيرلندا وعضو لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي أن الحزب يدرك جيدا عواقبه المحتملة، لا سيما مع وجود ترامب في المشهد السياسي، حيث قد يؤثر على العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة. لكنها شددت على أن "الاعتبارات الاقتصادية لا تبرر الصمت أمام السياسات غير العادلة".

وأضافت للجزيرة نت أن حزب "شين فين" ناقش هذه الخطوة العام الماضي، وتردد كثيرا في اتخاذها، إلا أن تصريحات ترامب الأخيرة حول التهجير القسري للفلسطينيين جعلت القرار أكثر وضوحا وحسما. وتابعت "قد تكون هناك تداعيات اقتصادية، لكن بعض القضايا الأخلاقية لا يمكن التراجع عنها، حتى لو كان الثمن باهظا".

وبرأي بولين، فإن ترامب يجيد إثارة الحروب التجارية بلا وازع، وإن قراره بزيادة الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي بنسب مرتفعة سيؤثر على كل دول الاتحاد، و"بغض النظر عن قرار أيرلندا الشمالية، فيبدو أن ترامب عازم على سياسات تجارية قد تضر بعدد من البلدان الأوروبية".

إعلان

وكانت رئيسة وزراء أيرلندا الشمالية قد صرحت "اتخذتُ قرار عدم حضور فعاليات البيت الأبيض هذا العام بدافع المسؤولية الأخلاقية. لم يكن هذا القرار سهلا لكنه ضروري في ظل التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي حول التهجير القسري للفلسطينيين".

وأضافت أونيل "لطالما عملت على تعزيز العلاقات الأيرلندية الأميركية لدعم السلام والاقتصاد، لكن علينا كقادة أن نكون قدوة. وعندما يسألني أبنائي وأحفادي عن موقفي خلال هذه الفترة، أريد أن أكون قادرة على القول إنني وقفت إلى جانب الإنسانية".

فرصة

بدورها، قالت ماري لو ماكدونالد رئيسة حزب شين فين إنها تشعر بصدمة إزاء تصريحات الرئيس الأميركي الداعية إلى التهجير القسري للفلسطينيين "وهذا يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".

ومن ناحيته، ذكر مكتب الحزب أنه أصبح من المتوقع أن يشارك رئيس الوزراء في فعاليات البيت الأبيض، وطالب الحكومة بأن تسعى -في هذا اللقاء- إلى التعبير عن موقفها الشعبي المتضامن مع القضية الفلسطينية.

وأكدت ماكدونالد -في بيان شاركه مكتب الحزب الإعلامي مع الجزيرة نت- أن هذه فرصة للحكومة "لإظهار دعمها للقانون الدولي ورفض التهجير القسري والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية".

كما يعتزم حزب "شين فين" عقد اجتماعات مع دبلوماسيين في دبلن، وقادة أعمال في أنحاء أيرلندا، لمناقشة تداعيات الموقف الأميركي، ومحاولة التصدي لحرب تجارية محتملة على الأيرلنديتين.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يخطط لضم مستوطنات محيطة بالقدس ضمن مشروع “القدس الكبرى”
  • الأونروا: التخلص من الوكالة لن ينهي قضية اللاجئين
  • فتى فلسطيني محرر يروى للجزيرة تفاصيل تعذيبه بسجون الاحتلال
  • شين فين للجزيرة نت: ندرك عواقب تحدينا للبيت الأبيض
  • الشرطة الإسرائيلية تعتزم نشر قوات إضافية بالقدس في رمضان
  • تحليل يشرح أسباب تقلبات سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار خلال 21 عاما
  • خبير عسكري لبناني: هناك نية مبيته لإسرائيل للسيطرة على الخط الأزرق جنوب نهر الليطاني
  • خبير: ستارمر يتبع نهج ترامب في تقليل المساعدات الخارجية وتقليص اللاجئين
  • الاتحاد الأوروبي يدعو للحفاظ على الوضع الخاص بالقدس
  • الاحتلال يستدعي أسرى محررين بالقدس للتحقيق