يمانيون:
2025-04-26@23:26:47 GMT

حين ينتصر الصمود على الطغيان

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

حين ينتصر الصمود على الطغيان

مقالات:

بقلم/ بسام شانع

في عالمٍ يتصارع فيه الضوء والظلام، ويقف فيه الحقُّ عارياً إلا من إيمانه، والباطلُ متسربلاً بجحافل قوته، يأتي الصمود كالنور الذي يشقّ قلب العتمة، مُعلناً أن النصر لا يُصاغ من الحديد والنار فقط، بل من الإيمان الذي لا يخبو، ومن إرادةٍ تُحطم القيود مهما كانت ثقيلة.
حين ينتصر صمودٌ لا مثيل له، على خذلانٍ يعصف كرياح الخريف، ويواجه طغياناً أسود، كوحشٍ يتغذى على أرواح الأبرياء، وحشٍ لم تعرف له صفحات التاريخ شبيهاً، طغيانٌ لا يعبأ بقوانين السماء ولا بشرائع الأرض، ولا يرى في وجه الإنسانية سوى قناعٍ هشٍ، فإنه لا يكون انتصاراً عابراً، بل يكون انتصاراً يعلو فوق كل انتصار، ويُحفر في ذاكرة الزمن بمداد من نور.


غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تبدو كزهرةٍ نبتت وسط صخور القهر، تغدو في لحظات المواجهة أسطورةً تمشي على الأرض، بأسلحتها المتواضعة، التي لا تزيد عن أغصانٍ هشة في وجه أعاصير البطش، تصمد وتقاتل، ورغم الحصار الذي يحيط بها كغلافٍ من نار، ورغم خذلان القريب والبعيد، ورغم الإبادة التي تتساقط عليها كحممٍ من جحيمٍ مصبوب، ترفع رأسها عالياً.
غزة، بضعف إمكاناتها، تقف وجهاً لوجه أمام قوىً تملك من الحديد والنار ما يكفي لإبادة مدن بأكملها، تملك طائراتٍ تحلّق كنسورٍ جائعة، وسفنٍ تجوب البحار كوحوشٍ مفترسة، وأقماراً تجوس السماء لتقتنص كل حركةٍ وكل نفس، لكنها، برغم كل ذلك، تنحني أمام إرادة غزة، إرادةٍ لا تسكنها الهزيمة ولا تعرف الخوف.
إن انتصار غزة ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو شهادةٌ على قوة الروح البشرية حين تتسلح بالإيمان والحق. هو إعلانٌ أن القوة الحقيقية لا تُقاس بحجم السلاح، بل بقدرة القلب على الصمود، وبإصرار العقل على المقاومة، وبعزيمةٍ تأبى الانكسار.
ففي كل مرة تصمد غزة، تُعيد تعريف معنى الانتصار والهزيمة. انتصارها ليس نصراً لها وحدها، بل هو رسالةٌ لكل ضعيفٍ في هذا العالم، بأن الصمود قوة، وأن النصر يولد من رحم المعاناة. هزيمة أعدائها ليست مجرد سقوط، بل هي سقوطٌ للقيم التي ادّعوا حملها، وانكشافٌ للزيف الذي لبسوه.
غزة، تلك العنقاء التي تنهض كل مرة من رمادها، تُثبت أن العظمة لا تكمن في حجم الأرض، بل في قامة من يدافع عنها، وأن التاريخ يكتب صفحاته بأيدٍ لا تعرف الاستسلام، وإن كان لهذا الزمن أن يشهد أسطورةً حقيقية، فإن أسطورة غزة هي أعظم ما سيُروى.

 

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

قد يسبب الموت.. تحذيرات من “تحد خطير” على الإنترنت

الجديد برس| انتشر مؤخرا على مواقع التواصل تحد غريب يدفع المشاركين إلى تناول “حبيبات التغليف الرغوية”، ما أثار قلق الأطباء وخبراء الصحة. هذه المواد التي تستخدم عادة لتعبئة المنتجات، قد تسبب انسدادات خطيرة في الجهاز الهضمي، وقد تستدعي تدخلًا جراحيًا لإنقاذ المصابين. ورغم أن بعض الأنواع تُسوّق على أنها قابلة للتحلل، يؤكد الأطباء أن جميع أشكالها غير مخصصة للاستهلاك البشري. ويقول الأطباء إن الحبيبات المصنوعة من نشا الذرة أو القمح قد تسبب اختناقات خصوصًا لدى الأطفال، ولا تخضع لمعايير تصنيع غذائية، كما أنها قد تنتفخ داخل الجسم عند ملامستها للرطوبة، مما يزيد من خطر الانسداد المعوي. وإضافة إلى ذلك فإن بعضها يحتوي على مواد كيميائية أو مسببات للحساسية، ما يعرض الأفراد لمضاعفات صحية مفاجئة، خصوصًا في غياب أي ملصقات تحذيرية أو معلومات عن المكونات. ورغم اعتقاد البعض أن الحبيبات المصنوعة من الفشار أو المواد الطبيعية آمنة للأكل، لكن الأطباء يرون أنها قد تكون ملوثة خلال عملية التصنيع ولا يتم تجهيزها في بيئات تراعي السلامة الغذائية، مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك إطلاقًا. ودعا خبراء الصحة إلى وقف هذا السلوك المنتشر، مؤكدين أن السعي خلف الترندات لا يبرر المخاطرة بالحياة من أجل لقطات عابرة على الإنترنت.

مقالات مشابهة

  • إيران تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار الميناء
  • إيران تعلن ارتفاع حصيلة ضحايا انفجار الميناء 
  • أسطورة يونايتد يتجه إلى الفنون القتالية.. ويطلب مواجهة سواريز
  • تقرير: ليلة الآليات المحترقة .. حين تُقصف الأذرع التي تساعد غزة على النجاة
  • قد يسبب الموت.. تحذيرات من “تحد خطير” على الإنترنت
  • مارادونا يعود من جديد.. مستجدات في وفاة أسطورة كرة القدم العالمية
  • السيسي: نرفع الهامات إجلالًا للقوات المسلحة التي قدمت الشهداء دفاعًا عن الأرض والعرض
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • المقاطعة الاقتصادية.. سلاح الشعوب في وجه الطغيان
  • جورج بيست.. رحلة أسطورة كروية من النجومية إلى الإدمان