يمانيون:
2025-01-30@09:49:49 GMT

حين ينتصر الصمود على الطغيان

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

حين ينتصر الصمود على الطغيان

مقالات:

بقلم/ بسام شانع

في عالمٍ يتصارع فيه الضوء والظلام، ويقف فيه الحقُّ عارياً إلا من إيمانه، والباطلُ متسربلاً بجحافل قوته، يأتي الصمود كالنور الذي يشقّ قلب العتمة، مُعلناً أن النصر لا يُصاغ من الحديد والنار فقط، بل من الإيمان الذي لا يخبو، ومن إرادةٍ تُحطم القيود مهما كانت ثقيلة.
حين ينتصر صمودٌ لا مثيل له، على خذلانٍ يعصف كرياح الخريف، ويواجه طغياناً أسود، كوحشٍ يتغذى على أرواح الأبرياء، وحشٍ لم تعرف له صفحات التاريخ شبيهاً، طغيانٌ لا يعبأ بقوانين السماء ولا بشرائع الأرض، ولا يرى في وجه الإنسانية سوى قناعٍ هشٍ، فإنه لا يكون انتصاراً عابراً، بل يكون انتصاراً يعلو فوق كل انتصار، ويُحفر في ذاكرة الزمن بمداد من نور.


غزة، تلك البقعة الصغيرة التي تبدو كزهرةٍ نبتت وسط صخور القهر، تغدو في لحظات المواجهة أسطورةً تمشي على الأرض، بأسلحتها المتواضعة، التي لا تزيد عن أغصانٍ هشة في وجه أعاصير البطش، تصمد وتقاتل، ورغم الحصار الذي يحيط بها كغلافٍ من نار، ورغم خذلان القريب والبعيد، ورغم الإبادة التي تتساقط عليها كحممٍ من جحيمٍ مصبوب، ترفع رأسها عالياً.
غزة، بضعف إمكاناتها، تقف وجهاً لوجه أمام قوىً تملك من الحديد والنار ما يكفي لإبادة مدن بأكملها، تملك طائراتٍ تحلّق كنسورٍ جائعة، وسفنٍ تجوب البحار كوحوشٍ مفترسة، وأقماراً تجوس السماء لتقتنص كل حركةٍ وكل نفس، لكنها، برغم كل ذلك، تنحني أمام إرادة غزة، إرادةٍ لا تسكنها الهزيمة ولا تعرف الخوف.
إن انتصار غزة ليس مجرد انتصارٍ عسكري، بل هو شهادةٌ على قوة الروح البشرية حين تتسلح بالإيمان والحق. هو إعلانٌ أن القوة الحقيقية لا تُقاس بحجم السلاح، بل بقدرة القلب على الصمود، وبإصرار العقل على المقاومة، وبعزيمةٍ تأبى الانكسار.
ففي كل مرة تصمد غزة، تُعيد تعريف معنى الانتصار والهزيمة. انتصارها ليس نصراً لها وحدها، بل هو رسالةٌ لكل ضعيفٍ في هذا العالم، بأن الصمود قوة، وأن النصر يولد من رحم المعاناة. هزيمة أعدائها ليست مجرد سقوط، بل هي سقوطٌ للقيم التي ادّعوا حملها، وانكشافٌ للزيف الذي لبسوه.
غزة، تلك العنقاء التي تنهض كل مرة من رمادها، تُثبت أن العظمة لا تكمن في حجم الأرض، بل في قامة من يدافع عنها، وأن التاريخ يكتب صفحاته بأيدٍ لا تعرف الاستسلام، وإن كان لهذا الزمن أن يشهد أسطورةً حقيقية، فإن أسطورة غزة هي أعظم ما سيُروى.

 

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الدويش: أصبح كل من هب ودب أسطورة

ماجد محمد

أثار الإعلامي الرياضي محمد الدويش الجدل من خلال تغريدته الأخيرة بخصوص لقب “أسطورة” الذي يُطلق على أي لاعب مؤخراً.

وقال الدويش عبر صفحته الرسمية على منصة إكس: “أرى أن لقب (أسطورة) صار إهانة للاعب الذي يُطلق عليه بعد أن أصبح كل من هب ودب أسطورة”.

وتابع الدويش: “معه حق ماجد عبدالله عندما رفض اللقب”.

 

مقالات مشابهة

  • ريال مدريد يصرف النظر عن أرنولد في «الشتاء»
  • حرب الذكاء الاصطناعي.. من ينتصر؟!
  • شاهد | بلدة الخيام أسطورة الصمود أمام الكيان الصهيوني
  • المشروع القرآني: صوتُ الحرية في زمنِ الطغيان
  • القضاء الإداري ينتصر للطلاب.. إلغاء قرار اعتبار التابلت عهدة شخصية
  • الصمود الأسطوري والعودة للمنازل رغم الركام . . !
  • الدويش: أصبح كل من هب ودب أسطورة
  • تسريب جديد يكشف ملامح iPhone SE 4.. تصميم مألوف وتحديثات مهمة
  • رئيس الوزراء: لم نصل لـ 18 مليون سائح في 2024.. ورغم ذلك فهي الأعلى في مصر