يبرز "بيت الحرفيين" في مهرجان الحصن 2025، كأحد أبرز الفعاليات الثقافية التي تعكس الهوية التراثية الغنية لدولة الإمارات؛ إذ يستقبل زواره بتجربة "سوق الطيب" المتميزة التي تعكس الإرث الثقافي الغني للدولة، والتي تشارك في تنفيذها نخبة من المبدعات في صناعة العطور.

ويُعَدُّ مهرجان الحصن، الذي يقام في قصر الحصن في أبوظبي، خلال الفترة من 25 يناير إلى 9 فبراير 2025، من الساعة 4 عصراً إلى 11 مساءً، إحدى أبرز الفعاليات السنوية في دولة الإمارات؛ إذ يستقطب المزيد من السيّاح لاستكشاف تجاربه الفريدة.


وقالت نوف الظاهري منسقة البرامج والحرفيين في "بيت الحرفيين" في دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، إن مشاركة بيت الحرفيين في المهرجان بتجربة الطيب، التي ينظمها مجلس سيدات أعمال أبوظبي، تعد تجربة جديدة انضمت لنسخة هذا العام، تشارك فيها نخبة من المبدعات بحرفة صناعة العطور الإماراتية التقليدية لتعزيز الموروث الإماراتي من عادات وتقاليد وصور مجتمعية.

وأضافت، أن تجربة الطيب تقدم العطور الإماراتية التقليدية، وتسلط الضوء على بعدها الثقافي والاجتماعي وكذلك أدواتها وموادها الأساسية وحرف التصنيع بالشكل التقليدي.

وذكرت أن العطور والطيب بشكل عام متأصلة جدا في الثقافة المجتمعية الإماراتية وفي البيت الإماراتي بشكل عام، ولها مجالات وفروع متعددة مثل طيب المجالس، والطيب الخاص بالمرأة وكذلك الخاص بالرجل، موضحة أن الزوار يتعرفون على علاقة الطيب بالثقافة الإماراتية وعلى الخلطات التقليدية الشهيرة مثل المخمرية والدخون والعود المعطر وصناعة المداخن والنباتات العطرية الإماراتية خاصة الريحان، والذي كان يستعمل سابقاً في تعطير الشعر ويدخل في الخلطات العطرية.

أخبار ذات صلة جبل جيس يسجل أقل درجة حرارة على الدولة رئيس الدولة: سفاراتنا تعزز علاقات التعاون مع مختلف دول العالم

ولفتت إلى أن فعاليات بيت الحرفيين توفر بيئة تفاعلية؛ إذ يمكن للزوار التفاعل مع الحرفيين ومتابعة أعمالهم عن قرب في صناعة العطور، فيما تعرض الحرفيات مهاراتهن وإبداعاتهن التقليدية في صناعة خلطاتهن الخاصة التي اشتهرن بها، ويشرحن طرق صناعة العطور العريقة التي برعن فيها منذ القدم، ويعملن على صونها للأجيال، مشيرة إلى أن هذا التفاعل المباشر يخلق جسرًا للتواصل الثقافي ويتيح تبادل الخبرات بين الحرفيين والزوار، ما يعزز الفهم العميق للتراث الإماراتي وتوارثه بين الأجيال المقبلة. 

وقالت، إن بيت الحرفيين يجمع بين الماضي والحاضر بأسلوب مبتكر ويقدم تجربة مميزة للاستفادة من المواد المستدامة وإبراز فوائدها وكذلك التعريف بفوائد المواد المتوفرة في البيئة المحلية مثل القرنفل والياسمين والبنفسج وزهرة الليمون والورد والجوري وغير ذلك.

وأوضحت الظاهري، أن الزائر يتعرف خلال زيارته بيت الحرفيين على "مجلس المشموم" وهو مساحة خاصة بالسيدات تقدم لهن تجربة العجفة وهي طريقة لتسريحة شعر قديمة تستخدم فيها عدة خلطات عطرية جميلة، بينما يمكن للزائر وضمن "مختبر العطور"، إعداد خلطة العطر الذي يناسب شخصيته مع تجربة تسوق فريدة، يشارك فيها 17 محلا للمشاريع الشبابية الخاصة، توفر مستلزمات العطور؛ حيث يختبر الجمهور جوهر العطور الإماراتية من خلال هذه المحلات.

ويدعم مهرجان الحصن استراتيجية أبوظبي الثقافية، ويؤدّي دوراً فعّالاً في تعزيز حضورها الثقافي، ودفْعِ نموها الاقتصادي والثقافي، عبر تمكين مجموعة متنوّعة من المشاريع الإبداعية وتقديمها للجمهور.

ويزوِّد المهرجان المبدعين والمشتغلين بالفنون الثقافية في دولة الإمارات بمنصة للتفاعل المباشر مع روّاد الأعمال والمستهلكين، ويوفر أرضية خصبة للتعاون وتلاقي الرؤى وإلهام الابتكار ودراسة الأفكار الجديدة.

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التراث الثقافي مهرجان الحصن الإمارات التراث الإماراتي بیت الحرفیین مهرجان الحصن صناعة العطور

إقرأ أيضاً:

انسحاب التيار الصدري.. فرصة للمدنيين أم تعزيز للهيمنة التقليدية؟

30 مارس، 2025

بغداد/المسلة: فاجأ التيار الصدري الأوساط السياسية العراقية بإعلانه استمرار المقاطعة للعملية السياسية وعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، وسط حالة من الاستقطاب الحاد وصراع النفوذ بين القوى التقليدية والمستجدين على الساحة.

الانسحاب، الذي برره الصدريون بعدم وجود ضمانات لنزاهة الانتخابات، فتح الباب أمام تساؤلات عما إذا كان ذلك سيفتح المجال أمام القوى المدنية، أم أنه سيصب في صالح الإطار التنسيقي الذي طالما شكل القوة المضادة للصدر سياسياً.

على منصات التواصل الاجتماعي، علق ناشطون على الانسحاب، معتبرين أنه قد يمنح القوى المدنية فرصة ذهبية للمنافسة الجادة، بعيداً عن سيطرة الأحزاب التقليدية.

أحد المغردين كتب: “غياب الصدريين يزيل أحد أركان الصراع السياسي، لكن هل نحن مستعدون لملء هذا الفراغ؟”. فيما يرى آخرون أن التجارب السابقة تؤكد أن مثل هذه الانسحابات غالباً ما تكون تكتيكية، وقد تعقبها تحولات دراماتيكية في اللحظات الأخيرة.

القوى المدنية تحاول بالفعل استغلال هذا الفراغ، فشخصيات بارزة من المستقلين وناشطي الحراك الاحتجاجي بدأوا بطرح أنفسهم كبديل حقيقي، مستفيدين من تراجع ثقة الشارع في الأحزاب التقليدية. لكن يبقى السؤال الأهم: هل يملكون الأدوات الكافية لمنافسة الأحزاب الممسكة بزمام السلطة، والتي تمتلك المال والسلاح والقاعدة الجماهيرية المنظمة؟

في المقابل، يبدو أن الإطار التنسيقي، الخصم الأبرز للتيار الصدري، هو المرشح الأكبر للاستفادة من الانسحاب. فبغياب التيار، سيكون من السهل عليه تعزيز نفوذه السياسي وحصد عدد أكبر من المقاعد البرلمانية.

تحليلات تؤكد أنه يستعد بقوة لاستثمار هذه اللحظة، فيما تشير تحليلات اخرى إلى أن انسحاب الصدريين قد يكون مقدمة لإعادة ترتيب التحالفات داخل البيت الشيعي، خاصة مع وجود قنوات اتصال غير معلنة بين بعض أطراف التيار والإطار.

الانتخابات المقبلة تبدو مفتوحة على جميع الاحتمالات. فإما أن نشهد اختراقاً للقوى المدنية واستفادة من الانسحاب الصدري، وإما أن يكون غياب التيار مجرد عامل إضافي لتعزيز هيمنة القوى التقليدية على المشهد السياسي.

والقوى المدنية في العراق لا تزال تواجه تحديات كبرى في فرض نفسها كفاعل أساسي في المشهد السياسي، لكنها رغم ذلك استطاعت تحقيق اختراقات مهمة خلال السنوات الماضية، خاصة بعد احتجاجات تشرين 2019 التي زعزعت معادلات السلطة التقليدية. لكن ما زال تأثيرها محدوداً أمام الأحزاب التقليدية المدعومة من شبكات نفوذ سياسية ومالية وأمنية قوية.

وفي الانتخابات الأخيرة، تمكنت القوى المدنية، المتمثلة بالمستقلين وبعض الأحزاب المنبثقة عن الحراك الشعبي، من تحقيق نتائج لافتة، لكنها لم تكن كافية لتغيير التوازنات. فبينما دخل المستقلون البرلمان بعدد مقاعد متواضع، لم ينجحوا في تشكيل جبهة موحدة قادرة على فرض أجندة إصلاحية قوية. أغلبهم انقسموا بين تحالفات متباينة، مما أضعف تأثيرهم في عملية صنع القرار.

وقد يمنح انسحاب التيار الصدري من الانتخابات المقبلة، المدنيين فرصة ذهبية لتعزيز حضورهم، لكن التحدي الأكبر يكمن في قدرتهم على استغلال هذا الفراغ بفعالية فيما الأحزاب التقليدية، وخصوصاً قوى الإطار التنسيقي، تمتلك خبرة تنظيمية وموارد مالية تجعلها أكثر قدرة على ملء الفراغ الذي يتركه التيار الصدري، ما لم تتمكن القوى المدنية من التحرك بذكاء لإقناع الناخبين بأنها البديل الحقيقي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بـ قيمة 679.1 مليار جنيه.. زيادة مخصصات الأجور في موازنة العام المالي الجديد
  • من أول يوليو المقبل.. رفع الحد الأدنى للأجور 1100 جنيه زيادة دائمة شهرية
  • انسحاب التيار الصدري.. فرصة للمدنيين أم تعزيز للهيمنة التقليدية؟
  • مجدي عبد الغني: اللهم لا ينتهي شهر رمضان إلا وقد غفرت ذنوبنا ومحوت سيئاتنا
  • سعر ومواصفات هاتف iPhone 16 Pro.. «تقنيات متعددة وتجربة فريدة»
  • الحلويات والأزياء التقليدية.. “تاج” المغربيات في الأعياد
  • "مكة تعايدنا".. تجربة خاصة للاحتفال بالعيد في حي حراء الثقافي
  • عيد الفطر في مراكش.. إقبال واسع على الملابس التقليدية وحرص على الحفاظ على التراث
  • مجدي عبد الغني في نهائي دورة رمضانية بطنطا: «أنا جوني نزل مصر كلها الشارع»
  • أبوظبي تشهد إطلاق تجارب «روبو تاكسي»