كيف تشجِّعُون الحرب وتصفّقون لها ولا تتقبلون مخالفاتها الأخلاقية ؟!!
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
• شاهدتُ أمس، بعد معركة سلاح المدرعات، مقطعَ ڤيديو يتداوله الناس بكثرة في الوسائط، يقال إنه لصبيٍّ يافع دون سن التكليف، وهو يقود مركبةً عسكرية وأمامه راجمة يقال إنها لقوات الدعم السريع التي جندته في هذا السن !!
• مبدئياً فإنَّ تجنيد الأطفال في مثل هذا السن، وإدخالهم أوار الحروب، يعتبرُ عملاً بشعاً مُداناً، ويجب محاسبة مرتكبيه وسَوقهم للعدالة سوقاً فورياً.
• كل هذه الأعمال وغيرها مدانةٌ بلا شك، ويجب محاسبة مرتكبيها وعدم السماح بتكرارها أبداً..
ولكن، وبكل أسف فإنَّ كل هذه الأعمال هي نتائجُ حتميةٌ للحروب والصدامات المسلحة في كثيرٍ من بقاع العالم، ولهذا فعلى الضمير الإنساني (الحي) في كل مكان أن يعمل على منع وقوع الحروب مطلقاً، ويجب أن يقول (لا للحرب) في كل مكان إذا قُدِّر لها أن تقع!!
• ومن (المؤمل) دائماً أن يقود كل إتجاهٍ لمنع وقوع الحرب ورفضها حين تقع المستنيرون والمثقفون والمتعلمون، والإنسانيون عموماً، ولكن ومما يؤسف له، فإنَّ (المستنيرين) في كثيرٍ من بقاع الأرض، ومنها بلادُنا العزيزة السودان، إنغمسوا هم أنفسُهم في إذكاء نيران الحرب الجارية الآن ، بل ويعملون بكل جدٍ لإستمرارها، لتحصد مزيداً من الأرواح البريئة، ولتُرتكب فيها مثل هذه الجرائم البشعة التي ذكرناها، ومنها جريمة تجنيد الأطفال كما في مقطع الڤيديو المشار إليه !!
• إنّ كثيرين من غَفَلة المثقفين والمتعلمين يتعاملون مع الحرب (بالقطاعي) ويغفلون أنها (باكيچ) واحد لا يتجزأ، فإذا كنتَ من مشجعي الحرب لحل النزاعات (مع الجنجويد أو مع غيرهم) فيجب ألا (تندهش) لأية مخالفات لا أخلاقية تقع جراء هذه الحرب التي تشجعها وتصفق لها، لأن المخالفات هي نتائجُ حتمية مصاحبة للحرب، ولأن الحرب نفسها هي أكبرُ عملٍ مخالفٍ للأخلاق يرتكبه الإنسان!!
• إننا سوف نفلح جميعاً إذا منعنا وقوع الحرب إبتداءً، ومنعنا استمرارها حين تقع، وبالمثل فإننا سوف نخسر جميعاً إذا صفّقنا للمتحاربين، وشجعناهم على إرتكاب الحروب، ومن ثم إرتكاب كلِّ مخالفاتها التي تأباها الشرائع البشرية والسماوية، وترفضها الضمائر الإنسانيةُ الحية !!..
•••
bashiridris@hotmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي يمني: الأحزاب السياسية الحالية خائنة ويجب محاسبتها
شمسان بوست / خاص:
اتهم المحلل السياسي اليمني عبد الناصر المودع جميع الأحزاب السياسية الحالية بالخيانة الوطنية، داعياً إلى محاسبة قادتها.
وقال المودع، في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، إن “سيادة الدولة واستقلالها ووحدة أراضيها هي أساس وجود أي دولة”. وأضاف: “أي حزب أو حركة سياسية أو شخص يقبل بانتهاك سيادة بلاده أو التفريط بوحدة أراضيها، تحت أي مسمى، يجب أن يُعامل كخائن”.
واختتم منشوره قائلاً: “كل الأحزاب السياسية الحالية بدون استثناء خائنة وغير وطنية، ولا تستحق الاحترام، وينبغي أن يُحاكم قادتها في يوم من الأيام”.
تصريح المودع أثار جدلاً واسعاً على المنصة، حيث عبّر العديد من المعلقين عن تأييدهم لطرحه، فيما اعتبره آخرون اتهاماً عاماً يحتاج إلى أدلة ملموسة.