سودانايل:
2025-03-01@16:16:23 GMT

السودان؛ الحرب المشهودة

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

السودان؛ الحرب المشهودة
الإدانة لفقط تسجيلها كنقطة وموقف هي كالتوقيع بجملة “العاقبة عندكم في المسرات”!

طوال حرب استباحة السودان احتلت مليشيات الجنجويد منازل السودانيين و استهدفتها بالقذف و النهب بل و استباحت أهلها و انتهتكت حرماتهم دمهم و أعراضهم و ماذا بعد الدم و العرض لنحسب من انتهاكات لها و نعدد أخطر و أعظم!
هل نتحدث عن استهدافها المستشفيات و المرضى و الطواقم الطبية؟ أم نتحدث عن تعمدها استهداف كامل البنية التحتية و الخدمات و حرمان الناس و سجنهم و تجويعهم و تعذيبهم و إزلالهم؟ لا شيء يعدل انتهاك الأعراض فالموت شهادة أهون؟!
و يأتيك المتلونون المنافقون يتناسون كل ذلك و يتحاشون الحديث عنه ينكرونه أو لا يريدون تصديقه حتى يصيبهم هم أنفسهم و في أهلهم فيؤمنوا!

و العالم و العربي خاصة “قف تأمَّل” و إمارة الشر الجميع يرى و يعلم تدخلها في الحرب المباشر داعمة الجنجويد و الجنجويد زعامتهم ضيوف شرف و حصانة عندها!
و حتى إذا ما أصابت بعض سفاراتهم نيران الحرب و هي خاوية من ساكنيها منهم و لا يعني ذاك حتماً أن لا ساكن لها من المليشيات يستخدمها بإذنهم في الحرب حتى تسارعت الإدانات كما حدث لسفارة الإمارة في العاصمة الخرطوم المستباحة في حرب الإستباحة! و كأن منازل السودانيين و أرواحهم و أعراضهم لا تعني لهؤلاء شيء ما لم يكن في أمرهم و خلفهم دولة!
هل يعلم هؤلاء عن الفاشر المحاصرة و ما يحدث فيها يومياً من استهداف للأبرياء في مساكنهم و أسواقهم و مستشفياتهم كحال مناطق السودان كلها! لماذا لم نسمعهم يدينون أي جرائم هناك إلا لحظة عن سمعوا بكلمة السعودي تلحق بمستشفى؟ فسارعوا زرافات و وحداناً بالشجب و الإدانة و الحديث عن المعاهدات و الشرائع الإنسانية و المواثيق الدولية؟ فإن لم يكن المستشفى ينسب إلى كرم دولة و تبرعها أو منزل مؤجر أو مملوك لسفارة فهل كان ليهتم لمن قتل فيه أو تهدم منه في الحرب كما حدث في باقي السودان كله أحد؟
هل شعب السودان دمه و عرضه رخيص إلى هذه الدرجة في أعيننهم! من تم استهدافهم و الغدر بهم هناك هم سودانيون أبرياء أولاً و أخيراً نفس من تم استباحتهم في السودان كله فلماذا لا يدان الإجرام كله و تدان جرائم الحرب كلها!
*
الحال كحالة جموع قوى الحرية و التغيير قحت أو تقدم! هؤلاء المتلونون بلا طعم و لا لون فقط رائحة تصدر منهم تزكم الأنوف كلما سمعوا انتصار للجيش و تجمع للشعب المقهور حوله مفتخراً به و متأملاً و داعياً ناشداً تمام النصر و التحرير معه تدفقت منهم رسائل و بيانات النواح و الرديح على الثورة! و كلما ظهرت تفلتات و تجاوزات لأفراد منه او تنسب إليه بسبب النقمة أو الغضبة أو من جهالة أو هي من مكيدة و الفتنة تمسكوا بها و نفخوا فيها حتى جعلوها هي شعار لسوء النية في الجيش و سبيلاً لتحطيم نصره و تشويه الفخر له في عين شعبه!
هل أدانوا قيادات وقحت و تقدم من قبل انتهاكات الجنجويد حليفهم السابق و الحالي بالصريح و العبارة؟ أبداً فكلما وجد أحدهم نفسهم في مأزق واجب الإدانة الصريحة لها مر في ذكرها كشى عابر ليلتف و يقارن و يساوي و يزبد و ينطح و يطعن في الجيش !!
*
في حروب الإستباحة لا مناطق للحياد.

فإما أنك مع الحق و أهله أم أنك ضدهم جميعاً.
نفاقك لا يحميك و يرفع من قدرك و يضمن لك المستقبل.
كتبنا من قبل و أكثرنا أن الجيش هو قوات الشعب السودانية المسلحة. هو من رحم هذا الشعب و هو الأمين على حفظه و حمايته. و أكدنا الفصل بين قيادة الجيش و الجيش بأن المحاسبة للقيادة واجبة على أخطائها و تجاوزاتها و تفريطها و خيانتها و منذ البشير عمر كقائد للجيش لا النظام. و كانت دعوتنا واضحة أن الجيوش يجب الحفاظ عليها لأنها ركن الدولة. و وقفنا قديماً و إلى ساعتنا هذه ضد أي استهداف لبنية الجيش و دعوات لحله أو حتى المساس به حتى في أمر دمج تلك المليشيات كنا ضده لعلمنا أنهم مجرد عصابات قطاع طرق و مرتزقة لا أمان لهم و لا عهد. تقولون عن الكيزان و مليشياتهم و المنتسبين لهم في الجيش خذوا راحتكم لكن الجيش كالشعب لا علاقة له بصراعاتكم بين بعضكم و ثاراتكم و غباينكم و عقدكم.
قحت و تقدم صعدوا إلى السلطة فوق أكتاف الشهداء و شعب السودان في ثورته العظيمة المباركة. تلك القوى لم تستطع ان تحفظ قسمها بأن تدير الدولة دعكم من الحفاظ على مكتسبات الثورة و تضحية الشهداء. هم سقطوا فيما سقط فيه معهم المجلس العسكري شريكهم في وثيقتهم للحكم و الذي أقسم قادة الجيش فيه بالحفاظ على أمن السودان و شعب السودان فانتهى الأمر إلى حرب استباحة للشعب و السودان في حرب بين جميع الشركاء في تلك الوثيقة و بتدخل دولي و إقليمي كان من بعض الدول الشهود عليها.
*
و في المنابر و صفحات المواقع السودانية المختلفة تدهشك أقلام سودانية الإسم و الهوية و هي تشمت و تتلذذ بفظاعات الحرب و أشكال الإنتهاكات فيها و الجرائم ضد هذا و ذاك واضعة أعينها على فتن القبلية و الجنس و العرق و عقد من النقص و الغبن و الحقد حد الغثيان معها من سواد النفوس و الشر و الغل الكامن فيها!
حرب السودان و كما تعنونها قناة الجزيرة بالمنسية هي فيها حقيقتها “حرب مشهودة” شاهدة على كم من الخيانة و الأحقاد و الغبن و الحقد أشعلت بقصد و تعمد ضد شعب السودان أولاً و أخيراً.
الهدف تدمير كرامة الشعب و كسر ظهره في جيشه و تهجيره و احتلال أرضه.

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: شعب السودان

إقرأ أيضاً:

واشنطن: لا يمكن أن يصبح السودان بيئة للإرهاب مجدداً

نيويورك: «الشرق الأوسط» قال ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن إنه لا يمكن السماح بأن يصبح السودان مجددا بيئة للإرهاب، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة هناك «كارثية»، وحذّر من أن التصعيد المتواصل يهدد الأمن في المنطقة، وخلال جلسة لمجلس الأمن حول السودان، اليوم (الأربعاء)، أبدى المندوب الأميركي قلق بلاده من الهجمات المتواصلة التي تشنها «قوات الدعم السريع» على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور، وهي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الجيش السوداني في إقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد.

وقالت المندوبة البريطانية باربارا وودوارد إن أطراف الصراع في السودان بوسعهم اتخاذ تدابير لإنهاء معاناة المدنيين.

وأضافت: «نحث أطراف صراع السودان على وضع حد لطموحاتهم العسكرية والتركيز على توفير ظروف السلام».

ويخوض الجيش السوداني حربا ضد «قوات الدعم السريع» منذ ما يقرب من عامين بعد خلافات حول خطط لدمج الأخيرة في القوات المسلحة في أثناء عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالحكومة السابقة في 2021.

وتسببت الحرب في ظروف إنسانية مروعة وشردت أكثر من 12 مليون سوداني.  

مقالات مشابهة

  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات
  • تحالف نيروبي وقضايا الحرب والسلام في السودان
  • مندوب السودان لدى الأمم المتحدة: 12 مبعوثاً أممياً تجاهلوا مطالب دمج مليشيا الدعم السريع في الجيش
  • الصفح عن الجنجويد ومن والاهم ليس خيارًا، ولو ولج الجمل من سم الخياط
  • الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في الهاوية
  • وزير الخارجية السوداني يشيد بدعم مصر ومبادرتها لإيقاف الحرب
  • مرافعة الطبقة الوسطى في الحرب السودانية
  • ليس باسمنا خطاب الإنكار والمتاجرة بمعاناة السودان أيها العالم
  • واشنطن: لا يمكن أن يصبح السودان بيئة للإرهاب مجدداً
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟