استلفت العنوان أعلاه من العبارة التي يتم تداولها في السياسة الألمانية وهي: (Hochmut kommt vor dem fall) أي أن التكبر او الغطرسة تسبق السقوط وبالتالي هذه العبارة تؤكد أن أي متكبر مصيره الحتمي هو السقوط النهائي الذي لا نهوض بعده والألمان اكثر من يعي ذلك من خلال تجاربهم القديمة مع الحروب وآخرها سقوطهم في الحرب العالمية الثانية والتي لعبت فيها الغطرسة والتكبر احدى عوامل سقوطهم.
قبل أسبوع أصدرت المليشيا تهديدات مليئة بالغطرسة مفادها إعطاء شجعان الفاشر ثمانياً واربعين ساعة لمغادرة الفاشر متناسين أنها منبع الثورة ورمز الصمود كما أنها مدينة الشرفاء التي يزول منها من لا شرف له (الجنجويد) ويبقى الأشراف والأحرار الموراليون الصامدون.
مدينة الفاشر وكما يطلق عليها لقب شنب الأسد وقفت قوية في وجه الجنجويد ورفعت رأس السودان عالياً بخوضها لمئات المعارك واستطاعت ان تنال رمز الصمود عن جدارة كما لا ننسى ان معارك ارض الفاشر التي روتها دماء شهدائنا الغالية قد شكلت علامة فارقة في طريق المقاومة نحو قهر الجنجويد وهو طريق نظرياً لم يكن سهل في الفترة الأولى من عمر الحرب لكنه كان ممكناً في قاموس الفاشراويين بفضل إصرار وبسالة وصمود أبطال المشتركة ، الجيش ، والمقاومة الشعبية الذين قاتلوا الجنجويد نيابة عن الشعب السوداني ويُرفع لهم القبعات تقديراً لشجاعتهم المنقطعة النظير.
الجنجويد تناسوا ان مدينة الفاشر هي ستالينغراد القرن الحادي والعشرون ولا يسع المجال هنا لذكر تفاصيل معركة ستالينغراد المشابهة لمعركة الفاشر في أغلب نواحيها لأن الناس مؤخراً اصبحوا لا يحبذون الكتابات الطويلة.
سوف يبقى الموراليون الذين خاضوا الحرب بأخلاق يحسد عليهم في الفاشر وتبقى لهم المدينة التي ناضل نسائها واستشهدن واقفات كما تموت الأشجار العظيمة ويخرج الجنجويد الأشرار من الفاشر كما خرجوا من معركة الفاشر الأخيرة هاربين منهزمين.
فليعلم الجنجويد أن الفاشر مدينة عصية عليهم ولا تنكسر بعزيمة رجالها ونسائها وسوف ينتهي ما تبقى من الجن جويد على اسوارها.
29.01.2025
ahmedsko@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: مصر قادت حراكا سياسيا لم يسبق له مثيل في تاريخ القضية الفلسطينية
قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر نجحت في التغلب على محاولات الحصار التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي، حيث قامت بتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني وإنقاذه.
وأضاف الحرازين خلال مداخلة على قناة "إكسترا نيوز"، أن مصر تعمل بشكل مستمر على إدخال المساعدات رغم العوائق التي يضعها الاحتلال، والذرائع التي يختلقها لمنعها.
وأوضح أن مصر، على مدار أكثر من 15 شهرًا، قدمت أكثر من 75% من إجمالي المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة، من خلال مؤسساتها العامة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية، بالإضافة إلى فتح المستشفيات المصرية لاستقبال الجرحى والمصابين الفلسطينيين وتقديم العلاج لهم.
وفي السياق السياسي، أشار الحرازين إلى أن مصر قادت حراكًا سياسيًا غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية، محاولًة إيجاد حلول تؤدي إلى إنهاء الاحتلال أو تطبيق حل الدولتين.
وأكد أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة إيجاد حل سياسي للمنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام الشامل.