سودانايل:
2025-01-29@16:38:55 GMT

واقع السودانيين بمصر… إهمال الأمم المتحدة المذري

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

حل قطاع مقدر من السودانيين ضيوفاً على مصر، وقد وفدوا إليها أسراً وافراداً في موجات كبيرة بالطرق البرية بُعيد اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023م، وهي حرب غشوم أجبرتهم على ترك منازلهم بما حوت واتجهوا لمصر التماسا لأمنهم الشخصي.. ولقد أفادتهم اتفاقية الحريات الأربعة التي ذللت إمكانية الدخول لمعظم الفئات عبر تأشيرة الدخول عند المعابر ما عدا الفئة العمرية أقل من الخمسين عاما من الشباب الذكور.

. ومع تزايد دخول السودانيون لمصر عملت السلطات المصرية لتحجيم ذلك التدفق فضيقت إمكانية الدخول مجبرة الفئات المستثناة على وجوب الحصول على تأشيرة دخول - ولربما كان ذلك من حقها وفقاً لتقييمها لمقتضيات أمنها القومي - غير أن الأعداد الغفيرة التي دخلت تحتاج لتوصيف أكثر دقة من كونهم زائرين.. فالتأشيرة التي حصلوا بموجبها على إذن الدخول هي في الواقع "سياحية" غير أن الغرض الأساسي من الدخول لم يكن السياحة، وإنما بغرض الحماية من الواقع الذي أفرزته الحرب.
حيث تُعتبر حالات الدخول لمصر بهذه الوضعية أمراً مربكاً لدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة العاملة في مجال الحماية والهجرة وبالتحديد للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR وللمنظمة الدولية للهجرة IOM.. ذلك أن السبب الحقيقي لتدفق السودانيين كان الخوف على حياتهم وهم في هذه الحالة، يحتاجون للحماية Protection تحت توصيف اللاجئ الذي ينطبق على حالة كل سوداني دخل لمصر بعد الحرب هاربا من جحيمها.. غير أن كيفية الدخول بموجب اتفاقية الحريات الأربعة حرمتهم من هذه الصفة وهي ميزة إيجابية وسلبية في نفس الآن وتحتاج لمقاربة خاصة من الأمم المتحدة. فتوصيف لاجئ ينطبق عليهم بذات الدرجة التي ينطبق فيها عليهم وصف السائح أو الزائر.. وهذه الوضعية الشاذة سوف تظهر آثارها مع تطاول أمد الحرب. فالمعروف أن الزائر أو السائح يدخل بلدا آخرا بغرض الإقامة فيه لمدة معلومة يستطيع تحديدها حسب رغبته وفي الغالب لا تطول ولا تتطاول بل ولا ترتهن لمجريات أوضاع حربية في بلده. أما اللاجئ فهو الشخص الذي عبر حدود بلاده لبلد آخر بغرض الحماية لأن حياته باتت مهددة ولا يستطيع بسبب خوف مبرر العودة لبلده طالما كانت الأوضاع غير آمنة أو مواتية لعودته.. لذلك فإن السودانيين الذين دخلوا مصر بعد الحرب هم أقرب لوضع اللاجئ من الزائر، فالمعلوم أن معظم السودانيين الذين دخلوا مصر من الطبقة الوسطى والعليا والذين يمتلكون قدرات مالية معقولة تمكنهم من العيش في مصر مثلهم مثل السياح أو الزائرين العاديين دون الحاجة لدعم مادي أو مالي من الأمم المتحدة خاصة المنظمتين المعنيتين بقضايا اللجؤ والهجرة.. غير أن ذلك لا يعفي هاتين المنظمتين من مسؤوليتهما تجاه هؤلاء السودانيين، فأقصى ما استطاعت أن تقدمه المفوضية السامية للسودانيين هو اعطاءهم صفة اللاجئ Refugee status مع توفير الحماية فقط.. أما منظمة الهجرة فإكتفت برصد أعدادهم إحصائيا وبدعم مادي خجول للغاية لا يكاد يسمن ولا يغني من جوع. كما ودخل برنامج الغذاء العالمي بمنحة شهرية على نحو أكثر استحياء من النفس الأمّارة. يكاد الحصول على تلك الدعومات الشهرية المتواضعة يريق ماء وجههم بالكيفية التي يحصلون بها عليه.
على عموم الأمر؛ يشير واقع حال هؤلاء السودانيون أنهم مازالوا صامدون في وجه ميكانزمات السوق المستعر فهم مجبرين على توفير متطلبات الحياة اليومية من إجار وأكل وشرب ومواصلات وملابس وعلاج وحتى تعليم...إلخ غير أن هذا النوع من الصمود سوف يتهاوى مع تطاول أمد تواجدهم في مصر دون رعاية حقيقية من المنظمة الدولية، ولن يقووا على مواكبة تلك المتطلبات لاسيما وأن مصر نفسها تشهد حالة من إرتفاع الأسعار يشتكي منها ابناؤها أنفسهم. فالأمم المتحدة والحالة هكذا لا يبدو أنها تعمل ما يكفي لمساعدة السودانيين، ولا يبدو أن ذلك يمكن أن يتحقق في المستقبل المنظور. ولم تصدر نأمة تنم عن الإهتمام بتكييف ذلكم الوضع الشاذ للسودانيين. فهم ليسوا لاجئين بالتوصيف الدقيق والعلمي للمصطلح، ولا هم سياح هبطوا مصر مأخوذين بتجربة الفراعنة في فن العمارة وتشييد الأهرامات. وبذلك أراحت المنظمة الدولية نفسها من عناء تحديد إحتياجاتهم وتلبيتها من مأوى ومأكل ومشرب وتعليم وعلاج وما إليه واكتفت في معظم الحالات بإعطاء صفة اللجؤ لمن طلبها بما يشمل الحماية وتيسير أمر الإقامة ولم تتعد ذلك بقيد أنملة.. فإذا كانت هاتين المنظمتين الأمميتين جادتين في مساعدة السودانيين لكانتا قد وجدتا مقاربة لتكييف أوضاعهم كلاجئين يستحقون الرعاية والحماية وتقديم تلك الخدمات اللازمة في كل القطاعات التي تقدم للاجئين بما يحفظ كرامتهم. ولربما في غضون وقت قريب إن لم تنتهي الحرب في السودان ستشهد أوضاعهم تدهوراً مستمراً مع نفاد ما بأيديهم من سيولة نقدية خاصة وأن معظمهم قد تقطعت موارد رزقه وفقد وسائل سبل كسب عيشه في السودان، ولربما تتفجر مشكلات إجتماعية ترتبط بعدم قدرتهم على الصمود في وجه متطلبات الحياة مما سيرهق كاهل الدولة التي تستضيفهم، ويؤثر سلباً على سمعتهم التي لا يملكون سواها من رأسمال.
د. محمد عبد الحميد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: غیر أن

إقرأ أيضاً:

إهمال وجبة «الفطور الصحية» يؤدى إلى السمنة

 

إهمال تناول وجبة الفطور الصحية فى بداية اليوم، لها تأثيرات ومخاطر كبيرة على صحة الإنسان، وخاصة أطفالنا الصغار، نتيجة تغير نمط الحياة للكثير من الأباء، وأصبح اعتماد الطفل على المقرمشات والحلويات، والكارثة الصحية التى تسمى النودلز «الإندومى»، وكل الأطعمة السريعة ذات السعرات العالية والقيمة الغذائية المنخفضة، بل لها إضرار صحية كبيرة، نتيجة وجود الكثير من الزيوت المهدرجة والسكر ومكسبات اللون والطعم والرائحة، وتكرار ذلك بشكل يومى، يمكن أن يؤدى إلى زيادة الوزن، لأن الجسم يتضور جوعاً خلال فترة الليل، وعندما يستمر الشخص فى إهمال تناول الطعام فى الصباح، ويبدأ الطفل صباحاً فى الإقبال على الأطعمة السكرية والدهنية عندما يشعر بالجوع، ومن المحتمل جداً أن يأكل ما يجده أمامه أو بالقرب منه، دون ملاحظة عدد السعرات الحرارية التى يستهلكها، ما يؤدى فى النهاية إلى زيادة الوزن ثم السمنة.

وحذر عدد من الدراسات الطبية الحديثة من إهمال تناول وجبة الفطور المتوازنة غذائياً بشكل متكرر، وكشفت أن عدم تناول الغذاء الصحى مثل الخضراوات والفاكهة والاعتماد على الأطعمة الجاهزة سريعة الطهى، يحمل مخاطر صحية عديدة على صحة الإنسان.

وتوضح الدكتورة هنادى جابر شيحة، استشارى التغذية بالمعهد القومى للتغذية، أن تأمين حاجات الدماغ من المواد الغذائية، وخاصة السكريات والنشويات المركبة بطيئة الامتصاص يعتبر أكثر ما يحتاج إليه الدماغ للقيام بوظائفه، وعندما يتناول أبناؤنا الطلاب وجبة الفطور المتوازنة غذائياً، ذلك يجعله أكثر تركيزاً وقدرة على الحفظ والتعلم، وإبقاء الطالب نشيطاً طوال فترة الدراسة، ومليئاً بالحيوية والطاقة، وحماية الطالب من الشعور بالتعب أو الإرهاق، ويصبح الطالب قادراً على التحكم بتوازنه النفسى، فهى تعطى الطالب الشعور بالهدوء والرضا والابتعاد عن العصبية والصراخ. 

وتشير الدكتورة هنادى جابر شيحة، إلى دراسة أجريت مؤخراً وكشفت أن عدم تناول وجبة الفطور يؤدى إلى السمنة، وذلك بسبب أن عدم تناولها يؤدى إلى زيادة تناول كمية الطعام فى وجبتى الغداء والعشاء، ما يؤدى إلى السمنة.

 وخاصة أن وجبة الغداء دسمة، وتحتوى على نسب دهون عالية، كما أن زيادة قوة وقدرة الطالب على القيام بالنشاطات الجسدية كالمشى والركض ولعب الرياضة، تحمى الطلاب من الأمراض كالسكر، وتعمل على توازن نسبة السكر فى الدم، وتزيد من مناعة جسم الطالب وتقويه، فيصبح الجسم قادراً على إنتاج مضادات حيوية بشكل أكبر، وقادراً على مقاومة الجراثيم والميكروبات وحماية الطلاب من خطر الإصابة بأمراض القلب عند تقدمهم بالعمر.

 وتؤكد الدكتورة هنادى جابر شيحة، أن وجبة الفطور تعمل على خفض مستوى الكوليسترول الضار فى الدم، وتزيد من القدرات العقلية للطالب، فتتحسن ذاكرة الطالب وقدرته على الانتباه. 

وتضيف الدكتورة هنادى شيحه، يجب أن تحتوى وجبة الفطور على النشويات، ويتميز الفطور بأنه وجبة غنية بالنشويات المركبة وبطيئة الامتصاص، لإمداد جسم الطفل بالطاقة، لمزاولة نشاطه الحركى والذهنى فى المدرسة، وطيلة فترة النهار. ويفضل اختيار أنواع مفيدة من النشويات مثل الخبز بأشكاله، مثل الخبز العربى والتوست، ومن المفضل أن نختار الخبز الأسمر أو خبز الشوفان، وذلك لاحتوائه على نسبة عالية من الألياف، التى تسهم فى الشعور بالشبع، وكذلك من الضرورى الحرص على تناول الخضراوات لما لها من فوائد وقيمة غذائية عالية، وأن تشجيع الطفل على تناول الخضراوات مهم، لتكون عادة يومية فى مرحلة الشباب والكبر، ومعظم الأطفال يحتاج إلى 3 حصص من الخضار يومياً، أى ما يعادل 4 إلى 5 ثمرات، لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف والماء والفيتامينات، كما أنها تعطى شعوراً بالشبع عند الطفل، ويمكن تخصيص حصة واحدة من هذه الحصص لوضعها فى حقيبة الطعام مثل الخيار والخس والفلفل الحلو والجزر.

ومن الجدير بالذكر أن عدم تناول وجبة الفطور يومياً، يعرض الطفل لخطر الإصابة بأمراض كثيرة فى المستقبل، يأتى فى مقدمتها أمراض القلب والسمنة والضغط المرتفع وضعف التركيز وانخفاض كفاءة وظائف المخ.

 

مقالات مشابهة

  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
  • الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج يلتقي والي كسلا بحضور وفد الشركة السودانية للانشاء والتعمير
  • بعد اعتراف المتحدث بإسم القوات الجوية… سفير أوكرانيا ينفي تدخل بلاده في الحرب السودانية
  • الحرب القادمة في اليمن… ما الذي تعنيه أوامر ترامب؟!
  • خارجية مجلس الشيوخ: تصريحات ترامب عن التهجير تثير الشكوك حول عودة الحرب
  • معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟ محللون يعدّونها عمليات «كرّ وفرّ» لن توقف الحرب
  • ناطق الحكومة: قائد الثورة شخص واقع الأمة والإشكاليات التي تعاني منها
  • إهمال وجبة «الفطور الصحية» يؤدى إلى السمنة
  • ناطق الحكومة: قائد الثورة شخص واقع الأمة والإشكاليات التي تعاني منها نتيجة الجمود تجاه المخاطر
  • المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون