الأسوأ منذ عشرات السنين: شتاء لبنان من دون أمطار وثلوج.. والأب خنيصر يدق ناقوس الخطر
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
يُعتبر موسم شتاء 2024 ـ 2025 من أسوأ المواسم التي مرت على لبنان، فنسبة المُتساقطات أدنى بكثير من المعدل العام ويبدو ان الأيام المُقبلة ومع اقتراب بداية شهر شباط لا تُبشر أيضا بالخير، فما سبب غياب المنخفضات الجوية والعواصف والثلوج عن لبنان؟ وماذا يقول علم المناخ عن هذه الظاهرة؟
يُشير الأب ايلي خنيصر المُتخصص في الأحوال الجوية وعلم المناخ عبر "لبنان 24" إلى انه "منذ أواخر شهر كانون الأول 2024 تسيطر المرتفعات الجوية على شمال شرق افريقيا ووسط آسيا وغربها ووسط اوروبا وشرقها، الامر الذي أضعف حركة المنخفضات الجوية نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط فغابت الأمطار لعدة أسابيع متلاشية في المتوسط او متجهة نحو اليونان وغرب تركيا والجزائر وتونس والمغرب".
وتابع خنيصر: "خلال الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني الجاري بدا المحيط الأطلسي ناشطاً بحركة المنخفضات العاصفة المُتّجهة من غرب أوروبا نحو ايطاليا والجزائر وتونس، وتراوحت قيم ضغطها ما بين 998 و 1004hpa، ورسمت خطّها نحو الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط ما بعد 17 من الشهر الحالي".
ولفت إلى ان "منخفضين جوّيين سلكا خط المتوسط نحو قبرص وتركيا في 20 كانون الثاني وتعرّضا لضغطين مرتفعين الاوّل فوق ليبيا ومصر وهو المرتفع شبه المداري 1028hpa، والضغط الثاني هو المرتفع القطبي الذي سيطر على شرق اوروبا وغرب روسيا 1038hpa بالإضافة الى المرتفع السيبيري شرقا 1052hpa، ما أدى إلى ضعف في قوة المنخفضين في حين ارتفعت قيم ضغطها نحو 1015 و 1018hpa فتأثر لبنان والجوار بحالات مطرية متفرقة، أمّا المنخفض الثالث فقد تحوّل الى حالة عدم استقرار يوم 26 الحالي بسبب حصار المرتفعات الجوية له، فغابت بالتالي الموجات القطبية وحلّت بين غرب اوروبا وشمال غرب افريقيا."
وأوضح خنيصر ان "المرتفعات الجوية التي تحمل قيم ضغط مرتفعة اكثر من 1040hpa، هي العدو الأكبر للمنخفضات الجوية التي تحمل قيم ضغط متوسطة، ما يجعلها تتلاشى مكانها بسبب الرياح المعاكسة لها، او تغيّر مسارها نحو مناطق اخرى ذات قيم ضغط اقل انخفاضا."
ولفت إلى ان "أوروبا وشمال افريقيا وغرب آسيا ستشهد لُحمة جديدة للمرتفعات الجوية ما سيؤدي الى غياب المنخفضات عن لبنان والحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط لنحو أسبوع أو ربما اكثر وسوف تتعرض المنخفضات الجوية في البحر المتوسط لرياح معاكسة ستجعل العواصف تستقر ما بين ايطاليا والجزائر وتونس والمغرب لـ 10 أيام تترافق مع نزولات قطبية وتشكل عواصف ثلجية".
ويقول خنيصر : "ما لم تتدخّل السماء وتوقظ منخفض البحر الاحمر في افريقيا ليغطي الحوض الشرقي للبحر الابيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية بضغوطه المنخفضة، فلن تصل الامطار والثلوج الى المنطقة".
وحذر من "انه في حال عدم وصول منخفضات فسنُعاني من شح في الينابيع، ومن جفاف في الآبار الارتوازية، ومن نهاية مأسوية لموسم التزلج والقمح وباقي المزروعات في البقاع وعكار، ومن انقطاع مياه الشرب نهائياً، وستثمر أشجار الفواكه بسبب ارتفاع درجات الحرارة، كما ان قلّة الريّ ستضرب موسم الفاكهة، إضافة إلى تراجع الثلوج عن قمم الجبال العالية"، مُشيرا إلى ان "السنة الماضية وفي مثل هذه الأيام بلغت سماكة النسافات الثلجية فوق 2000 متر الـ 25 و 30 متراً الامر الذي ساهم بتخزين المياه الجوفية في الجبال".
وكشف ان "وضع المرتفعات الجوية قد يستمر في الايام الاولى من شهر شباط المُقبل، فلم يبقَ لنا الا منخفض البحر الاحمر، وهو الذي يمكنه كسر الضغوط المرتفعة فتصب حينئذٍ التيارات القطبية في المنطقة ومعها الثلوج الغزيرة والامطار، فالضغط الجوّي فوق لبنان والجوار يتراوح في هذه الايام ما بين 1024 و 1030hpa ووحده منخفض البحر الاحمر يمكنه ان يُساهم بتراجع الضغط نحو 1006 و 1008 لتعود المنخفضات وتصب في مصلحة المنطقة، والاّ فنحن أمام وضع كارثي سيتفاقم مع مرور الأشهر"، بحسب ما يقول خنيصر.
ويُشير خنيصر إلى ان "احتباس الأمطار الذي نُعاني منه حاليا لم يشهده لبنان في السابق، ففي موسم 2014 - 2015 كانت نسبة الهطولات ضعيفة ولكن ليس بالقدر الذي نُعاني منه حاليا".
وعما تمّ التداول به مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار صورة تظهر سلسلة من الخطوط والدوائر في سماء لبنان اعتبر البعض انها مواد سامة قد يكون رشها الطيران الإسرائيلي تؤدي إلى التلاعب بالمناخ وإلى احتباس الأمطار وتُدعى هذه المادة "الكيمتريل"، يدعو خنيصر إلى عدم تصديق هذه الأخبار لاسيما ان من يعمد إلى نشرها غير متخصص في علم الطقس.
ويؤكد خنيصر "اننا أمام مرحلة صعبة وهي تحدث للمرة الأولى في لبنان فالضغوط الجوية المُرتفعة تقف حاجزا أمام المنخفضات الجوية"، وتابع: "العام الماضي انا قلت ان لبنان سيغرق نتيجة الأمطار وفعلا هذا ما حصل فشهدنا فيضانات واحتجز الناس في الطرقات بسبب السيول الجارفة واليوم انا أقول ان لبنان سيعاني من شح كبير في المياه".
ولفت إلى حصار جوي سيبدأ بعد 27 كانون الثاني سيؤدي إلى غياب الأمطار والثلوج والكتل القطبية وسنمر خلال 15 يوما بوضع سيئ ونكون بالتالي قد خسرنا 85 بالمئة من موسم الشتاء".
ويختم خنيصر بالقول: "نحن بحاجة لعواصف ومُنخفضات ضغطها ما بين 995 و1005 hpa ولكتل قطبية تؤدي إلى تساقط الثلوج وبالتالي الوضع حاليا صعب جدا والضغوط الجوية تُحاصر المنطقة بأكملها والآتي أسوا إذا استمرت الضغوط المرتفعة بهذا الشكل، ليس لنا حاليا الا الدُعاء لله لكي يتغير الوضع".
إذا نحن بانتظار "أن يبعت ربنا الخير" والا فسنكون أمام "كارثة" على أبواب فصل الصيف.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المرتفعات الجویة المنخفضات الجویة إلى ان ما بین
إقرأ أيضاً:
السلطات السودانية تدق ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد ضحايا الكوليرا.. ماذا يحصل؟
أعلنت السلطات السودانية، الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا وباء "الكوليرا" إلى أكثر من 1407 حالات وفاة، وذلك منذ آب/ أغسطس 2024. فيما أكدت وزارة الصحة السودانية، تسجيل 11 إصابة جديدة بوباء الكوليرا أمس الاثنين، بينها حالتا وفاة. وهو ما دقّ ناقوس الخطر بقلب البلد الذي يعاني سلفا من أزمات متتالية.
وعبر بيان لها، أوضحت وزارة الصحة السودانية: "ارتفع عدد الإصابات بالكوليرا إلى 52 ألف و517، بينها 1407 حالات وفاة".
وأبرزت أن "التدخلات لمكافحة الكوليرا أدت إلى انحسار معدل الإصابة والدخول بالمرض لمراكز العزل في أغلب الولايات عدا ولايتي القضارف (شرق) والنيل الأبيض (شمال)".
هنا السودان المعاناة المنسية المجاعة الاسوء على مستوى العالم في السودان
يوميا وفيات للأطفال بسبب المجاعة
لا يقتصر الأمر على ذلك وانتشار الاوبئة بسبب شرب مياه المستنقعات التي تسبب الملاريا وحمى الضنك
pic.twitter.com/8TNftd6RAB — Wolverine (@Wolveri07681751) December 19, 2024
الكوليرا.. وباءً في البلاد
مع استمرار المعاناة التي يكابدها السودانيون، جرّاء الحرب المتواصلة بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، أدّت لأكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية. أعلنت السلطات السودانية في 12 أغسطس الماضي، الكوليرا وباءً في البلاد.
آنذاك، قال وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم: "نعلن أن هناك وباء الكوليرا في السودان، نتيجة للأوضاع البيئية والماء غير الصالح للشرب في عدد من المواقع"، مبرزا أن القرار قد اتّخذ "بحضور كل المعنيين على المستوى الاتحادي ووزارة الصحة في ولاية كسلا ووكالات الأمم المتحدة وعدد من الخبراء، بعد عزل المايكروب خلال الفحص المعملي، وثبت أنه كوليرا".
وأشار إبراهيم إلى أنّ: "ولايتي كسلا والقضارف بشرق السودان هما الأكثر تضررا من الوباء"، من دون أن يحدد عدد الحالات التي تم رصدها. فيما دعت السلطات في ولاية كسلا، التي تبعد حوالي 480 كلم شرق العاصمة الخرطوم، وهي المتضررة بشكل خاص، المجتمع الدولي، إلى تقديم مساعدات "عاجلة" و"فورية".
وفي السياق نفسه، تداول عدد متسارع من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو توثق لتحول مستشفى كسلا الرئيسي، إلى ما وصفوه بـ"مستنقع من مياه الصرف الصحي التي أغرقت جناح الطوارئ بالكامل منذ يومين، ما تسبّب في إغلاق الجناح وترك المرضى في ظلام دامس، يعتمدون على الهواتف المحمولة لتلقي الإسعافات الأولية".
انتشار #حمى_الضنك في #السودان يزيد الوضع الصحي سوءاً، مع استقبال مستشفى كسلا لعشرات الحالات يومياً. #الاوبئة_تفتك_بالسودان #الصحة_العامة pic.twitter.com/CjrbxXfIsh — شريف عثمان (@shiryff) October 24, 2024
تجدر الإشارة إلى أن "الكوليرا" تعتبر عدوى إسهالية حادّة تنتج من تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا ضمة الكوليرا. ويتسبب المرض بالإسهال والجفاف الشديد الذي قد يؤدي إلى الوفاة خلال ساعات فقط.
إلى ذلك، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية، حنان بلخي، إنّ: "الحرب في السودان قد تزهق أرواحًا لا حصر لها إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لوقفها". مؤكدة أنّ: "الأطفال والأمهات يموتون بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية، في ظل انتشار الأوبئة وعرقلة الجهود الإنسانية".