تفاوض إيجابي بين الحزب والعهد حول ملف شمالي الليطاني
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
سادت أجواء غير تفاؤلية الأيام الماضية عندما تعثر تشكيل الحكومة حيث بدت التعقيدات التي تشوب هذا التشكيل مشابهة للتعقيدات التي مرت بها الحكومات السابقة، وعندما جرى تأجيل الانسحاب الاسرائيلي 18 يوما بطلب إسرائيلي وموافقة أميركية. وبدا المشهد وكأنه أخد باتجاه التشاؤم، لكن أوساطاً سياسية متابعة لا تزال تعتبر بأن هذه التعقيدات هي موقتة ومرحلية وستعود الأمور إلى نصاب التهدئة والانفراج فتتشكل الحكومة وينسحب الإسرائيليون في 18 شباط المقبل.
قد يكون هناك صلة بين التعثر الحكومي وتأجيل الانسحاب الاسرائيلي، بحسب أوساط سياسية، طالما أن واشنطن تمسك بمقاليد الملفين معاً، وحيث تم الاتفاق بين الجانبين اللبناني والأميركي على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك ملف الأسرى اللبنانيين. وكان واضحاً خلال الأسابيع الماضية محاولات تشكيل الحكومة قبل الانسحاب الاسرائيلي، فإذا تعذر التشكيل يتعذر الانسحاب، من زاوية أن التشكيل في مرحلة بقاء الجرح الجنوبي مفتوحاً من شأنه أن يشكل عاملاً ضاغطاً على "الثنائي الشيعي"، بينما حصول الانسحاب الاسرائيلي من شأنه أن يحسن في الموقع التفاوضي لحزب الله وحركة أمل، لذلك من المرجح، بحسب هذه الأوساط أن تشهد الاسابيع الثلاثة المقبلة تشكيلاً للحكومة واتماماً للانسحاب الإسرائيلي.
في واقع الحال، إن الحاجة للتهدئة موجودة عند الأميركيين والدولة اللبنانية وحزب الله، تقول هذه الأوساط، فالإدارة الأميركية تتخذ من التهدئة عنواناً عاماً للسياسة الشرق أوسطية، والمقصود هنا التهدئة العسكرية من دون أن يعني ذلك بالضرورة أبداً التهدئة على مستوى المواقف السياسية أو على مستوى سياسة العقوبات الاقتصادية، أما الدولة اللبنانية فتريد التهدئة بصورة ملحة تأكيداً على صدقية العهد وتدشيناً للمرحلة الجديدة التي يتحدثون عنها، في حين أن حزب الله من جهته يحتاج إلى التهدئة بشدة من أجل إطلاق عملية إعادة الاعمار وتأمين مصادر التمويل ويعتبر هذا الأمر من الملفات التي تضغط على الحزب بقوة والتي لا تحتمل المزيد من التباطؤ والتأجيل نظرا لارتداداتها السلبية عليه.
ان الكلام عن احتمالات التهدئة لا يلغي، بحسب هذه الأوساط، كون ملف شمالي نهر الليطاني ملفاً إشكالياً، من ناحية التفاهمات التي ستجري بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، ومسؤولو الحزب أعلنوا مراراً وتكراراً أن ورقة الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 تختص فقط بجنوب النهر أما شماله فهو على طاولة المعالجة بينه وبين الحكومة اللبنانية. ولغاية اللحظة يمكن القول، بحسب الأوساط نفسها، إن هذه المعالجة تجري بطريقة إيجابية مع العهد ومن دون ضجيج وبالطريقة التي تناسب الطرفين، علماً أن موضوع شمالي نهر الليطاني سيكون محل متابعة دقيقة من قبل الحكومة الإسرائيلية واللجنة الدولية الأمر الذي يثير مخاوف من أن تلجأ إسرائيل إلى استهدافات بين الحين والآخر بذريعة عدم قيام الجيش اللبناني بما هو مطلوب منه وفقاً للقراءة الاميركية - الاسرائيلية لورقة الاجراءات التنفيذية.
وتشدد مصادر معنية بملف الجنوب على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية بوصفها الضامن الذي يتيح للبنانيين إدارة المرحلة الشديدة التعقيد على النحو الذي يقلل من مستوى المخاطر ويتيح فعلاً الانتقال الى مرحلة جديدة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانسحاب الاسرائیلی
إقرأ أيضاً:
آلاف الزوار يتوافدون على ضريح نصر الله في لبنان.. جنسيات مختلفة
تحول ضريح الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله إلى مزار يستقطب آلاف الزوار من مختلف الدول، حيث يشهد محيطه حركة دائمة بين الثامنة صباحًا والعاشرة ليلًا، بحسب صحيفة النهار اللبنانية.
وبحسب الصحيفة، ازدحمت المنطقة المؤدية إليه وافتُتحت مضائف لخدمة الزوار في أجواء مشابهة لمراقد العراق حيث يتوافد إليه زوار من إيران والعراق وتركيا وتونس وباكستان، إضافة إلى عائلات الشهداء ووفود المدارس.
*فَاِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي وَاِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي..*
من أحياء مراسم دعاء كميل بن زياد جوار ضريح سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله ″قدّس سرّه″#إنا_على_العهد#طريق_٨٢ pic.twitter.com/QUNWTJ4iIM — Sarah Ghandour (@GhSara03021997) February 28, 2025
ونقلت عن المسؤولة الإعلامية في الهيئات النسائية في حزب الله بتول كرنيب قولها إنه من اللافت "الحرقة الكبيرة في قلوب الزوار، خصوصاً أمهات الشهداء اللواتي يستعظمن فقدان السيد أكثر من فقدان أولادهن"، بحسب تعبيرها.
ولفتت إلى أنه من بين الزوار من يتردد إلى المكان أكثر من مرة يومياً، وبعضهم يبقى في المكان لساعات.
وقُسّم محيط الضريح إلى قسمين، للرجال والنساء، يفصل بينهما ستار أسود، وبعد انتظار في طابور طويل، يمكن للزائر الدخول لقراء الفاتحة، أو وضع وردة، أو التبرك بالضريح، بحسب الصحيفة.
الأحد الماضي، جرت في العاصمة اللبنانية بيروت، مراسم تشييع الأمينين العامين السابقين لـ"حزب الله" حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اللذين اغتالهما الاحتلال الإسرائيلي، وسط حضور رسمي وشعبي حاشد.
وشارك الآلاف من كل المناطق اللبنانية في مدينة كميل شمعون الرياضية في تشييع نصر الله وصفي الدين، وفق وكالة الأنباء اللبنانية.
وذكرت الوكالة أن مدينة كميل شمعون الرياضية ومحيطها شهدت حشودا ضخمة حضرت من المدن العربية والعالمية للمشاركة في مراسم التشييع.
وشارك في التشييع رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، ووزير العمل محمد حيدر ممثلا رئيس الحكومة نواف سلام، وفق الوكالة الرسمية، بالإضافة لحشود رسمية وشعبية.