سادت أجواء غير تفاؤلية الأيام الماضية عندما تعثر تشكيل الحكومة حيث بدت التعقيدات التي تشوب هذا التشكيل مشابهة للتعقيدات التي مرت بها الحكومات السابقة، وعندما جرى تأجيل الانسحاب الاسرائيلي 18 يوما بطلب إسرائيلي وموافقة أميركية. وبدا المشهد وكأنه أخد باتجاه التشاؤم، لكن أوساطاً سياسية متابعة لا تزال تعتبر بأن هذه التعقيدات هي موقتة ومرحلية وستعود الأمور إلى نصاب التهدئة والانفراج فتتشكل الحكومة وينسحب الإسرائيليون في 18 شباط المقبل.



قد يكون هناك صلة بين التعثر الحكومي وتأجيل الانسحاب الاسرائيلي، بحسب أوساط سياسية، طالما أن واشنطن تمسك بمقاليد الملفين معاً، وحيث تم الاتفاق بين الجانبين اللبناني والأميركي على زيارة مرتقبة للوسيطة الأميركية مورغان لمتابعة ملف الاتفاق بين لبنان وإسرائيل بما في ذلك ملف الأسرى اللبنانيين. وكان واضحاً خلال الأسابيع الماضية محاولات تشكيل الحكومة قبل الانسحاب الاسرائيلي، فإذا تعذر التشكيل يتعذر الانسحاب، من زاوية أن التشكيل في مرحلة بقاء الجرح الجنوبي مفتوحاً من شأنه أن يشكل عاملاً ضاغطاً على "الثنائي الشيعي"، بينما حصول الانسحاب الاسرائيلي من شأنه أن يحسن في الموقع التفاوضي لحزب الله وحركة أمل، لذلك من المرجح، بحسب هذه الأوساط أن تشهد الاسابيع الثلاثة المقبلة تشكيلاً للحكومة واتماماً للانسحاب الإسرائيلي.

في واقع الحال، إن الحاجة للتهدئة موجودة عند الأميركيين والدولة اللبنانية وحزب الله، تقول هذه الأوساط، فالإدارة الأميركية تتخذ من التهدئة عنواناً عاماً للسياسة الشرق أوسطية، والمقصود هنا التهدئة العسكرية من دون أن يعني ذلك بالضرورة أبداً التهدئة على مستوى المواقف السياسية أو على مستوى سياسة العقوبات الاقتصادية، أما الدولة اللبنانية فتريد التهدئة بصورة ملحة تأكيداً على صدقية العهد وتدشيناً للمرحلة الجديدة التي يتحدثون عنها، في حين أن حزب الله من جهته يحتاج إلى التهدئة بشدة من أجل إطلاق عملية إعادة الاعمار وتأمين مصادر التمويل ويعتبر هذا الأمر من الملفات التي تضغط على الحزب بقوة والتي لا تحتمل المزيد من التباطؤ والتأجيل نظرا لارتداداتها السلبية عليه.

ان الكلام عن احتمالات التهدئة لا يلغي، بحسب هذه الأوساط، كون ملف شمالي نهر الليطاني ملفاً إشكالياً، من ناحية التفاهمات التي ستجري بين الحكومة اللبنانية وحزب الله، ومسؤولو الحزب أعلنوا مراراً وتكراراً أن ورقة الاجراءات التنفيذية للقرار 1701 تختص فقط بجنوب النهر أما شماله فهو على طاولة المعالجة بينه وبين الحكومة اللبنانية. ولغاية اللحظة يمكن القول، بحسب الأوساط نفسها، إن هذه المعالجة تجري بطريقة إيجابية مع العهد ومن دون ضجيج وبالطريقة التي تناسب الطرفين، علماً أن موضوع شمالي نهر الليطاني سيكون محل متابعة دقيقة من قبل الحكومة الإسرائيلية واللجنة الدولية الأمر الذي يثير مخاوف من أن تلجأ إسرائيل إلى استهدافات بين الحين والآخر بذريعة عدم قيام الجيش اللبناني بما هو مطلوب منه وفقاً للقراءة الاميركية - الاسرائيلية لورقة الاجراءات التنفيذية.
وتشدد مصادر معنية بملف الجنوب على أهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية بوصفها الضامن الذي يتيح للبنانيين إدارة المرحلة الشديدة التعقيد على النحو الذي يقلل من مستوى المخاطر ويتيح فعلاً الانتقال الى مرحلة جديدة.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الانسحاب الاسرائیلی

إقرأ أيضاً:

ولا ليوم واحد..حزب الله يرفض تمديد مهلة انسحاب إسرائيل من لبنان

أعلن أمين عام حزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، مساء اليوم الاثنين، رفض تمديد مهلة الـ 60 يوماً لانسحاب إسرائيل من لبنان، معتبراً أن الأمم المتحدة، وأمريكا، وفرنسا، وإسرائيل، مسؤولة عن أي تداعيات لهذا التمديد.

وقال قاسم مساء اليوم الاثنين: "على إسرائيل أن تنسحب بسبب مرور الستين يوماً ولا نقبل أي مبرر لتمديد يوم واحد، ولا نقبل أي مبرر بتمديد المهلة". وتابع "أي تداعيات تترتب على التأخير في الانسحاب تتحمل مسؤوليتها الأمم المتحدة وأمريكا وفرنسا وإسرائيل".


وفي مراجعة للحرب الأخيرة على لبنان قال قاسم: "الانكشاف المعلوماتي، وسيطرة العدو على الذكاء الصناعي، وسلاح الجو كانت من العوامل المؤثرة في الضربات التي وجهت لحزب الله، وهذه ثغرة كبيرة". بعد رفض إسرائيل الانسحاب..لبنان: 11 قتيلاً و80 جريحاً برصاص إسرائيلي - موقع 24قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 11 على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 80 بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار في جنوب البلاد يحاول المئات دخولها، الأحد، بعد أن رفضت إسرائيل الانسحاب منها.

وأضاف " نجري تحقيقاً لأخذ الدورس العبر، وما حصل استثنائي ومفاجئ، وما كان يجب أن يكون الانكشاف بهذه الطريقة".وأضاف أن "العدوان على لبنان كما على غزة كان عدواناً بدعم أمريكي غربي لا ضوابط له"، مشيراً إلى أن حزب الله وحلفائه  تصدوا لإسرائيل.
يذكر أن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أعلن في 26 نوفمبر (تشرين الثاني)  الماضي، ونص على انتشار الجيش اللبناني، والأمن اللبناني، في جنوب لبنان، وسحب إسرائيل قواتها تدريجياً،  من الجنوب خلال 60 يوماً.

 

مقالات مشابهة

  • 9 إصابات بنيران إسرائيلية والجيش اللبناني يستكمل انتشاره جنوب الليطاني
  • «ترامب» يعرض على موظفي الحكومة الفيدرالية الاستقالة.. حوافز مالية
  • أسباب إرجاء الانسحاب الإسرائيلي ميدانيا واستراتيجيا
  • لا أسماء ولا حقائب وزارية.. تأخر إعلان الحكومة اللبنانية الجديدة
  • هل تصمد التهدئة في لبنان؟
  • هل تصمد التهدئة في غزة ولبنان؟
  • ولا ليوم واحد..حزب الله يرفض تمديد مهلة انسحاب إسرائيل من لبنان
  • الحكومة اللبنانية.. علامة فارقة على الطريق !!
  • الحكومة الإسرائيلية: على حزب الله الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني