الشارقة— الوطن
يمكن لطلبة الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة ابتداءً من فصل خريف 2023 تحويل أفكارهم المبتكرة إلى حلول قابلة للتسويق تخدم الصناعات والمجتمعات من خلال برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية التابع لكلية الهندسة في الجامعة، حيث يعمل البرنامج كحاضنة لأفكار الطلبة يساعدهم على وضع تصوراتهم، وتطوير نماذج أولية، وتلقي تدريب في التخطيط المالي بما في ذلك إعداد الميزانيات وجذب التمويل، وإنشاء علامات تجارية لبدء التشغيل، وعرض أفكارهم على المستثمرين المحتملين في دولة الإمارات وخارجها.

كما يتضمن البرنامج سلسلة من ورشات العمل والندوات والمشاورات مع خبراء الأعمال لضمان تقديم تجربة تعليمية ريادية شاملة.

وأشار الدكتور لطفي الباشا، أستاذ الهندسة الكهربائية والمشرف على برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية، إلى أهمية البرنامج قائلاً: “نحن نعمل على تغيير عقلية الطالب في البرنامج من كونه مجرد عضو في مشروع جماعي جامعي إلى مؤسس لشركة ناشئة. يقدم البرنامج للطلبة نظرة شاملة لعملهم تتجاوز ما هو تقني بحيث يأخذون بعين الاعتبار وضع السوق والمنافسة وإمكانية تسويق منتجهم. إن برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية الخاص بنا متاح للطلبة لتطوير أفكارهم، فضلاً عن أن مختبراتنا ومرافقنا الحديثة متاحة لهم لإنشاء نماذجهم الأولية. كما أننا نقوم بتسهيل عمل الطلبة مع مسرعات الشركات الناشئة الكبرى مثل مجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار وغيرها في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة”.

ويحفز مجمع الشارقة للأبحاث والتكنولوجيا والابتكار، والذي يتميز بشراكته طويلة الأمد مع الجامعة الأمريكية في الشارقة، على إنشاء شركات ترتكز على المعرفة موفرًا موقعًا متطورًا للشركات والمؤسسات لتسهيل وصولهم إلى الأبحاث التي يتم إجراؤها في المدينة الجامعية بالشارقة. وتضم منظومة المجمع مقره الرئيسي والمختبرات ومراكز الابتكار، كما يستضيف مزيجًا من الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة والشركات الراسخة التي تركز على المساهمة في ثقافة البحث والتطوير والابتكار في المنطقة.

وقد تم إطلاق برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية، والذي تموله كلية الهندسة في الجامعة، بعد اختياره من بين مجموعة من المقترحات المقدمة من أعضاء الهيئة التدريسية لمبادرة أطلقها الدكتور فادي أحمد العلول، عميد كلية الهندسة، لتعزيز الخبرات التعليمية لطلبة الكلية وتعزيز المشاركة المجتمعية. ويعمل برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية بشكل وثيق مع مكتب نقل التكنولوجيا في مكتب وكيل الجامعة لحماية الملكية الفكرية لمنتجات الطلبة الهندسية والتكنولوجية.

البرنامج متاح لجميع طلبة الهندسة في جميع المستويات الأكاديمية ويستهدف الأفكار الجديدة وتلك التي تتناول احتياجات محددة في السوق، ويعمل الطلبة عن كثب مع مشرف البرنامج وبشكل وثيق مع المسرّعات والحاضنات ضمن أطر زمنية محددة ليتوج عملهم بعرض تقديمي بنهاية فصلي الخريف أو الربيع.

وقد بدأ البرنامج في انطلاقته بالعمل على ثلاثة مشاريع هي تطبيق وسيط لوجستي لحلول بريد وتوصيل سريعة وآمنة وفعالة واقتصادية، ونهج آلي لإدارة النفايات، وخدمة إدارة أكاديمية.

قال الدكتور الباشا: “إن أكثر ما أثار إعجابي في الطلبة الذين وقع الاختيار عليهم هو حماستهم وإيمانهم الراسخ بأفكارهم، وهي مشاعر أساسية لتحقيق النجاح. لقد راجعت أكثر من 20 مقترح ليقع الاختيار على المشاريع الثلاثة هذه. وقد قدم الطلبة الذين تم اختيارهم أيضًا خطة مالية أساسية دون أي تدريب مسبق لدعم عرضهم. إن المفاهيم الثلاثة مبتكرة وتلبي احتياجات مختلفة تمامًا في السوق”.

وتعمل طالبة الهندسة الصناعية علياء المطروشي على تطبيق أسمته “شيب أكس”، وهو تطبيق يلبي الاحتياجات اللوجستية للشركات الصغيرة والمتوسطة ويقدم حلولاً متقدمة تقوم بتمكين رواد الأعمال. قالت: “يعد برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية فرصة لا تعوض لاكتساب مهارات في ريادة الأعمال وأبحاث السوق وتطوير المنتجات والعمل بطرق تثريني سواء بصفتي طالبة أو اختصاصية محترفة. وإنني أتطلع إلى جلسات الإرشاد والاجتماعات وتكوين شبكة من المعارف وإلى تطوير منتج قابل للتسويق”.

أما فريق طلبة علوم وهندسة الكمبيوتر محمد فواز وعبد الرحمن شعيب وحفصة طاهر، فهو يركز على إحداث ثورة في قطاع إدارة النفايات من خلال تقديم حل آلي ذاتي العمل ومستدام. قال الطالب شعيب، المتحدث باسم الفريق: “إن تقنيتنا موجهة نحو جمع النفايات من مختلف البيئات وتصنيفها في مسارات إعادة التدوير المناسبة. يعد هذا الابتكار خطوة نحو خلق مدن ذكية أكثر استدامة. يقوم نظامنا، من خلال أتمتة جمع النفايات وفرزها، برفع كفاءة عمليات إعادة التدوير بشكل كبير، ويساهم بفعالية في معايير النظافة والصحة. كما أن المشروع يتماشى مع الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بشأن المدن والمجتمعات المستدامة. إن برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية بمثابة منصة انطلاق لطموحاتنا الريادية، فهو يسمح لنا بأن يكون لدينا تأثير على صناعة التكنولوجيا والاستدامة”.

ويقوم المشروع الثالث ضمن البرنامج والذي يعمل عليه الطلبة محمود درويش وقصي الطاه وجواد شيخ، على مبدأ إنشاء منصة مركزية للطلبة للوصول إلى فرص تعليمية وتجارب خارج الفصول الدراسية التقليدية، بحيث يمكن للطلبة اختيار الأنشطة والفرص التي تكمل تعليمهم وتربطهم بالخبراء ودعم تعلمهم مدى الحياة.

يعمل برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية أيضًا مع المنظمة الطلابية لتصميم وابتكار المنتجات الهندسية في الجامعة، والتي انطلقت في مايو 2023، حيث تعمل كحلقة وصل بين الطلبة والبرنامج.

قال محمد حسن، طالب الهندسة الكهربائية ورئيس المنظمة الطلابية لتصميم وابتكار المنتجات الهندسية: “إن هدفنا هو تحفيز ثورة في الابتكار داخل كلية الهندسة من خلال إنشاء منصة مميزة تمكن الطلبة من تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة ومربحة. نحن نريد أن نشجع الطلبة على التفكير بشكل مبدع واستكشاف حلول جديدة لتحديات العالم الحقيقي وتحويل الأفكار إلى مشاريع ملموسة ومؤثرة”.
ويعمل فريق المنظمة الطلابية حاليًا على تصميم منصة عبر الإنترنت ضمن كلية الهندسة لتلبية احتياجات الطلبة وأعضاء هيئتها التدريسية. كما من المقرر أن تنظم المنظمة الطلابية محاضرات وورشات عمل يقودها متخصصون متمرسون في هذا المجال وأعضاء من الهيئة التدريسية في كلية الهندسة لإلهام الطلبة والتعرف على الشركات والصناعات الرائدة.

قال حسن: “نحن ملتزمون بتقديم تجربة استثنائية عبر الإنترنت تعكس جوهر مجتمعنا وأهمية برنامج تصميم المنتجات الهندسية والتكنولوجية. كما أننا سنعمل على المزيد من المشاريع بمجرد بدء العام الدراسي لدعم البرنامج والطلبة بشكل أفضل”.

تعد كلية الهندسة في الجامعة الأمريكية في الشارقة من الكليات الرائدة في التعليم الهندسي في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد حصلت على اعتراف دولي لالتزامها بتوفير تعليم ذا جودة من خلال برامج البكالوريوس والدراسات العليا المرموقة.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: کلیة الهندسة من خلال

إقرأ أيضاً:

من شغف الصيانة إلى ريادة الأعمال.. عبدالله الراشدي يحول 200 ريال إلى مشروع زراعي ناجح

بدأ رائد الأعمال عبدالله بن محمد الراشدي في مشروعه من المنزل حيث كان يمارس هوايته في مجال التصليح والصيانة له ولأصدقائه، تطورت هوايته وفتح مشروعه الخاص فيه "زرع" برأسمال فقط 200 ريال عماني في عام 2010 وهو في عمر 17 عاما.

يتخصص مشروع "زرع" في بيع وصيانة المعدات الزراعية ومعدات صنع الأعلاف.

اعتمد مشروع زرع على خبرة الصيانة في مجال المعدات والمحركات بشكل عام، بعدها تطور المشروع ليصبح من المشاريع العمانية المعروفة في المعدات والآلات والأجهزة التي تستهدف احتياجات المزارعين.

وتحدث الراشدي عن تحديات المشروع وذكر منها التمويل والدعم المالي لتطوير المشروع وأيضا الوقت، مشيرا إلى أنه لم يحصل على دعم مادي من أي جهة حكومية أو خاصة ولكنه حظي بدعم من شركات من خارج سلطنة عمان.

وحول المشاركات المحلية والدولية التي شارك فيها ذكر الراشدي أنه شارك بمعرض دبي الزراعي، ومعرض أبوظبي الزراعي، ومعرض عمان الزراعي لثلاثة أعوام متتالية، ويحرص الراشدي على المشاركة في المعارض الدولية للترويج عن مشروعه وتبادل الرؤى والخبرات مع الشركات العالمية.

ومن ضمن طموحات الراشدي في المستقبل التوسع في المشروع وتطويره وإيصال المعلومات الزراعية ومدى أهميتها وكيفية إدارة المحاصيل الزراعية واستخدام المعدات المتخصصة للأفراد في المجتمع.

وأنهى الراشدي حديثه قائلا: "ريادة الأعمال ليست فقط لجني المال، بل أيضا لتقديم الفائدة للمجتمع ومساعدته، فهذا ما يجعل التاجر يحب عمله ويستمتع به".

مقالات مشابهة

  • برنامج إنقاذ الغذاء يمتد إلى الشارقة
  • 10 أبريل.. بدء التسجيل في جائزة ريادة الأعمال بالداخلية
  • أبريل المقبل.. بدء التسجيل في جائزة ريادة الأعمال بمحافظة الداخلية
  • «مهرجان الفرجان» يعزّز ريادة الأعمال لدى الأطفال
  • البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز مصادر المياه بالطاقة المتجددة
  • “برنامج إعمار اليمن” يعزز مصادر المياه في عدن وحضرموت باستخدام الطاقة المتجددة
  • مهرجان الفرجان يعزّز ريادة الأعمال لدى الأطفال عبر الهوامير الصغار
  • من شغف الصيانة إلى ريادة الأعمال.. عبدالله الراشدي يحول 200 ريال إلى مشروع زراعي ناجح
  • جامعة السُّلطان قابوس تطلق برنامج "آفاق" لقبول الطلبة الدوليين والعُمانيين
  • آفاق برنامج لقبول الطلبة الدوليين والعُمانيين في مرحلة البكالوريوس