رسالة من المستقبل لطرفي النزاع في السودان وخصوصا الإسلاميين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
الزمان الخامس عشر من شهر أبريل من العام 2028 الحرب في الخرطوم تدخل عامها الخامس.. الأطراف المتصارعة منهكة خبت في عينيها بريق النصر الخاطف وانحسرت آمال الحسم السريع... تخافتت أصوات البلابسة و انزوت خجلا وحشرجت حناجر الجغامسة وأصبحت الدعوة للحرب أسطوانة مشروخة لا تطرب أحدا.. و لحن جنائزيا لا يرغب شخصا عاقل في الاستماع اليه .
تزايدت حالات النزوح حتى غطت كل ارجاء الوطن واتسعت رقعة الحرب فشملت الغرب والشرق والشمال.. انهار النظام الصحي وأغلقت المستشفيات ....هجر الطلاب المدارس بعد أن أصبحت معسكرات لتدريب المستنفرين .
ارغم الدعم السريع الأطفال على القتال معه و قام الجيش بتسليح النساء للدفاع عن انفسهن.
أصبحت السيارات المحروقة و الدبابات المعطلة و بقايا قطع السلاح المعطوبة والمتناثرة في ميادين وساحات الأحياء و الحلال أدوات لهو ومتعه يلعب بها الأطفال ويقضي فيها معظم شباب الحلة أوقات سمرهم ..متحسرين على شباب لم يجد شي من فسحة الامل .
انفجرت الألغام المزروعة والقنابل والدانات الساقطة و خلفت قتلى و جرحى واهات وانات.
رائحة الموت منتشرة في كل مكان.. أجساد مسجيه في قارعة الطريق تنتظر من يقيم فيها سنة المسلمين دفنا وسترا... لا اكفان ولا حنوط ولا غسل... حتى الحفرة التي يتم حفرها تختلف عن طقوس الدفن المتعارف عليه عند المسلمين ليس هناك ود اللحد او قبر مستطيل ..فقط دائرة كبيرة حفرت على عجل كي تستوعب ما يمكن من الاشلاء
لا شواهد
لا معالم
فقط حفنات من تراب وطن توزع دمه بين القبائل.
صورة لفتاة عشرينية تلبس عباءة سوداء في بوست حزين.. نشر على الفيس بوك يخبر صاحبه ان هذه الجثة مجهولة الهوية وجدت على قارعة الطريق و قد تم إجراء اللازم والرجاء من يتعرف عليها ان يبلغ أهلها انها قد مضت إلى ربها.. وقطعا لا ندري ما وراء القصة ولكن اتركها لمخيلة القارئ.
انه الموت الأعمى يتجول في المدينة يحصد الأنفس دون أن تختلف صورة مجيئه كيف و اين ومتى
ربما دانة او قذيفة سقطت على سقف المنزل
او طلق ناري ورصاصة تسللت بسرعة و سكنت قلبا كان ينبض بالحياة قبل دقيقة في حوش البيت
او اغتصاب جماعي قام به مجموعه من الجنود او الدعامة فمع طول امد الحرب أصبحت كل الوجوه والافعال تتشابه .
وربما دونما سبب ......فالموت يعلم أن ليس ثمة من سيعيره أي اهتمام متى ما أتى.
أصبح الناس لا يبالون أوقعوا علي الموت ام وقع عليهم
وكما قال شاعرنا الفز صلاح احمد إبراهيم واصفا صبر شعبنا المكلوم في مواجهة الردى
أي شيء أقسى من الموت
فهذا قد عرفنا أمره وكشفنا سره
اخر العمر كفن من طرف السوق وشبرا في المقابر
اضحى الموت سمبلة دون ادنى سبب او قضية
والدفن صار على عجالة تقلصت طقوس الدفن قدر الإمكان حتى لا يلحق الدافن بالمدفون..
و اختزلت مراسم العزاء واختصرت لان المعزي لا يامن على نفسه نوائب الطريق.
هناك خبر سار لقد قرر الطرفان وقف اطلاق النار والانخراط في مفاوضات مباشرة دون أي شروط مسبقة
يا اخونا مش كان احسن لو اتخذنا القرار دا في 2023 قبل خمسة سنوات بدل الموت الحصل بالجملة دا والبلد الراحت في خبر كان دي.
yousufeissa79@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حرب السودان.. صراع على السلطة أم مؤامرة ضد الدولة؟
إن فوكس
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@hotmail.com
الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023 ليست مجرد صراع تقليدي بين جيش نظامي ومليشيا خارجة عن السيطرة، بل هي أقرب إلى مسرحية سيئة الإخراج تديرها وتحرك خيوطها قوى ظلامية تسعى لإعادة السودان إلى عهود الاستبداد والهيمنة الأيديولوجية. هذه الحرب لم تكن وليدة اللحظة، بل جاءت كنتيجة لتحركات مدروسة بدأت منذ سقوط نظام البشير عام 2019، حين أدركت الحركة الإسلامية أن أدوات القمع المباشر فشلت في احتواء الثورة السودانية، وأن استمرار الانتقال الديمقراطي يعني نهايتها الحتمية.
ما يميز هذه الحرب هو حجم الفوضى الممنهجة والانتهاكات غير المسبوقة بحق المدنيين، حيث لم تسلم منها القرى والمدن، المساجد والخلاوي، المدارس والجامعات، الوزارات والسفارات، بل وحتى السجلات الوطنية والمرافق العامة التي تعكس هوية السودان وتاريخه. لم يكن هذا التدمير عشوائيًا، بل يبدو كجزء من مخطط يهدف إلى إعادة تشكيل السودان وفق رؤية القوى التي أشعلت الحرب.
الحملة الإعلامية المصاحبة لهذه الحرب، بما تتضمنه من فيديوهات عنصرية تحريضية تُظهر الانتهاكات من كلا الطرفين، ليست مجرد توثيق للأحداث، بل هي جزء من استراتيجية منظمة تهدف إلى تكريس حالة العداء والانقسام داخل المجتمع السوداني، وتصوير البلاد على أنها غير قابلة للحكم المدني، مما يسهل إعادة إنتاج نموذج حكم عسكري–إسلاموي جديد.
منذ انقلاب 25 أكتوبر 2021، ظهر جليًا أن قيادات الحركة الإسلامية لم تستسلم لخسارتها السلطة بعد سقوط البشير، بل شرعت في إعادة ترتيب أوراقها داخل الجيش والأجهزة الأمنية، وسعت لاختراق الدعم السريع، لضمان أن يكون طرفا الحرب في النهاية خاضعين لتأثيرها. فبعد أن فشل انقلاب البرهان – بدعم من فلول النظام المباد – في قمع الحراك الشعبي وإنهاء مطالب الحكم المدني، أصبح إشعال الحرب هو الخيار الوحيد أمام الحركة الإسلامية لضمان استمرار نفوذها في المشهد السياسي السوداني. وبذلك، فإن الحرب الحالية ليست مجرد صراع بين الجيش والد**عم السريع، بل هي حرب صممت خصيصاً لمنع قيام دولة مدنية، وتفتيت أي مشروع وطني جامع قد يُنهي عقوداً من سيطرة الإسلاميين على السودان.
الحرب لم تسفر فقط عن مقتل الآلاف وتشريد الملايين وسرقة ممتلكاتهم ومدخراتهم، بل خلقت واقعًا جديدًا تتضاءل فيه فرص استعادة الدولة الوطنية. فمع استمرار القتال، تترسخ سلطة أمراء الحرب، وتتوسع رقعة الفوضى، ويزداد تغلغل المجموعات المتطرفة والجماعات الإجرامية في المشهد. وبذلك، فإن المستفيد الأكبر من هذه الفوضى هم أولئك الذين يسعون إلى إعادة إنتاج نموذج الدولة الأمنية التي تسيطر عليها الأيديولوجيا الدينية والقمع العسكري ولذا يريدون إستمرارها . بالقمع القضائي، ولا علاقة له بالحق والحقيقة والعدالة، إن من يقف وراء ذلك يلحقون بأنفسهم العار الأخلاقي والوطني والإنساني، فهم الذين نهبوا الدولة وأفلسوا الشعب وتنازلوا عن سيادة الوطن وثرواته وأنفصل جنوب السودان عن شمالة، وفارقنا الحبيب (منقو زمبيري ) فراق الطريفي لجملو ومنقو عاش من يفصلنا وها هم يغطون جرائمهم بتلفيقات لقمع الحريات.
ما يجري في السودان اليوم هو معركة وجودية بين قوى تريد إرساء حكم مدني ديمقراطي، وأخرى لا ترى في السودان سوى ساحة لتجاربها الفاشلة في الحكم عبر العنف والإرهاب الفكري والعسكري. لقد بات واضحًا أن الحركة الإسلامية، بعد أن أدركت استحالة العودة إلى السلطة عبر الوسائل التقليدية، لجأت إلى آخر أسلحتها: الحرب الشاملة التي تضمن لها موطئ قدم في مستقبل السودان، ولو على أنقاض الدولة نفسها. لكن رغم كل ذلك، فإن الشعب السوداني الذي أسقط أعتى الدكتاتوريات لا يزال قادرًا على إفشال هذه المخططات، شريطة أن يدرك أن المعركة ليست بين جيش ودعم سريع، بل هي بين مشروع وطن ديمقراطي، ومشروع فوضى تسعى من خلاله قوى الظلام للبقاء في المشهد إلى الأبد وتمارس إنتهاكات فظيعة بعد تحرير مدني إستبشرنا خيرا بخروج أوباش الجن**جويد الذين مارسوا كل أساليب البرابرة والمغول قتل بلا رحمة ونهب واغتصاب.
إذا اختلفت مع المؤيدين للحرب العبثية المدمرة تطالك التهم المجانية متعاون عميل وخائن ودعامي وقحاتي وهكذا مع البقية من لا يعجبه كلامك سيتهمك بما ليس فيك فالمشهد أصبح واضحا أن هذه قادة المليشيات تريد استمرار الحرب من أجل مصالحهم السياسية وعودة (مشروعهم الحضاري ) الذي لم يكتمل فوق الأشلاء والجماجم..
ظهور صفحات وهمية وجداد إلكتروني ولايفاتية ومنقبين وقونات على مواقع التواصل الإجتماعي مهمتهم التضليل والكذب والتركيز على كل من يقول لا للحرب عميل خائن دعامي قحاتي وتقدم المفترى عليها حاصة للدعا**مة والكل يعلم أن الدع**م السر**يع حاضنتهم البندقية shoot to kill
الجيش السوداني جيش الوطن ولا يوجد سوداني يتمنى هزيمته فهو صمام أمان الوطن وحامي الأرض والعرض ولكن المليشيات الإسلامية تبع النظام المباد التي تقاتل مع الجيش لم تلتزم بأوامر القادة وتقوم بقتل المواطنين العزل وشاهدنا مقطع فيديو لأفراد منهم في مدينة ودمدني عند دخول الجيش إليها مارسوا نفس سلوك الجن**جويد بل تفوقوا عليها بالوحشية الداعشية البربرية والكل شاهد المناظر المقززة التي لا تمت للإنسانية بصلة جز الرؤوس والإعدام رمياً بالرصاص بتهمة التعاون مع الدعا**مة دون محاكمة وما يقومون به رسالة إلى الثوار وكل من يطالب بالحرية والديمقراطية على قول الكمرد مناوي .. (السماء ذات البروج) . .
ضبابية النهايات والفوضى الميدانية وتشابه ألوان الكاكي والكدمول تنذر المشهد المعقد باحتمالات لا يحمد عقباها قد تفتح الباب أمام تهجير المواطنين (كلاكيت ثاني) سيشكل نقطة تحول في الحرب تؤدي إلى إجراءات ضاغطة من قادة المليشيات الإسلامية لإفشال أي مسار يقود إلى سلام وفي نفس الوقت المواطن خلاص استوى و(لاك الصبر) والجمر ولم يعد يحتمل المزيد من والمعاناة.. ولازم تقيف وحتقيف.
ما يسمى كتيبة البراء ثورة ديسمبر المجيدة ليس (تفحيط).. تعد من أعظم الثورات في تاريخ النضال سطرها الشباب (الديسمبريون) بصدور عارية بدمائهم وتضحياتهم وأسقطوا نظام الدكتاتور البشير الذي جثم على صدور السودانيين ثلاثين عاماً .. حتماً ستعود ديسمبر
يدور كلام كثير أن الطرفين متفقين بخارطة وحدود للعبتهما بميزان دقيق في حدود .. والانتصارات السريعة التي حققها الجيش في سنجة وجبل موية والدندر ومدني والمصفاة وسلاح الإشارة والوتيرة المتسارعة في إنسحابات الدع**م السر**يع. من هذه الأماكن يعزز من فرضية الاتفاق والمسموح به في اللعبة.. والشعب السوداني يعول على إسكات البندقية بمنبر جدة وتنتهي الحكاية.
الحرية للإعلامي خالد بحيري
الحرية للحكم منصور
المجد والخلود للشهداء .. والدولة مدنية وإن طال السفر .. لا للحرب وألف لا
لك الله يا وطني فغداً ستشرق شمسك