صدى البلد:
2025-03-03@10:35:18 GMT

الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"أرى بعض الناس يصلون ركعتين ويقولون: "أُصَلِّي لله ركعتي الشُّكْر"، فأرجو بيان هل هناك فرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر؟". 

لترد دار الإفتاء موضحة: أن "سجود الشكر" سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا، وهي مشروعة من حيث كونها قُرْبةً؛ لا سيما وأنَّ الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وإذا كانت هذه السجدة مشروعة عند حصول سببها، فإنَّ المسلم إذا فعل ما هو أعلى منها رُتْبة في الفَضْل والأجر لكان حَسَنًا، كصدقةٍ أو صلاةٍ، لكن لا يُسَمِّي منها شيئًا بإضافته إلى الشكر، فليس هناك صلاة مخصوصة تُسَمَّى بصلاة الشكر، وإنما يُسَنُّ إمَّا سجود الشُّكْر بسببه، أو ما يقوم مقامه كصلاةٍ أو صدقة أو نحوهما مِن سائر الطاعات.

كيفية سجود الشكر وسببه وأدلته

سجود الشكر سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.

وقد أوجب الله تعالى على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقَرن سبحانه الذكر بالشكر في كتابه الكريم حيث قال: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، ووعد الله تعالى بنجاة الشاكرين من المؤمنين وجزائهم خير الجزاء حيث قال: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 147]، وقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145]، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].

ولوجوب شكر نعمة الله تعالى على عباده شُرِعت سجدة الشكر عند حدوث نعمةٍ أو دفعِ بليةٍ، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الشيء يُسَرُّ به خَرَّ ساجدًا شُكْرًا لله تعالى» رواه أبو داود، والترمذي -واللفظ له-، وابن ماجه في "سننهم".

وروى الإمام أحمد في "المسند" بسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوجَّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرَّ ساجدًا فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قد قَبض نفسَه فيها، فدنوتُ منه فجلستُ، فرفع رأسه، فقال: «من هَذا؟»، قلت: عبد الرحمن، قال: «ما شأنك؟»، قلت: يا رسول الله، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال: «إنَّ جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: مَن صَلَّى عليك صليتُ عليه، ومَن سَلَّم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عزَّ وجل شكرًا».

وروى أبو داود بسنده عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عَرْوَزا -بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الواو، هضبة الجحفة عليها الطريق بين مكة والمدينة- نزل فرفع يديه فدعا الله تعالى ساعة ثم خر ساجدًا فمكث طويلًا، ثم قام فرفع يديه ساعة ثم خر ساجدًا فمكث طويلا، ثم قام فرفع يديه قال: «إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، فخررت لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر، فخررت ساجدًا لربي».

حكم سجدة الشكر والفرق بينها وبين صلاة الشكر

لهذه الأحاديث -السابقة- وغيرها ذهب الشافعية والحنابلة ومحمد وأبو يوسف من الحنفية -وعلى قولهما الفتوى في مذهب الحنفية- إلى أَنَّ سجدة الشكر من السُّنَن المستحبة، على خلافٍ بينهم وبين المالكية القائلين بالكراهة -في المشهور عندهم. ينظر: "رد المحتار" لابن عابدين (2/ 119، ط. دار الفكر)، و"حاشية الدسوقي على الشرح الكبير" (1/ 308، ط. دار الفكر)، و"مغني المحتاج" للخطيب الشربيني (1/ 447، و"الإنصاف" للمرداوي (2/ 200، ط. دار إحياء التراث العربي).

وسبب الخلاف بينهم نظرتهم لسجدة الشكر هل هي عبادة مقصودة أم لا؟ فمَن ذهب إلى قَصْديتها وكونها قُرْبة قال بسُنِّيَّتها، ومن نَظَر إلى عدم قَصْديتها وعدم كونها قُرْبة نَفَى السُّنِّيَّة، أو نَفَى المشروعية مطلقًا. وأيًّا يكن الخلاف: فإنَّ سجدة الشكر لا تخرج عن كونها مشروعةً، فالكراهة -عند مَن قال بها- وإن كان فيها اللومُ على الفعل والحَثُّ على عدم الإقدام عليه، إلَّا أنَّ الأصوليين نَصُّوا على أنَّها لا تخرج عن دائرة المشروعية، بمعنى عدم تَرتُّب الإثم الأخروي، والمعنى مِن ذلك أنَّ المسلم لا يَلْحقه الإثم في فِعْلها.

وإذا كانت هذه السجدة مشروعة عند حصول سببها، فإنَّ المسلم إذا فعل ما هو أعلى منها رتبة في الفضل والأجر، أو ضَمَّ إليها صلاة أو صدقة لكان حَسَنًا، لكن لا يُسَمِّي منها شيئًا باسم الشكر، أي: صدقة الشكر، أو صلاة الشكر، بل ينوي بهذا الفعل التطوع لله عز وجل على حصول سبب هذا التطوع من حدوث النِّعَم أو دفعِ البلايا، وهذا المعنى هو ما نَصَّ عليه الإمام محيي الدين النووي في "المجموع" (4/ 69، ط. دار الفكر) حيث قال: [لو تَصدَّق مَن تجدَّدت له النعمة، أو اندفعت عنه النِّقْمة، أو صَلَّى شكرًا لله تعالى كان حَسَنًا، يعني: مع فعله سجدة الشكر] اهـ.

وزاد ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (2/ 217، ط. المكتبة التجارية) على هذا المعنى أنَّه: [لو ضَمَّ للسجود صدقةً أو صلاةً كان أولى، أو أقامهما مقامه فحَسَنٌ] اهـ.

قال الشِّرْواني مُحَشِّيًا: [قد يوهم أنَّه ينوي بالصلاة الشكر، لكن في "ع ش" -حاشية الإمام الشبراملسي على نهاية المحتاج- خلافه، عبارته قوله: "أو صلاة"، أي: بنية التطوع، لا بنية الشكر؛ أخذًا مما ذَكَره في الاستسقاء من أنَّه ليس لنا صلاة سببها الشكر] اهـ.

الخلاصة
بناء على ذلك: فـ"سجود الشكر" سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا، وهي مشروعة من حيث كونها قُرْبةً؛ لا سيما وأنَّ الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وإذا كانت هذه السجدة مشروعة عند حصول سببها، فإنَّ المسلم إذا فعل ما هو أعلى منها رُتْبة في الفَضْل والأجر لكان حَسَنًا، كصدقةٍ أو صلاةٍ، لكن لا يُسَمِّي منها شيئًا بإضافته إلى الشكر، فليس هناك صلاة مخصوصة تُسَمَّى بصلاة الشكر، وإنما يُسَنُّ إمَّا سجود الشُّكْر بسببه، أو ما يقوم مقامه كصلاةٍ أو صدقة أو نحوهما مِن سائر الطاعات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزيد ا لله تعالى سجود الشکر سجدة الشکر الله تعالى صلاة الشکر کان ح س ن ا لله عز وجل رسول الله عند حصول أو صلاة ساجد ا

إقرأ أيضاً:

ثبوت رؤية الهلال وغدًا غرة شهر رمضان المبارك

د.كهلان الخروصي: على المسلمين أن يغتنموا هذا الموسم الطيب لغرس الألفة والتآخي فيما بينهم ونبذ أسباب الفرقة والعصبيات

أعلنت اللجنة الرئيسية لاستطلاع رؤية هلال شهر رمضان لهذا العام 1446هـ ثبوت رؤية الهلال، وقد ورد إلى اللجنة ما يفيد رؤية الهلال وعليه قررت أن يكون اليوم هو غرة شهر رمضان المبارك.

وعقدت اللجنة اجتماعها اليوم برئاسة معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وعضوية فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان، وسعادة المهندس خالد بن هلال البوسعيدي وكيل وزارة الداخلية، وسعادة أحمد بن صالح بن سفيان الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وفضيلة الشيخ محمد بن سالم الأخزمي قاضٍ بالمحكمة العليا، وفضيلة عبد الرحمن بن عبد الستار الكمالي قاضٍ بالمحكمة العليا، وفضيلة محمد بن سالم النهدي قاضٍ بالمحكمة العليا، وذلك لتلقي ما يرد إليها من بلاغات عن رؤية الهلال لتحديد بداية شهر رمضان لهذا العام. وحسبما وضحته التقارير الفلكية التي أجريت من قبل دائرة الشؤون الفلكية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن القمر كان في مرحلة الاقتران الجمعة عند الساعة 4:45 صباحا بالتوقيت المحلي لسلطنة عُمان، وغربت الشمس يوم الجمعة عند الساعة 6:09 مساء، ونزل القمر عند الساعة 6:40 مساء، أي أن القمر نزل بعد غروب الشمس بحوالي 30 دقيقة، ويبعد عن الشمس بمقدار 7 درجات، وعلى ارتفاع عن الأفق الغربي بمقدار 6 درجات، وشدة إضاءته بلغت 0.45 %، وكانت الشمس في برج الدلو منزلة سعد الأخبية، والقمر في برج القوس منزلة سعد الأخبية.

وبهذه المناسبة الكريمة العطرة تتشرف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن ترفع خالص التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - ضارعين إلى المولى - جلَّ جلاله - أن يُعيده عليه مرات عديدة وأزمنة مديدة وهو ينعم بالصحة والعافية والعمر المديد، وعلى عُمان الطيبة بالرفعة والعزة وعلى الأمة الإسلامية باليمن والبركات؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كما ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان كلمة قال فيها: "إن اللجنة الرئيسة وأعضاءها يتشرفون برفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله تعالى ورعاه، سائلين المولى القدير أن يعيد عليه هذه المناسبة أعواما عديدة وأزمنة مديدة وأن يجعل هذا الشهر هو شهر خير وبركة وعز ورفعة لجلالته ولشعبه ولوطنه".

وأضاف: "كما نهنئ الشعب العماني والمسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها بهذه المناسبة العطرة، ونسأل الله تعالى أن يجعل هلالنا هلال خير وبركة وأمن وإيمان وسلم وسلام، وننتهز هذه الفرصة لنذكر المسلمين جميعا بموسم الطاعات، هذا شهر رمضان، شهر الصيام والقرآن والقيام الذي أودع الله فيه من اللطائف والمنن والبركات والخيرات ما لا ينبغي لمسلم أن يفوته، وما فيه من أسباب التآخي والتآلف وإعزاز أمرهم وعلو شأنهم ما لا مزيد عليه، فينبغي للمسلمين أن يغتنموا هذا الموسم الطيب المبارك في أن يغرسوا في نفوسهم ألفة إخوانهم المسلمين والتآخي فيما بينهم، ونبذ أسباب الفرقة والعصبيات وما يشتت أمرهم ويضعف شأنهم، فإن الله تبارك وتعالى قد جعل لهم في فريضة الصيام، وفي اختيار هذا الشهر الذي أنزل فيه القرآن هدايات ورحمات لا يسوغ لهم أن يفوتوا منافعها ولطائفها ومننها عليهم فإن ذلك من أداء حق هذه العبادة ومن شكر الله عز وجل".

وقال: "نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الشهر هو شهر إعزاز للحق ودفع للظلم وأن ينصر إخواننا المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها في غزة وفلسطين وسائر بلاد المسلمين، وأن يكتب النصر والتمكين وأن يبعد عنهم كل مكروه وسوء وأن يعيد على هذه الأمة هذه المناسبة بالأمن والخير والبركات إنه تعالى على كل شي قدير، هنأ الله الجميع وأعاننا الله فيه على الصيام والقيام وتلاوة القرآن والتقرب إليه بما يحب ويرضى وتسلم منا رمضان متقبلا إنه تعالى سميع مجيب".

مقالات مشابهة

  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • دعاء صلاة التراويح في رمضان.. احرص عليه في ليالي الشهر الكريم
  • اختلاف كبير.. الفرق بين أتى وآتى في آيات القرآن الكريم
  • دعاء اليوم الثاني من رمضان.. تعرف عليه
  • «رمضان» شهر التقوى والمغفرة
  • موعد سحور ثاني يوم رمضان.. تعرف عليه
  • نائب أمير الشرقية يرفع الشكر للقيادة على دعمهم لحملة جود المناطق 
  • أمير حائل يرفع الشكر للقيادة على تبرعها السخي لحملة جود المناطق في نسختها الثانية
  • ثبوت رؤية الهلال وغدًا غرة شهر رمضان المبارك
  • خطبة الجمعة الأخيرة من شعبان.. أسامة فخري: الوجود يتشوق إلى ليالي شهر رمضان .. ولا شيء في الدنيا يعادل قيمة الوطن والمحافظة عليه