الجزيرة:
2025-03-09@13:57:33 GMT

لماذا تعد ساحة الأمويين مفتاح حكم سوريا؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

لماذا تعد ساحة الأمويين مفتاح حكم سوريا؟

دمشق– فجر يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي لم يقتنع السوريون والعالم بسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد حتى شاهدوا أفواج المحتفلين رفقة الفصائل تصل إلى ساحة الأمويين أبرز ساحات العاصمة دمشق وترفع شارات النصر والعَلم السوري الجديد.

ولا تعد ساحة الأمويين عقدة مواصلات حيوية بالنسبة لدمشق فحسب وإنما نقطة تتجمع حولها معظم المقار السيادية والأمنية ومفاتيح قوة النظام المخلوع على مدار عقود حكمه وحتى في عهد من سبقه إلى حكم سوريا.

فما تلك الأهمية الكبرى التي تجعل من تلك البقعة المزينة بالورود أهم ساحة في البلاد وتحدد هوية من يحكمها؟

ساحة الأمويين تتوسط النصب التذكاري للسيف الدمشقي (يمين) ومبنى وزارة الدفاع والمكتبة الوطنية (الجزيرة) موقع إستراتيجي

إذا وقفت وسط الساحة الأشهر في البلاد ووضعت خلفك جبل قاسيون المطل على دمشق وحي المهاجرين الواقع على سفحه سيواجهك مبنى ضخم هو الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون التي تبث منها القنوات الإذاعية والتلفزيونية الرسمية منذ عقود كما تم إذاعة بيان سقوط النظام منها.

وخلف المبنى الضخم تقع إدارة الأمن الجنائي وبقربه إدارتا الجمارك العامة والقضاء العسكري وكذلك المربع الأمني الذي يضم إدارات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.

وعند وقوفك في نفس النقطة تجد إلى يسارك مبنى وزارة الدفاع وكذلك هيئة الأركان العامة للجيش ويلتصق بهما مبنى القيادة القُطرية لحزب البعث الحاكم سابقا ومبنى آمرية الطيران، وفي نفس الجهة يشرف على الساحة كل من دار الأوبرا والمعهد العالي للفنون المسرحية، واجهتا سوريا الثقافيتان الحديثتان. كما تجد إلى يمينك حديقة تشرين إحدى أكبر حدائق سوريا.

إعلان

وتقع ساحة الأمويين أيضا على أول أوتوستراد المَزة المؤدي إلى منطقة السفارات ومطار المزة العسكري ومن الطرف الآخر تقع المكتبة الوطنية الضخمة (مكتبة الأسد سابقا) والطريق المؤدي إلى حي المهاجرين الذي كان يضم منزل الرئيس المخلوع وكذلك الطريق المؤدي إلى حي المالكي الراقي.

مكانة قديمة

ولم ترتبط أهمية ساحة الأمويين بالرئيس المخلوع بشار ووالده حافظ (حكم سوريا ما بين 1971 إلى 2000) وإنما كانت لها مكانة حتى قبل وصولهما إلى حكم سوريا.

يقول المؤرخ والباحث المهتم بتاريخ دمشق عماد الأرمشي إن ساحة الأمويين التي أنشئت مطلع خمسينيات القرن الماضي تقع في التقاء شارع شكري القُوَّتلي مع طريق بيروت في منطقة كانت تدعى قديما "صدر الباز".

ويضيف الأرمشي للجزيرة نت أن الساحة أنشئت نهاية ربيع عام 1951 حين أمر العقيد أديب الشيشكلي رئيس الأركان العامة ورئيس المجلس العسكري الأعلى بنقل القيادة العامة للجيش من مقرها القديم بساحة يوسف العظمة عند بوابة الصالحية (مكان فندق الشام حاليا) إلى منطقة "صدر الباز" على الضفة المقابلة لنهر بردى بين شارعي شكري القوتلي والمهدي بن بركة.

ويشير المؤرخ إلى أن ساحة الأمويين أضحت تدريجيا تؤلف عقدة (ملتقى أو ربط) مواصلات رئيسية، ويعود سبب تسميتها تيمّنا بالازدهار الذي شهدته دمشق عندما كانت عاصمة للعالم الاسلامي في العهد الأموي، وقد نظّمت هذه الساحة في السجلات الرسمية بمحافظة دمشق على مرحلتين عام 1970 و1981 وأصبحت الساحة أهم وأكبر الساحات في دمشق وسوريا ككل.

ويلفت الأرمشي إلى أن إنشاء الأبنية حول الساحة وفي محيطها توالى خلال العقود الماضية حتى باتت معظم المقرات الرسمية السيادية في الدولة تطل عليها أو تؤدي إليها، وعلى كتفها يقع أيضا النصب التذكاري لمعرض دمشق الدولي والمعروف بالسيف الدمشقي والذي بات رمزا لدمشق وشعارا للتلفزيون الرسمي خلال السنوات الماضية.

مبنى التلفزيون السوري المطل على ساحة الأمويين بدمشق (الجزيرة) حصن منيع

بدوره، قال الخبير العسكري عثمان كضيِّب إن ساحة الأمويين اكتسبت أهميتها الإستراتيجية منذ عقود بداية من إنشاء هيئة أركان الجيش السوري على كتفها في خمسينيات القرن الماضي وعمل النظام المخلوع على تعزيز هذه المكانة وجعلها تقع ضمن تجمع للمقار السيادية والأمنية التي بنيت تدريجيا في محيطها وذلك لإحكام القبضة الأمنية عليها.

إعلان

وأضاف كضيب، وهو عقيد متقاعد في الجيش مقيم في دمشق على مقربة من ساحة الأمويين، أن النظام حرص خلال سنوات الثورة ألا تصل أي مظاهرة إلى الساحة لأن ذلك يعني ضعفه واهتزاز صورة حكمه فحافظ على صورتها كسد منيع تطل عليه كاميرات التلفزيون الرسمي المصوبة إليها على مدار الساعة حتى في وقت كانت تخرج ضده مظاهرات بعشرات ومئات الآلاف في أرياف دمشق وباقي المحافظات السورية، وذلك لإظهار أن الحياة طبيعية وبقي كذلك حتى قبل ساعات من سقوطه.

وأشار الخبير العسكري إلى أن النظام حرص على إحاطة الساحة والمحاور الـ12 الواصلة إليها بحواجز أمنية دائمة خلال السنوات الماضية تقوم بتفتيش السيارات وحتى المارة في بعض الأحيان لضمان عدم حدوث أي خلل أمني.

ولفت إلى أن الساحة تعتبر أهم ساحة في سوريا عسكريا وإستراتيجيا انطلاقا من المنطقة الواقعة فيها وتضم قيادات الجيش والأجهزة الأمنية وحزب البعث وأذرع النظام الإعلامية الرسمية، ولوقوعها على طريق بيروت وكذلك على مقربة من مطار المزة العسكري ومنزل الرئيس المخلوع، ولذلك كان وصول الثوار إليها إيذانا بسقوط النظام حتى قبل إعلان سقوطه رسميا على شاشات التلفزيون.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ساحة الأمویین حکم سوریا إلى أن

إقرأ أيضاً:

مهندسو سوريا يؤكدون دعمهم للجهود الحكومية في الحفاظ على وحدة البلاد ‏وسيادتها

دمشق-سانا‏

نظمت نقابة المهندسين اليوم وقفة تضامنية، دعماً للجهود السياسية والعسكرية ‏التي تتخذها الحكومة السورية لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار البلاد، ‏وعلى رأسها مكافحة القوى الإرهابية، والتصدي للمؤامرات الرامية إلى ‏زعزعة السلم الأهلي.‏

ودعا المشاركون في الوقفة التي جرت أمام دار المهندسين بدمشق إلى ‏ضرورة وقف التدخلات والانتهاكات الخارجية في الأراضي السورية، ‏ومحاسبة جميع المتورطين في بث الفتن وزرع الفوضى، لينالوا العقاب ‏العادل وتعزيز التماسك المجتمعي والحفاظ على السلم الأهلي.‏

وأدان المشاركون في بيان تلاه نقيب المهندسين مالك حاج علي ‏محاولات الأعداء للنيل من أمن واستقرار سوريا، والتشويش على مسيرة ‏التقدم وإعادة الإعمار، التي يقودها الشعب السوري بدعم من مؤسسات ‏الدولة الشرعية.‏

وأشار البيان إلى ضرورة التكاتف والتمسك بوحدة الوطن، والعمل على ‏حماية سوريا من ‏التدخلات أو المشاريع الهدامة التي تهدف إلى زعزعة أمنها ‏وسلامة أبنائها، لافتاً إلى معاناة السوريين من آثار الفوضى والمؤامرات التي ‏استهدفتهم، ورفض المهندسين السوريين لأي محاولات لضرب الاستقرار، أو ‏عرقلة جهود التعافي الوطني. ‏

وأوضح رئيس فرع دمشق المهندس أيمن الحافظ في تصريح لمراسل سانا أن ‏الوقفة جاءت للتأكيد على وحدة خيار السوريين خلف القيادة السياسية في ‏توجهاتها نحو السلام، وتعزيز التكاتف الوطني.‏

من جهته لفت نقيب مهندسي ريف دمشق المهندس أكرم طعمة إلى أن ‏الأعمال التخريبية التي شهدتها بعض المناطق الساحلية مؤخراً تهدف إلى ‏المساس بوحدة البلاد وسلامة أراضيها.‏

بدوره أكد مسؤول العلاقات العامة في تجمع المهندسين السوريين الأحرار ‏في تركيا المهندس فريد البلخي أن التجمع يقف داعماً للجهود الحكومية في ‏إعادة الأمن والاستقرار لسوريا، والعمل على دفع عجلة التنمية قدماً.‏

مقالات مشابهة

  • مهندسو سوريا يؤكدون دعمهم للجهود الحكومية في الحفاظ على وحدة البلاد ‏وسيادتها
  • إيرانيون ينتقدون النظام: أموالنا تذهب إلى حماس وحزب الله والعراق وأفغانستان
  • الجيش الإسرائيلي يداهم مواقع في سوريا ويدمر "وسائل قتالية"
  • بعد أنباء عن قتل مدنيين : دمشق تؤكد نيتها منع الأعمال الانتقامية في محافظة اللاذقية
  • لماذا باتت السويداء عقدة للإدارة السورية الجديدة؟
  • إيران ورهان العودة إلى سوريا
  • أهالي حماة يحتشدون في ساحة العاصي دعماً لقوات وزارة الدفاع والأمن العام
  • إزالة علم سوريا وتلميحات من نتنياهو.. ماذا يحدث في السويداء؟
  • مدير الاستخبارات السورية يحذر "الحمقى" من فلول النظام السابق
  • سوريا.. عودة 200 ألف نازح إلى مناطقهم الأصلية بريف دمشق