شبكة انباء العراق:
2025-03-02@20:42:43 GMT

الأبناء السفلة

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

ولدت، ولم تمض سوى بضع شهور وإذا بوالدي يغادر الحياة من المستشفى في بغداد، ولم يكن الوقت كافيا لتنطبع صورته في ذاكرتي، وواجهت الحياة فقيرا كادحا أبحث عن حياة بين ركام الخوف واليتم، وعدم اليقين من تحقق أي من تلك الآمال التي بدأت تكبر معي، وترتسم مثل أشباح تتراءى لي في الفضاء القريب والبعيد، وحين أسير في الطرقات، أو حين أتمدد فوق سطح ماكان يسمى بيتا، وهو ليس ببيت في ليالي الصيف، وأسمع في الراديو لمغن يقول.

.
سمراء ياحلم الطفولة
يامنية النفس العليلة
كيف الوصول الى حماك
وليس لي في الأمر حيلة

كانت السماء تغدق علي بالنجوم، وتتراءى لي الأبراج من بعيد وسط الظلام. فلم يكن الفضاء قد تلوث بعد بالأضواء المصطنعة التي تشع في الليل البهيم، وكنت أسمع لهم قولا.. النظر في السماء ليلا يقوي البصر، ويضعف العقل. وللوهلة الأولى كنت أظن الضعف في العقل إنه الجنون، ولكني فهمت إنه إجهاد للعقل لأن العين ترى، والعقل يتأمل، ويفكر، ويحسب، ويسهب في الحساب، والنظر في قدرة الخالق العظيم.
حين كبرت، ولم أسجل لوالدي أية ذكرى في نفسي حتى لو توهما فهو غير موجود، ولو كان بيده شيء لفعل الكثير من أجلي، قررت أن أتصدق عنه بكل عمل خير أقوم به، أو قول حسن أقوله، وبرغم كل العذابات لم أجرؤ على التفكير، ولو لمرة أن والدي كان مسؤولا عن تلك العذابات، فالمشيئة هي من أوجدتني، ووالدي لم يكن سوى سبب، ومازلت أدعو له بالرحمة والمغفرة من الله.
أشعر بالرعب حين أشاهد برامج تلفزيونية، أو أسمع قصصا عن عقوق الأبناء لآبائهم الذين لم يغادروا الحياة مبكرا كما هو الحال مع والدي، بل عملوا بجد حتى أوصلوهم الى مراتب عالية. فمنهم المهندسين والأطباء والتجار وأصحاب المصالح، ولكنهم تخلوا عنهم ووضعوهم في دور العاجزين، أو تركوهم يعيشون لوحدهم مع المرض، ومنهم من إستجاب لسلطان الزوجة التي لاترغب في العيش مع الأبوين في منزل واحد بحثا عن الراحة. وهولاء يمثلون جيل الثمانينيات ونهاية السبعينيات، والسؤال ماذا سيفعل الجيل الحالي واللاحق ومايليه والمنغمس في الماديات بالآباء والآمهات؟ وحينها أتذكر حياة الحيوان. فالحصان يجري ويجري، ويقفز الحواجز، ويخوض السباقات، ويفرح به صاحبه، ولكنه حين يمرض، أو يصاب بالعجز يطلق عليه رصاصة الرحمة.. فهل الأم، أو الأب هما حصان منته الصلاحية؟

هادي جلومرعي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

«رقمنة الحياة» تضيء على خطط الحوسبة السحابية

نظمت «دبي الرقمية» على مدار يومين فعالية رقمنة الحياة، تحت شعار «التعاون من أجل الابتكار»، بمشاركة نخبة من الخبراء وصناع القرار من القطاعين الحكومي والخاص، لمناقشة التحديات الرقمية الكبرى، وابتكار حلول تدعم التحول الرقمي وتعزز الاقتصاد القائم على البيانات.
واستعرض اليوم الأول استراتيجية دبي الرقمية، مسلطاً الضوء على خطط التحول الرقمي، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي لبحث تطوير المواهب الرقمية، وتعزيز البنية التحتية السحابية، ورقمنة الخدمات والعمليات.
أما اليوم الثاني فشهد التركيز على أهمية اقتصاد البيانات وتطوير تجارب المدن الرقمية ومبادرات مستقبلية لتحقيق رقمنة شاملة للحياة في دبي.
وأكد حمد عبيد المنصوري، مدير عام دبي الرقمية، أن الهدف هو تسريع التحول الرقمي لتعزيز تنافسية دبي عالمياً، مشدداً على أهمية التعاون بين القطاعين لإزالة العوائق ودعم الاقتصاد الرقمي.
كما أعلن تشكيل مجموعة عمل مشتركة لمتابعة تنفيذ التوصيات، مع استمرار عقد لقاءات مستقبلية لضمان تحقيق الأهداف المشتركة.
وتضمنت الفعالية جلسات ملهمة حول تجارب رقمية ناجحة عالمياً، من بينها تجربة إستونيا في التحول الرقمي، إضافة إلى مناقشات تفاعلية حول آليات التحفيز، وتبادل البيانات، وتعزيز الذكاء الاصطناعي.
(وام)

مقالات مشابهة

  • البطريرك الراعي: الصلاة في زمن الصوم بمثابة "رفع العقل والقلب إلى الله"
  • نجوى كرم: دروس الحياة تبدأ من العائلة.. والطعام يُطهى بالحب والالتزام
  • لماذا توقفت الحياة في تركيا للاستماع إلى بيان أوجلان؟
  • جحود الأبناء.. ابن يتخلص من والده ويشعل النيران بجسده بإحدى قرى الدقهلية
  • نقابة صيادلة الإسكندرية تكرم 76 طالبًا من الأبناء المتفوقين للأعضاء
  • في اتصال مع السفير البابوي في لبنان.. شيخ العقل يطمئن على صحة البابا
  • حجتزى متقال يطرح قاع الحياة خلال أيام.. تفاصيل
  • الحريات ومسئولية الاختيار.. الانحيازات الحضارية والعقلية في مؤلفات مفسري القرآن الكريم
  • فلسفة الحياة والزمن
  • «رقمنة الحياة» تضيء على خطط الحوسبة السحابية