ما زال الرئيس دونالد ترامب يفاجئ العالم بالقرارات غير المسبوقة في تأريخ الرؤساء الأمريكيين والإدارات الأمريكية المتعاقبة، قرارات ليست تقليدية ومغايرة للنسق الذي يتبعه الرؤساء خصوصاً في بداية حكمهم، بالإضافة إلى بعض المقترحات المتعلقة بقضايا سياسية معقدة ومزمنة مثل القضية الفلسطينية.
فاجأ ترامب العالم والعرب بتصريحه للصحافيين داخل الطائرة الرئاسية قبل أيام، عن وجهة نظره بترحيل فلسطينيي غزة خارج القطاع، إلى مصر والأردن، وحين سأله الصحافيون هل يعني بذلك ترحيلاً مؤقتاً أو دائماً، أجاب بما معناه أن كليهما واردان.حسناً، يجب أن نتذكر أن ترامب قدم نفسه خلال حملته الانتخابية كرجل سلام، وقد أكد أنه لو كان موجوداً في البيت الأبيض لما حدثت حرب غزة، وقد قام بالفعل بدور هام بالضغط على إسرائيل قبل دخوله البيت الأبيض لتنفيذ صفقة وقف إطلاق النار وتسليم الرهائن، ما أدى إلى استبشار المراقبين أنه سيمضي في جهوده لتخفيف التوتر في المنطقة والمساعدة على تطبيق صيغة للسلام الدائم تحفظ حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وفق قرارات الشرعية الدولية، لكن فكرته بترحيل الفلسطينيين من غزة إلى خارجها تبعث القلق في تعاطيه القادم مع المشكلة الفلسطينية والسلام في المنطقة، لأنها تضرب في عمق أحد أهم حقوق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
فكرة ترامب قوبلت بالرفض الفوري عبر بيانات رسمية شديدة اللهجة من مصر والأردن، يرافقها رفض شعبي عربي واسع، وبالتأكيد فإن الدول العربية المؤيدة لحق إقامة الفلسطينيين دولتهم على أرضهم ترفض هذه الفكرة التي تقوّض أحد الأركان الأساسية للقضية الفلسطينية، وقد أثبت سكان غزة عملياً رفضهم للفكرة ببدء عودة الآلاف منهم إلى شمال القطاع، رغم كل الظروف الصعبة المحيطة بهم وتعنت الاحتلال الإسرائيلي في تسهيل عودتهم.
مختصر الكلام، أن إدارة الرئيس ترامب يجب أن تعي جيداً أن فكرة التهجير تحت أي ذريعة مرفوضة عربياً، والانحياز لإسرائيل بشكل غير موضوعي في قضية عربية جوهرية مزمنة لن يخدم السلام في المنطقة، وإذا كان ترامب قد قدم نفسه كراعي سلام ومانع للحروب فإنه لا يوجد حل سوى الارتهان لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وبدون ذلك سوف تستمر الأزمة وتزداد تعقيداً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية اتفاق غزة عودة ترامب
إقرأ أيضاً:
ألمانيا تُبدي رفضها لترحيل الفلسطينيين من غزة
قالت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين، إنه من الضروري بقاء السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك تعقيبًا على تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب شأن القطاع.
في وقت سابق، دعا ترامب إلى أن تستقبل كل من الأردن ومصر مزيداً من الفلسطينيين، وهو ما أثار ردود فعل واسعة من قبل العديد من الدول والمنظمات الدولية.
إيطاليا تعلق على خطة ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين: "خطوة مثيرة للجدل"
في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اقترح فيها إعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأردن ومصر، علقت الصحف والسياسيون الإيطاليون على هذه الخطة، واصفين إياها بأنها "مثيرة للجدل" وقد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع في المنطقة.
وكان ترامب قد صرح خلال مؤتمر صحفي على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" يوم السبت 25 يناير 2025، قائلًا: "نحن نتحدث عن مليون ونصف المليون شخص، ونحن بحاجة إلى تنظيف المنطقة وإعادة بنائها". وأضاف أن هذه الخطوة يمكن أن تكون "مؤقتة أو دائمة"، مشيرًا إلى أن الأردن ومصر يمكن أن تلعبا دورًا رئيسيًا في استضافة الفلسطينيين.
ردود الفعل الإيطالية:
غطت الصحف الإيطالية، مثل "يورونيوز" و"أنسا"، هذه التصريحات بشكل واسع، حيث أشارت إلى أن خطة ترامب تهدف إلى "تنظيف غزة" من خلال نقل سكانها إلى دول عربية مجاورة. ونقلت الصحف عن ترامب قوله إن غزة "أصبحت موقعًا للدمار"، مؤكدة أن هذه الخطة قد تثير موجة جديدة من الجدل في المنطقة والعالم.
كما علق بعض السياسيين الإيطاليين على الخطة، معربين عن قلقهم من تداعياتها على استقرار المنطقة. وأكدوا أن أي حل لأزمة غزة يجب أن يحترم حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير، وأن يتم عبر مفاوضات سلام تضمن حقوق جميع الأطراف.
خلفية الأزمة:
تأتي تصريحات ترامب في ظل هدنة هشة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي توقفت خلالها العمليات العسكرية بعد أسابيع من القتال العنيف الذي خلف دمارًا هائلًا في غزة. وأكد ترامب أنه قام بإلغاء حظر إرسال القنابل الكبيرة إلى إسرائيل، والتي كانت قد أوقفتها إدارة بايدن السابقة في محاولة للحد من الخسائر المدنية.
مستقبل غزة:
في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن حلول دائمة لأزمة غزة، تبقى خطة ترامب مثيرة للجدل، خاصة في ظل رفض الفلسطينيين وأغلب الدول العربية لأي حلول تتضمن نقلهم من أرضهم. ومع استمرار المفاوضات حول الهدنة، يبقى مستقبل غزة وشعبها محل تساؤلات كبيرة.