هذه #أزمة #أكبر #من_حكومة _ #ماهر_أبوطير
خسر آلاف الأردنيين وظائفهم بعد المقاطعة التي جاءت على خلفية الحرب على غزة، وهي مقاطعة يواصلها كثيرون حتى مع توقف الحرب، بعد التصنيف السياسي والشعبي.
مع هؤلاء خسارة وظائف بسبب تعليق الدعم الأميركي من خلال الوكالة الأميركية للتنمية USAID، وهو دعم معلق لمدة ثلاثة أشهر، وقد يستمر وقد لا يستمر، في قطاعات تنموية ترتبط بالتعليم والصحة وغيرها من قطاعات، ولا أحد يعرف ماذا سيحدث هل سيواصل هؤلاء أعمالهم في المشاريع لعل الدعم يعود، وإذا عاد بعد ثلاثة أشهر هل سيحصلون على رواتبهم عن فترة التوقف، أم سيتم إنهاء أعمالهم، منذ هذه الأيام، لأن تعاقدهم الأساسي هو مع الوكالة وليس مع الحكومة الأردنية، مثلما أن هناك أعدادا تعمل مع مؤسسات المجتمع المدني، التي بدأ بعضها بإغلاق الوظائف بعد تلقيهم ايميلات تجفيف الدعم.
يضاف إلى ما سبق خسارة وظائف بسبب أضرار قطاع السياحة، وتراجعها بشكل حاد، وإغلاق منشآت سياحية، وكل هذا بسبب الحرب وتأثيرها على الشرق الأوسط عموما، يضاف إلى ما سبق إنهاء وظائف بسبب رفع الحكومة الحد الأدنى للأجور، وهي خطوة حميدة لكن بعض القطاع الخاص في الأردن لم يعجبه الأمر، فقرر التخلص من بعض موظفيه، حتى يتمكن من تأمين زيادة الثلاثين دينارا، لبقية موظفيه، إذا التزم بالتعديل أصلا.
مقالات ذات صلةالذي تفهمه مبدئيا أننا في الأردن نشهد خسارة للوظائف المفتوحة، ولا نشهد توليدا لوظائف جديدة، وهذا يعني أن هناك أزمة كامنة في تجاوب القطاع الخاص عموما مع كل الظروف التي استجدت علينا، سواء ما تسببت به الحرب، أو ما عشناه أساسا قبل الحرب من بطالة وفقر وتدفق الخريجين، أو انخفاض الأجور، أو كساد بعض القطاعات، وتراجعها ماليا.
هذه أزمة أكبر من حكومة، ومن رئيس حكومة، ومن وزير، ومن مجرد الكلام والصراخ تحت قبة البرلمان، وهي الأزمة التي لا يمكن التهوين منها حين يكون بيننا مئات آلاف الخريجين بلا عمل، بل وينضم إليهم عاطلون جدد كانوا يعملون أساسا، وخسروا أعمالهم بسبب الظرف الإقليمي، أو بسبب التراجعات الاقتصادية، أو حتى إرهاق القطاع الخاص بالضرائب والرسوم وتغير السياسات الاقتصادية كل فترة، والتقلب في التوجهات.
القصة هنا ليست قصة إدانة أحد، لكن لا يعقل أن نواصل التفرج هكذا، على كل المشهد، لأن الأزمة تتضاعف يوما بعد يوم، وهنا لا بد أن يقال إن المراهنة مثلا على عودة السوريين إلى بلادهم، قد تكون مراهنة صحيحة جزئيا، وستؤدي إلى الاستبدال في العاملين، وتشغيل الأردنيين، لكن من جهة ثانية يجب أن نقر أن العمالة السورية لم تنافس العمالة الأردنية أصلا، ونافست العمالة المصرية في قطاعات كثيرة، وقياس أثر عودة السوريين يجب أن يكون دقيقا، لأنهم مثلما كانوا ينافسون ويعملون، فإن عودتهم أيضا ستؤدي إلى خفض الإيجارات، وتراجع الاستيراد، وتأثر التجار الذين توسعت أعمالهم بسبب نشوء كتلة اجتماعية جديدة تتجاوز الملبون وثلاثمائة إنسان ينفقون ويتحركون ويعيشون أيضا.
أزمتنا في الموارد البشرية أزمة طاحنة، وهي أزمة توجب التخلص من محددات التعامل معها، لأننا لا يمكن أن نستمر بذات المعالجة، والحديث فقط عن أزمات الإقليم واتهامها بكونها السبب وراء كل شيء، خصوصا، أن مشاكلنا سبقت أزمات الإقليم، ولم تبدأ فقط من زمن الثورة السورية، أو حرب غزة، أو أي حرب مقبلة على الطريق في هذا المشرق.
علينا أن نجد حلا جذريا لمئات آلاف الأردنيين الذين لا يعملون، أو يعملون بأجور منخفضة حتى لا نكون أمام أزمة اجتماعية حادة تزيد الجريمة، وتعصف بالقيم حين يسود الجوع والحرمان، مثلما علينا أيضا أن نعزز الاستدارة إلى الداخل الأردني وشؤونه، حتى لا نبقى في حالة ركون إلى المسببات المعلنة، أي ظرف الإقليم، فيما بيوت الأردنيين تعاني بشدة، وهي مهمة أساسية، لا بد من أن نجد حلا لها، خصوصا، مع تعقيدات الحياة، وحتى الظرف الإقليمي، بما يعنيه من نماذج تطل برأسها علينا في ظل بيئة داخلية مرهقة ومتعبة جدا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: أزمة أكبر من حكومة
إقرأ أيضاً:
رسميًا.. الجيش الملكي يشكو بيراميدز لـ "كاف" بسبب أزمة حضور جماهيره
قدم نادي الجيش الملكي شكوى رسمية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «كاف» منذ ساعات، ضد فريق بيراميدز المصري، بسبب عدم دخول جماهير الفريق المغربي لمدرجات ملعب الدفاع الجوي، حيث أقيمت مباراة ذهاب ربع نهائي أبطال إفريقيا بين الفريقين، وانتهى بفوز السماوي 4-1.
الجيش الملكي يشكو بيراميدز في بيان رسمي
وقال الجيش الملكي في بيان رسمي: «أصر بيراميدز على دخول 100 مشجع من أنصار الجيش الملكي فقط، ثم اكتفى بإضافة 100 أخرى»، بينما أكد النادي المغربي في بيانه الصادر صباح اليوم الأربعاء «أن ذلك يخالف لوائح كاف التي تمنح ما لا يقل عن 5% من السعة الإجمالية للملعب للفريق الضيف، وهو ما حدده الجيش الملكي بـ1500 مشجع».
وتضمن البيان:تحيي إدارة نادي الجيش الملكي كافة أنصار الفريق الأوفياء الذين تنقلوا بأعداد كبيرة إلى القاهرة لدعم فريقنا في مباراته ضد نادي بيراميدز في إطار ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، أنها قامت بجميع الإجراءات اللازمة لضمان حصول الجماهير على حقها المشروع في الولوج إلى الملعب وفقا للوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF).
وتؤكد، منذ الاجتماع الفني الذي عقد يوم 31 مارس 2025، أبلغتنا إدارة بيراميدز أنهم خصصوا 100 تذكرة فقط لجماهير الجيش الملكي، وهو ما لا يتماشى مع لوائح CAF التي تنص على تخصيص ما لا يقل عن 5% من السعة الإجمالية للملعب لجماهير الفريق الضيف، أي 1500 تذكرة على الأقل.
إثر ذلك، قامت إدارة الجيش الملكي بمراسلة الاتحاد الإفريقي وإدارة بيراميدز للمطالبة بتصحيح هذا الوضع غير القانوني.
وقد أصدرت CAF توجيها رسميا يطلب من نادي بيراميدز توفير مزيد من التذاكر لتجنب أي مخاطر أمنية. إلا أن إدارة بيراميدز لم تمتثل لهذا القرار واكتفت فقط بإضافة 100 تذكرة إضافية، مما يعني حرمان مئات المشجعين من دخول
الملعب.
إن هذه الممارسات غير المقبولة خصوصا في مرحلة متقدمة من البطولة مثل ربع النهائي تعكس عدم احترام لقوانين المسابقة والجماهير التي سافرت من المغرب لدعم فريقها.
كما أن منع مئات المشجعين من دخول الملعب وتركهم خارجه يشكل خطرا أمنيا كبيرا، إذ كان من الممكن تفادي أي توتر أو مشاكل أمنية لو تم الالتزام باللوائح التنظيمية المعتمدة.
علاوة على ذلك، فإن هذا التصرف يتنافى مع القوانين والأعراف الرياضية التي تهدف إلـى توطيد العلاقات بين الأندية وتعزيز الروح الرياضية بين الفرق والمتابعين.
إن مثل هذه الممارسات لا تضر فقط بسير المسابقة بل تمس أيضا بمبادئ الاحترام والتعاون التي تجمع مختلف مكونات كرة القدم الإفريقية.
لذلك، قامت إدارة الجيش الملكي بتقديم شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) ضد نادي بيراميدز بسبب هذا التجاوز، مطالبة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات التي تضر بروح المنافسة واللعب النظيف.
نقدر دعمكم المستمر ونؤكد أننا لن نتوانى في الدفاع عن حقوق جماهيرنا أينما كانت كــرة القدم هي فرحة للجميع ويجب أن تتمكن كل الجماهير من دعم فرقها في أجواء عادلة وآمنة.