تحليل بقلم الزميل بـCNN، تيم ليستر 

(CNN)-- أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على اقتراحه بـ "تطهير" غزة عن طريق نقل الفلسطينيين الذين يعيشون هناك إلى الأردن ومصر، وهي خطة أثارت فزع بعض الحلفاء ولكن سرعان ما تبناها اليمين المتشدد في إسرائيل.

وبعد أن طرح الفكرة لأول مرة، السبت، قال، الاثنين، عن سكان غزة: "أود أن أجعلهم يعيشون في منطقة حيث يمكنهم العيش دون اضطراب وثورة وعنف كثيرًا"، ولم يحدد ما إذا كانت هذه الهجرة ستكون طوعية، ووفقاً للأمم المتحدة، فإن التهجير القسري للمدنيين "يمكن أن يشكل جريمة حرب و/أو جريمة ضد الإنسانية".

وأضاف ترامب، الاثنين: "أعتقد أنه يمكنك جعل الناس يعيشون في مناطق أكثر أمانًا وربما أفضل كثيرًا وربما أكثر راحة"، ورغم عدم صدور أي رد من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن الفكرة لقيت استحسان السياسيين الإسرائيليين من اليمين المتشدد.

وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، الذي يقود الحزب الصهيوني الديني، إن ترامب أقر بأن غزة هي "أرض خصبة للإرهاب"، و"ليس هناك شك في أن تشجيع الهجرة على المدى الطويل هو الحل الوحيد الذي سيجلب السلام والاستقرار" لسكان إسرائيل وتخفيف معاناة السكان العرب في غزة.

وأضاف سموتريتش، الذي يشغل أيضا منصبا وزاريا في وزارة الدفاع، إنه يعمل على خطة لتنفيذ رؤية ترامب، وقال: "عندما يريد (ترامب) شيئا، فإنه يحدث"، ويدعو سموتريش إلى ما يسميه "الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم" منذ عام 2023.

لكن فكرة التهجير، سواء كانت طوعية أو غير ذلك، مروعة بالنسبة للأردن ومصر ومن المرجح أن تكون مثيرة للقلق بالنسبة للحلفاء العرب الآخرين للولايات المتحدة، مما يهدد عقوداً من الإجماع الدولي حول حق الفلسطينيين في وطنهم، وقال أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، الأحد: "الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين.. رفضنا للترحيل ثابت وغير قابل للتغيير".

وقال ترامب إن ترحيل الفلسطينيين قد يكون مؤقتًا أو "طويل الأمد"، لكن المنتقدين العرب يزعمون أن إسرائيل لم تسمح للفلسطينيين مطلقًا بالعودة إلى الأراضي بمجرد إزالتها، ولم تفكر مصر ولا الأردن في أن تكونا طرفا في تكرار "النكبة" الفلسطينية في عام 1948، فقد أُجبر ما يقرب من 700 ألف فلسطيني على ترك منازلهم عندما ولدت دولة إسرائيل، والتكرار الثاني سيكون بمثابة التغاضي عن التطهير العرقي ودعمه.

وكما تأمل الدنمارك أن يتخلى ترامب عن أفكاره بشأن سيطرة الولايات المتحدة على غرينلاند، فإن الدول العربية المعتدلة ستصلي من أجل أن ينسى الرئيس الأمريكي نقل سكان غزة.

ولم تغب المقارنة عن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي قال في مقابلة مع سكاي نيوز، الثلاثاء، إن "فلسطين لا يمكن حذفها ولا يمكن طرد الفلسطينيين.. اقتراحي: بدلاً من الفلسطينيين، حاولوا طرد الإسرائيليين إلى غرينلاند.. خذهم إلى غرينلاند حتى تتمكن من اصطياد عصفورين بحجر واحد".

السعودية والإمارات

يبدو من المرجح أن تجتمع الأردن ومصر مع حلفائهما في الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتشكيل جبهة موحدة، وحتى الآن، ظل السعوديون والإماراتيون صامتين علناً بشأن خطة ترامب، كما لم يقل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني شيئًا عن مكالمته مع ترامب، السبت، لكن الديوان الأردني أصدر بوضوح قراءة لمكالمته، الاثنين، مع وزير الخارجية الجديد، ماركو روبيو، والتي ربما كانت محاولة للحد من الأضرار.

وذكر البيان أنهما بحثا سبل "تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين… وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، فضلا عن الحرص على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن مختلف القضايا".

وكان الرد من القاهرة أكثر إثارة للحيرة، إذ نفى مسؤول مصري رفيع أن يكون الرئيس عبدالفتاح السيسي قد تحدث مع ترامب، رغم تأكيد الأخير الاثنين أنهما تحدثا، ورفض ترامب الإفصاح بشكل مباشر عما إذا كان للرئيس المصري رأي بشأن استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين، وقال ترامب إنه "في جزء صعب للغاية من العالم، لأكون صادقًا، كما يقولون، إنها منطقة صعبة، لكنني أعتقد أنه قادر على فعل ذلك".

وأضاف المسؤول المصري أن القراءات بين الرئيس المصري ورؤساء الدول يتم نشرها عند حدوثها، ولم تعلق الرئاسة المصرية نفسها على أي مكالمة ولم يصدر البيت الأبيض قراءات، ويبدو أيضًا أن ترامب قد أشار إلى الاعتقاد السائد بين بعض الإسرائيليين بأن غزة ليست أرضًا فلسطينية حقًا على أي حال.

وقال، الاثنين: "كما تعلمون، عندما تنظرون إلى قطاع غزة، تجدونه جحيما لسنوات عديدة، ويبدو أن الحضارات المختلفة بدأت هنا، وبدأت قبل آلاف السنين"، ويتناسب هذا تماماً مع وجهة نظر أشخاص مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتامار بن غفير، الذي يقود حزب القوة اليهودية.

ومن شأن تصريحات ترامب أيضًا أن تشجع الفكرة بين بعض الجماعات اليمينية الإسرائيلية مثل نشالا، والتي مفادها أنه يجب على إسرائيل إنشاء مستوطنات في غزة، وقالت دانييلا فايس، التي تقود نشالا، لشبكة CNN العام الماضي: "ولا عربي، أنا أتحدث عن أكثر من مليوني عربي، لن يبقوا هناك/ نحن اليهود سنكون في غزة".

المساعدات الخارجية كوسيلة ضغط محتملة

فبعد عام من الاضطرابات التحويلية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط، فإن مجرد فكرة احتمال نقل ملايين الفلسطينيين من منازلهم قد تشكل مصدراً لمزيد من عدم الاستقرار، وقال السيسي في وقت سابق إن استقبال سكان غزة سيهدد اتفاق السلام المصري مع إسرائيل بسبب خطر استئناف بعضهم قتال الدولة اليهودية من داخل حدود بلاده.

والخطر وجودي بالنسبة للأردن الذي يستضيف أكثر من مليون لاجئ من الدول المجاورة بالإضافة إلى حوالي 2.4 مليون لاجئ فلسطيني مسجل، والواقع أن أكثر من نصف سكانها ينحدرون من أصل فلسطيني، وستتغير ديمغرافيتها بفعل تدفق آخر. لكن الأردن لا يستطيع أن يرفض فكرة ترامب تماماً، فالدولة ذات الموارد القليلة، بلغ عجز ميزانيتها لعام 2023 5.1% من ناتجها الاقتصادي، وخمس قوتها العاملة عاطلون عن العمل، وتعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية وهي ثاني أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد إسرائيل، حيث تم تسليمها أكثر من 1.7 مليار دولار في عام 2023.

لقد تحرك ترامب بالفعل لوضع المساعدات الخارجية والتعريفات الجمركية في قلب السياسة الخارجية التي كانت مبادئها الأولى أكثر عصاً من الجزرة، ولن يضيع ذلك على الحكومتين الأردنية والمصرية الواقعتين الآن في مرمى النيران، وتعد مصر ثالث أكبر متلق للمساعدات الأمريكية في المنطقة، حيث تم تسليمها 1.5 مليار دولار في عام 2023.

وقال ترامب عن السيسي، الاثنين، في إشارة إلى سكان غزة: "أتمنى أن يأخذ بعضًا منهم.. نحن نساعدهم كثيرًا، وأنا متأكد من أنه يستطيع مساعدتنا، فهو صديق لي".

وإذا أصر ترامب على الفكرة، فإن احتمال توسيع اتفاقيات إبراهيم لتشمل التطبيع بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية ــ وهو محور سياسته في الشرق الأوسط ــ سيتعرض للخطر أيضا. وفي حين أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يتمتع بعلاقات شخصية وثيقة مع ترامب، فقد أوضح مرارا وتكرارا أن التطبيع مرتبط بمسار يؤدي إلى دولة فلسطينية، وإخلاء غزة لن يتناسب مع هذه الأولوية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضية الفلسطينية الملك عبدالله الثاني تحليلات حصريا على CNN دونالد ترامب عبدالفتاح السيسي غزة سکان غزة أکثر من عام 2023 فی غزة

إقرأ أيضاً:

نواب: نرفض تصريحات ترامب ويجب مخاطبة الكونجرس وصدور موقف عربي موحد ضد دعوات تهجير الفلسطينيين

رفض نواب مجلس النواب دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من الأرض ، و قال النائب ضياء داوود أن مصر غير قابلة للسقوط و عصية على ذلك بشعبها ، و عقيدة قواتها المسلحة الراسخة ، مشيرا إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية و القوات المسلحة لاتخاذ ما يلزم للتعبير عن موقف الدولة المصرية ، جاء ذلك خلال الجلسة العامة للمجلس أثناء التعبير موقف المؤسسة التشريعية حيال ما تتعرض له المنطقة.

 و قال النائب ضياء داوود “ الاختبار الذي تتعرض له المنطقة و مصر صعب ، مستطردا ندعم بوصلتنا الوطنية ، رافضا المخططات التي تتعرض لها منطقة الشرق الأوسط ”. 

وأضاف: "لن نكون شركاء لصناعة قرار أمريكي بشرق أوسط جديد تحدثوا عنه من ثمانينات القرن الماضي يتحقق بتقسيم العراق وسوريا والسودان وليبيا"، مشددا على أن “مصر غير قابلة للسقوط بوحدة الموقف السياسي الشعبي والرسمي وعقيدة القوات المسلحة التي لم تتغير عبر التاريخ”.

و قال الدكتور أيمن أبو العلا رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية ووكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني، سبق وترددت، وأعلنا جميعا رفضنا لتهجير الشعب الفلسطيني، والآن نكررها مرة أخرى بشكل جماعي، واصفا ذلك الاقتراح بالحل الساذج للقضية الفلسطينية. وأضاف أبو العلا،: سيناء خطط أحمر ، فالأرض شرف، لابد أن يعلموا ذلك، فلا يوجد تفاوض ولا مساومة على الأرض. 

وتابع عضو مجلس النواب" فالعالم كله أقر بضرورة أن يكون هناك دولة فلسطينية مستقلة، مضيفا، كما أن إنسانيا، متسائلا " كيف يذهب لأذهان البعض أن مصر يمكن أن تشارك في جريمة إنسانية اسمها التهجير، فهى جريمة في القانون الدولي و تخالف اتفاقية جنيف، ولن تقبل مصر المشاركة في مثل تلك الجريمة، حيث أن إخلاء الأرض والتهجير قسري يمثل إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، وضياع للقضية والهوية الفلسطينية. 

وشدد أبو العلا على أننا لن نتخلى عن موقفنا ولن نقبل ذلك الحل الساذج وسنقف جميعا ضد التهجير 

ورفض الدكتور علي جمعه رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه .

 وقال الدكتور على جمعه خلال الجلسة العامة لمجلس النواب والتي خصص المجلس جزءا منها لرفض دعوات تصفية القضية الفلسطينية :نهانا الله عن قتل النفس إلا بالحق والإنسان بنيان الرب فى أرضه، ملعون من هدمه ،والتهجير القسري هدم للإنسان و التهجير مراد منه تدمير الأمم ،وهذا ما نرفضه. 

وأستطرد الدكتور علي جمعه قائلا :ندافع عن امتنا وعرضنا حتى وإن أدي ذلك إلي الصدام كما رفض النائب منصف نجيب سليمان عضو مجلس النواب دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني بهدف تصفية القضية الفلسطينية. 

وقال خلال الجلسة العامة لمجلس النواب : حدود مصر مقدسه وهى تاريخية وسيناء مصر وأرضها ترجع للألاف السنين وهذه الرمال روت بأرواح الشهداء “واحنا صعايدة اللي يفرط في ارضه يفرط في عرضه” .

 أما رئيس لجنة الإدارة المحلية النائب أحمد السجيني، أكد دعم النواب للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وقال :"نحن أمام قائد أعلى للقوات المسلحة رجل قوي رشيد يتعامل بكل حنكة".

 وأضاف "نقول لك إن نواب مصر وشعب مصر يقفوا مع سيادتك داعمين ومساندين لك والقوات المسلحة المصرية ضد ما يفكر فيه البعض".

وطالب النائب أحمد الشرقاوي، عضو مجلس النواب لتوجيه رسالة للكونجرس الأمريكي لتحديد موقفه من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن نقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن. 

وقال الشرقاوي في كلمته بالجلسة العامة ، إن "هذه التصريحات العبثية التي بدت وكأنها غير مدروسة تعبر عن موقف ثابت للإدارة الامريكية في مشروعات الصهيونية التوسعية". 

وأضاف الشرقاوي "نعرف أن هذا هو المخطط القديم الجديد في ذهن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني"، مشيرًا إلى المشروع التوسعي في الوطن العربي وسيناء. 

وقال "لكننا نؤمن وبقوة أننا اقلية ومعارضة وطنيين داخل جمهورية مصر العربية وخارجها أننا مصطفون صفًا واحدًا خلف قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة في أي وقت وحين وفي مثل هذه الظروف التي صدر فيها هذه التصريحات العبثية من الرئيس الأمريكي". 

وتابع "هذا قدر مصر، مصر الكبيرة التي تبحث عن إخوانها العرب في هذه اللحظة"، وشدد على ضرورة وجود موقفًا عربيًا موحدًا معبرًا عن الإرادة العربية في رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، واختتم "ما لم نقبله وسط الحرب لن نقبله بعد وقف إطلاق النار".

 و قال النائب هاني أباظة " أفوض الرئيس عبد الفتاح السيسي لاتخاذ ما يلزم لحماية الأمن القومي المصري و مواجهة المخططات ، مستطردا “ لن نفرط في الحقوق و سندافع عن القضية الفلسطينية”.

مقالات مشابهة

  • ماسك يؤرق أوروبا بدعم اليمين المتشدد.. وفرنسا تحذر من تهديداته
  • صحافة العالم.. نتنياهو يريد استكمال الإبادة وترامب يريد غزة خالية من الفلسطينيين
  • بعد اقتراح ترامب ترحيل الفلسطينيين | هكذا كان موقف مصر الحاسم.. ماذا يحدث؟
  • خامنئي: "غزة الصغيرة ركّعت إسرائيل".. ووزير الخارجية الإيراني يقترح "نقل الإسرائيليين إلى غرينلاند"
  • بيل غيتس: الطلاق من ميليندا أكبر فشل في حياتي
  • قبل مقترح ترامب.. تهجير الفلسطينيين حلم يراود إسرائيل وأمريكا على مر السنين
  • محللان: عودة النازحين لشمال غزة صدمت إسرائيل وقضت على مشروع اليمين
  • نواب: نرفض تصريحات ترامب ويجب مخاطبة الكونجرس وصدور موقف عربي موحد ضد دعوات تهجير الفلسطينيين
  • تحليل الإشارات الأولية لاستراتيجية ترامب