إذا كانت الرسالة الفرنسية واضحة في مضمونها وأسئلتها لاسيما بشأن الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة والصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الأظطلاع بهذه المشاريع ، فإن التجاوب معها من الكتل النيابية لن يكون وفق المستوى نفسه لاسيما أن هذه الرسالة نصت صراحة على مبادرة لقاء للقيادات اللبنانية في ايلول المقبل لبلورة توافق بشأن التحديات التي يجب على الرئيس المستقبلي مواجهتها وتوفير مناخ من الثقة وإتاحة مجلس النواب أعقاب ذلك وضمن ظروف مؤاتية لأجراء انتخابات مفتوحة تتيح الخروج من الأزمة سريعا.

هذا اللقاء أو الحوار ينتظر أن يبت مصيره وإن يخرج الموقف حول إمكانية انعقاده ام لا .

وهذه مسألة تقررها القيادة الفرنسية صاحبة المبادرة كما الداخل اللبناني المنقسم حول الحوار نفسه.

منذ أيام قليلة، أطلت المعارضة ببيان مطول عن رفض الحوار وعللت ذلك، وقد جاءت حادثة الكحالة لترخي بظلالها على موقفها . اما فريق الممانعة فلن يعارض الحوار وهناك في الأصل حوار يقوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر .

في تحليل الأسئلة الفرنسية المطروحة ، فقد بدت منطقية بالنسبة إلى كثيرين بأعتبار أن التياين أكثر من حاد بين جميع الأفرقاء لناحية المواصفات والمشروع وهوية الرئيس العتيد. ويتحدث البعض عن أن هذه الأسئلة لزوم ما لا يلزم دون اغفال اعتبار البعض الآخر بأن هناك تدخلا في الشأن المحلي .بالطبع لم يتم نعي الحوار أو الطرح الفرنسي رسميا ، وهذا يتطلب وقتا ، والظاهر أن العودة إلى المطالبة بإجراء جلسات الأنتخاب ستفتتحها المعارضة الشهر المقبل، مستندة بقوة الى الموقف الحاسم الذي اتخذه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس معتبرا فيه "ان الحوار هو التصويت".

اما السؤال الأبرز فهو ابن ستقف فرنسا بعدما وصلتها الأصداء وبعض الأجوبة ؟ وماذا سيحل بالأستحقاق الرئاسي؟
في الحقيقة ، اصبح صعبا الإشارة إلى أي توقع إلا في حال توصل حزب الله والتيار الوطني الحر إلى تفاهم رئاسي معين . وهذا أيضا لا يمكن التسليم به . لكن فرنسا ستكون على بينة منه انطلاقا من أكثر من سبب .

وتفيد أوساط سياسية مطلعة ل " لبنان ٢٤ " ان هناك صعوبة في قيام اجتماع بين القيادات كما طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان واعطى بيان المعارضة انطباعا بأن الحوار مرفوض مهما كلف الأمر، فكيف سيعقد الأجتماع إذا ؟ وهل يتم حصره بالمؤيدين له فحسب ؟ وترى أن عدم حضور لودريان بيروت يعني تعليق أو إنهاء المبادرة وهذه مسألة غير محسومة، لأن عدم إجراء الحوار لا يلغي إطلاع فرنسا على التفاصيل المتصلة بأولويات وتحديات الرئيس الجديد ومواصفاته وفق ما ترى الكتل النيابية . ومن هنا قد يتم بلورة اقتراح ما ، على أن المسألة مبتوتة بالنسبة إلى المعارصة : المفتاح هو جلسات انتخاب مفتوحة.

وتوضح هذه الأوساط أن الأيام المقبلة قد تشهد بحثا في الأسئلة الفرنسية في ضوء ما قد تعده الكتل النيابية من أجوبة وقد سيق للبعض أن جهز الرد، وكل ذلك يندرج في سياق تقطيع الوقت فالحل لا يزال غائبا والتفاهمات غير واضحة، أما الاستحقاقات فقد تصبح داهمة بين ليلة وضحاها والمطلوب مواكبة من رئيس الجمهورية ، مشيرة إلى أنه ما أن تبدأ طلائع شهر أيلول بالظهور حتى تتبلور مجموعة معطيات رئاسية ومعلوم أن القوى السياسية تنطلق في تحرك ما كما اعلنت في مواقف سابقة .

اما بالنسبة إلى حوار حزب الله والتيار الوطني الحر فليس وحده من يقرر انتخاب الرئيس إلا إذا قاد لتفاهم عريض على مرشح رئاسي معين وفق ما تؤكد الأوساط نفسها التي تقول : لا يبدو أن هناك أسماء جديدة دخلت في سياق تبادل الحوار بشأنها بين الطرفين ، كما أن لعبة إقناع افرقاء آخرين بهذا الاسم أو ذاك تمهيدا لتأمين النصاب المطلوب ما تزال غير قائمة ، حتى أن مطلب "التيار" باللامركزية الإدارية فليس معلوما ما إذا كان سيمر أو لا .

في المحصلة الحوار الرئاسي بين الفريقين المتنازعبن في البلد صعب التحقيق كما أن ما من قواسم مشتركة بينهما في مواصفات الرئيس وهويته ومهمته وغير ذلك وبناء عليه ،يبقى الاستحقاق الرئاسي عالقا إلى حين توفر واقع يقلب المعادلة كلها .
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

ماذا سيحدث إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟

سرايا - أثار أداء الرئيس الأميركي جو بايدن السيئ في مناظرته مع منافسه دونالد ترمب التساؤلات من الديمقراطيين حول ما إذا كان سيترك السباق الرئاسي.

ودعت هيئة تحرير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية العريقة، بايدن، إلى الانسحاب من السباق، حيث كتبت في افتتاحية نشرت مساء الجمعة: «بايدن كان رئيساً مثيراً للإعجاب. في ظل قيادته ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة سلسلة تحديات طويلة الأمد، وبدأت الجروح التي فتحها ترمب في الالتئام. لكن أعظم خدمة عامة يمكن أن يؤديها بايدن الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه».

وأشار استطلاع للرأي أجرته «Morning Consult»، ونشره موقع «أكسيوس» الإخباري، يوم الجمعة، إلى أن أغلبية الناخبين (60 في المائة) يرون أنه يجب استبدال بايدن «بالتأكيد» أو «على الأرجح» كمرشح ديمقراطي بعد أدائه في مناظرة الخميس.

لكن، حسب تقرير نشرته شبكة «سي إن إن» الأميركية، فإن هذه العملية لن تكون سهلة لأن بايدن هو بالفعل المرشح المفترض للديمقراطيين والاختيار الطاغي للناخبين الأساسيين. لقد واجه معارضة قليلة خلال الموسم التمهيدي، وحقيقة فوزه بأصوات جميع مندوبي الحزب تقريباً تعني أنه من غير المرجح أن يُجبر على الخروج من السباق ضد إرادته.

وأكد بايدن، الجمعة، عزمه على مواصلة خوض السباق الرئاسي رغم أدائه السيئ في المناظرة التي خاضها الخميس في وجه ترمب.

وقال بايدن أمام تجمع لأنصاره في ولاية كارولاينا الشمالية: «لم أعد أسير بسهولة كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أتكلم بطلاقة كما كنت أفعل سابقاً، لم أعد أناظر بالجودة السابقة نفسها، لكنني أعلم كيفية قول الحقيقة».

وأضاف: «أعلم الصواب من الخطأ. أعلم كيفية تأدية هذه المهمة. أعلم كيفية إنجاز الأمور. أعلم، كما يعلم ملايين الأميركيين، أنك حين تسقط فإنك تنهض مجدداً».

لكن، ماذا سيحدث في حال قرر بايدن الانسحاب من السباق؟
إذا قرّر بايدن الانسحاب، سيجتمع الديموقراطيون في أغسطس (آب) في شيكاغو في ما يُعرف بالمؤتمر «المفتوح»، حيث سيحتاج المندوبون الأفراد إلى اختيار مرشح آخر.

وسيكون هذا السيناريو غير مسبوق منذ عام 1968 حين تعيّن على الحزب إيجاد بديل من الرئيس ليندون جونسون بعد أن سحب الأخير ترشّحه في خضم حرب فيتنام.

ولم تنضم أي شخصية في الحزب الديموقراطي حتى الآن إلى الأصوات التي تدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق. وكرر الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون دعمهما لبايدن الجمعة.

من يستطيع أن يحل محل بايدن؟
يعتقد الكثير من الخبراء والمحللين أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون من أبرز المرشحين لخوض السباق الرئاسي بدلاً من بايدن.

لكن سيكون هناك مرشحون محتملون آخرون قالوا في السابق إن بإمكانهم إدارة حملة أكثر فاعلية ضد ترمب، أبرزهم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم.

ويتوقع الخبراء أن يكون الاستقرار على بديل لبايدن أمراً مثيراً للخلاف، حيث لن يتمكن الرئيس الحالي من إجبار المندوبين الذين منحوه أصواتهم على دعم مرشح بعينه، الأمر الذي قد يؤدي لانقسامات واسعة في الحزب.


مقالات مشابهة

  • خلف للنواب: لنحضر الى المجلس ولا نخرج منه الا بإعلان اسم الرئيس العتيد
  • أول برلماني ديمقراطي يدعو بايدن للانسحاب من السباق الرئاسي
  • إعادة انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسًا لموريتانيا لمدة 5 سنوات
  • درغام: هناك تفاؤل على الصعيد الرئاسي وتفعيل للمبادرات
  • طهران للفاتيكان: لن نتدخل والقرار لـحزب الله
  • ماذا سيحدث إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟
  • بوركينا فاسو: متظاهرون يطالبون بنقل السفارة الفرنسية ويمهلونها شهراً
  • حملة بايدن: نرفض الدعوات المطالبة بتنحيه عن السباق الرئاسى
  • حملة بايدن: نرفض الدعوات المطالبة بتنحيته عن السباق الرئاسي
  • حملة بايدن: نرفض الدعوات المطالبة بتنحيه عن السباق الرئاسي