حوار أيلول الرئاسي صعب التحقيق.. وتفعيل المطالبة بجلسات انتخاب
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
إذا كانت الرسالة الفرنسية واضحة في مضمونها وأسئلتها لاسيما بشأن الأولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة والصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الأظطلاع بهذه المشاريع ، فإن التجاوب معها من الكتل النيابية لن يكون وفق المستوى نفسه لاسيما أن هذه الرسالة نصت صراحة على مبادرة لقاء للقيادات اللبنانية في ايلول المقبل لبلورة توافق بشأن التحديات التي يجب على الرئيس المستقبلي مواجهتها وتوفير مناخ من الثقة وإتاحة مجلس النواب أعقاب ذلك وضمن ظروف مؤاتية لأجراء انتخابات مفتوحة تتيح الخروج من الأزمة سريعا.
وهذه مسألة تقررها القيادة الفرنسية صاحبة المبادرة كما الداخل اللبناني المنقسم حول الحوار نفسه.
منذ أيام قليلة، أطلت المعارضة ببيان مطول عن رفض الحوار وعللت ذلك، وقد جاءت حادثة الكحالة لترخي بظلالها على موقفها . اما فريق الممانعة فلن يعارض الحوار وهناك في الأصل حوار يقوم بين حزب الله والتيار الوطني الحر .
في تحليل الأسئلة الفرنسية المطروحة ، فقد بدت منطقية بالنسبة إلى كثيرين بأعتبار أن التياين أكثر من حاد بين جميع الأفرقاء لناحية المواصفات والمشروع وهوية الرئيس العتيد. ويتحدث البعض عن أن هذه الأسئلة لزوم ما لا يلزم دون اغفال اعتبار البعض الآخر بأن هناك تدخلا في الشأن المحلي .بالطبع لم يتم نعي الحوار أو الطرح الفرنسي رسميا ، وهذا يتطلب وقتا ، والظاهر أن العودة إلى المطالبة بإجراء جلسات الأنتخاب ستفتتحها المعارضة الشهر المقبل، مستندة بقوة الى الموقف الحاسم الذي اتخذه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس معتبرا فيه "ان الحوار هو التصويت".
اما السؤال الأبرز فهو ابن ستقف فرنسا بعدما وصلتها الأصداء وبعض الأجوبة ؟ وماذا سيحل بالأستحقاق الرئاسي؟
في الحقيقة ، اصبح صعبا الإشارة إلى أي توقع إلا في حال توصل حزب الله والتيار الوطني الحر إلى تفاهم رئاسي معين . وهذا أيضا لا يمكن التسليم به . لكن فرنسا ستكون على بينة منه انطلاقا من أكثر من سبب .
وتفيد أوساط سياسية مطلعة ل " لبنان ٢٤ " ان هناك صعوبة في قيام اجتماع بين القيادات كما طرح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان واعطى بيان المعارضة انطباعا بأن الحوار مرفوض مهما كلف الأمر، فكيف سيعقد الأجتماع إذا ؟ وهل يتم حصره بالمؤيدين له فحسب ؟ وترى أن عدم حضور لودريان بيروت يعني تعليق أو إنهاء المبادرة وهذه مسألة غير محسومة، لأن عدم إجراء الحوار لا يلغي إطلاع فرنسا على التفاصيل المتصلة بأولويات وتحديات الرئيس الجديد ومواصفاته وفق ما ترى الكتل النيابية . ومن هنا قد يتم بلورة اقتراح ما ، على أن المسألة مبتوتة بالنسبة إلى المعارصة : المفتاح هو جلسات انتخاب مفتوحة.
وتوضح هذه الأوساط أن الأيام المقبلة قد تشهد بحثا في الأسئلة الفرنسية في ضوء ما قد تعده الكتل النيابية من أجوبة وقد سيق للبعض أن جهز الرد، وكل ذلك يندرج في سياق تقطيع الوقت فالحل لا يزال غائبا والتفاهمات غير واضحة، أما الاستحقاقات فقد تصبح داهمة بين ليلة وضحاها والمطلوب مواكبة من رئيس الجمهورية ، مشيرة إلى أنه ما أن تبدأ طلائع شهر أيلول بالظهور حتى تتبلور مجموعة معطيات رئاسية ومعلوم أن القوى السياسية تنطلق في تحرك ما كما اعلنت في مواقف سابقة .
اما بالنسبة إلى حوار حزب الله والتيار الوطني الحر فليس وحده من يقرر انتخاب الرئيس إلا إذا قاد لتفاهم عريض على مرشح رئاسي معين وفق ما تؤكد الأوساط نفسها التي تقول : لا يبدو أن هناك أسماء جديدة دخلت في سياق تبادل الحوار بشأنها بين الطرفين ، كما أن لعبة إقناع افرقاء آخرين بهذا الاسم أو ذاك تمهيدا لتأمين النصاب المطلوب ما تزال غير قائمة ، حتى أن مطلب "التيار" باللامركزية الإدارية فليس معلوما ما إذا كان سيمر أو لا .
في المحصلة الحوار الرئاسي بين الفريقين المتنازعبن في البلد صعب التحقيق كما أن ما من قواسم مشتركة بينهما في مواصفات الرئيس وهويته ومهمته وغير ذلك وبناء عليه ،يبقى الاستحقاق الرئاسي عالقا إلى حين توفر واقع يقلب المعادلة كلها .
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
كتلة الحوار تثمن قرار الرئيس بالعفو عن 54 من أبناء سيناء
أشادت "كتلة الحوار" ، الكيان السياسي الوطني الداعم لمبادئ الحوار والانفتاح السياسي علي كافة الاطياف السياسية الوطنية والكفاءات المصرية المُخلصة ، بالقرار الجمهوري الذي أصدره "الرئيس عبد الفتاح السيسي" بالعفو الرئاسي عن 54 من المحكوم عليهم من أبناء سيناء، استجابة لطلب ممثلي ومشايخ رفح والشيخ زويد.
وتري "الكتلة" أن هذا القرار يعكس التزام الدولة المصرية بنهج الحوار البناء كأداة لتحقيق المصالحة المجتمعية وتعزيز اللُحمة الوطنية، خاصة في المناطق التي تحملت الكثير من التحديات على مدار السنوات الماضية. كما يؤكد على تقدير القيادة السياسية للدور البطولي والتاريخي الذي لعبه أبناء سيناء في مواجهة الإرهاب، ودعمهم لاستقرار وتنمية الوطن.
كما تؤمن "كتلة الحوار" بأن الانفتاح السياسي الوطني والحوار المستمر مع كافة مكونات المجتمع هما الأساس لتأسيس دولة قوية ومستقرة. ومن هذا المنطلق، تدعو "الكتلة" إلى استمرارية هذه السياسات التي تفتح آفاقًا جديدة للدمج والمشاركة، بما يدعم مسيرة الإصلاح الشاملة التي تشهدها مصر في كافة المجالات.
وثمنت كتلة الحوار هذا التوجه الإنساني والسياسي الذي يعكس حرص القيادة السياسية على مراعاة الظروف الإنسانية للمحكوم عليهم، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة. وتؤكد الكتلة على أهمية تكاتف الجهود بين القيادة والمجتمع المدني وكافة القوى السياسية، لضمان مستقبل أكثر إشراقًا لأبناء مصر جميعًا.