نقلت وكالة تاس الإخبارية عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن محادثات الوفد الروسي مع قائد الإدارة السورية الجديدة  أحمد الشرع ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال أسعد الشيباني كانت جيدة وبناءة، واستمرت ثلاث ساعات. في المقابل شددت الإدارة السورية الجديدة على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه.

وقالت الوكالة إن الوفد الروسي ناقش مع نظيره السوري قضايا الروابط التجارية والاقتصادية،، وأكد التزامه ببناء ما سماه تعاونا متبادَل المنفعة مع سوريا.

وشدد الوفد- – الذي يزور سوريا لأول مرة منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الشهر الماضي والذي منحته موسكو حق اللجوء- على أن موقف روسيا بشأن سوريا لم يتغير، وأنه يدعم وحدة وسيادة وسلامة أراضي البلاد.

وأضافت وكالة تاس أن الجانب الروسي أعرب عن ضرورة حل مشكلات سوريا عبر الحوار وعن طريق عملية تشمل الجميع.

وقد نقلت وكالات أنباء روسية في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء عن  بوغدانوف قوله بعد محادثات مع المسؤولين السوريين إن موسكو ودمشق ستجريان مزيدا من المحادثات بشأن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

إعلان

وقال بوغدانوف للصحفيين- وفق وكالة تاس-  "هذه المسألة تتطلب مفاوضات إضافية".  وأشار إلى أنه حتى الآن لم تحدث أي تغييرات على وجود القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا.

وكانت وكالة بلومبرغ نقلت عن مصدر مطلع أن روسيا تعمل جاهدة على للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين في سوريا، مكّنتاها من فرض نفوذها في الشرق الأوسط وإفريقيا.

وأضافت الوكالة أن المفاوضات مع الحكومة السورية الجديدة كانت متوقفة، وأنه تم تقليص الأنشطة الروسية في قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية. ووفقا لبلومبرغ، فإنه تم إبقاء سفينتيْ نقل في انتظار أسابيع، قبل أن يسمح لهما المسؤولون السوريون بالرسو بقاعدة بحرية في طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

وكان وزير الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية مرهف أبو قصرة صرح قبل نحو أسبوع بأن السلطات السورية الجديدة تتفاوض مع موسكو بشأن استمرار وطبيعة وجود القوات الروسية في قاعدتي حميميم وطرطوس .

القيادة العامة في سوريا ناقشت مع الوفد الروسي دور موسكو بإعادة بناء الثقة من خلال تدابير ملموسة  (الأناضول-ارشيف) العدالة وأخطاء الماضي

من جانبه أفاد بيان من القيادة العامة في سوريا بأن المحادثات مع وفد روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط تركزت على قضايا رئيسية منها احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. وأن الجانب الروسي يدعم التغييرات الإيجابية في سوريا.

وسلط الحوار – وفق بيان القيادة السورية- الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي.

وقد شارك الجانبان في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام بشار الأسد وفق بيان القيادة العامة السورية.

وشددت الإدارة السورية الجديدة على أن "استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه".

إعلان

ومنذ سقوط الأسد بات الغموض يلف مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا، إذ نقلت موسكو كل قواتها من جميع أنحاء البلد إلى مركزها الرئيسي في قاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، وحتى الآن لا توجد أي مؤشرات على أنها تستعد لإخلاء قاعدتيها بشكل كامل.

كما لم يؤثر إنهاء عقد مع شركة روسية لتحديث ميناء طرطوس التجاري بشكل مباشر على المنشأة البحرية الروسية التي تم تأجيرها بموجب صفقة منفصلة.

ولروسيا قاعدتان عسكريتان رئيسيتان في البلاد، وهما قاعدة طرطوس البحرية على البحر الأبيض المتوسط، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة السوفياتية، وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من اللاذقية، والتي أنشأتها القوات الروسية في عام 2015 خلال الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.

وتعد طرطوس المركز اللوجستي البحري الروسي الوحيد في البحر الأبيض المتوسط، في حين تعد حميميم قاعدة إمداد رئيسية للقوات الروسية بمنطقة المتوسط ​​وشمال أفريقيا، وفي عام 2017 حصلت روسيا على القواعد بموجب عقد إيجار مدته 49 عاما.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي منح اللجوء للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد في موسكو- قال خلال مؤتمره الصحفي السنوي أواخر العام الماضي إن بلاده يجب أن تفكر في ما يجب أن تفعله بشأن قواعدها في سوريا بعد أن أصبحت البلاد تحت قيادة جديدة.

وقبل يوم واحد من وصول الوفد الروسي إلى دمشق نشرت وسائل إعلام غربية معلومات بناء على صور جديدة للأقمار الصناعية بشأن وصول سفينتي الشحن الروسيتين "سبارتا" و"سبارتا 2″ التابعتين لشركة الشحن "أوبورون لوجيستكس" -التي تخضع للعقوبات- إلى ميناء طرطوس حيث تقع القاعدة العسكرية الروسية.

كما نقلت وسائل إعلام روسية عن نظيرتها الغربية ما قالت إنها "مزاعم" بوصول وحدات كثيرة من المعدات العسكرية الروسية خلال الأسابيع الماضية إلى منطقة الميناء، بينها العشرات من المركبات، وإنه تم تحميلها على السفن.

إعلان

وكانت روسيا حليفة للأسد لفترة طويلة وتدخلت عسكريا لمساعدته على استعادة أراض من المعارضة خلال الحرب التي استمرت أكثر من عقد. لكن الهجوم الخاطف الذي شنته المعارضة المسلحة في أواخر العام الماضي دفع الأسد إلى الفرار من دمشق في ديسمبر/ كانون الأول إلى قاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا في شمال سوريا، ومنها إلى موسكو.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السوریة الجدیدة الوفد الروسی روسیة فی فی سوریا على أن یجب أن

إقرأ أيضاً:

موسكو وواشنطن تبحثان استئناف عمل السفارات

اجتمع دبلوماسيون روس وأميركيون في إسطنبول -أمس الخميس- لمناقشة عودة العمل بشكل طبيعي في سفارتي البلدين، بعد سنوات من طرد كل منهما لدبلوماسيي الدولة الأخرى، ومن جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الاتصالات الأولية مع إدارة نظيره الأميركي دونالد ترامب "تبعث على الأمل".

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن محادثات إسطنبول جرت بعد التفاهم الذي تم التوصل إليه خلال مكالمة هاتفية بين بوتين وترامب في 12 فبراير/شباط الحالي، وكذلك بعد تواصل بين كبار الدبلوماسيين الروس والأميركيين في السعودية بعد ذلك بـ6 أيام.

وذكرت وكالات الأنباء الروسية أن محادثات الأمس جرت في مقر إقامة القنصل العام الأميركي بإسطنبول واستمرت لنحو 6 ساعات، وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن موسكو تتوقع أن تكون محادثات الخميس الأولى في سلسلة اجتماعات ستقرب البلدين من حل المشكلات المتعلقة بالعلاقات الثنائية.

وترأس الوفد الأميركي سوناتا كولتر نائبة مساعد وزير الخارجية، بينما ترأس الفريق الروسي ألكسندر دارتشييف رئيس قسم أميركا الشمالية بالخارجية. ويعتبر الأخير المرشح الأوفر حظا لتولي منصب السفير لدى الولايات المتحدة، وهو المنصب الشاغر الآن.

إعلان

وكانت كل من روسيا والولايات المتحدة طردتا دبلوماسيين وقيدتا تعيين موظفين جدد في بعثتي كل منهما في إجراءات متبادلة على مدى العقد الماضي، مما أدى إلى انخفاض عدد الموظفين في سفارتيهما.

وقالت الخارجية الأميركية إن محادثات الخميس تناولت أمورا مثل أعداد الموظفين في السفارتين والتأشيرات والخدمات المصرفية للدبلوماسيين.

وأضافت الوزارة بعد الاجتماع "أثارت الولايات المتحدة مخاوف بشأن الحصول على الخدمات المصرفية والخدمات التي تنص عليها التعاقدات وكذلك الحاجة إلى ضمان استقرار واستدامة عدد الموظفين في السفارة بموسكو".

وقالت واشنطن إنه سيكون هناك اجتماع متابعة في الأمد القريب، لكن لم يتم تحديد موعد أو مكان لذلك.

قضايا أخرى

ولم يتطرق اجتماع إسطنبول لقضايا أخرى غير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية عشية الاجتماع "لنكون واضحين، لا قضايا سياسية أو أمنية على جدول الأعمال. أوكرانيا ليست على جدول الأعمال".

وعلى الرغم من نطاق تركيزها الضيق، فربما تؤدي المحادثات نهاية المطاف إلى إحراز تقدم في العلاقات الروسية الأميركية برمتها في مجالات مثل نزع السلاح النووي والتعاون الاقتصادي.

وخلال اجتماع لمجلس الأمن الاتحادي الخميس، أشاد بوتين بـ"البراغماتية والرؤية الواقعية" لإدارة ترامب مقارنة بما وصفه بـ"القوالب النمطية والكليشيهات الأيديولوجية" لإدارات أسلافه.

وقال بوتين إن الاتصالات الأولى مع الإدارة الأميركية الجديدة تثير بعض الآمال. وأوضح أن هناك استعدادا متبادلا للعمل على استعادة العلاقات والحل التدريجي لمجموعة هائلة من المشكلات الإستراتيجية.

ووفرت المحادثات الأخيرة اختبارا مبكرا لقدرة موسكو وواشنطن على إعادة ضبط العلاقات الأوسع في غمرة جهود التواصل التي تبذلها إدارة ترامب والتي تثير قلق حلفاء واشنطن الأوروبيين وكييف.

إعلان

ووصف الكرملين العام الماضي العلاقات بين البلدين بأنها "تحت الصفر" في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي مد كييف بالمساعدات والسلاح وفرض مجموعة عقوبات على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

لكن الرئيس الأميركي غير هذه السياسة تماما وتحرك بسرعة منذ توليه المنصب الشهر الماضي لبدء محادثات مع روسيا، وتعهد بالوفاء بوعده إنهاء الحرب سريعا.

وتشعر أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون بالقلق من احتمال أن يؤدي التقارب السريع بين الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق لإنهاء الحرب يهمشهم ويقوض أمنهم.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يضغط على واشنطن للحفاظ على ضعف سوريا من خلال بقاء القواعد الروسية
  • الإمارات تدعو الأطراف السودانية للانخراط في محادثات السلام
  • الخارجية الروسية: موسكو تراقب عن كثب نشاط السويد العسكري
  • مجلس الأمن الروسي: العلاقات بين موسكو وبكين وصلت إلى مستوى غير مسبوق
  • موسكو وواشنطن تبحثان استئناف عمل السفارات
  • الأمن الروسي يحبط مخططا أوكرانيا لاغتيال مطران في موسكو
  • الأهلي يدرس عقود لاعبيه لعدم تكرار أخطاء الماضي
  • بدء محادثات دبلوماسية روسية أمريكية في إسطنبول
  • السفارة الروسية في لندن: موسكو لا تشكل أي تهديد لبريطانيا
  • محادثات روسية أمريكية اليوم في تركيا