"التشريع والتكنولوجيا".. ندوة حوارية حول الذكاء الاصطناعي في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استضافت قاعة الصالون الثقافي بـ "بلازا 2" في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان "التشريع في عالم الذكاء الاصطناعي"، بحضور سلطان الخالدي، الباحث في فلسفة القانون من المملكة العربية السعودية، والدكتور عمر الورداني، أدار الندوة الدكتور وليد عبد المنعم.
بدأ الدكتور وليد عبد المنعم حديثه بتعريف الذكاء الاصطناعي قائلاً: "هو مجموعة من البرمجيات المتطورة التي تتمتع بقدرة على التكيف مع البيئة المحيطة بها".
وأشار إلى أنه، بالنظر إلى دخول الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، توجد بعض المخاطر التي يجب التنبه لها في التعامل معه.
من جانبه، قال سلطان الخالدي، الباحث في فلسفة القانون: "يسعى المشروع إلى وضع قيود لتنظيم الذكاء الاصطناعي، كما حدث في بدايات الإنترنت عندما ظهرت فكرة الإنترنت الصدامي".
وأضاف: "الذكاء الاصطناعي بدأ يتعارض مع مصالح الإنسان الحياتية، وأصبح يشكل تهديدًا كبيرًا على حقوق الإنسان، مما دفع الأمم المتحدة إلى المطالبة بتوقف مؤقت لعمل أنظمة الذكاء الاصطناعي حتى يتم تقديم ضمانات تحمي حقوق الإنسان".
وتابع الخالدي متحدثًا عن التشريعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي: "هناك اتجاهان في هذا المجال؛ الأول ثابت ويرى أنه لا ضرورة لتشريعات جديدة، بينما الثاني، وخاصة في المجتمعات الغربية، يقدم تشريعات لمواكبة تطور الذكاء الاصطناعي".
وأشار إلى أن التحديات التي يجب التعامل معها تشمل إيجاد توازن بين تعزيز الابتكار والتأكد من أن هذه الممارسات تتماشى مع المعايير الأخلاقية.
وأضاف الخالدي أن "الصين وأمريكا هما الأكثر تقدمًا في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعملون بأقل قيود تشريعية، مما يسهم في تطوير الاقتصاد والطاقة".
وأوضح أن "الاعتماد على قاعدة بيانات ضخمة للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى مشكلات سياسية واقتصادية ضخمة، لذا يجب إنشاء مراكز بحثية على مستوى العالم، مع ضرورة فرض قوانين ورقابة صارمة على الشركات التي تقدم البيانات".
من جهته، قال الدكتور عمر الورداني: "هناك حقائق يجب أن ندركها بشأن الذكاء الاصطناعي؛ أولها أنه تقنية حديثة تتطور يومًا بعد يوم، ويمكننا القول إنه خلال خمس سنوات، ستشهد الحياة تغييرات ضخمة إذا لم نتحل برؤية مستقبلية لهذه التقنية".
وأضاف: "من الذي منح هذه التقنية كل هذا الاهتمام؟ هو شغف الإنسان باختصار الزمن، وهذا العالم ليس موازيا لنا، بل هو جزء من حياتنا. بالطبع، سيغير تعاملنا مع الذكاء الاصطناعي مفهومنا للمعرفة".
وأشار الورداني إلى أن "المعرفة التي يتم تقديمها إلى الشات جي بي تي غالبًا ما تكون مشوهة بسبب التحيز في البيانات المدخلة". وأضاف أنه في مدينة فيلادلفيا، على سبيل المثال، هناك أبحاث علمية تدور حول إمكانية وجود "رحم إلكتروني"، وهو ما يشير إلى تغيير جذري في مفهوم المعرفة.
وأكد أنه "من المهم أن ندرك أننا نتعامل مع شيء لم نكن نواجهه من قبل، وهو تغير معرفي. إذا كان هذا الأمر موجودًا في عهد الإمام عمر، لكان جمع أهل المدينة لمناقشته، فبالفعل، الذكاء الاصطناعي يعد من النوازل الكبرى".
كما أشار الورداني إلى أن "الذكاء الاصطناعي يشاركنا في التفكير والتعلم، بدءًا من التعليم وصولًا إلى الفضاء. ورغم أنه قد ظهر في غفلة من علماء الاجتماع والنفس، فإن وسائل التواصل الاجتماعي جعلتنا نعيش في غرفة واحدة، مما ساهم في تدهور أخلاقياتنا".
وأضاف : "التشريع يجب أن يمر بمراحل محددة هي: التصوير، التكيف، الحكم، وإصدار الفتوى". وأوضح أن "الهدف من الحديث عن الذكاء الاصطناعي هو الحفاظ على الكرامة الإنسانية، حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تسييل الجريمة من خلال الخوارزميات التي تلتقط كل جملة وحرف منا وتستخدمها ضدنا".
وتابع: "الذكاء الاصطناعي سيوفر فرصًا هائلة لتوفير الأموال، لكن هذا يأتي مع مشكلة تعزيز الصراع بين الشركات الكبرى". وأكد أن "التشريع يجب أن يواكب هذه التقنية مع الحرص على حماية الكرامة الإنسانية".
وأشار الورداني إلى ضرورة "مراجعة خمسة مقاصد شرعية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عند التعامل مع الذكاء الاصطناعي: حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ الحياة، حفظ العرض والكرامة، وحفظ المال". وأضاف أن "التشريع في هذا المجال لا يهدف إلى ربط التقنية، بل لضمان عدم انحرافها عن مسارها الصحيح".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی إلى أن یجب أن
إقرأ أيضاً:
OpenAI تستعد لإطلاق وكلاء الذكاء الاصطناعي باشتراك 20 ألف دولار شهريا
أفادت أحدث التقارير إلى أن شركة OpenAI تعتزم تكثيف جهودها لإطلاق العديد من منتجات وكلاء الذكاء الاصطناعي كأحد العوامل الرئيسية لنمو الإيرادات.
ووفقا لتقرير من The Information، تسعى شركة الذكاء الاصطناعي المطورة لـ ChatGPT إلى فرض رسوم تصل إلى 20,000 دولار شهريا على "وكلاء الذكاء الاصطناعي" المتخصصين والمصممين لتنفيذ مهام محددة تتعلق بهندسة البرمجيات والبحث.
وبحسب التقرير، تخطط OpenAI لإطلاق وكيل موجه للعاملين في المعرفة ذوي الدخل المرتفع، الذي سيكون الوصول إليه مقابل 2,000 دولار شهريا، كما يقال إن وكيل مطور البرمجيات القادم سيكلف 10,000 دولار شهريا.
أما الوكيل الأغلى لدى الشركة، الذي يصمم لتنفيذ "أبحاث على مستوى الدكتوراه"، فمن المتوقع أن يبلغ سعره 20,000 دولار شهريا.
بينما لا يزال من غير الواضح متى ستطلق OpenAI هذه الأدوات المعتمدة على الوكلاء الذكاء الاصطناعي، أفادت The Information بأن مستثمرها Softbank، قد تعهد بإنفاق 3 مليارات دولار على منتجات الوكلاء الذكاء الاصطناعي لشركة OpenAI هذا العام فقط.
وفي فبراير من هذا العام، أطلقت OpenAI أداة ذكاء اصطناعي جديدة تسمى Deep Research، التي قادرة على جمع المعلومات من جميع أنحاء الإنترنت ودمجها لإنشاء تقرير شامل على مستوى محلل الأبحاث.
كما تم إطلاق نموذج GPT-4.5 من الشركة الأسبوع الماضي، مع تحسينات في القدرة على التعرف على الأنماط وتوليد الأفكار الإبداعية دون الحاجة إلى التفكير المنطقي.
مايكروسوفت تنافس OpenAIتسارع مايكروسوفت من جهودها لمنافسة OpenAI، من خلال تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية خاصة بها واستكشاف بدائل لمنتجات مدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل Microsoft Copilot.
وفقا لتقارير إعلامية، طورت مايكروسوفت نماذج "تفكير" للذكاء الاصطناعي مماثلة لنماذج OpenAI مثل O1 و O3-MINI.
ويقال أن OpenAI رفضت طلبات مايكروسوفت للحصول على تفاصيل فنية حول كيفية عمل O1، مما يشير إلى وجود توترات بين الشركتين.
أفادت وكالة "بلومبرج" أن مايكروسوفت قامت أيضا بتطوير مجموعة نماذج تسمى MAI تنافس نماذج OpenAI الخاصة، ويقال إنها تفكر في تقديمها من خلال واجهة برمجة التطبيقات API في وقت لاحق من هذا العام.
بالتوازي مع هذه الجهود، يقال إن مايكروسوفت تختبر نماذج ذكاء اصطناعي بديلة من XAI و META و Deepseek كبدائل محتملة لتقنية OpenAI في Copilot.
وقد اتخذت مايكروسوفت، التي استثمرت حوالي 14 مليار دولار في OpenAI حتى الآن، خطوات للتحوط من استثماراتها في OpenAI بعدة طرق، بما في ذلك توظيف مؤسس DeepMind، مصطفى سليمان، لقيادة جهود الذكاء الاصطناعي في الشركة.