مُتَلازِمَةِ المُتَنَبِّي عند الأعرابي المتصهين!
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
المتلازمة عند أهل الطب هي: مجموعة من الأعراض والعلامات (Signs and symptoms) التي تصف بمجموعها مرضا معينا، أو اضطرابا نفسيا، أو أية حالة غير طبيعية.
وكلمة "متلازمة" (Syndrome) مشتقة من الكلمة اليونانية "sundromos" التي تعني التزامن؛ أي أن ظهور المرض يكون متزامنا مع ظهور الأعراض. وتُشتق أسماء المتلازمات (عادة) من سمات المتلازمة "يد فم قدم"، أو تسمى باسم الطبيب مكتشف المتلازمة، مثل "متلازمة ويليامز"، أو المكان الذي تم فيه اكتشاف أعراض المتلازمة لأول مرة، مثل "متلازمة ستوكهولم".
فمثلا، "متلازمة ويليامز" متلازمة نادرة ناجمة عن اضطراب وراثي ينتج (عادة) عن خلل في جين الإيلاستين (ELN)، ومن أعراضها:
تشوُّه بنية الوجه: عينان مائلتان قليلا، فم عريض، خدان ممتلئان، أنف منخفض، ذقن صغير، شفة علوية كبيرة.
صعوبات التعلم: عادة ما تكون مستويات الذكاء أقل من المعدل الطبيعي، وقد يظهر تأخر في نمو المهارات اللغوية، ضعف في المهارات.
اضطراب السلوك: فرط النشاط، نقص الانتباه، صعوبة التواصل مع الأطفال الآخرين.
الأصوات التي آلمها وأوجعها انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، كوْن هذه المقاومة (في معظمها) إسلامية، وتنتمي فكريا إلى "البعبع المرعب المخيف" المعروف باسم للإخوان المسلمين
إذن، المتلازمة أمر غير طبيعي، قدري أو "قهري"، يلازم الإنسان على غير إرادته، لا يُرجى لها شفاء، ويصنف صاحبها على أنه من "ذوي الاحتياجات الخاصة"، إلا صاحب "متلازمة المتنبي"!
متلازمة المتنبي
متلازمةٌ المتنبي، يختار المرء (بإرادته الحرة) أن يكون من أصحابها.. وعادة ما يكون مثقفا، بل وحائزا على درجة الدكتوراة في علم من العلوم، أو متحدثا لبقا، أو كاتبا معروفا، وقِسْ على ذلك ما بقي من مظاهر التميز العلمي والاجتماعي..
لماذا المتنبي؟
ذلك؛ لأنه جمع أعراض هذه المتلازمة جميعا، في بيته المشهور:
وَلَيسَ يَصِحُّ في الأَفهامِ شَيءٌ إِذا اِحتاجَ النَهارُ إِلى دَليلِ
أعراض متلازمة المتنبي
- النِّديَّة لله تعالى.. لماذا قال الله كذا؟ كان "يجب" أن يقول كذا، أما قول كذا فلا "أرى" داعيا له.. إذ عادة ما يكون صاحب "متلازمة المتنبي" ملحدا في الحقيقة، ويتظاهر بالإسلام، إذا كان "مسلما بالوراثة".
- إنكار المعلوم بالضرورة، وما اصطلح عليه الناس، عن سابق قصد وتصميم.
- ادعاء العقلانية، والريادة، والأهلية.
- لَيُّ الحقائقِ، والتعسف والابتذال في تفسيرها.
- انهيار قيمي وأخلاقي؛ فلا معنى عند صاحب "متلازمة المتنبي" للشرف، والكرامة، والمروءة، والعِرض، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم.. إلخ.
- تحسين القبيح، وتقبيح الحسن.
- بُغض أصحاب الأخلاق والقيم، وتسفيههم.
- الأنانية، وعبادة الشهوة، وانعدام الرحمة.
- الجاهزية والاستعداد الدائمين لبيع القلم والعلم لمن يدفع، ولو كان المقابل سيجارا كوبيّا فاخرا، أو كأسا من الخمر، أو ليلة حمراء!
- امتلاك الجرأة على التفسير السلبي لكل ما هو إيجابي.. يعني تقدر تقول "وقح" بزيادة.
- البلادة وانعدام الإحساس، وإلا كيف له أن يتحمل ما يلاقيه من نقد جارح يصل إلى حد الإهانة غالبا؟
مناسبة الحديث عن "متلازمة المتنبي"
هي تلك الأصوات التي آلمها وأوجعها انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، كوْن هذه المقاومة (في معظمها) إسلامية، وتنتمي فكريا إلى "البعبع المرعب المخيف" المعروف باسم للإخوان المسلمين، رافع لواء "أسلمة" الحياة، تلك "الأسلمة" التي يعلم أصحاب "متلازمة المتنبي" أنهم سيكونون أول ضحاياها، إذا كُتب لها أن تجد طريقها إلى أرض الواقع..
فبعد هذا النصر المبين الذي أذهل العالم، تعالت أصوات هؤلاء؛ لتعيد تعريف "مفهوم النصر والهزيمة"، وفق أعراض "متلازمة المتنبي"، وهو مفهوم منكَر، لا يقبله العقل، ولا تقره العلوم العسكرية، بل تعده "هبدا"، ويعده الأسوياء "هذيانا".
فالنصر، دائما وأبدا، هو أن تحقق هدفك من المعركة.. والهزيمة، دائما وأبدا، هي أن تفشل في تحقيق هدفك من المعركة.. والخسائر، دائما وأبدا، لا تعد مؤشرا على الهزيمة، إذا كانت ثمنا لتحقيق الهدف من المعركة.. وشرط تكافؤ القوتين المتحاربتين لا محل له (دائما وأبدا) للدخول في حرب، إذا لا يُعرف في التاريخ أن قوتين اتفقتا على الدخول في حرب.. فالحرب يشنها، دائما وأبدا، القوي على الضعيف، والضعيف إما أن يقاوم أو يستسلم.. فإذا أسفرت الحرب عن فشل القوي في إفناء الضعيف، أو إجباره على رفع الراية البيضاء، ونجح الضعيف في إثخان العدو القوي، وإرغامه على الدخول في هدنه، فهو الطرف المنتصر.
النصر، دائما وأبدا، هو أن تحقق هدفك من المعركة.. والهزيمة، دائما وأبدا، هي أن تفشل في تحقيق هدفك من المعركة.. والخسائر، دائما وأبدا، لا تعد مؤشرا على الهزيمة، إذا كانت ثمنا لتحقيق الهدف من المعركة
كل هذه المسلمات تحتاج إلى دليل، عند أصحاب "متلازمة المتنبي".. لذا فإنه من العبث، وخفة العقل، أن تجهد نفسك في إقامة دليل على ما لا يحتاج إلى دليل. إن هذا يكون "معقولا" (فقط) في "سراية المجانين".. أما العقلاء فلهم مع أصحاب "متلازمة المتنبي" شأن آخر.. الجلد والتوبيخ، وحبذا لو كانا لاذعين!
حالات من أصحاب متلازمة المتنبي
الحالة الأولى: "مفكر استراتيجي" إماراتي كتب يقول: "حركة حماس تصادق على صفقة استسلام، كما فعل (من قبل) حزب إيران في لبنان، لتسقط (بذلك) خرافة المقاومة الإسلامية التابعة لإيران التي لم تحرر شبرا من فلسطين، ولم تتقدم خطوة نحو القدس، بل جلبت الدمار للبلاد والعباد أينما حلت، فالمقاومة إما أن تكون وطنية أو لا تكون".
الرد: طيب ما تقول لمعزبك محمد بن زايد يوقَّع على "صفقة استسلام" مماثلة، ويحرر شبر واحد بس، من الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران، منذ 53 سنة.
الحالة الثانية: طبيب مصري شايف نفسه "مفكر"، و"تنويري" وكده كتب يقول: "فاتورة الانتصار المزعوم: 46 ألف قتيل، 80 ألف منزل مدمر، 70 في المئة من القطاع غير صالح للسكن، 40 مليار دولار إعادة إعمار!".
الرد: طيب.. أنا سمعت إن فيه فاتورة "انتصار" تانية، كلها سلف ودين (170 مليار دولار دیون خارجية + 8 تريليون جنيه ديون داخلية).. بس عشان "البرميل الأزرق" يغيظ أصحابه القدام في حارة اليهود.. صحيح.. بتكلم جد!
الحالة الثالثة: مسؤول فتحاوي كان في استقبال خاله الأسير الذي حررته المقاومة، كتب ساخرا من عودة النازحين الغزيين إلى الشمال مشيا على الإقدام: "طوفان العودة مشيا على الأقدام إلى الشمال، الله يكون في عونهم، في حد منتصر بيمشي؟".
الرد: المنتصر ده غلطان يا أذكى إخواتك.. كان لازم يركبك وهو في طريق العودة إلى شمال غزة، حتى تدرك أنه انتصر.. لكن هنعمل إيه في طيبة وسمو أخلاق أهل غزة؟!"
لا تجادلوهم، فالنهار لا يحتاج إلى دليل.. اجلدوهم!
x.com/AAAzizMisr
aaaziz.com
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المتلازمة المرض المقاومة النصر غزة مقاومة غزة مرض متلازمة نصر مقالات مقالات مقالات سياسة مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دائما وأبدا
إقرأ أيضاً:
صعقة كهربائية خفيفة قد تقلب موازين المعركة ضد السرطان
الولايات المتحدة – كشفت دراسة حديثة، أجراها معهد فرالين للأبحاث الطبية الحيوية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، عن إمكانية استخدام النبضات الكهربائية منخفضة الكثافة كاستراتيجية جديدة لمكافحة السرطان.
فعلى عكس العلاج بالنبضات عالية الكثافة، المستخدم تقليديا لتدمير الأورام بشكل مباشر، يظهر النهج منخفض الكثافة قدرة على تحفيز استجابة مناعية متقدمة دون إحداث ضرر مباشر بأنسجة الورم.
واعتمدت الدراسة على تقنية الصعق الكهربائي غير القابل للعكس عالي التردد (H-FIRE)، والتي استُخدمت سابقا لاستهداف كتل الورم مباشرة عبر تعطيل أغشية الخلايا الخبيثة. ورغم فعاليتها، غالبا ما كانت هذه التقنية تبقي على أجزاء من الورم في الأطراف، ما يسمح باستمرار النشاط السرطاني.
أما في شكلها منخفض الكثافة، فلا تسبب تقنية H-FIRE موتا مباشرا لخلايا الورم، بل تساهم في إعادة تشكيل البيئة الدقيقة المحيطة به، وخصوصا الأوعية الدموية واللمفاوية. وقد أظهرت التجارب، ولا سيما في حالة سرطان الثدي، زيادة كبيرة في الأوعية الدموية خلال 24 ساعة من العلاج، تلتها طفرة في نمو الأوعية اللمفاوية في اليوم الثالث.
وتشير هذه التغيرات البنيوية إلى أن الورم يعيد تنظيم بنيته الداعمة، بما يسمح بتحسين قدرة الجهاز المناعي على مراقبة الخلايا السرطانية واستهدافها. وبحسب الدراسة المنشورة في “حوليات الهندسة الطبية الحيوية”، فإن التركيز لم يعد منصبّا فقط على تدمير الورم، بل على جعله “ساحة اشتباك مناعي” تسهّل دخول الخلايا التائية السامة والمؤثرات المناعية الأخرى.
وتوضح الباحثة الرئيسية، الدكتورة جينيفر مونسون، أن العلاج بـ “H-FIRE منخفض الكثافة دون استئصال” لا يزيل الورم بالكامل، لكنه “يغيّر قواعد الاشتباك”، إذ يوجه الخلايا المناعية بشكل أكثر دقة إلى موقع الورم عبر المسارات اللمفاوية المعاد تشكيلها.
وسلّطت الدراسة الضوء على جانب لم يُستكشف بشكل كاف في العلاجات الكهربائية، وهو التفاعل مع الجهاز اللمفاوي. ومن خلال تتبّع العقد اللمفاوية المحيطة ومواقع الورم الأولية، توصّل الباحثون إلى آلية محتملة تمكّن هذا النوع من العلاج من تعزيز استجابة مناعية جهازية.
وقد تساهم هذه النتائج في تطوير استراتيجيات علاج تكاملي للسرطان، خاصة إذا ما تم دمج العلاج بـ H-FIRE مع مثبطات نقاط التفتيش المناعي أو علاجات الخلايا المتبناة (تعتمد على تعزيز قدرة الجهاز المناعي على محاربة الورم من خلال جمع خلايا مناعية من المريض نفسه، وتعديلها أو تنشيطها خارج الجسم، ثم إعادتها إليه لتقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية بفعالية).
وتخطّط مونسون وفريقها في المرحلة المقبلة لرسم خرائط دقيقة للاستجابات المناعية الناتجة عن إعادة تشكيل الأوعية، إلى جانب اختبار فعالية دمج “H-FIRE دون استئصال” مع العلاجات المناعية الحالية.
ورغم أن هذا النهج قد لا يشكّل علاجا شافيا بحد ذاته، إلا أنه يعد خطوة مهمة نحو تحويل بيئة الورم من مأوى للخلايا السرطانية إلى نقطة انطلاق لهجوم مناعي فعّال، ما يعزز من فرص السيطرة على المرض وتطوير علاجات مستقبلية أكثر فاعلية.
المصدر: interesting engineering