الفرن الشمسي.. وسيلة صديقة للبيئة لخدمة نساء أبين
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
يعد "الفرن الشمسي" أحد الأفكار الرائدة والجديدة، التي دخلت إلى مطابخ الأسر اليمنية، خصوصا القاطنة في الأرياف. فهي وسيلة صديقة للبيئة وبديلة للأفران التي تعمل بالغاز أو المواقد القديمة التي تستنزف كميات كبيرة من الأخشاب "الحطب".
تم ابتكار الفرن الشمسي، مع اشتداد الأزمات الأخيرة التي عصفت بالمحافظات الجنوبية، وارتفاع أسعار اسطوانات الغاز لمبالغ تفوق قدرات المواطنين الذين تحول الكثير منهم إلى مواقد الحطب التي تستنزف جهدا ووقتاً لتجهيز الوجبات الضرورية.
مؤخرا، بدأت مبادرة بصمة إنسانية التنموية في محافظة أبين، جنوب اليمن، بتبني مشروع يسهم في تشجيع النساء خصوصا المهمشات والأشد فقراً والمعاقات والنازحات لاستخدام الفرن الشمسي كحل بديل لأزمة الغاز المنزلي التي تعصف وارتفاع أسعاره. حيث يعتمد الفرن على تسخين الطعام من خلال الاستفادة من أشعة الشمس التي تتحول إلى طاقة حرارية.
المشروع تركز على استهداف (10) نساء من مدينة جعار، وإعطائهن تدريبات متكاملة من أجل تجهيز (30) فرنا شمسيا لتوزيعهن على أسر أحد مخيمات النزوح ومنازل أسر فقيرة ومهمشة. ويأتي هذا المشروع بتمويل من وحدة شؤون اليمن بوزارة الخارجية الأمريكية وإشراف منظمة امديست- اليمن.
القائمون على مبادرة بصمة إنسانية التنموية في أبين، أوضحوا أن تدريب النساء وإكسابهن خبرات في صيانة الأفران الشمسية الصديقة للبيئة والآمنة يأتي ضمن مشروع يجري تنفيذه تحت هدف بناء السلام وحماية البيئة وفي إطار الجهود الرامية إلى خلق بيئة آمنة طاردة للتلوث ومناهضة للعنف القائم وتمكين النساء المهمشات والأشد فقرا والمعاقات والنازحات.
وأكد القائمون على المشروع أن الأفران الشمسية صديقة البيئة وآمنة 100% وهي أقل تكلفة، وتخفف المصاريف المالية على الأسر الفقيرة من استهلاك الغاز، والحطب. كما أنها تدعم الإنتاجية المستدامة في المناطق المتضررة من النزاعات والحروب وتحمي المخيمات ومنازل الأسر الأشد فقرا والمهمشين من الحرائق الناجمة من استعمال الحطب والغاز أثناء الطبخ في المنازل المصنوعة من القش والاخشاب.
كما أن هذه الأفران تحمي البيئة من الأدخنة والرماد التي تسببها الأفران التقليدية التي تعتمد على الحطب، والتي تسبب الكثير من الأمراض لأفراد الأسرة وللنساء بشكل كبير.
ويوضح المهندس رامي رشاد المليح رئيس مبادرة بصمة إنسانية ومدرب الدورة لـ"نيوزيمن" أن المشروع عمل على تنفيذ عدد من الأنشطة منها دورة النوع الاجتماعي والأمن والسلامة المهنية، والتدريب الفني على استخدام المعدات والآليات الخاصة بصناعة الأفران الشمسية، وكذا التدريب في التصميم والصيانة والتطبيق العملي والمشاركة في صناعه الأفران الشمسية وصناعة القطع التالفة في الأفران. وهذه الدورة تستمر (13) يوما.
وأضاف المليح: مبادرتنا تم اختيارها من ضمن عدد من المبادرات. ويتركز المشروع على بناء قدرات 10 نساء من النازحات والأشد فقرا وذوي الإعاقة والمهمشات ليكن فاعلات في هذا الجانب ويخلقن فرص عمل لهن في صيانة الأفران الشمسية.
وأشار إلى أن هذه الفكرة تعد الأولى من نوعها، لكونها تستهدف النساء بالدرجة الأولى في كيفية التعامل مع الأفران الشمسية وصناعتها وصيانتها، والترويج لاعتماد هذا الحل كبديل للأفران العادية التي تعجز الأسر عن تشغيلها أثناء أزمات الغاز المنزلي وارتفاع تكاليفه.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
8400 انتهاك «حوثي» بحق نساء اليمن
أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةكشفت تقارير حقوقية عن أن الانتهاكات الموثَّقة بحق النساء في اليمن تجاوزت 8400 حالة منذ بداية الصراع في البلاد عام 2015 وصولاً إلى نهاية العام الماضي (2024). وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، والذي احتفل به العالم، أمس، رصد «المركز الأميركي للعدالة» عدداً من الانتهاكات لحقوق النساء على أيدي جماعة «الحوثي» في اليمن، منها حوالي 1900 حالة اعتقال تعسفي، وآلاف حالات القتل.
وأوضح المركز أن المرأة اليمنية «تعاني بشكل مزدوج، ليس فقط الانتهاكات المباشرة، بل أيضاً تبعات النزوح القسري الذي أجبر أكثر من 4 ملايين يمني على ترك ديارهم»، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
وأكد تقرير المركز الأميركي للعدالة أن «العديد من النساء تعرَّضن لفقدان أزواجهن، نتيجة لعمليات الاختطاف أو القتل خلال الاشتباكات المسلحة»، منذ انقلاب «الحوثي» على الشرعية في اليمن. ولفت المركز إلى آثار الانهيار النفسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تعرضت لها النساء اليمنيات، الأمر الذي فرض عليهن عبئاً هائلاً وتحدِّيات جسيمة في تأمين المعيشة. كما بيّن أن «الأزمة الإنسانية في اليمن واحدة من أشد الأزمات تعقيداً وتأثيراً على حياة المرأة»، وذلك بسبب الحرب التي يشنها «الحوثي».
وفي السياق ذاته، كشفت الأمم المتحدة عن أن ما يقرب من 10 ملايين امرأة وفتاة في اليمن يواجهن الجوعَ والعنف، وهن بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة، في ظل التأثير المدمر للأزمة الإنسانية على حياتهن. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، توم فليتشر، في إحاطته خلال اجتماع مجلس الأمن بشأن اليمن: «تواجه 9.6 مليون امرأة وفتاة في البلاد الجوع والعنف وانهيار نظام الرعاية الصحية، وهن بحاجة ماسة إلى المساعدات المنقذة للحياة».
وأضاف فليتشر أن 1.3 مليون امرأة حامل وأم جديدة في اليمن يعانين سوء التغذية، مما يعرّض صحتهن للخطر، ويعرض أطفالهن للأمراض ومشاكل النمو طويلة الأمد، كما أن معدل وفيات الأمهات في البلاد هو الأعلى في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواجه أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة مخاطر متزايدة جراء التعرض للإساءة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن 1.5 مليون فتاة في اليمن ما زلن خارج المدرسة، مما يحرمهن من حقهن في التعليم، ويمنعهن من كسر حلقات التمييز والعنف، وذلك في ظل الحرب التي فرضها «الحوثي» منذ انقلابه على الشرعية.
وأوضح محللون سياسيون أن استكمال مسار السلام مع جماعة «الحوثي» يواجه مصاعب كبيرة، بسبب استمرار الجماعة في انتهاكاتها بحق الشعب اليمني والمنطقة، وأن السبيل الوحيد لوقف انتهاكات «الحوثيين»، ممارسة مزيد من الضغط العسكري لإجبارهم على القبول بسلام عادل وشامل.
وكشف المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، عن أن «الحوثي» مستمرة في انتهاكاته، مما يؤكد عدم رغبته في مسار السلام، حيث يواصل إنشاء خلايا خارجية تتحرك وتدرب عناصر على صناعة الأسلحة والصواريخ، مشيراً إلى وجود علاقة وطيدة بينه وبين حركة «الشباب» الصومالية الإرهابية وتنظيم «القاعدة» الإرهابي.
وقال الطاهر لـ«الاتحاد»، إن جماعة «الحوثي» ما زالت تحشد في الداخل نحو مأرب، وبالتالي فإن العقوبات الدولية لم تؤثر عليها بالشكل المطلوب، وهي تتهرب من تنفيذ خريطة السلام في اليمن؛ ولذا لا بد من توحيد الصف الداخلي لمواجهة «الحوثيين» في ظل امتناعهم عن الاستجابة للدعوات السياسية للانخراط في عملية سلام حقيقية وجادة، منذ بداية الهدنة.
ويرى الطاهر أن الموقف الدولي الصحيح لوقف انتهاكات «الحوثي» وإجباره على الاستمرار في مسار السلام، يكمن في دعم الحكومة اليمنية سياسياً وعسكرياً، واستعادة مؤسسات الدولة وفقاً لقرارات الأمم المتحدة.
ومن جهته، شدد المحلل السياسي اليمني، عادل الأحمدي، على أن جماعة «الحوثي» ما زالت تنتهج لغة الإرهاب والسلاح وتسطو بالقوة على المدن وتقوم بمحاصرتها، وتستخدم الملاحة الدولية ورقة ضغط لتهديد وابتزاز الإقليم والعالم.. وهذا سلوك عدواني يدل على رفض السلام وخيار التفاوض السياسي.
وحذر الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، من أن التهديد «الحوثي» مستمر ما لم يتحرك المجتمع الدولي لمواجهة هذه الممارسات، معتبراً أن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة مرهونة كلها بتحرك دولي ضاغط لهزيمة «الحوثي».
وطالب الأحمدي المجتمع الدولي بالتحرك لإنهاء انتهاكات وجرائم «الحوثي»، ولدعم القيادة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في كل ما تتخذه سياسياً وعسكرياً من أجل أن يتخلى «الحوثيون» عن خيار الحرب والاستمرار في مسار السلام.