التنمر الإلكتروني والصحة النفسية
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
الدكتورة مرام بني مصطفى
الاستشارية النفسية والتربوية
في إحدى الليالي، كانت ريم تجلس في غرفتها تتصفح صفحتها ،تلقت إشعارًا من أحد حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي. فتحت الرسالة لتجد تعليقًا جارحًا أسفل صورة لها نشرَتها مؤخرًا.
لم يكن التعليق الأول، بل سلسلة من التعليقات الجارحة التي بدأت منذ أسابيع من حسابات مجهولة.
في البداية، حاولت تجاهل الأمر، لكنها لاحظت أنها بدأت تفقد الثقة بنفسها وأصبحت تخاف من نشر أي شيء جديد، وأصبحت تتجنب الحديث مع أصدقائها، حتى المقربون منهم. ريم لم تكن تنام جيدًا، وبدأت تشعر بحزن دائم لا يفارقها.
مع مرور الوقت، ازدادت حالتها سوءًا، لكنها قررت أخيرًا التحدث مع والدتها حول ما يحدث. والدتها دعمتها وأخذت الموضوع على محمل الجد، وشجعتها على التحدث مع مستشار نفسي. كما قدمت بلاغًا لإدارة الموقع حول التنمر الذي تعرضت له ريم.
من خلال الدعم النفسي والمساعدة القانونية، استطاعت ريم استعادة قوتها وثقتها بنفسها. تعلمت كيف تحمي نفسها على الإنترنت وتحديد الخصوصية وعدم أضافه أشخاص لا تعرفهم،وكيف تواجه هذا النوع من التنمر، وبدأت تُشارك تجربتها لتوعية الآخرين بأهمية طلب المساعدة وعدم السكوت عن الإساءة.
التنمر الإلكتروني أصبح أحد التحديات الكبرى في عصر التكنولوجيا. فهو يؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين والعديد من الأشخاص الذين لديهم أنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي . قد يؤدي التنمر الإلكتروني إلى الاكتئاب، القلق، العزلة الاجتماعية، وانخفاض تقدير الذات،المشكلات الاسرية والاجتماعية ومن المهم التصدي له من خلال نشر الوعي، تقديم الدعم لضحايا التنمر الإلكتروني واتخاذ إجراءات قانونية لضمان بيئة آمنة على الإنترنت.
التنمر الإلكتروني هو أحد أخطر أشكال التنمر في العصر الحديث، حيث يستغل المتنمرون التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لإيذاء الآخرين نفسيًا واجتماعيًا. ما يجعل هذا النوع من التنمر أكثر خطورة هو أنه لا يقتصر على وقت أو مكان محدد؛ فهو مستمر على مدار الساعة ويصعب الهروب منه.
التنمر الالكتروني يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، حيث تترك هذه الظاهرة آثارًا عميقة على الضحية وقد تمتد لفترات طويلة.
من خلال:.
• إرسال رسائل تهديد أو إهانة.
• نشر معلومات شخصية أو صور دون إذن.
• السخرية أو نشر شائعات محرجة.
• إقصاء أو تجاهل الضحية عمدًا عبر المنصات الرقمية.
-مما يؤدي إلى شعور الفرد بالقلق والتوتر
من خلال التعرض المتكرر للإهانة أو السخرية على الإنترنت ، حيث يشعر الشخص بالخوف المستمر من التعرض لهجوم جديد وتدني الثقة بالنفس.
-الاكتئاب التنمر الإلكتروني قد يدفع الضحية إلى الشعور بالحزن الشديد والعجز، مما يؤدي إلى تطور أعراض الاكتئاب. يشعر الضحية بأنه غير محبوب أو أنه أقل قيمة، مما يعزز مشاعر الإحباط واليأس.
انخفاض تقدير الذات:
يتسبب التنمر الإلكتروني في تدمير ثقة الضحية بنفسه، حيث يشعر بعدم الأمان والخجل من ذاته وشعوره بالدونيه،يمكن أن يؤدي هذا إلى تجنب التواصل مع الآخرين أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
-العزلة الاجتماعية:
بسبب الخوف من المزيد من التنمر، قد يتجنب الضحية استخدام الإنترنت أو التفاعل مع الآخرين، مما يؤدي إلى العزلة والانطواء وإغلاق الحسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
-اضطرابات النوم:
القلق الناجم عن التنمر قد يتسبب في صعوبة النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤثر على الصحة النفسية والجسدية بشكل عام.
كيفية التعامل مع تأثير التنمر الإلكتروني على الصحة النفسية؟
التحدث مع شخص موثوق:
التعبير عن المشاعر لشخص مقرب، مثل أحد الوالدين أو صديق، يمكن أن يخفف الضغط النفسي ويوفر الدعم اللازم،واللجوء إلى الجهات القانونية المعنية بهذة الأمور.
طلب المساعدة من الاخصائي النفسي :
استشارة أخصائي نفسي يساعد الضحية على فهم مشاعره والتعامل مع الأثر النفسي للتنمر بطريقة صحية.
الانخراط في أنشطة إيجابية:
ممارسة الرياضة، الهوايات، أو التطوع يمكن أن يرفع من الحالة المزاجية ويعزز الثقة بالنفس.
. تعزيز الوعي الذاتي:
تعلم كيفية إدارة المشاعر والتعامل مع النقد أو الإساءة يعزز مناعة الفرد النفسية ضد التنمر والتقليل من استخدام الإنترنت . للتنمر. وفي النهاية، يجب أن يتذكر كل شخص أن الإنترنت مكان عام، وأن احترام الخصوصية أساس بناء بيئة رقمية صحية وتفاعلية وآمنة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: التنمر الإلکترونی التواصل الاجتماعی على الصحة النفسیة من خلال
إقرأ أيضاً:
ريهام عبد الغفور ترد على التنمر بقوة: "شكلي مش بإيدي.. وأولادي بيتأذوا"
في مواجهة قوية لحملة من التنمر الإلكتروني، خرجت الفنانة ريهام عبد الغفور عن صمتها وردت بحسم على التعليقات السلبية التي طالت شكلها الخارجي، والتي وصلت لحد اتهامها بأنها أصبحت في سن السبعين، تصريحها القاطع لم يكن دفاعًا عن نفسها فحسب، بل صرخة ضد القسوة التي تطال المشاهير على منصات التواصل الاجتماعي.
ريهام ترد عبر "إنستجرام": أولادي مش لازم يشوفوا كدهنشرت ريهام عبد الغفور رسالة واضحة عبر حسابها على موقع "إنستجرام"، جاء فيها:
"ممكن تتناقشوا في موضوع أني كبرت وعجّزت، وشكلي بقى عنده 70 سنة، بس ياريت بعيد عن صفحتي.. لأن أولادي بيتأذوا لما يشوفوا إن أمهم بيتنمروا عليها عشان حاجة مش بإيدي."
رسالتها كشفت عن الجانب الإنساني في حياة الفنان، الذي وإن بدا متماسكًا أمام الكاميرا، قد يتألم خلف الشاشات بسبب التنمر.
وجاء هذا التصريح بعد أن تم تكريم ريهام عبد الغفور مؤخرًا بجائزة "هيباتيا الذهبية للإبداع" عن مسيرتها الفنية المتميزة. بدأت رحلتها مع الفن مطلع الألفينات، ونجحت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز نجمات الدراما المصرية.
قدّمت خلال أكثر من 25 عامًا مجموعة من الأعمال الخالدة، من أبرزها:
• حديث الصباح والمساء
• الحقيقة والسراب
• شيخ العرب همام
• الداعية
• الرحلة
• أزمة منتصف العمر
• الغرفة 207
• ظلم المصطبة
حضور لافت في السينما والمسرحإلى جانب التلفزيون، تألقت ريهام في عدد من الأفلام السينمائية المهمة مثل:
صاحب صاحبه، ملاكي إسكندرية، حريم كريم، الهرم الرابع، والخلية.
كما شاركت في أفلام قصيرة مثل "واحدة كده" عام 2020، وعلى خشبة المسرح تألقت في "الملك لير" إلى جانب النجم الكبير يحيى الفخراني.
مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير.. احتفاء بالإبداعوفي سياق فني آخر، كشفت إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير عن البوستر الرسمي للدورة الحادية عشرة، التي ستُقام بين 27 أبريل و2 مايو 2025. تصميم البوستر حمل توقيع الفنان السكندري عبد الرحمن أحمد، وجاء معبرًا عن روح المدينة الساحلية، حيث تداخلت عناصر البحر مع السينما في صورة واحدة.
تراث الإسكندرية حاضر على البوستررمزت القلعة والمراكب في التصميم إلى التاريخ العريق للمدينة، بينما عبّرت أدوات التصوير الكلاسيكية عن الجذور الفنية العميقة التي تنبع من الماضي وتلهم الحاضر.
البوستر لم يكن مجرد إعلان عن مهرجان، بل بمثابة قصيدة بصرية تُجسد كيف يمكن للمكان أن يتحول إلى وحي للفن وصناعته.
بهذا المزيج من القوة الشخصية والإنجازات الفنية، تواصل ريهام عبد الغفور التأكيد على مكانتها، لا فقط كفنانة موهوبة، بل كصوت يعبر عن كرامة الإنسان في مواجهة التنمر، ويذكّر بأن خلف كل صورة منشورة على "السوشيال ميديا"، توجد حياة ومشاعر وأُسر تستحق الاحترام.