منصور البكالي
إنّا لله وإنّا إليه راجعون، حسبكم الله ونعم الوكيل، بقلوب حزينة تلقينا خبر أن سعر السلة الطماطم عبوة 20 كجم، أقل من 1000 ريال، وفي بعض المحافظات وصل سعرها إلى 200 ريال، إنه مصاب جلل!!
أمام هذه الخسارة الكبيرة لا يمكننا إلا تقديم المواساة وأحر التعازي، لإخوتنا المزارعين، والجهات المعنية، ونقول عظّم الله أجركم، ورحم الله وزارتكم الفقيدة، التي قضت عمرها في التقوقع الإداري، وروتين اللادولة في الزمان الماضي، أَو بالأحرى زمن دولة اللامبالاة بالزراعة، والانطواء المكتبي، وعدم النزول الميداني، لتفقد المزارعين وتوجيههم، وتحديد المساحات المزروعة بالطماطم، وغيرها من المحاصيل بما يتناسبُ مع الطلب، وتجنب الزراعة الزائدة التي تؤدي إلى انخفاض الأسعار، والخسائر التي وقع المزارعون فيها.
وأمام هذه الخسارة يمكننا القول إن على وزارة الزراعة والري والثروة السمكية.. ومعها وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد، والاستثمار تحمل المسؤولية أمام الله، وثقة القيادة، والشعب، وإنشاء مصانع قادرة على احتواء المنتج واستقباله، وتحويله إلى معجونات الصلصة التي تستورد من الخارج بملايين الدولارات، ومنع دخولها، كما عملتم في مشروع الثوم، الذي وصل إلى الاكتفاء الذاتي وإمْكَانية التصدير.
أخي المزارع لست الخاسرَ الوحيد بل الشعب ذاته الخاسر الكبير، نتيجة عشوائية الجهات المختصة، وهو يدرك أن بعد أَيَّـام سيشتري الكيلو الواحد بألف ريال؛ نظراً لعدم قدرتكم على الصمود والاستمرار في زراعة الطماطم، كما هو حالة اليوم أمام شراء البطاطا بأسعار مرتفعة.
ومن هذه الزاوية يمكن لقيادة وزارة الزراعة بالدرجة الأولى الاستفادة من الدروس والعبر، ولنا تاريخٌ في هذا الصدد، ويجب أن تمنحَ نفسها فرصةً جديدة، لتدارك الخطر وتصويب الاعوجاج، وبدء استشعار المسؤولية بكل متطلباتها، والسعي للنهوض بأداء الوزارة وهيئاتها ومؤسّساتها ذات الصلة، وفق رؤية ودراسات ميدانية علمية، ومقاربات وجهود تكاملية، وأن تمنح المؤسّساتِ التنفيذية صلاحيات وإمْكَانيات تؤهلها للنهوض بالأداء، إيجاد توازن بين العرض والطلب، وحفظ حقوق المزارعين، وتشجيع المستثمرين في جوانب ما بعد الحصاد، أَو توفير رأس مال قادر على المنافسة ومنع المنتجات الخارجية وتوفير البديل على مدى العام بتسعيرة موحدة من أَيَّـام البذرة إلى نهاية الحصاد.
ونذكر بما هو معروف أن تتحمل وزارة الزراعة مسؤولية كبيرة في إدارة هذا المِلف، ابتداءً من تخطيط الإنتاج، ودراسة السوق، بإجراء دراسات مستفيضة لحجم الطلب على الطماطم في الأسواق المحلية، وتحديد المناطق الأكثر إنتاجية، وإمْكَانية إيجاد فرص للتصدير والتعليب وصناعة مشتقات الطماطم، ومنع استيرادها، وتحويل التحديات إلى فرص نجاح تسهم في تحقيق الاستدامة في إنتاج الطماطم، وتحسين الدخل للمزارعين، وتوفير المنتج بأسعار مناسبة للمستهلكين، وتوفير العملات الصعبة.
وأخيراً: نطمئن إخواننا المزارعين بأن قيادة الوزارة، ورؤساء ومديري المؤسّسات ذات الصلة، يعملون ليلَ نهارَ لمواجهة هذا التحدي، ودفع الضرر، وعدم تكراره مرة أُخرى، مشيدة بصمودكم أمام كُـلّ التحديات، وترحيبها لإشراككم في صناعة القرار وتنفيذ المشاريع الزراعية المتعددة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
"لو كنت أعلم".. عبارة نصرالله التي كررها أبومرزوق
أعاد حديث للقيادي في حركة حماس، موسى أبو مرزوق، الذي أبدى فيه ندما على هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تصريحات سابقة للأمين العام السابق لتنظيم حزب الله حسن نصرالله، التي قال فيها "لوكنت أعلم"، بسبب الدمار الكبير الذي حل بلبنان في حرب عام 2006.
وفي مقابلة مع وسائل إعلام غربية، أكد أبو مرزوق أنه "لو كنت أعلم حجم الدمار الذي سينتج عن هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لكنت عارضته".
والجملة ذاتها يبدو أن أبومرزوق اقتبسها من حديث سابق نصرالله الذي قال "لو كنت أعلم أن خطف الجنديين الإسرائيليين كانت ستؤدي إلى الحرب لما قمنا".
وأثارت تصريحات نصرالله غضباً في لبنان.
قال المحلل السياسي محمود واصل لـ"24"، إن تصريحات أبو مرزوق تؤكد وجود خلافات بين الجناحين السياسي الذي لا يستطيع إنكار الدمار في غزة، وبين العسكري الذي يطالب بمواصلة المواجهة.
وقال أبو واصل إن "حماس أدركت أخيراً أن حساباتها ورهاناتها على الهجوم لم تكن دقيقة"، مضيفاً: "التداعيات كانت أكبر من التوقعات".
ويرى أبو واصل أن حماس تعيش وضعاً مشابهة لحزب الله بعد حرب 2006.
من جهته، يرى الباحث اللبناني سليم يوسف أن هذه التصريحات قد تعكس صراعًا داخليًا بين قيادات حماس حول كيفية التعامل مع تداعيات المعركة الأخيرة.
وأضاف لـ"24": " باتت تداعيات المواجهة واضحة على المستويات السياسية والعسكرية والإنسانية"، مبيناً أنه "رغم عدم تبني حماس لحديث أبو مرزوق إلا أنه يكشف عما يدور بين صفوف الحركة الآن".
ويشير يوسف إلى أن الضغوط الإقليمية والدولية تلعب دورًا أساسيًا في إعادة تشكيل أولويات حماس، حيث تسعى بعض الدول إلى إدخال الحركة في معادلة سياسية جديدة تتناسب مع المتغيرات في المنطقة.
واستكمل حديثه: "هنا، تكمن معضلة حماس في كيفية الحفاظ على شرعيتها أمام جمهورها دون تقديم تنازلات كبيرة قد تُفقدها هويتها كمقاومة، لذا، فإن المرحلة القادمة قد تشهد تباينًا أكبر في المواقف داخل الحركة بين من يدعو إلى التكيف مع المتغيرات ومن يتمسك بالنهج التقليدي".
ويؤكد الباحث سليم يوسف أن حماس اليوم ليست في وضع يسمح لها بالاستمرار في النهج ذاته دون إعادة تقييم، خاصة بعد الدمار الواسع الذي لحق بغزة والخسائر البشرية الكبيرة.
ويرى أن هناك عدة سيناريوهات قد تواجهها حماس خلال المرحلة المقبلة، فإما أن تسعى إلى تهدئة طويلة الأمد ضمن ترتيبات سياسية جديدة، وهو ما يتطلب منها تغييرًا في خطابها، أو أن تحاول التمسك بموقفها الحالي مع الاستعداد لجولات أخرى من التصعيد.