لجريدة عمان:
2025-01-30@03:41:12 GMT

عُمان وقطر.. علاقات متينة وطموحات مشروعة

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

عُمان وقطر.. علاقات متينة وطموحات مشروعة

لا يختلف اثنان على عمق العلاقات والروابط السياسية والاجتماعية بين سلطنة عُمان ودولة قطر، فهي علاقات قوية محمية بالإرادة السياسية والشعبية في البلدين الشقيقين. وفي كل زيارة يقوم بها أمير قطر لسلطنة عُمان يجد حفاوة الاستقبال تعبر عن حقيقة العلاقة وعمقها، وأبعادها التي لم تتأسس في اللحظة الراهنة ولكن الجانب الاجتماعي فيها - بشكل خاص له جذور قديمة فرضته الامتدادات القبلية وخطوط التجارة منذ سنوات بعيدة جدا، ولقد أثبتت التجارب والمواقف التي مرت بها المنطقة ونوعية العلاقة بين البلدين وصلابتها ومبادئها المستمدة من إيمان سلطنة عُمان بالسلام والحوار الذي يفضي دائما إلى تجاوز كل التحديات والصعاب خاصة تلك التي قد تعتري علاقة الأخوة والأشقاء.

وعندما حلّ اليوم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ضيفًا كبيرًا على سلطنة عُمان، سلطنة وسلطانًا، وجد ذلك الترحاب الذي يليق بالشقيق، والاحتفاء الذي يتناسب وعمق العلاقات بين البلدين. وهذا الشعور ليس غريبا على أبناء الخليج الذين تربطهم علاقات قوية وهوية إسلامية واحدة وتحيط بهم نفس التحديات ويؤمنون أن مصيرهم مشترك.

ولا شك أن القمة التي عقدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع أمير قطر والتي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتناولت الشأن العربي والإقليمي تحمل أهمية وخصوصية تنطلق من الفكر الذي يحمله القائدان ورؤيتهم للمنطقة ولقضاياها.

وإذا كانت العلاقات بين البلدين في جانبها السياسي والاجتماعي متينة وراسخة فإن طموحات الشعبين: العماني والقطري تتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وبشكل خاص الجانب الاستثماري فهي حتى الآن دون طموحات الشعبين اللذين يدركان متانة العلاقات السياسية والاجتماعية ولذلك فإن الطموح أن يخطو البلدان نحو مرحلة جديدة من العلاقات يتم خلالها بناء استثمارات مشتركة ضخمة تعزز التقارب بين البلدين وتنطلق من الإرادة السياسية الثابتة.

وهذا الأمر ليس صعبًا؛ فلدى البلدين نفس الطموحات في تعزيز الاستثمارات الخارجية وتنويعها بعيدا عن النفط والغاز. ومجال الاستثمار مفتوح وميسر خاصة في مجالات الطاقة الخضراء وفي اللوجستيات وفي مشاريع الأمن الغذائي.

كما أن التشاور مهم بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والتحديات التي تحيط بالمنطقة من أجل توحيد المواقف وبلورة رؤى مشتركة منطلقة من فهم عميق لما يجري من تحولات عالمية.

وتبذل دولة قطر جهودا كبيرة فيما يخص القضية الفلسطينية وكانت طوال الحرب أحد أهم أطراف الوساطة بين الجانبين في سبيل الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار يفضي إلى نهاية الحرب وبدء مرحلة جديدة يستطيع فيها الشعب الفلسطيني أن ينال حقوقه التي تقرها القوانين والأنظمة الدولية.

وهذه القضايا جميعها ليست غائبة عن اشتغالات القائدين سواء في هذه القمة أو في غيرها من القمم، فسلطنة عُمان تؤمن بحق الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه في أمن وأمان وفي كرامة إنسانية.

إن النتائج المنتظرة من المباحثات الرسمية التي عقدها جلالة السلطان المعظم مع ضيفه أمير قطر ستفضي بإذن الله لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين والأمة العربية وتعزز التقارب السياسي والاجتماعي بعلاقات اقتصادية واستثمارات تليق بالطموحات الشعبية في البلدين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: بین البلدین

إقرأ أيضاً:

عُمان وقطر.. مُستقبل مُزدهر

 

مدرين المكتومية

انتابني شعورٌ عميقٌ بالسعادة والفرح والزهو والفخر، وأنا أتُابع على الهواء مُباشرة حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي لصاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، الذي بدأ زيارة دولة إلى وطنه الثاني سلطنة عُمان، وكان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في مقدمة مستقبلي سموه، في مشهد مهيب اتسم بالفخامة، بدءًا من الأعلام العُمانية والقطرية التي تُزيِّن الشوارع العامة والميادين، مرورًا بالموكب الأنيق الذي رافق سُّموه من المطار السلطاني الخاص وحتى قصر العلم العامر.

مراسم الاستقبال لم تقتصر فقط على الحفاوة الرسمية؛ بل رافقتها مراسم استقبال شعبية، تجلّت في الجموع التي وقفت على جانبي الطريق مُبتهجة بالمقدم الميمون لسُّمو الأمير. كما تابعتُ صدى الزيارة الكريمة على منصات التواصل الاجتماعي، فوجدتُ الآلاف من التغريدات المُرحبة والمُحتفية بالزيارة، وتصدر هاشتاج "عُمان تُرحب بأمير قطر" وهاشتاج "الشيخ تميم ضيف عُمان" منصة "إكس" ومنصة "إنستجرام"، وامتلأت الحسابات بمقاطع فيديو لمراسم الاستقبال، وكذلك عبَّر الكثيرون ممن زاروا قطر أو عاشوا فيها سابقًا، عن سعادتهم بالزيارة، ونشر البعض صورًا تحمل ذكريات جميلة عن قطر وشعبها الطيب الأصيل.

وإذا ما تحدثت عن العلاقات العُمانية القطرية، فلا أستطيع سوى القول إنها نموذج يدعو للفخر لما يجب أن تكون عليه العلاقات الأخوية بين أي بلدين يتشاركان التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات والتقاليد والأفكار والسمت الطيب، وهي علاقات راسخة ومتينة. وقد جاءت زيارة سمو أمير دولة قطر، إلى عُمان لتُجسِّد عُمق هذه العلاقات وتُعزز مسارات التَّعاون والشراكة في مختلف المجالات سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

وعلى مستوى المباحثات الرسمية، فقد عقد عاهلا البلدين- أعزهما الله- جلسة مباحثات رسمية تناولت أوجه التعاون المشترك وسُبل تعزيز العلاقات الثنائية؛ بما يخدم المصالح المشتركة. وركزت المباحثات على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على أهمية تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، خاصة وأنَّ منطقتنا تشهد منذ فترة طويلة تحديات وتحولات عميقة أثرت على مختلف الدول؛ الأمر الذي يستدعي التشاور والتنسيق والتباحث حولها بين الدول الفاعلة في المنطقة.

كما تطرقت المُباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية؛ حيث شدَّد الجانبان على أهمية بناء شراكات استراتيجية تستثمر في الموارد والقدرات التي يتمتع بها البلدان لتحقيق التنمية المُستدامة. وغني عن الذكر أنَّ البلدين يتشاركان في عدد من المشاريع الاستثمارية، كما إنَّ التبادل التجاري بينهما يعكس ما وصلت إليه العلاقات الاقتصادية من تقدم وازدهار.

وفي سياق هذه العلاقات الاقتصادية بين عُمان وقطر، نستطيع القول إنها شهدت نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، لا سيما في مجالات الطاقة، والبنية الأساسية، والسياحة، واللوجستيات.

أيضًا على المستوى الحكومي، نجد أن كلًا من مسقط والدوحة يحرصان على التعاون في العديد من المجالات، التي تدعم مسيرة العمل الحكومي وترتقي بأداء الجهاز الإداري للدولة في كلا البلدين، ومن ذلك المباحثات المستمرة حول تبادل الخبرات والمعارف في مجال صياغة السياسات وتوفير البيئة التشريعية المناسبة لجذب الاستثمارات.

أما على مستوى القطاع الخاص، فإن المؤسسات والشركات العُمانية والقطرية تمثل شريكًا أساسيًا في دفع عجلة التعاون الاقتصادي، ولطالما بحث الجانبان إنشاء منصات مشتركة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التبادل التجاري الذي يشهد نموًا مطردًا، لا سيما فيما يتعلق بالواردات القطرية إلى عُمان.

وبصفة شخصية، تحدوني تطلعات عريضة كُلي أمل بأن تتحقق نتائج واعدة خاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار، من خلال تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي وتطوير البنية الأساسية التقنية وعلى رأسها الأمن الإلكتروني. كما يتطلع الشعبان الشقيقان إلى زيادة مشاريع الأمن الغذائي، عبر إطلاق مشاريع زراعية وصناعية مشتركة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي. أما في قطاعي السياحة والثقافة، فإنني أعتقدُ أنَّ التعاون في تنشيط القطاع السياحي يمكن تحقيقه من خلال تسهيل حركة السياح بين البلدين، وإطلاق برامج ثقافية مشتركة تعزز الروابط بين الشعبين. فضلًا عن التعاون في مجال الطاقة المتجددة من خلال استثمار القدرات الطبيعية في البلدين لتطوير مشاريع طاقة نظيفة ومستدامة.

وأخيرًا.. إن العلاقات العُمانية القطرية مثالٌ مُفعمٌ بالنماء والازدهار، ونموذج أصيل للعلاقات الخليجية المثمرة التي تستند على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وروح الإخاء والتفاهم، سعيًا لخدمة مصالح البلدين وتحقيقًا للاستقرار في المنطقة والعالم.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان وقطر تؤكدان ضرورة تضافر الجهود للإسهام في إعادة إعمار غزة
  • بيان عمان وقطر يؤكد على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • سلطنة عمان وقطر توقعان على مذكرتي تفاهم و3 برامج تنفيذية
  • سلطنة عمان وقطر توقعان على مذكرتي تفاهم للتعاون في عدة مجالات
  • عمان وقطر.. علاقات اقتصادية متينة تعززها شراكات استراتيجية
  • عُمان وقطر.. مُستقبل مُزدهر
  • عُمان وقطر.. رؤية مشتركة للمستقبل
  • سعود بن صقر وسفيرة إستونيا يشيدان بعمق علاقات البلدين
  • وزير الطيران المدني يؤكد عمق العلاقات الثنائية التي تجمع بين مصر وقطر