جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-03@11:19:31 GMT

عُمان وقطر.. مُستقبل مُزدهر

تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT

عُمان وقطر.. مُستقبل مُزدهر

 

مدرين المكتومية

انتابني شعورٌ عميقٌ بالسعادة والفرح والزهو والفخر، وأنا أتُابع على الهواء مُباشرة حفاوة الاستقبال الرسمي والشعبي لصاحب السُّمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة، الذي بدأ زيارة دولة إلى وطنه الثاني سلطنة عُمان، وكان حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في مقدمة مستقبلي سموه، في مشهد مهيب اتسم بالفخامة، بدءًا من الأعلام العُمانية والقطرية التي تُزيِّن الشوارع العامة والميادين، مرورًا بالموكب الأنيق الذي رافق سُّموه من المطار السلطاني الخاص وحتى قصر العلم العامر.

مراسم الاستقبال لم تقتصر فقط على الحفاوة الرسمية؛ بل رافقتها مراسم استقبال شعبية، تجلّت في الجموع التي وقفت على جانبي الطريق مُبتهجة بالمقدم الميمون لسُّمو الأمير. كما تابعتُ صدى الزيارة الكريمة على منصات التواصل الاجتماعي، فوجدتُ الآلاف من التغريدات المُرحبة والمُحتفية بالزيارة، وتصدر هاشتاج "عُمان تُرحب بأمير قطر" وهاشتاج "الشيخ تميم ضيف عُمان" منصة "إكس" ومنصة "إنستجرام"، وامتلأت الحسابات بمقاطع فيديو لمراسم الاستقبال، وكذلك عبَّر الكثيرون ممن زاروا قطر أو عاشوا فيها سابقًا، عن سعادتهم بالزيارة، ونشر البعض صورًا تحمل ذكريات جميلة عن قطر وشعبها الطيب الأصيل.

وإذا ما تحدثت عن العلاقات العُمانية القطرية، فلا أستطيع سوى القول إنها نموذج يدعو للفخر لما يجب أن تكون عليه العلاقات الأخوية بين أي بلدين يتشاركان التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات والتقاليد والأفكار والسمت الطيب، وهي علاقات راسخة ومتينة. وقد جاءت زيارة سمو أمير دولة قطر، إلى عُمان لتُجسِّد عُمق هذه العلاقات وتُعزز مسارات التَّعاون والشراكة في مختلف المجالات سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا.

وعلى مستوى المباحثات الرسمية، فقد عقد عاهلا البلدين- أعزهما الله- جلسة مباحثات رسمية تناولت أوجه التعاون المشترك وسُبل تعزيز العلاقات الثنائية؛ بما يخدم المصالح المشتركة. وركزت المباحثات على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مع التأكيد على أهمية تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة، خاصة وأنَّ منطقتنا تشهد منذ فترة طويلة تحديات وتحولات عميقة أثرت على مختلف الدول؛ الأمر الذي يستدعي التشاور والتنسيق والتباحث حولها بين الدول الفاعلة في المنطقة.

كما تطرقت المُباحثات إلى سبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية؛ حيث شدَّد الجانبان على أهمية بناء شراكات استراتيجية تستثمر في الموارد والقدرات التي يتمتع بها البلدان لتحقيق التنمية المُستدامة. وغني عن الذكر أنَّ البلدين يتشاركان في عدد من المشاريع الاستثمارية، كما إنَّ التبادل التجاري بينهما يعكس ما وصلت إليه العلاقات الاقتصادية من تقدم وازدهار.

وفي سياق هذه العلاقات الاقتصادية بين عُمان وقطر، نستطيع القول إنها شهدت نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، لا سيما في مجالات الطاقة، والبنية الأساسية، والسياحة، واللوجستيات.

أيضًا على المستوى الحكومي، نجد أن كلًا من مسقط والدوحة يحرصان على التعاون في العديد من المجالات، التي تدعم مسيرة العمل الحكومي وترتقي بأداء الجهاز الإداري للدولة في كلا البلدين، ومن ذلك المباحثات المستمرة حول تبادل الخبرات والمعارف في مجال صياغة السياسات وتوفير البيئة التشريعية المناسبة لجذب الاستثمارات.

أما على مستوى القطاع الخاص، فإن المؤسسات والشركات العُمانية والقطرية تمثل شريكًا أساسيًا في دفع عجلة التعاون الاقتصادي، ولطالما بحث الجانبان إنشاء منصات مشتركة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التبادل التجاري الذي يشهد نموًا مطردًا، لا سيما فيما يتعلق بالواردات القطرية إلى عُمان.

وبصفة شخصية، تحدوني تطلعات عريضة كُلي أمل بأن تتحقق نتائج واعدة خاصة في مجال التكنولوجيا والابتكار، من خلال تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي وتطوير البنية الأساسية التقنية وعلى رأسها الأمن الإلكتروني. كما يتطلع الشعبان الشقيقان إلى زيادة مشاريع الأمن الغذائي، عبر إطلاق مشاريع زراعية وصناعية مشتركة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الأمن الغذائي. أما في قطاعي السياحة والثقافة، فإنني أعتقدُ أنَّ التعاون في تنشيط القطاع السياحي يمكن تحقيقه من خلال تسهيل حركة السياح بين البلدين، وإطلاق برامج ثقافية مشتركة تعزز الروابط بين الشعبين. فضلًا عن التعاون في مجال الطاقة المتجددة من خلال استثمار القدرات الطبيعية في البلدين لتطوير مشاريع طاقة نظيفة ومستدامة.

وأخيرًا.. إن العلاقات العُمانية القطرية مثالٌ مُفعمٌ بالنماء والازدهار، ونموذج أصيل للعلاقات الخليجية المثمرة التي تستند على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وروح الإخاء والتفاهم، سعيًا لخدمة مصالح البلدين وتحقيقًا للاستقرار في المنطقة والعالم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجلس الأعمال المصري المغربي: وفد من المصدرين المغاربة يزور مصر لبحث التعاون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد السفير نزار أبو إسماعيل، رئيس مجلس الأعمال المصري المغربي، أن العلاقات المصرية المغربية راسخة، حيث يمتلك البلدان روابط تاريخية وثقافية وسياسية واقتصادية.

 وأشار إلى أن أزمة الصادرات المغربية-المصرية تُعتبر منعطفًا جديدًا، وذلك بعد لقاء المهندس حسن الخطيب، وزير التجارة الخارجية والاستثمار المصري، مع رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة بالمملكة المغربية.

وأكد أن الوزير المصري أخذ زمام المبادرة للتفاوض حول مشكلة حجز البضائع في الموانئ المغربية، وأن الجانب المغربي أعرب عن رغبته في زيادة التبادل التجاري بين البلدين، وإنشاء خط اتصال مباشر بينهما لتعزيز التبادل التجاري، وتنظيم منتدى للأعمال والشراكة الاقتصادية (B2B) في القاهرة خلال أبريل من العام الجاري، بهدف تشجيع إقامة شراكات تجارية بين القطاع الخاص في البلدين.

الجدير بالذكر أن زيارة الخطيب للمملكة المغربية تأتي في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين، وتعكس عمق العلاقات القوية والمتينة التي تعزز التعاون في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها. وهذا يتجلى في التوافق في الرؤى في أغلب المحافل الدولية التي تجمع البلدين، مؤكدًا على العلاقات المتميزة المبنية على التفاهم العميق بينهما، وذلك في إطار ما تكنه القيادة السياسية والشعب المصري من تقدير كبير لنظيره المغربي.

وكشف "أبو إسماعيل" عن زيارة مرتقبة لعدد من المصدرين المغاربة لمصر لبحث انسياب التجارة وزيادتها، مشيرًا إلى أن الحكومتين تعملان على تعزيز التعاون المغربي المصري المشترك على الصعيد الاقتصادي والسعي إلى دعم التعاون الاستثماري والتجاري المتبادل في ظل العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين.

وفي سياق متصل، أقام المجلس المصري المغربي للأعمال لجنة للتكنولوجيا المالية والابتكار برئاسة رائد الأعمال المصري جاك ماركو، مؤسس والرئيس التنفيذي شركة أكسس باي المصرية للتكنولوجيا المالية.

تُعد أكسس باي شركة تكنولوجيا مالية مصرية مرخصة من البنك المركزي المصري، تقدم حلول الدفع الرقمية للسوق المصرية، حيث تخدم أكثر من 200,000 عميل. وقد شهدت الشركة نموًا سريعًا جدًا منذ إطلاقها في أواخر عام 2023.

اتخذت أكسس باي بالفعل عدة خطوات لتعزيز التعاون في مجال التكنولوجيا المالية بين الشركات والبنوك من كلا البلدين. حيث حصلت أكسس باي على استثمارات من صندوق المادا فنتشرز المغربية الرائدة في مجال رأس المال المخاطر في عام 2024، والشركة حاليًا في مناقشات متقدمة للشراكة مع أحد البنوك المغربية الرائدة في مصر لدفع الشمول المالي والابتكار الرقمي في مجال الدفع.

والتقى رئيس لجنة التكنولوجيا المالية بالسيد نزار عبد اللوي معن، الذي يقود استثمارات رأس المال المخاطر في صندوق محمد السادس في المغرب. تناولت المحادثة مواضيع متعددة حول التكنولوجيا المالية والابتكار وسبل دعم الشركات المصرية في هذا المجال، وكيفية تسهيل توسعها إلى المغرب.

تقوم لجنة التكنولوجيا المالية والابتكار حاليًا بتشكيل استراتيجيتها لتعزيز التعاون والتعلم بين مصر والمغرب لتوسيع الاستثمارات والمبادرات بين البلدين. على مدار الأشهر القادمة، ستقوم اللجنة بتأسيس مجموعة عمل تتكون من رواد الأعمال البارزين، ومديري البنوك، والمستثمرين لإنشاء جسور بين أنظمة التكنولوجيا المالية والبنوك في كلا البلدين.

مقالات مشابهة

  • وزير الشؤون الاجتماعية يبحث مع سفير إندونيسيا تعزيز العلاقات بين البلدين
  • العراق ومصر يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • بالصور | الحداد يزور تونس لبحث التعاون العسكري بين البلدين
  • مفوضية الاتحاد الأوروبي تؤكد أهمية تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع مصر
  • أنور قرقاش ونائب وزير الخارجية الإيراني يبحثان العلاقات بين البلدين
  • وفد من المصدرين المغاربة يزور مصر لبحث زيادة التبادل التجاري بين البلدين
  • دول مجلس التعاون الخليجي تعلن السبت أول أيام شهر رمضان
  • مجلس الأعمال المصري المغربي: وفد من المصدرين المغاربة يزور مصر لبحث التعاون
  • وزير الاستثمار يزور المملكة المغربية الشقيقة لبحث سبل التعاون
  • الصومال وإثيوبيا يؤكدان على أهمية بناء الثقة بين البلدين وتعزيز التعاون