تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتكررة عن رغبته فى ترحيل سكان غزة إلى مصر والأردن، تنافى الجغرافيا والتاريخ والمنطق، ولا يمكن وصفها إلا بكلمة واحدة: «هرطقات».
واستمراراً لحالة الهذيان التى يعيشها «ترامب» منذ عودته إلى السلطة، زعم أنه أجرى أمس الأول اتصالاً مع الرئيس عبدالفتاح السيسى لبحث إمكانية تهجير الفلسطينيين إلى مصر، مضيفاً أنه على ثقة بأن مصر ستقبل هذا الأمر.
إن تصريحات الرئيس الأمريكى تعبر عن مراهقة سياسية أو غرور القوة، ويتفق محللون سياسيون على أنها غير مسئولة، وليست سوى ابتزاز سياسى يصب فى مصلحة الكيان الصهيونى، حيث يفتقر «ترامب» إلى الحنكة السياسية والخبرة الدبلوماسية فى معظم قراراته إن لم يكن جميعها. بينما يصف محللون نفسيون «ترامب» استناداً إلى تصرفاته أثناء ولايته الأولى، بأنه شخص «نرجسى» يعانى البارانويا ولديه نوازع سادية ورغبة جامحة فى معاداة المجتمع. وهذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ، وعلى رأسهم هتلر وستالين وموسولينى، الذين ارتكبوا فظائع تقشعر لها الأبدان سواء ضد أبناء شعوبهم أو أبناء الشعوب الأخرى. وجاء رد الرئيس الأمريكى على معاناته من اضطرابات عقلية واجتماعية، بالإعلان عن نفسه بأنه «عبقرى مستقر جداً عقلياً»، وهو رد ليس مستغرباً من الشخصيات التى تعانى من النرجسية وتعيش على تضخيم ذاتها.
إن الرئيس الأمريكى يعيش فى كوكب آخر، لا يضع للقانون الدولى أى اعتبارات، فضلاً عن أن مقترحاته بتهجير الفلسطينيين من أرضهم غير عملية وتؤجج الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وتعطى الكارت الأخضر لوحوش الكيان الصهيونى بالاستمرار فى إبادة الأبرياء العزل.
تسببت تصريحات «ترامب» فى صدمة المحللين السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان وجميع مناهضى أطماع الاحتلال فى العالم، كما أدت إلى ثورة غضب على مواقع التواصل الاجتماعى، وحالة من الغليان فى الشعوب العربية، خاصة مصر التى واجهت هذا الهراء برفض رسمى وشعبى حاسم.
ورغم تصريحات الرئيس الأمريكى المستفزة، إلا أنها أدت إلى إعادة تأكيد الموقف المصرى الموحد تجاه حقوق الشعب الفلسطينى، حيث وقف على قلب رجل واحد رافضاً هذا الهراء بكل قوة، مسانداً للقيادة السياسية ضد أى تصريحات أو أطماع من شأنها أن تمس تراب الوطن. هذا التحرك السريع لكل أطياف المجتمع من مؤسسات ونقابات وأكاديميين وشخصيات عامة ومسئولين وبرلمانيين، يعكس نبض الشارع الذى يرفض محاولات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.
ختاماً، يجب على «ترامب»، ويجب على العالم أجمع، أن يدرك أن الشعب الفلسطينى له تاريخه العريق وأرضه المقدسة وحقه الأصيل ولا يمكن نفيه أو تهجيره أو إبادته، وأن مصر تدعم كل الحقوق المشروعة لهذا الشعب الذى يعانى منذ مائة عام، من خلال مطالبتها الدائمة لمجلس الأمن بتنفيذ جميع القرارات الدولية التى تؤكد حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية حتى تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار. أما التصريحات الهوجاء عن تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم وتوطينهم فى مصر أو الأردن، فليست سوى كلام فى الهواء لن يكون له أى صدى فى الواقع أو على الأرض.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حق الشعب الفلسطينى الشعب الفلسطينى تصريحات ترامب منظمات حقوق الإنسان رؤية عاطف خليل الرئيس الأمريكى ترحيل سكان غزة إلى مصر الرئیس الأمریکى
إقرأ أيضاً:
قيادي بـ«مصر أكتوبر»: تصريحات الرئيس السيسي أكدت أن فلسطين قضية مصرية
قال أحمد سامي سليمان، أمين شباب الجمهورية لحزب مصر أكتوبر، إن كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بشأن رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، كانت كلمة كاشفة، وأوضحت بشكل واضح الموقف المصري الثابت والراسخ تجاه القضية الفلسطينية.
لا يمكن أن تشارك مصر في ظلم تهجير الشعب الفلسطينيوأضاف «سليمان»، في بيان له، أن تصريحات الرئيس السيسي، أكدت أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية هي قضية مصرية في الأساس وقضية كل مصري، ولا يمكن أن تشارك مصر في ظلم تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، كما أكد الرئيس السيسي في كلمته.
وأشار أمين شباب الجمهورية لحزب مصر أكتوبر، إلى أن تكاتف الجميع من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري هو واجب وطني، مشيرًا إلى أن تصريحات الرئيس السيسي، تبعها تفاعل كبير شعبي وسياسي جاء كتأكيد على أن الجميع على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية والرئيس السيسي.
مصر دائما ما كانت تحمل القضية الفلسطينية على عاتقهاوتابع، أن مصر دائما ما كانت تحمل القضية الفلسطينية على عاتقها، ولا تدخر جهدًا في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، سواء منذ الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، أو قبل ذلك عبر مواقفها التاريخية العديدة.