يمانيون../
يحيي اليمنيون هذه الأيّامَ الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رحمه الله- الذي أسّس مداميكَ المشروع القرآني.

وتأتي هذه الذكرى الأليمةُ والفاجعة الكبرى لاستشهاد حليف القرآن والمسيرةُ القرآنيةُ تشهدُ تطورًا كَبيرًا تجاوَزَ المنظورَ المحلي والإقليمي والدولي؛ ليصل إلى العالمية.

وفي إحدى ملازمه يؤكّـد الشهيد القائد أن “من أعظم نكبات الأُمَّــة الإسلامية أن تفقد عظماءَها وقادتها من أعلام الهدى”؛ وذلك لما يحملونه من فكر نيِّر، ومنهجٍ صحيحٍ يرقى بالأمة الإسلامية ويقودها إلى بر الأمان.

ومن محاسن الأمور وملامح اللطف الإلهي أن منَّ الله على الشعب اليمني بقائد حكيم، شقيق للشهيد القائد، ومرادف له في العظمة، والحنكة، والثقة المطلقة بالله رغم أنه من المعروف تاريخيًّا أن كُـلّ أُمَّـة تفرِّط بعلم من أعلام الهدى تعيش فترة تيه لسنين من الزمن، غير أن الإرادَة الإلهية قضت بتهيئة السيد القائد عبدِالملك ليقودَ المشروع القرآني الذي بدأه أخوه الشهيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-.

وبتأييد إلهي كبير ورعاية ربانية استمر المشروع القرآني في التوسع والنهوض بالرغم من مواجهته العديد من الصعاب والعراقيل التي وُضعت أمامه؛ بهَدفِ القضاء عليه، بدءًا بالسلطة الظالمة، مُرورًا بأصحاب الأفكار الطائفية والمذهبية، ثم التكالُب العالمي ضد اليمن بقيادة السعوديّة والإمارات، والتي استمرت في حرب ظالمة ضد اليمن لعشرة أعوام متتالية، وُصُـولًا إلى التورُّط الأمريكي المباشر في العدوان على اليمن، حَيثُ سعى أعداءُ المشروع القرآني للقضاء عليه بمختلف الوسائل والطرق، غير أن الإرادَة الإلهية كانت وما زالت حاضرة بقوة مع المشروع القرآني ليمثل معجزةَ العصر المجدِّدةَ للقرآن الكريم.

نقلة نوعية لليمن
وللتأكيد على حيوية هذا المشروع يؤكّـد النائب الأول لرئيس الوزراء، العلامة محمد مفتاح أن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- أسّس مشروعًا تحرّريًّا قرآنيًّا أسهم بشكل فاعل في إحداث نقلة نوعية لليمن على المستوى العالمي.

ويوضح أن الشهيد القائد “صنع نموذجًا قويًّا ومشرِّفًا للأُمَّـة الإسلامية في مقارعة الباطل”، مؤكّـدًا أن “المسيرة القرآنية لا سِـيَّـما بعد طوفان الأقصى وصل صداها للعالم أجمع”، موضحًا أنه “لم يعد أي شخص في الكرة الأرضية لم يعرف المشروعَ القرآني ولا المؤسّس له”.

ويبيّن أن “الشهيدَ القائدَ ومشروعَه القرآني أصبح الرقمَ الأولَ عالميًّا في مواجهة الهيمنة الأمريكية وغطرستها، مُشيرًا إلى أن اليمن أصبح بعد معركة طوفان الأقصى العظيمة منارًا للعالم، كما أنه أصبح ملاذًا للمستضعفين، وصوتًا للمكلومين من مختلف بلدان العالم”.

ويلفت إلى أن اليمنيين حملوا الراية في مواجهة قوى الشر العالمي أمريكا و”إسرائيل” وحلفائهم، وهذه نعمة كبرى منَّ بها الله على الشعب اليمني، موضحًا أن الذكرى السنوية للشهيد القائد -رضوان الله عليه- تمثل محطة لاستلهام الدروس، والعبر من تضحياته.

وقال: “لقد أوجد المشروع القرآني للأُمَّـة الإسلامية مستقبلًا عظيمًا بعد أن فقدت بريقها، وأصبحت خانعة ذليلة لا تجرؤ على مواجهة الباطل، ليأتي المشروع القرآني كمنقذ للمسلمين، ومخلِّصٍ لهم من جور الطغيان الأمريكي وضلاله المبين”.

وفي هذه الجزئية يؤكّـد العلامة مفتاح أن مستقبل المشروع القرآني واعد بالنصر الإلهي المؤزر والغلبة على أعداء الدين والعقيدة من اليهود وحلفائهم.

“ويستلهم اليمنيون خلال الذكرى السنوية للشهيد القائد من خطابات السيد القائد العَلَمِ عبدِالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- التوعويّة الدروسَ والعبر من، التي تمثل برنامجًا عمليًّا للأُمَّـة الإسلامية يفلحُ كُـلّ من يسير عليه، ويخيب كُـلّ من يتخلف عنه”.

وتتزامن الذكرى الأليمة مع الذروة التي ترافق المشروع القرآني، والذي أصبح عالميًّا بعالمية المشروع وعالمية المسيرة القرآنية.

وفي السياق يؤكّـد رئيس الوزراء أحمد الرهوي أن “الشهيد القائد بنظرته الحكيمة والواعية للأمور وتشخيصه الدقيق للأحداث واستشرافه للمستقبل جعل المشروعَ القرآني مشروعًا كونيًّا بعد أن كان مشروعًا محصورًا في منطقة محدّدة”.

ويوضح أن “صدق النوايا التي حملها الشهيد القائد هو ورفقاؤه وثباتَهم على المبدأ القرآني شكّل عاملًا قويًّا وأَسَاسيًّا في نهضة المشروع القرآني وارتقائه للعالمية”.

ويبيّن أن “المشروعَ القرآنيَّ ترجم عمليًّا جدوى اتّباعه وأن من يتمسك به ويعمل بما فيه فَــإنَّ النصر حليفُه مهما كانت عدةُ وعتادُ العدوّ”، مستدلًا بمعركتنا التاريخية والمفصلية في مواجهة قوى الهيمنة الأمريكية والبريطانية وكيف تغلَّب عليهم.

سر النصر اليمني
في معركة البحر الأحمر اندهش العالم، وانصدم العدوُّ الصهيوني والأمريكي والبريطاني وحلفاؤهم بصمود الجيش اليمني وقدراته الفائقة في تحييد الترسانة الحربية الأمريكية والغربية وجعلها خردة بالية لا تقدر على فعل شيء في الميدان.

ملامح الدهشة لا تزال ظاهرة على محيا العالم عن النقلة العسكرية الكبرى للقوات اليمنية، غير مدركين أن ما وصل إليه الجيش اليمني هو نتاج طبيعي وثمرة من ثمار المشروع القرآني.

ونظرًا لما وصل إليه اليمن من مكانة مرموقة عالميًّا فَــإنَّ الشعب اليمني يحيي الذكرى الأليمة للشهيد القائد -رضوان الله عليه- مستوحيًا العظة والعبرة من تفاصيل حياته.

وحول هذا يؤكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن اللواء جلال الرويشان أن “الهدف من إحياء الذكرى يكمن في اللقاء نظرة على المشهد الكلي للمسيرة القرآنية منذ التأسيس وحتى اللحظة”.

ويوضح أن “المسيرة القرآنية تميزت بتمسكها القوي بالقرآن الكريم، وجعلته الدستور الذي تنطلق من خلاله”.

ويشير إلى أن “المراحل العملية التي رافقت المشروع القرآني أثبتت عظمته وقوته، وأنه المشروع الأنسب للأُمَّـة الإسلامية”، مبينًا أن “المشروع القرآني قاوم وانتصر على الطغيان المتكرّر بدءًا بالطغيان المحلي، وُصُـولًا للطغيان العالمي”.

ويرى الرويشان أن “المشروع القرآني جسّد للعالم أن من يثق بالله، ويتمسك بالقرآن لا يمكن هزيمته، وإن واجهه أعتى وأشرس دول العالم”، لافتًا إلى أن “اليمنيين تعلموا من مشروع الشهيد القائد الثقة المطلقة بالله، والتمسك به والركون عليه في كُـلّ أمور حياتنا”.

القرآن الكريمُ أَسَاسُ الرفعة والعزة

لقد تمكّن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي من استنهاض الأُمَّــة الإسلامية، وجعلها تستشعر مسؤولياتها الدينية بعد أن خفتت وخملت، وأصبحت خانعة للأعداء، وهزيلة لا تقدر على عمل شيء.

وفي هذا السياق يؤكّـد نائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى أن “المشروع القرآني نجح -بفضل الله تعالى- في إعادة الروح الإيمانية والجهادية لدى أبناء الأُمَّــة الإسلامية”.

ويقول : “إن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- بعث في هذه الأُمَّــة روحَ الإيمان، وروحَ الثقة بالله سبحانه وتعالى، واستطاع أن ينهض من لا شيء؛ نتيجة اعتماده على الله، وارتباطه بالقرآن الكريم”.

ويضيف: “كانت المسيرة القرآنية في بدايتها ذات إمْكَانيات بسيطة جِـدًّا ولكن تمسكها بالقرآن الكريم جعلها أُمَّـة قوية عصية على الأعداء يُحسب لها ألفُ حساب”.

ويشيرُ إلى أن “الشواهدَ العمليةَ أثبتت أنه لا مجالَ للأُمَّـة الإسلامية، ولا فلاحَ لها ولا عزة ولا رفعة لها إلا بالتمسك بالقرآن الكريم، والسير عليه كمنهج عملي”.

محمد ناصر حتروش| المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: حسین بدر الدین الحوثی المسیرة القرآنیة المشروع القرآنی رضوان الله علیه بالقرآن الکریم الشهید القائد للشهید القائد ـة الإسلامیة مشروع ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بذكرى استشهاده.. افتتاح معرض “شاهد وشهيد” للقائد حسين الحوثي في مدينة الحديدة

 

الثورة / أحمد كنفاني

أُفتتح بمدينة الحديدة أمس، معرض “شاهد وشهيد” للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، تنظمه السلطة المحلية والتعبئة العامة، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد للعام 1446هـ.
يهدف المعرض الأكبر من نوعه على مستوى المحافظات، إلى التعريف بشخصية الشهيد بوصفه نموذجاً للقائد التاريخي، الذي يذكر الجميع بمواقفه وقراراته السياسية من القضايا العالمية والإقليمية والمحلية، والأفلام الوثائقية ذات القيمة التاريخية التي تستمد أهميتها من تلك الفترة التي عاشها الشهيد الراحل قائداً قوياً للوطن، في عالم يموج بالاضطرابات العالمية.
كما يمثّل المعرض وثيقة لتعريف الناس بشهيد القرآن- رحمه الله، ويحتوي على مجموعة كبيرة من الصور التي توثّق مراحل مختلفة من حياته.
ويسلّط المعرض الضوء على عدد من المحطات المهمة في جهاده وعدم رضوخه للظلم والاستعباد، ومشروعه القرآني التنويري والأهداف التي انطلق من أجلها في جميع المسارات.
ويشتمل المعرض على مجموعة كبيرة من محاضراته الشهيرة، وعدد من الوثائق المكتوبة والمرئية والصوتية التي تبرز مواقفه التاريخية إزاء القضايا المحلية والإقليمية والدولية.
ويضم المعرض جوانب وصوراً مختلفة من قصة كفاحه رحمه الله ومواقفه في سبيل نهضة وطنه، ويعرض كثيراً من المعلومات الموثّقة بالصور المختلفة عن مشاهد للحروب الستة على صعدة، وجرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، وجرائم الكيان الصهيوني على غزة، وأجنحة مخصصة لموقف اليمن في دعم وإسناد فلسطين، وتوثيق شامل للعمليات التي نفذتها القوات المسلحة في البحار واستهداف عمق الكيان الصهيوني المحتل.
كما يبرز المعرض بين أروقته وأجنحته المتعددة، الوضع المأساوي للأمة العربية، وفترة ما قبل وبعد انطلاق ثورة الحادي والعشرين سبتمبر، ومجسمات التصنيع الحربي، والذي يضم الأسلحة والصواريخ اليمنية المحلية الصنع، ومجسمات إبداعية وانفوجرافيك، عن الصمود الأسطوري اليمني، والعديد من الأحداث في العالم التي كان للجانب الأمريكي والصهيوني الدور الكبير في ارتكاب الجرائم فيها، ومشاهد من الحربين العالمية الأولى والثانية، وما تعرضت له الشعوب والعديد من البلدان من حروب وقتل وامتهان لكرامة الإنسان.
وخلال افتتاح المعرض، الذي شهد اقبالاً كبيراً من قبل جموع من القيادات المحلية والتنفيذية والعسكرية والأمنية من محافظة الحديدة ومختلف المحافظات، والمواطنين، الذين عبروا عن تمسكهم واعتزازهم بقيم الصمود وانتهاج ثقافة القرآن والثورة ضد الظلم والفساد الذي انتهجه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه، أكد محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، أن المعرض الذي يأتي تنظيمه في إطار إحياء ذكرى الشهيد القائد باعتبارها محطة لاستلهام معاني التضحية والعطاء من سيرته في مواجهة التحديات ومواجهة قوى الطغيان، وأخذ الدروس والعبر من حياته التي كرسها لخدمة الدين الإسلامي ونصرة قضايا الأمة العادلة.
لافتا إلى أن الشهيد القائد قدم مشروعه المعمد بالحبر والدماء، لتصحيح مسار الأمة ليحقق ما عجزت عن تحقيقه مختلف المشاريع النهضوية الحديثة بشمولية الأهداف وموضوعيتها ومصداقيتها.
وأشار إلى ما يعيشه الشعب اليمني اليوم، من عزة وكرامة وتمكين، نتيجة وثمرة لمضي الشعب على نهج الشهيد القائد والتمسك بالهوية الإيمانية والنهج القرآني، منوهاً بمواقف الشهيد القائد تجاه نصرة القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي .. باعث العرفان العملي
  • المشروع القرآني: صوتُ الحرية في زمنِ الطغيان
  • بذكرى استشهاده.. افتتاح معرض “شاهد وشهيد” للقائد حسين الحوثي في مدينة الحديدة
  • صعدة: فعالية خطابية إحياءً لذكرى الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي
  • إنْ هي إلا سيرةُ الشهيد القائد أَو النار
  • قراءة فكرية في التغيرات الكبرى التي صنعها السيدُ حسين بدرالدين الحوثي
  • الشهيد القائد والمشروعُ القرآني التحرّري
  • بالصور | افتتاح المعرض المركزي لشهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) في الحديدة
  • تعرف على الشهيد القائد ومشروعة القرآني عن قرب